وائل الريفي
22-12-2011, 11:26 PM
قسـم الأولفي الشجــرة الإدريسيـة و فروعهـا الزكيـة
أقول وعلى الله أتوكل و بحوله نستعين فإن مولانا إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وابن مولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فتقدم أنه لما توفي رحمه الله خلف بضعة عشر وانهى يعضهم إلى عشرين والمشتهر منهم (بنو القاسم وبنو محمد وبنو عمران وبنو عيسى و بنو أحمد وبنو عبد الله وبنو داود و بنو يحي وبنو كثير وبنو عمر وبنو حمزه ) وأولاد على وقد تفرع من هذه الفروع الكريمة فروع كثيرة وشعوب عديدة في أقطار متبائنة سنذكرها بحول الله وقوته ( أقول الفرع الأول من الشجرة الإدريسية) وهو المولى محمد بن إدريس بن إدريس فكان رحمه الله قام بأمر الخلافة من بعد أبيه وقسم الملك على اخوته بإشارة من جدته الست كنزة وبقي هو بمحروسة فاس إلى أن قبضه الله إليه في سنة 221 أحد و عشرين ومائتين هجرية ودفن مع أبيه وخلف سبعة فروع كرام وسادة فخام وهم السيد ( علي ) و السيد (أحمد) و السيد ( إبراهيم ) و السيد ( عبد الله ) و السيد ( القاسم) والسيد ( المهدي ) و السيد ( يحي ) وقال الإمام السيوطي خلف إثنى عشر ولدا فزاد عن الأولين ( محمد وجعفر وإدريس و الحسن و الحسين ) وكلهم فيهم العقب والخلف كما لأبناء عمهم و امتدت فروع شجرتهم في جميع النواحي و الأصقاع وعمروا الأرض و البقاع وقوت شوكتهم وصار الملك يتداول بين خلفهم وخلف أبناء عمهم إلى أن أراد الله ظهور حكمته فسلط عليهم الظالم موسى بن العفية البربري الجلوتي فبدد شملهم وفرق جمعهم وسعى في قطع دابرهم حيث سبقت له الشقاوة فكان مدة ملكهم مائتين وستة وأربعين سنة 146 ولما جار عليهم فروا من محل سلفهم وتفرقوا على البراري والقفار خوفا من الفضيحة والعار قال صاحب كنوز الأسرار أول من فر من الأدارسة لجبل الاعلام السيد ( سلام بن مزوار بن علي المكني حيدرة بن محمد بن مولانا إدريس ) ثم فر إلى الجبل أيضا السيد محمد بن ميمون بن جباره ابن علي بن محمد بن مولانا إدريس ثم فر إلى جبل زواوة الكتاني أمير الناس يحي ابن عمران بن يحي بن يحي بن محمد بن إدريس بن إدريس ثم فر إلى فجيج واستوطن عين وتدغين ( السيد عبد الرحمان بن علي بن إسحاق بن أحمد بن محمد ابن ادريس بن إدريس ) ثم فر إلى عدوة الأندلس أولاد عيسى بن عبد الله بن ابراهيم بن علي بن محمد بن إدريس بن إدريس ثم فر إلى العدوة أيضا أولاد أمرئ ابن عزوز بن غانم بن محمد بن دواد المهدي بن محمد إدريس بن إدريس ثم فر إلى سجلماسة السيد عبد الرحمان بن علي بن ابراهيم بن علي بن محمد بن إدريس بن إدريس ( وقال الإمام السيوطي) خرج من مدينة فاس سبعمائة رحيل من الشرفاء فارين إلى جبال غمرة وإثنا عشر رحيلا إلى جبال تادلة وسبعة إلى فجيج وأربعة إلى سجلماسة وعشرة إلى سوس الأقصى وأربعة إلى دكالة و أربعة إلى تامسنا وسبعة إلى أوطاط و سبعة إلى وادي عزة وثمانية إلى الساقية الحمراء و عشرة إلى الأندلس و لصاحب الدر قال:
وفي ابن خلدون عن المروانـي أخرج جميع الشـرفا الأعياني
إلــى الجــزيرة لما غلـبا على بلادهــم وحاز المغربا
وفرعت فـاس من الأشـراف و هرب الكل إلى الأطـراف
لهم ديار تعـرف بالسحـاري وفي جبال الغـرب والبراري
مثــل فجيج وكـذا المصمده وغيرهم ما لست أحصى عدده
حتى أتى بعـض ملوك الغرب وجمع الناس لمــولد النبي
مستدعي الإشـراف ممن عرف فجاء بعض من كبار الشـرفا
منحــه التبجـيل و التعظيـم والقرب و الإجلال والتكريـم
إلخ ما يأتي: فلما تسلط عليهم الظالم ابن العفية قيحه الله تفرقوا وهاجروا فاس موطن سلفهم وتغيرت أنسابهم وبدلوا ألقابهم خوفا على أنفسهم وحريمهم فضاع نسبهم فصار الشخص ينسب نفسه للبلد التي يسكن بها وهذا هو السبب الأقوى في تغيير الأنساب فنسبة الشخص للبلد التي يسكنها دون نسبة إلى أصله وقبيلته فالقريشي مثلا إذا سكن الجزائر أو تونس أو مصر ويقال أنا جزائري أو تونسي أو مصري فينقلب عليه اسم تلك البلد ويتناسى نسبه وقبيلته وأصله قال الحافظ الواقي في الفتيه في مصطلح الحديث وضاعت الأنساب بالبلدان فنسب الأكثر للأوطان ولذا قال صاحب عجائب الأسفار يتعذر معرفة نسب الأشراف في وقتنا لاندماجهم في البرابر و العرب و قد نفى الكثير من الأشراف لهذا السبب فتمادوا رحمهم الله على إخفاء نسبهم إلى أن ظهرت الدولة المرينية رحم الله رجالها فسارت سيرة العدل و الإنصاف فكانت هي السبب في رجوع الأشراف لمحل سلفهم وظهور نسبهم.
القســـم الثـاني
في الشجــرة السليمانية وفروعها الكريمة
قال المؤلف تقدم لنا أن أول من دخل المغرب الأقصى هو مولانا إدريس بن مولانا عبد الله الكامل بن مولانا الحسن المثنى بن مولانا الحسن السبط بن مولانا علي كرم الله وجهه ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدهم مولانا سليمان وقيل أول من دخل المغرب ونزل تلمسان هو مولانا سليمان وصححه الحلبي و أبو الربيع العلمي اعتمادا على ما للنوفلي و ابن خلدون وابن أبي زرع وغيرهم وقيل الداخل له و النازل بتلمسان هو ابنه محمد دفين جبل وهران و عليه جمهور المتقدمين قالوا إن سليمان قتل بفخ كما عند مصعب وابن حزم وغيرهما والمبايع له بتلمسان هوابنه محمد دفين جبل وهران وعقبه بعين الحوت واتوات ووادي الشلف و تونس و آشكول وتاهرت و تراره ووادي ملويه و الشقراني من مستغانم وبمصرو السودان وتادلة وسجلماسة و قشتالة وبقبيلة الأخماس و فاس ووادي الرمان و غير ذلك وسنذكر كل فرع بمحله قال صاحب القرطاس لما ظهر النفس الزكية بمكة فبويع له بالموسم و تبعه أهل مكة والمدينة والحجاز وكان له ستة إخوة حسب ما تقدم فبعث أحدهم لإفريقيا ليدعو الناس فأجابه بها خلق كثير من البربر و بعث آخر لخراسان ليدعو الناس أيضا للمبايعة وبعث سليمان لمصر ليدعو الناس للمبايعة أيضا فلما اتصل به خبر وفاة النفس الزكية فر إلى بلدة النوبة ومنها إلى السودان ثم رجع إلى زاب إفريقيا منها إلى تاقدامت وقام بها أياما ثم انتقل لتلمسان و استوطنها في خلافة مولانا إدريس وتزوج بها فولد له عشرة أولاد وقيل أحد عشر وهم محمد وأحمد و إدريس و إيراهيم و علي و سليمان و عيسى و الحسن و الحسين و عبد الله و قال الإمام السيوطي وأما مولانا سليمان قتل بفخ وخلف ولدا واحدا وهو محمد ومنه تفرعت أغصان هذه الشجرة وكل شريف حسني سليماني فهو من أولاد مولانا محمد بن سليمان دفين جبل وهران .
القسـم الثـالث
في الشجرة الموساوية القادرية وفروعها المباركة
قال المؤلف الكلام في هذا القسم على موسى الجون بن مولانا عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب بن فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و الجون لقبه وهو من الأضداد يطلق على البياض و السواد ولقب به رحمه الله لشدة أدمته وكان رحمه الله طعن في السن وكان عالما عاملا محدثا فاضلا مجاب الدعوة ولما توفي خلف فرعين طيبين السيد ابراهيم والسيد عبد الله الملقب بالرضي ويكنى بأبي الكرام ومنهما امتدت أغصان هذه الشجرة وتفرعت فمن أولاد السيد ابراهيم بنو الأخيضير محمد بن يوسف بن ابراهيم ملوك اليمامة وقد قام ملكهم بها إلى زمن العباسيين و الملك وقتئذ المعتز فحارب إسماعيل بن يوسف منهم فهزمه وقتل من أصحابه خلق كثير ولم يزل الأخيضريون هناك مشهورون وأما السيد عبد الله الرضى أبو الكرام ففيه العقب والبيت .
القسـم الرابــع
في الشجرة الحسينية العلوية وفروعها السامية
قال المؤلف نتكلم في الشجرة السمية على مولانا إبراهيم و السيد عيسى والسيد يحي وتختم بفروع مولانا النفس الزكية وبهم نختم الشجرة السمية أقول وعلى الله قصد السبيل (فأما السيد إبراهيم ) فكان بعثه الإمام محمد النفس الزكية داعيا إلى البصرة فاجتمع عليه خلق كثير ممن قام بدعوته وحمل على أتباعه الإمام أبو حنيفة النعمان و لا زال يحارب عيسى بن موسى القائم بدعوة المنصور وقد أشرف على النصر بعد حروب ووقائع قتل فيها ابراهيم بسهم مسموم غدرا وخلف ولده السيد الحسن وخلف السيد الحسن السيد عبد الله وعقب عبد الله ولدين أبا عبد الله محمد الأعزابي يعرف بالحجازي وابراهيم الأزرق وعقبيهما بما وراء النهر وخرسان والعراق والينبع والله أعلم (أما السيد يحي ) بن عبد الله الكامل فكان بعثه النفس الزكية داعيا أيضا لبلد الديلم فلما قتل أخوه بايعه أهل تلك الأقطار وقويت شوكته فخافه الرشيد ودس إليه من قتله بعد أن أنزله من تلك الصياصي الديلمية وقد خلف ولده محمد الأنيش و أعقب محمد فرعين السيد أحمد و السيد عبد الله وإليه ينسب بنوا الصناد و الانيشيون ولهم شهرة بتلك الأقطار الديلمية وزاد بعضهم عيسى ولهم عقب كثير ببلد السدان القاصية والدانية فمنهم فرقة ببرنو وفرقة في حوصة وفرقة في فلال وفرقة في فزان وفرقة في اغدائس وفرقة في تنبكتوا وفرقة في الأنباط وفرقة في مكة المشرفة وغيرهم والله أعلم وأما أهل برنو فجدهم الجامع لشعبهم محمد بن أحمد بن عبد الله بن عثمان بن أبي محمد بن عبد الله بن عبد المالك بن عامر بن أحمد ابن محمد بن إبراهيم بن موسى بن عيسى بن يحي بن عبد الله الكامل وأما أهل حوصة فجدهم غانم بن إبراهيم أحمد بن عبد الله بن أبي القاسم بن منصور بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن علي بن محمد بن سعيد ين محمد بن أحمد بن محمد بن يحي بن عبد الله الكامل وأما أهل غدائس فجدهم عبد الله بن ايراهيم ين أحمد بن محمد بن علي بن أحمد ابن محمد ابن يحي بن عبد الله الكامل وأما أهل تنبكتو فجدهم عبد الكريم بن عبد الله ابن عبد الخالق بن أحمد بن أبي القاسم بن محمد بن علي بن عبد الجبار بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن موسى بن يحي بن عبد الله الكامل (وأما السيد عسيى) ابن مولانا عبد الله الكامل فلم أقف له على عقب و الله الدائم (و أما أصل الفروع الزكية الكريمة السمية) مولانا محمد النفس الزكية ذو الأغصان الطيبة التي امتدت شرقا وغربا فكان رحمه الله بايعه أهل المدينة بأمر الإمام مالك رضي الله عنه كما قدمنا فوقعت له حروب ووقائع كثيرة مع بني العباس ولازال يحاربهم إلى أن توفي 144 أربع و أربعين ومائة هجرية في حياة أبيه وحمل رأسه إلى المنصور وهو حمله لأبيه نكاية وله مئاثر كثيرة وفضائل غزيرة ولما توفي خلف سبعة أولاد قيل ستة وهم القاسم وبه يكني ويلقب الأكبر و عبد الله الأشتر وفيهما البيت و العدد وعلي والحسن بالتكبير خلافا لمصعب إذ جعله مصغرا و أحمد و إبراهيم و الطاهر وقد أثبتهم صاحب درة التيجان بقوله
محمد فرع المعالي قد سمـا ولد سبعة كالثريا في السمـا
فمنهم القاسم فيمــا ذكروا وعابد الإله وهو الأشتــر
وفهما العقب و الأنســاب و البيت والشرف و الإحساب
ثم علي و الحسين الباهـر أحمد إبراهيم ثم الطاهـــر
وذاك في الدر السني ما ذكر وعدهم سبعا وفي ذاك نظـر
و التحقيق ما في الدر السني واصل هذه الشجرة هو ينبوع النخيل مركز الأشراف ومعدن الأصداف وقد تفرعت على جميع الأصقاع خصوصا المغرب الأقصى فعدهم به لا يحصى وفصلهم فيه لا يستقصى فأول قادم من ينبوع النخيل على الأماكن السجلماسية هو السيد الجليل و الجهبد الأصيل مولانا الحسن بن قاسم بن مولانا محمد النفس الزكية سليل مولانا عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب بن فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عام 664 أربع وستين وستمائة هجرية في دولة يعقوب المنصور المريني وسبب قدومه على سجلماسة قصة مشهورة يطول شرحها ومنه تفرعت الشجرة العلوية الحسينية بالمغرب الأقصى فكان منهم الزهاد والعباد والعاملون والعلماء الراسخون والغزاة المجاهدون والخلفاء الراشدون وذوو الشجاعة و الشهامة فقد حازو قصبة سبق في كل مضمار فلم يدانهم أبناء جنسهم في كل الأعصار والشمس لا تحتاج لدليل في رابعة النهار فمنهم سلاطين المغرب في التاريخ يتداولون الملك خلفا عن سلف منذ قرون إلى وقتنا هذا منهم السلطان الأفخم مولاي يوسف ونجله المبجل مولاي محمد وأعمامه العلامة الأفخم السلطان مولاي عبد الحفيظ والسلطان مولاي عبد العزيز وآبائهم وأجدادهم خلد الله ذكرهم في العالم وأدام العزة والسلطنة في خلفهم إلى يوم الدين ولهذه الشجرة فروع كثيرة قال صاحب الدرر إنهم يزيدون على ستين ألفا وهذا في سنة 1314 هجري ولا شك من تلك السنة إلى يومنا هذا قد زاد عددهم وقرهم الله آمين.
القسـم الخـامس
في الشجـرة الحسينيـة وفروعهـا الطيبـة
قال المؤلف عفا الله عنه وأما الفرع الكريم السامي الشامخ الفخيم مولانا الحسين شهيد كربلا بن مولانا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بن مولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقدم الكلام على تاريخ ازدياده ووفاته وما خلفه من الأولاد وقد انحصر عقبه في إبنه علي الأصغر المكنى زين العابدين ولما توفي في سنة 94 هجري خلف من الأولاد خمسة عشر وقيل أكثر و الذي عند مصعب احد عشر وهم ( حسين الكبير والقاسم وعبد الرحمان وداود وسليمان ) وانحصر عقبه في ستة منهم وهم ( محمد الباقر وعبد الله الباهر ويعرف بالأرقط و زيد الشهيد و عمر الأشرف و الحسين الأصغر وعلي الأصغر ) أما علي الأصغر بن علي زين العابدين إبن مولانا الحسين خلف ولدا واحدا وهو السيد الحسين الأفطس و خلف الأفطس هذا خمسة أولاد وهم علي خزيدي و عمر و الحسن و الحسين و عبد الله الشهيد قتيل البرامكة أما علي أو الاخوة فخلف عليا أيضا وخلف علي هذا الحسن الرائس وعمر ابن الحسن الأفطس فقتل في وقعة فخ وخلف هذا الحسن خمسة فروع وهم إبراهيم وعمر و محمد والحسن و الحسين و كلهم أعقبوا ووقع الكلام في هذه الشعبة حتى نفاها أبو نصر و الصحيح خلافه وأن نسبهم وثيق وهو ثابت في جميع الجرائد الحسينية كما حققه جمع من أئمة هذا الشأن ومن أعقابه بنو طربلة وبنو ستيرة وأما الحسن بن الحسين الأفطس فكان ولي مكة المشرفة أيام قيام إسماعيل بن ابراهيم القمري بن عبد الله الكامل ثم دعا لنفسه فلم يتم له أمر وقد خلف فرعين وهما أبو عبد الله محمد والسيد الحسن ابن الحسين الأرقط فكان آية في العلوم ويلقب الدينور لإقامته بها ولد سنة تسع وثمانين ومائة هجرية وتوفي سنة أربع وسبعين ومائتين هجرية و له هناك عقب من ولديه عبد الله ومحمد ومن عقب الحسين الأفطس أولاد السمار وله عقب كثير بالمدينة المنورة على ما نقله الشريف السمرقندي وأما عبد الله الشهيد بن الحسين الأفطس من أبنائه بنو الفاخر وبنو الأغز بالمدائن من أرض العراق وكانت فيهم النقابة وأما السيد الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب فخلف سبطا واحدا وهو أبو عبد الله محمد المحدث توفي سنة تسع وخمسين ومائة هجرية ودفن بالبقيع وخلف سيدي محمد هذا خمسة أنجال وهم عبيد الله الأعرج و عبد الله وعلي الحسن وسليمان أما عبيد الله الأعرج فتختلف عن بيعة الإمام محمد النفس الزكية فخلف أن رآه ليقتلنه فلما اتي له به أسيرا غمض عينيه لئلا يراه فيحنث ثم عفا عنه ومن عقبه بو ميمون وبنو حمزة بالمشرق وبنو القاسم بالكوفة ومن أبناءه محمد الأشتر بن عبد الله الذي مدحه المتنبي بقصيدته العالية وقد تفرعت عنه فروع كثيرة وهم بنو عباس وبنو العشر و المصانسة وبنو عدام وبنو عجيبة وبنو الصائح وبنو مقلاع وبنو —-وبنو طبيق وبنو الأسود وبنو عجوج وبنو الفراش وآل المفاخر وبنو أبي — وبنو مصابح وبنو المهنا و بنو المختار وبنو حبيبة ومن عقب صاحب الترجمة أيضا شفق وبنو عكة عكدان وبنو فاس وبنو غيلان وبنو الأعرج وأولاد عرفة وبنو مخيط وبنو جزعر وبنو كثير وبنو رهيم والوحاحدة والحمرات والمعاينة والحمامرة وبنو السيف و الهواشم و الدرنة والملاعب والعرفات و غيرهم ممم لا يكاد يحصى وأما سيدي عمر بن علي زين العابدين فخلف عليا الأصغر المحدث وخلف علي هذا القاسم وعمر الشجري و الحسن فأما السيد القاسم فعقب جعفر الصوفي القائم بالطالقان وقيل انقرض عقبه وقيل لا وأما عمر الشجري نسبة إلى الشجرة قرية قريبة من المدينة وكان بها جماعة من الحسينيين والحسين فله عقب هناك بالمشرق وأما السيد الحسن فخلف السيد أحمد الصوفي المصنف المشهور والحسين المحدث الشاعر المعروف كما عند السمرقندي و الحسن الناصر الأطرش أمام الزيدية و إليه تنسب الناصرية منهم وكان له قيام بالديلم أسلم على يديه خلق كثير بتلك الأقطار الديلمية وله هناك عقب وأما السيد زيد الشهيد ابن مولانا زين العابدين فقد كان دعا لنفسه أيام هشام بن عبد المالك فبايعه أهل العراق وخارسان و الموصل الري والجزيرة فوجه إليه هشام جيوش الشام فخرج زيد للقائهم في جيوش أهل العراق فانهزموا عنه على عادتهم مع آبائه ولله دار البقاء فإنه قيل أن الشقاق والنفاق نشأ في أرض العراق ومنه شاع في جميع الأفاق فقتل زيد رحمه الله وحز رأسه وبعث به إلى هشام بالشام فأمر به فعلق في باب دمشق وقيل علق على باب روضة النبي صلى الله عليه وسلم قبح الله سعيه وقطع دابره ولما صلبت جثته رحمه الله نسجت العنكبوت على عورته وبقيت على ذلك أربعة أعوام وقيل إن بطنه الشريف ارتخى على عورته فغطاها ولا مانع من وجود الأمرين وصلب منحرفا عن القبلة فتحول إلى القبلة ولا زال مصلوبا إلى أن مات هشام وانتقل لدار البوار وتولى بعده الجبار العنيد الناكث المعاند الوليد الذي مزق المصحف الكريم لما استفال فخرج له وخاب كل جبار عنيد فمزقه وقال أتهددني بكل جبار عنيد فان سألك ربك فقل له مزقني الوليد فحرق الجثة بالنار ذلك تقدير العزيز الجبار وقد خلف زيد رحمه الله أربعة رجال وهم الحسين و عيسى و محمد ويحي أما السيد الحسين بن زيد فخلف أبا عبد الله محمد ويقال له ذو الدمعة الكثيرة لبكائه وهو خلف يحي والحسين وعليا فأما يحي فخلف سبعة وهم القاسم وعلي الزاهد وحمزه و محمد الاقساس وعيسى وعمر ويحي وبقية أولاد زيد فكلهم أعقبوا بالديار المشرفية فمن أعقابه بنو الشيبة وبنو الخالص وبنو المكارم وبنو ضنك وبنو الأمير وبنو المهذب وبنو قرة العين وبنو الأبرق وبنو أبي ثعلب وبنو ناصر وبنو الخطيب و بنو عيسى وبنو كاس وبنو عزيز وبنو أحمد وبنو بكر وينو فلية وبنو السدري وبنو سخطة وبنو الصابون وبنو زيد الشرف وبنو مقل وبنو أبي الحصراء وبنو شويكة وبنو أبي الفضائل وبنو المعرف وبنو عدنان وبنو أبي الفتوح وبنو شاكر وبنو سامة وبنو التقي وبنو عبد الحميد وبنو خزعل وبنو فضائل وبنو نصر الله وبنو الدباغ وبنو الجعفرية و بنو الطوير والزيود وبنو حكاك وبنو الحرة وغيرهم ممن لا يكاد يحصى
وأما السيد عبد الله الملقب بالباهر بن علي زين العابدين فخلف إبنه أبي عبد الله محمد الأرقط وإليه ينسب بني العريص أما أبو جعفر محمد الباقر ويلقب الساكن والهادي وأشهرها الباقر ولد رحمه الله بالمدينة في ثالث صفر سنة سبع أو تسع وخمسين من الهجرة وتوفي سنة سبعة عشر ومائة هجرية وعمره ثمان وخمسون سنة وأما أولاده فستة وقيل سبعة وعقب من فرع واحد وهو السيد جعفر الصادق رحمه الله وهو سادس الأئمة كنيته أبو إسماعيل أو أبو عبد الله ولقبه الصادق لصدقه ولد بالمدينة سنة ثمانين من الهجرة وقيل ثلاث وثمانين أمه فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وتوفي سنة ثمان أو تسع وأربعين ومائة هجرية وعمره ثمان وستون سنة ودفن في البقيع مع أبيه وجده رضي الله عنهم أجمعين وأما أولاده فسبعة أو أكثر وإنما أعقب من خمسة وهم السيد إسماعيل والسيد إسحاق والسيد محمد المأمون الديباج والسيد علي العريض والسيد موسى الكاظم أما السيد إسماعيل فكان أعرج وتوفي في حياة أبيه سنة ثمان وثلاثين ومائة هجرية بالعريض قرب المدينة ودفن بالبقيع وله أتباع من الشيعة يقولون بإمامته وقد خلف ولدين وهما سيدي محمد وسيدي علي أما سيدي علي فهو إمام الميمونة الطائفة المشهورة وتوفي في بغداد وأما السيد محمد بن إسماعيل ثاني الأخوين فكان كاتب عمه موسى الكاظم إلى أن قدم الرشيد للحج فوشى بعمه عند الرشيد و أفسد ما بينهما فقبض على موسى الكاظم وحبسه حتى كان من أمره ما كان فحظي محمد بن اسماعيل عند الرشيد وخرج معه إلى العراق فمات ببغداد ومن عقب إسماعيل صاحب الترجمة بنو البدلي وينو لقام وبنو صرخة وينو حماقات وينو حراكات وبنو غفلين والكل بالعراق ونواحيه وبنو البقيض وبنو عبد الله بالمغرب كما عند الشريف السمرقندي وآل البقيض ينسب العبيديون ولاة مصر وإفريقية بالمغرب وقد كثر الطعن فيهم جدا فنفاهم الأكثر وأثبتهم الأقل منهم ابن خلدون فقد حقق نسبهم فأولهم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و أما السيد إسحاق بن جعفر الصادق فمن عقابه بنو الحارث بن حمزة وبنو زهرة وبنو حاجب البار وأما السيد محمد المأمون الديباج بن جعفر الصادق لقب بالديباج لجماله قام بمكة وبويع بها وأخذ مال الكعبة فحاربه المأمون وظفر به ثم عفا عنه فتوجه إلى فرجان وبها توفي سنة ثلاث ومائتين هجرية وقد خلف ثلاثة رجال وهم علي والقاسم والحسين و من أعقابه بنو ناجي وبنو الهتار وبنو العروس وبنو الخوارزمية وأما السيد علي العريض بن مولانا جعفر الصادق كان عمر طويل وتوفي بالعريض قرب المدينة سنة أحد وستين ومائة وخلف احد عش ذكرا وعقبه من أربعة أحمد الشقراني والحسن وجعفر الأصغر وسيدي محمد ومن سيدي محمد هذا الشرفاء الصقليون غير الطاهريين منهم والسبتيين فإنهم من أولاد مولانا موسى بن اسماعيل بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أولاد جعفر الصادق فرقة بإزاء العين البيضاء بجبل العمور وفرقة ببلد السويد تعرف بأولاد ابراهيم التازي ومن هذه الفرقة أفراد بازآء شافع ابن زغبه تعرف بأولاد ابراهيم التازيى جدهم محمد بن أبي العطاء بن زيان بن عبد المالك بن عيسى الرضى بن موسى المرتضى بن عبد الله بن جعفر الصادق بن محمد الباقر إلخ وقال في الدرر السنية في السلالة الإدريسية فإن الشرف الحسيني المتفرع في نواحي الصحراء والساحل والريف وتلمسان وتونس و غيرهم فجدهم الأقرب إليهم المتفرع منه هذه الشجرة هو ( عبد الرحمن بن إدريس بن موسى بن إسماعيل بن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ين محمد الباقر بن علي زين العابدين بن مولانا الحسين بن علي ابن أبي طالب بن فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فكان عقب عبد الرحمان هذا أربعة أولاد أحمد وعبد القوي ومحمد الشراط كان قاضي بتاهرت وزيان كان قام بمدينة اتيارت وله عقب وأما الشريف ( عبد القوي ) فقام بالملك بعد أبيه بقصر تاقدمت في أواسط القرن السابع ولما مات خلف سبعة أولاد أو ثمانية وهم ( محمد الكبير ومحمد الصغير وعلي وأحمد وعبد السلام وعبد الرزاق وزيان وعبد القوي سمي باسم أبيه ) أما محمد الكبير فقام بالملك بعد موت أبيه ومنه انقطع ملك بني مولاي عبد الرحمن بن إدريس بتاقدمت ولي في سنة 698 هجرية وتوفي في سنة 741 هجرية فمدة ملكهم ثلاثة وأربعين سنة وأما علي فقد انتقل بإزاء وادي شلف وله فروع كرام وأما أحمد وزيان فقد انتقل بازاء تونس وأما محمد الثاني وعبد السلام وعبد الرزاق فقد انتقلوا إلى مدينة فاس ووصل خبرهم لأميرها يومئذ موسى بن أبي العافية البربري الجالوتي فقبض على محمد الثاني وقتله وقد خلف ولدا ابن عشرين يوما فهربت له جاريته المسماة حمامة إلى بطيوة وقامت به بإزاء جبل الحديد ولحق بها عبد الرزاق وعبد السلام و لهم عقب هناك بجبل الحديد والريف يعرف بأولاد حمامه والمذكور ها هنا بعض عقب إسماعيل بن موسى الكاظم قال النسابة السيد بن عنبة وولدا إسماعيل بن موسى الكاظم إنما هو من وولده موسى وجده ففيه نظر لما ستراه بعد فمنهم أولاد جعفر بن موسى المكلثمون بمصر ومنهم بنو السماء وينو أبي العساف وبنو الدولة وبنو الوراق وهم بمصر والشام الآن أولاد موسى الكاظم فرق عديدة في أماكن بعيدة فمنهم فرقة بمكة ومنهم فرقة بتلمسان ومنهم فرقة بنواحي وادي شلف ومنهم بفاس ومنهم فرقة بتونس ومنهم فرقة في التركمان ومنهم فرقة في العراق ومنهم غير ذلك فأما أهل مكة فجدهم علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن إدريس بن موسى ابن إسماعيل بن موسى الكاظم لن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن مولانا الحسين بن علي بن أبي طالب بن مولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ومن أهل تلمسان ) فرقة يقال لهم أولاد الطاهر الصقلي وانتقلت من ذريته شرذمة إلى فاس ومن الصقليين فرقة قبائل بني مطهر من نواحي تلمسان جدهم جميعا الشريف السيد الطاهر الصقلي بن علي الفقيه بن يحي ين علي بن الحسن بن محمد القاضي بن إسماعيل بن الطاهر بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن مولانا الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وابن مولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وأما أهل نواحي بلدة وادي شلف) فمنهم أولاد سيدي محمد بن عبد القوي المتولي الملك بعد أبيه حسبما تقدم ومنهم أولاد سيدي علي بن يحي المشهور محل استقرارهم ببلدة إفليتية بنواحي بلدة تيارت فمنهم من يعرف بأولاد سيدي علي بن يحي ومنهم من يعرف بأولاد سيدي الأزرق ولهم فروع كرام وعلماء فخام ولهم شهرة بين الأنام ونسبهم محقق ولم يستحضرني أسماء البعض من أعيانهم وفر الله عددهم وقد خلف سيدي علي بن يحي المذكور إثني عشر ولدا.
أقول وعلى الله أتوكل و بحوله نستعين فإن مولانا إدريس بن إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب وابن مولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه و سلم فتقدم أنه لما توفي رحمه الله خلف بضعة عشر وانهى يعضهم إلى عشرين والمشتهر منهم (بنو القاسم وبنو محمد وبنو عمران وبنو عيسى و بنو أحمد وبنو عبد الله وبنو داود و بنو يحي وبنو كثير وبنو عمر وبنو حمزه ) وأولاد على وقد تفرع من هذه الفروع الكريمة فروع كثيرة وشعوب عديدة في أقطار متبائنة سنذكرها بحول الله وقوته ( أقول الفرع الأول من الشجرة الإدريسية) وهو المولى محمد بن إدريس بن إدريس فكان رحمه الله قام بأمر الخلافة من بعد أبيه وقسم الملك على اخوته بإشارة من جدته الست كنزة وبقي هو بمحروسة فاس إلى أن قبضه الله إليه في سنة 221 أحد و عشرين ومائتين هجرية ودفن مع أبيه وخلف سبعة فروع كرام وسادة فخام وهم السيد ( علي ) و السيد (أحمد) و السيد ( إبراهيم ) و السيد ( عبد الله ) و السيد ( القاسم) والسيد ( المهدي ) و السيد ( يحي ) وقال الإمام السيوطي خلف إثنى عشر ولدا فزاد عن الأولين ( محمد وجعفر وإدريس و الحسن و الحسين ) وكلهم فيهم العقب والخلف كما لأبناء عمهم و امتدت فروع شجرتهم في جميع النواحي و الأصقاع وعمروا الأرض و البقاع وقوت شوكتهم وصار الملك يتداول بين خلفهم وخلف أبناء عمهم إلى أن أراد الله ظهور حكمته فسلط عليهم الظالم موسى بن العفية البربري الجلوتي فبدد شملهم وفرق جمعهم وسعى في قطع دابرهم حيث سبقت له الشقاوة فكان مدة ملكهم مائتين وستة وأربعين سنة 146 ولما جار عليهم فروا من محل سلفهم وتفرقوا على البراري والقفار خوفا من الفضيحة والعار قال صاحب كنوز الأسرار أول من فر من الأدارسة لجبل الاعلام السيد ( سلام بن مزوار بن علي المكني حيدرة بن محمد بن مولانا إدريس ) ثم فر إلى الجبل أيضا السيد محمد بن ميمون بن جباره ابن علي بن محمد بن مولانا إدريس ثم فر إلى جبل زواوة الكتاني أمير الناس يحي ابن عمران بن يحي بن يحي بن محمد بن إدريس بن إدريس ثم فر إلى فجيج واستوطن عين وتدغين ( السيد عبد الرحمان بن علي بن إسحاق بن أحمد بن محمد ابن ادريس بن إدريس ) ثم فر إلى عدوة الأندلس أولاد عيسى بن عبد الله بن ابراهيم بن علي بن محمد بن إدريس بن إدريس ثم فر إلى العدوة أيضا أولاد أمرئ ابن عزوز بن غانم بن محمد بن دواد المهدي بن محمد إدريس بن إدريس ثم فر إلى سجلماسة السيد عبد الرحمان بن علي بن ابراهيم بن علي بن محمد بن إدريس بن إدريس ( وقال الإمام السيوطي) خرج من مدينة فاس سبعمائة رحيل من الشرفاء فارين إلى جبال غمرة وإثنا عشر رحيلا إلى جبال تادلة وسبعة إلى فجيج وأربعة إلى سجلماسة وعشرة إلى سوس الأقصى وأربعة إلى دكالة و أربعة إلى تامسنا وسبعة إلى أوطاط و سبعة إلى وادي عزة وثمانية إلى الساقية الحمراء و عشرة إلى الأندلس و لصاحب الدر قال:
وفي ابن خلدون عن المروانـي أخرج جميع الشـرفا الأعياني
إلــى الجــزيرة لما غلـبا على بلادهــم وحاز المغربا
وفرعت فـاس من الأشـراف و هرب الكل إلى الأطـراف
لهم ديار تعـرف بالسحـاري وفي جبال الغـرب والبراري
مثــل فجيج وكـذا المصمده وغيرهم ما لست أحصى عدده
حتى أتى بعـض ملوك الغرب وجمع الناس لمــولد النبي
مستدعي الإشـراف ممن عرف فجاء بعض من كبار الشـرفا
منحــه التبجـيل و التعظيـم والقرب و الإجلال والتكريـم
إلخ ما يأتي: فلما تسلط عليهم الظالم ابن العفية قيحه الله تفرقوا وهاجروا فاس موطن سلفهم وتغيرت أنسابهم وبدلوا ألقابهم خوفا على أنفسهم وحريمهم فضاع نسبهم فصار الشخص ينسب نفسه للبلد التي يسكن بها وهذا هو السبب الأقوى في تغيير الأنساب فنسبة الشخص للبلد التي يسكنها دون نسبة إلى أصله وقبيلته فالقريشي مثلا إذا سكن الجزائر أو تونس أو مصر ويقال أنا جزائري أو تونسي أو مصري فينقلب عليه اسم تلك البلد ويتناسى نسبه وقبيلته وأصله قال الحافظ الواقي في الفتيه في مصطلح الحديث وضاعت الأنساب بالبلدان فنسب الأكثر للأوطان ولذا قال صاحب عجائب الأسفار يتعذر معرفة نسب الأشراف في وقتنا لاندماجهم في البرابر و العرب و قد نفى الكثير من الأشراف لهذا السبب فتمادوا رحمهم الله على إخفاء نسبهم إلى أن ظهرت الدولة المرينية رحم الله رجالها فسارت سيرة العدل و الإنصاف فكانت هي السبب في رجوع الأشراف لمحل سلفهم وظهور نسبهم.
القســـم الثـاني
في الشجــرة السليمانية وفروعها الكريمة
قال المؤلف تقدم لنا أن أول من دخل المغرب الأقصى هو مولانا إدريس بن مولانا عبد الله الكامل بن مولانا الحسن المثنى بن مولانا الحسن السبط بن مولانا علي كرم الله وجهه ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعدهم مولانا سليمان وقيل أول من دخل المغرب ونزل تلمسان هو مولانا سليمان وصححه الحلبي و أبو الربيع العلمي اعتمادا على ما للنوفلي و ابن خلدون وابن أبي زرع وغيرهم وقيل الداخل له و النازل بتلمسان هو ابنه محمد دفين جبل وهران و عليه جمهور المتقدمين قالوا إن سليمان قتل بفخ كما عند مصعب وابن حزم وغيرهما والمبايع له بتلمسان هوابنه محمد دفين جبل وهران وعقبه بعين الحوت واتوات ووادي الشلف و تونس و آشكول وتاهرت و تراره ووادي ملويه و الشقراني من مستغانم وبمصرو السودان وتادلة وسجلماسة و قشتالة وبقبيلة الأخماس و فاس ووادي الرمان و غير ذلك وسنذكر كل فرع بمحله قال صاحب القرطاس لما ظهر النفس الزكية بمكة فبويع له بالموسم و تبعه أهل مكة والمدينة والحجاز وكان له ستة إخوة حسب ما تقدم فبعث أحدهم لإفريقيا ليدعو الناس فأجابه بها خلق كثير من البربر و بعث آخر لخراسان ليدعو الناس أيضا للمبايعة وبعث سليمان لمصر ليدعو الناس للمبايعة أيضا فلما اتصل به خبر وفاة النفس الزكية فر إلى بلدة النوبة ومنها إلى السودان ثم رجع إلى زاب إفريقيا منها إلى تاقدامت وقام بها أياما ثم انتقل لتلمسان و استوطنها في خلافة مولانا إدريس وتزوج بها فولد له عشرة أولاد وقيل أحد عشر وهم محمد وأحمد و إدريس و إيراهيم و علي و سليمان و عيسى و الحسن و الحسين و عبد الله و قال الإمام السيوطي وأما مولانا سليمان قتل بفخ وخلف ولدا واحدا وهو محمد ومنه تفرعت أغصان هذه الشجرة وكل شريف حسني سليماني فهو من أولاد مولانا محمد بن سليمان دفين جبل وهران .
القسـم الثـالث
في الشجرة الموساوية القادرية وفروعها المباركة
قال المؤلف الكلام في هذا القسم على موسى الجون بن مولانا عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب بن فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم و الجون لقبه وهو من الأضداد يطلق على البياض و السواد ولقب به رحمه الله لشدة أدمته وكان رحمه الله طعن في السن وكان عالما عاملا محدثا فاضلا مجاب الدعوة ولما توفي خلف فرعين طيبين السيد ابراهيم والسيد عبد الله الملقب بالرضي ويكنى بأبي الكرام ومنهما امتدت أغصان هذه الشجرة وتفرعت فمن أولاد السيد ابراهيم بنو الأخيضير محمد بن يوسف بن ابراهيم ملوك اليمامة وقد قام ملكهم بها إلى زمن العباسيين و الملك وقتئذ المعتز فحارب إسماعيل بن يوسف منهم فهزمه وقتل من أصحابه خلق كثير ولم يزل الأخيضريون هناك مشهورون وأما السيد عبد الله الرضى أبو الكرام ففيه العقب والبيت .
القسـم الرابــع
في الشجرة الحسينية العلوية وفروعها السامية
قال المؤلف نتكلم في الشجرة السمية على مولانا إبراهيم و السيد عيسى والسيد يحي وتختم بفروع مولانا النفس الزكية وبهم نختم الشجرة السمية أقول وعلى الله قصد السبيل (فأما السيد إبراهيم ) فكان بعثه الإمام محمد النفس الزكية داعيا إلى البصرة فاجتمع عليه خلق كثير ممن قام بدعوته وحمل على أتباعه الإمام أبو حنيفة النعمان و لا زال يحارب عيسى بن موسى القائم بدعوة المنصور وقد أشرف على النصر بعد حروب ووقائع قتل فيها ابراهيم بسهم مسموم غدرا وخلف ولده السيد الحسن وخلف السيد الحسن السيد عبد الله وعقب عبد الله ولدين أبا عبد الله محمد الأعزابي يعرف بالحجازي وابراهيم الأزرق وعقبيهما بما وراء النهر وخرسان والعراق والينبع والله أعلم (أما السيد يحي ) بن عبد الله الكامل فكان بعثه النفس الزكية داعيا أيضا لبلد الديلم فلما قتل أخوه بايعه أهل تلك الأقطار وقويت شوكته فخافه الرشيد ودس إليه من قتله بعد أن أنزله من تلك الصياصي الديلمية وقد خلف ولده محمد الأنيش و أعقب محمد فرعين السيد أحمد و السيد عبد الله وإليه ينسب بنوا الصناد و الانيشيون ولهم شهرة بتلك الأقطار الديلمية وزاد بعضهم عيسى ولهم عقب كثير ببلد السدان القاصية والدانية فمنهم فرقة ببرنو وفرقة في حوصة وفرقة في فلال وفرقة في فزان وفرقة في اغدائس وفرقة في تنبكتوا وفرقة في الأنباط وفرقة في مكة المشرفة وغيرهم والله أعلم وأما أهل برنو فجدهم الجامع لشعبهم محمد بن أحمد بن عبد الله بن عثمان بن أبي محمد بن عبد الله بن عبد المالك بن عامر بن أحمد ابن محمد بن إبراهيم بن موسى بن عيسى بن يحي بن عبد الله الكامل وأما أهل حوصة فجدهم غانم بن إبراهيم أحمد بن عبد الله بن أبي القاسم بن منصور بن أحمد بن عبد الله بن عيسى بن علي بن محمد بن سعيد ين محمد بن أحمد بن محمد بن يحي بن عبد الله الكامل وأما أهل غدائس فجدهم عبد الله بن ايراهيم ين أحمد بن محمد بن علي بن أحمد ابن محمد ابن يحي بن عبد الله الكامل وأما أهل تنبكتو فجدهم عبد الكريم بن عبد الله ابن عبد الخالق بن أحمد بن أبي القاسم بن محمد بن علي بن عبد الجبار بن إبراهيم بن أحمد بن محمد بن موسى بن يحي بن عبد الله الكامل (وأما السيد عسيى) ابن مولانا عبد الله الكامل فلم أقف له على عقب و الله الدائم (و أما أصل الفروع الزكية الكريمة السمية) مولانا محمد النفس الزكية ذو الأغصان الطيبة التي امتدت شرقا وغربا فكان رحمه الله بايعه أهل المدينة بأمر الإمام مالك رضي الله عنه كما قدمنا فوقعت له حروب ووقائع كثيرة مع بني العباس ولازال يحاربهم إلى أن توفي 144 أربع و أربعين ومائة هجرية في حياة أبيه وحمل رأسه إلى المنصور وهو حمله لأبيه نكاية وله مئاثر كثيرة وفضائل غزيرة ولما توفي خلف سبعة أولاد قيل ستة وهم القاسم وبه يكني ويلقب الأكبر و عبد الله الأشتر وفيهما البيت و العدد وعلي والحسن بالتكبير خلافا لمصعب إذ جعله مصغرا و أحمد و إبراهيم و الطاهر وقد أثبتهم صاحب درة التيجان بقوله
محمد فرع المعالي قد سمـا ولد سبعة كالثريا في السمـا
فمنهم القاسم فيمــا ذكروا وعابد الإله وهو الأشتــر
وفهما العقب و الأنســاب و البيت والشرف و الإحساب
ثم علي و الحسين الباهـر أحمد إبراهيم ثم الطاهـــر
وذاك في الدر السني ما ذكر وعدهم سبعا وفي ذاك نظـر
و التحقيق ما في الدر السني واصل هذه الشجرة هو ينبوع النخيل مركز الأشراف ومعدن الأصداف وقد تفرعت على جميع الأصقاع خصوصا المغرب الأقصى فعدهم به لا يحصى وفصلهم فيه لا يستقصى فأول قادم من ينبوع النخيل على الأماكن السجلماسية هو السيد الجليل و الجهبد الأصيل مولانا الحسن بن قاسم بن مولانا محمد النفس الزكية سليل مولانا عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب بن فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وذلك عام 664 أربع وستين وستمائة هجرية في دولة يعقوب المنصور المريني وسبب قدومه على سجلماسة قصة مشهورة يطول شرحها ومنه تفرعت الشجرة العلوية الحسينية بالمغرب الأقصى فكان منهم الزهاد والعباد والعاملون والعلماء الراسخون والغزاة المجاهدون والخلفاء الراشدون وذوو الشجاعة و الشهامة فقد حازو قصبة سبق في كل مضمار فلم يدانهم أبناء جنسهم في كل الأعصار والشمس لا تحتاج لدليل في رابعة النهار فمنهم سلاطين المغرب في التاريخ يتداولون الملك خلفا عن سلف منذ قرون إلى وقتنا هذا منهم السلطان الأفخم مولاي يوسف ونجله المبجل مولاي محمد وأعمامه العلامة الأفخم السلطان مولاي عبد الحفيظ والسلطان مولاي عبد العزيز وآبائهم وأجدادهم خلد الله ذكرهم في العالم وأدام العزة والسلطنة في خلفهم إلى يوم الدين ولهذه الشجرة فروع كثيرة قال صاحب الدرر إنهم يزيدون على ستين ألفا وهذا في سنة 1314 هجري ولا شك من تلك السنة إلى يومنا هذا قد زاد عددهم وقرهم الله آمين.
القسـم الخـامس
في الشجـرة الحسينيـة وفروعهـا الطيبـة
قال المؤلف عفا الله عنه وأما الفرع الكريم السامي الشامخ الفخيم مولانا الحسين شهيد كربلا بن مولانا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه بن مولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد تقدم الكلام على تاريخ ازدياده ووفاته وما خلفه من الأولاد وقد انحصر عقبه في إبنه علي الأصغر المكنى زين العابدين ولما توفي في سنة 94 هجري خلف من الأولاد خمسة عشر وقيل أكثر و الذي عند مصعب احد عشر وهم ( حسين الكبير والقاسم وعبد الرحمان وداود وسليمان ) وانحصر عقبه في ستة منهم وهم ( محمد الباقر وعبد الله الباهر ويعرف بالأرقط و زيد الشهيد و عمر الأشرف و الحسين الأصغر وعلي الأصغر ) أما علي الأصغر بن علي زين العابدين إبن مولانا الحسين خلف ولدا واحدا وهو السيد الحسين الأفطس و خلف الأفطس هذا خمسة أولاد وهم علي خزيدي و عمر و الحسن و الحسين و عبد الله الشهيد قتيل البرامكة أما علي أو الاخوة فخلف عليا أيضا وخلف علي هذا الحسن الرائس وعمر ابن الحسن الأفطس فقتل في وقعة فخ وخلف هذا الحسن خمسة فروع وهم إبراهيم وعمر و محمد والحسن و الحسين و كلهم أعقبوا ووقع الكلام في هذه الشعبة حتى نفاها أبو نصر و الصحيح خلافه وأن نسبهم وثيق وهو ثابت في جميع الجرائد الحسينية كما حققه جمع من أئمة هذا الشأن ومن أعقابه بنو طربلة وبنو ستيرة وأما الحسن بن الحسين الأفطس فكان ولي مكة المشرفة أيام قيام إسماعيل بن ابراهيم القمري بن عبد الله الكامل ثم دعا لنفسه فلم يتم له أمر وقد خلف فرعين وهما أبو عبد الله محمد والسيد الحسن ابن الحسين الأرقط فكان آية في العلوم ويلقب الدينور لإقامته بها ولد سنة تسع وثمانين ومائة هجرية وتوفي سنة أربع وسبعين ومائتين هجرية و له هناك عقب من ولديه عبد الله ومحمد ومن عقب الحسين الأفطس أولاد السمار وله عقب كثير بالمدينة المنورة على ما نقله الشريف السمرقندي وأما عبد الله الشهيد بن الحسين الأفطس من أبنائه بنو الفاخر وبنو الأغز بالمدائن من أرض العراق وكانت فيهم النقابة وأما السيد الحسين الأصغر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب فخلف سبطا واحدا وهو أبو عبد الله محمد المحدث توفي سنة تسع وخمسين ومائة هجرية ودفن بالبقيع وخلف سيدي محمد هذا خمسة أنجال وهم عبيد الله الأعرج و عبد الله وعلي الحسن وسليمان أما عبيد الله الأعرج فتختلف عن بيعة الإمام محمد النفس الزكية فخلف أن رآه ليقتلنه فلما اتي له به أسيرا غمض عينيه لئلا يراه فيحنث ثم عفا عنه ومن عقبه بو ميمون وبنو حمزة بالمشرق وبنو القاسم بالكوفة ومن أبناءه محمد الأشتر بن عبد الله الذي مدحه المتنبي بقصيدته العالية وقد تفرعت عنه فروع كثيرة وهم بنو عباس وبنو العشر و المصانسة وبنو عدام وبنو عجيبة وبنو الصائح وبنو مقلاع وبنو —-وبنو طبيق وبنو الأسود وبنو عجوج وبنو الفراش وآل المفاخر وبنو أبي — وبنو مصابح وبنو المهنا و بنو المختار وبنو حبيبة ومن عقب صاحب الترجمة أيضا شفق وبنو عكة عكدان وبنو فاس وبنو غيلان وبنو الأعرج وأولاد عرفة وبنو مخيط وبنو جزعر وبنو كثير وبنو رهيم والوحاحدة والحمرات والمعاينة والحمامرة وبنو السيف و الهواشم و الدرنة والملاعب والعرفات و غيرهم ممم لا يكاد يحصى وأما سيدي عمر بن علي زين العابدين فخلف عليا الأصغر المحدث وخلف علي هذا القاسم وعمر الشجري و الحسن فأما السيد القاسم فعقب جعفر الصوفي القائم بالطالقان وقيل انقرض عقبه وقيل لا وأما عمر الشجري نسبة إلى الشجرة قرية قريبة من المدينة وكان بها جماعة من الحسينيين والحسين فله عقب هناك بالمشرق وأما السيد الحسن فخلف السيد أحمد الصوفي المصنف المشهور والحسين المحدث الشاعر المعروف كما عند السمرقندي و الحسن الناصر الأطرش أمام الزيدية و إليه تنسب الناصرية منهم وكان له قيام بالديلم أسلم على يديه خلق كثير بتلك الأقطار الديلمية وله هناك عقب وأما السيد زيد الشهيد ابن مولانا زين العابدين فقد كان دعا لنفسه أيام هشام بن عبد المالك فبايعه أهل العراق وخارسان و الموصل الري والجزيرة فوجه إليه هشام جيوش الشام فخرج زيد للقائهم في جيوش أهل العراق فانهزموا عنه على عادتهم مع آبائه ولله دار البقاء فإنه قيل أن الشقاق والنفاق نشأ في أرض العراق ومنه شاع في جميع الأفاق فقتل زيد رحمه الله وحز رأسه وبعث به إلى هشام بالشام فأمر به فعلق في باب دمشق وقيل علق على باب روضة النبي صلى الله عليه وسلم قبح الله سعيه وقطع دابره ولما صلبت جثته رحمه الله نسجت العنكبوت على عورته وبقيت على ذلك أربعة أعوام وقيل إن بطنه الشريف ارتخى على عورته فغطاها ولا مانع من وجود الأمرين وصلب منحرفا عن القبلة فتحول إلى القبلة ولا زال مصلوبا إلى أن مات هشام وانتقل لدار البوار وتولى بعده الجبار العنيد الناكث المعاند الوليد الذي مزق المصحف الكريم لما استفال فخرج له وخاب كل جبار عنيد فمزقه وقال أتهددني بكل جبار عنيد فان سألك ربك فقل له مزقني الوليد فحرق الجثة بالنار ذلك تقدير العزيز الجبار وقد خلف زيد رحمه الله أربعة رجال وهم الحسين و عيسى و محمد ويحي أما السيد الحسين بن زيد فخلف أبا عبد الله محمد ويقال له ذو الدمعة الكثيرة لبكائه وهو خلف يحي والحسين وعليا فأما يحي فخلف سبعة وهم القاسم وعلي الزاهد وحمزه و محمد الاقساس وعيسى وعمر ويحي وبقية أولاد زيد فكلهم أعقبوا بالديار المشرفية فمن أعقابه بنو الشيبة وبنو الخالص وبنو المكارم وبنو ضنك وبنو الأمير وبنو المهذب وبنو قرة العين وبنو الأبرق وبنو أبي ثعلب وبنو ناصر وبنو الخطيب و بنو عيسى وبنو كاس وبنو عزيز وبنو أحمد وبنو بكر وينو فلية وبنو السدري وبنو سخطة وبنو الصابون وبنو زيد الشرف وبنو مقل وبنو أبي الحصراء وبنو شويكة وبنو أبي الفضائل وبنو المعرف وبنو عدنان وبنو أبي الفتوح وبنو شاكر وبنو سامة وبنو التقي وبنو عبد الحميد وبنو خزعل وبنو فضائل وبنو نصر الله وبنو الدباغ وبنو الجعفرية و بنو الطوير والزيود وبنو حكاك وبنو الحرة وغيرهم ممن لا يكاد يحصى
وأما السيد عبد الله الملقب بالباهر بن علي زين العابدين فخلف إبنه أبي عبد الله محمد الأرقط وإليه ينسب بني العريص أما أبو جعفر محمد الباقر ويلقب الساكن والهادي وأشهرها الباقر ولد رحمه الله بالمدينة في ثالث صفر سنة سبع أو تسع وخمسين من الهجرة وتوفي سنة سبعة عشر ومائة هجرية وعمره ثمان وخمسون سنة وأما أولاده فستة وقيل سبعة وعقب من فرع واحد وهو السيد جعفر الصادق رحمه الله وهو سادس الأئمة كنيته أبو إسماعيل أو أبو عبد الله ولقبه الصادق لصدقه ولد بالمدينة سنة ثمانين من الهجرة وقيل ثلاث وثمانين أمه فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه وتوفي سنة ثمان أو تسع وأربعين ومائة هجرية وعمره ثمان وستون سنة ودفن في البقيع مع أبيه وجده رضي الله عنهم أجمعين وأما أولاده فسبعة أو أكثر وإنما أعقب من خمسة وهم السيد إسماعيل والسيد إسحاق والسيد محمد المأمون الديباج والسيد علي العريض والسيد موسى الكاظم أما السيد إسماعيل فكان أعرج وتوفي في حياة أبيه سنة ثمان وثلاثين ومائة هجرية بالعريض قرب المدينة ودفن بالبقيع وله أتباع من الشيعة يقولون بإمامته وقد خلف ولدين وهما سيدي محمد وسيدي علي أما سيدي علي فهو إمام الميمونة الطائفة المشهورة وتوفي في بغداد وأما السيد محمد بن إسماعيل ثاني الأخوين فكان كاتب عمه موسى الكاظم إلى أن قدم الرشيد للحج فوشى بعمه عند الرشيد و أفسد ما بينهما فقبض على موسى الكاظم وحبسه حتى كان من أمره ما كان فحظي محمد بن اسماعيل عند الرشيد وخرج معه إلى العراق فمات ببغداد ومن عقب إسماعيل صاحب الترجمة بنو البدلي وينو لقام وبنو صرخة وينو حماقات وينو حراكات وبنو غفلين والكل بالعراق ونواحيه وبنو البقيض وبنو عبد الله بالمغرب كما عند الشريف السمرقندي وآل البقيض ينسب العبيديون ولاة مصر وإفريقية بالمغرب وقد كثر الطعن فيهم جدا فنفاهم الأكثر وأثبتهم الأقل منهم ابن خلدون فقد حقق نسبهم فأولهم أبو محمد عبد الله بن محمد بن عبد الله بن ميمون بن محمد بن إسماعيل بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و أما السيد إسحاق بن جعفر الصادق فمن عقابه بنو الحارث بن حمزة وبنو زهرة وبنو حاجب البار وأما السيد محمد المأمون الديباج بن جعفر الصادق لقب بالديباج لجماله قام بمكة وبويع بها وأخذ مال الكعبة فحاربه المأمون وظفر به ثم عفا عنه فتوجه إلى فرجان وبها توفي سنة ثلاث ومائتين هجرية وقد خلف ثلاثة رجال وهم علي والقاسم والحسين و من أعقابه بنو ناجي وبنو الهتار وبنو العروس وبنو الخوارزمية وأما السيد علي العريض بن مولانا جعفر الصادق كان عمر طويل وتوفي بالعريض قرب المدينة سنة أحد وستين ومائة وخلف احد عش ذكرا وعقبه من أربعة أحمد الشقراني والحسن وجعفر الأصغر وسيدي محمد ومن سيدي محمد هذا الشرفاء الصقليون غير الطاهريين منهم والسبتيين فإنهم من أولاد مولانا موسى بن اسماعيل بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب بن فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن أولاد جعفر الصادق فرقة بإزاء العين البيضاء بجبل العمور وفرقة ببلد السويد تعرف بأولاد ابراهيم التازي ومن هذه الفرقة أفراد بازآء شافع ابن زغبه تعرف بأولاد ابراهيم التازيى جدهم محمد بن أبي العطاء بن زيان بن عبد المالك بن عيسى الرضى بن موسى المرتضى بن عبد الله بن جعفر الصادق بن محمد الباقر إلخ وقال في الدرر السنية في السلالة الإدريسية فإن الشرف الحسيني المتفرع في نواحي الصحراء والساحل والريف وتلمسان وتونس و غيرهم فجدهم الأقرب إليهم المتفرع منه هذه الشجرة هو ( عبد الرحمن بن إدريس بن موسى بن إسماعيل بن موسى الكاظم ابن جعفر الصادق ين محمد الباقر بن علي زين العابدين بن مولانا الحسين بن علي ابن أبي طالب بن فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ) فكان عقب عبد الرحمان هذا أربعة أولاد أحمد وعبد القوي ومحمد الشراط كان قاضي بتاهرت وزيان كان قام بمدينة اتيارت وله عقب وأما الشريف ( عبد القوي ) فقام بالملك بعد أبيه بقصر تاقدمت في أواسط القرن السابع ولما مات خلف سبعة أولاد أو ثمانية وهم ( محمد الكبير ومحمد الصغير وعلي وأحمد وعبد السلام وعبد الرزاق وزيان وعبد القوي سمي باسم أبيه ) أما محمد الكبير فقام بالملك بعد موت أبيه ومنه انقطع ملك بني مولاي عبد الرحمن بن إدريس بتاقدمت ولي في سنة 698 هجرية وتوفي في سنة 741 هجرية فمدة ملكهم ثلاثة وأربعين سنة وأما علي فقد انتقل بإزاء وادي شلف وله فروع كرام وأما أحمد وزيان فقد انتقل بازاء تونس وأما محمد الثاني وعبد السلام وعبد الرزاق فقد انتقلوا إلى مدينة فاس ووصل خبرهم لأميرها يومئذ موسى بن أبي العافية البربري الجالوتي فقبض على محمد الثاني وقتله وقد خلف ولدا ابن عشرين يوما فهربت له جاريته المسماة حمامة إلى بطيوة وقامت به بإزاء جبل الحديد ولحق بها عبد الرزاق وعبد السلام و لهم عقب هناك بجبل الحديد والريف يعرف بأولاد حمامه والمذكور ها هنا بعض عقب إسماعيل بن موسى الكاظم قال النسابة السيد بن عنبة وولدا إسماعيل بن موسى الكاظم إنما هو من وولده موسى وجده ففيه نظر لما ستراه بعد فمنهم أولاد جعفر بن موسى المكلثمون بمصر ومنهم بنو السماء وينو أبي العساف وبنو الدولة وبنو الوراق وهم بمصر والشام الآن أولاد موسى الكاظم فرق عديدة في أماكن بعيدة فمنهم فرقة بمكة ومنهم فرقة بتلمسان ومنهم فرقة بنواحي وادي شلف ومنهم بفاس ومنهم فرقة بتونس ومنهم فرقة في التركمان ومنهم فرقة في العراق ومنهم غير ذلك فأما أهل مكة فجدهم علي بن أحمد بن عبد الرحمن بن إدريس بن موسى ابن إسماعيل بن موسى الكاظم لن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين ابن مولانا الحسين بن علي بن أبي طالب بن مولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( ومن أهل تلمسان ) فرقة يقال لهم أولاد الطاهر الصقلي وانتقلت من ذريته شرذمة إلى فاس ومن الصقليين فرقة قبائل بني مطهر من نواحي تلمسان جدهم جميعا الشريف السيد الطاهر الصقلي بن علي الفقيه بن يحي ين علي بن الحسن بن محمد القاضي بن إسماعيل بن الطاهر بن موسى بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن مولانا الحسين بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه وابن مولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ( وأما أهل نواحي بلدة وادي شلف) فمنهم أولاد سيدي محمد بن عبد القوي المتولي الملك بعد أبيه حسبما تقدم ومنهم أولاد سيدي علي بن يحي المشهور محل استقرارهم ببلدة إفليتية بنواحي بلدة تيارت فمنهم من يعرف بأولاد سيدي علي بن يحي ومنهم من يعرف بأولاد سيدي الأزرق ولهم فروع كرام وعلماء فخام ولهم شهرة بين الأنام ونسبهم محقق ولم يستحضرني أسماء البعض من أعيانهم وفر الله عددهم وقد خلف سيدي علي بن يحي المذكور إثني عشر ولدا.