فتح العليم الخبير في تهذيب النسب العلمي بأمر الأمير.
 

تأليف العلامة المحدث الصالح سيدي محمد بن الصادق بن أحمد بن الحسين بن علي بن الحسين بن الجد الجامع للأشراف الريسونيين سيدي امحمد بن علي ابن ريسون.

مخطوطة فتح العليم الخبير

مستقيم، الذي أمر بطاعة الأمراء والأتقياء منهم في كتابه الحكيم

والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد المصطفى الكريم الرءوف الرحيم صاحب الخلق الوسيم والخلق العظيم وعلى آله وأصحابه وأزواجه و ذرياته أولى الفضل والتقديم والنسب الطاهر والشرف الصميم الذين ورثوا المجد والسؤدد كابرا عن كابر في الحديث والقديم وأوجب الله مودتهم على كل مؤمن ومؤمنة في محكم كتابه الحكيم حيث قال مخاطبا لهم تنبيها وإرشادا لما يعود نفعه عليهم في هذه الحياة الدنيا وفي العقبى: ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) وقال في الآية الأخرى تعظيما لحرمتهم وبيانا لشرف منزلتهم وتعزيزا لجانب النبوءة وتوقيرا: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )

أما بعد فإن من أعظم منن الله علينا وجزيل إنعامه وإحسانه إلينا أن جعل إمامنا الأعظم وملاذنا الأفخم من لباب لب الأشراف، ومعادن الجود والعلم والحلم و الإنصاف، سلسلة المجد والحسب، المصوغة من الذهب، من نسل مولانا علي وسيدتنا فاطمة رضي الله عنهما

شرف يفوق على السمـاك وسؤدد

كالصبح لا يسع العـدا إنكـاره





فعلينا أن نجرى لها ذكرا، ونثني على المولى إذ عمنا بها شكرا، وهو مولانا الإمام المظفر الهمام سراج أفقنا ومصباح عصرنا الملك الأعدل، الناسك الأكمل، روح العوالم ونورها، وراحة الدنيا وسرورها، خافض جناح الرحمة لأهل الحق واليقين، المجاهد في سبيل رب العالمين، محيي أثر من تقدمه من أسلافه الماضين، بل أربى عليهم بما نشأ عليه من إقامة الدين وإطعام الطعام في كل الأحيان للأغنياء والمساكين، واستغراق أوقاته في مصالح المسلمين، وحب الخير لجميع المؤمنين، فرع الشجرة الشما، التي أصلها ثابت وفرعها في السما، عالم السلاطين وأفضل من تحلى من أشرافهم بأمير المؤمنين:

مولانا محمد ابن أمير المؤمنين مولانا عبد الله ابن أمير المؤمنين مولانا إسماعيل ابن مولانا الشريف ابن مولانا علي دفين حمراء مراكش قرب ضريح القاضي عياض رحمهما الله ورضي عنهما ابن مولانا محمد ابن مولانا علي ابن مولانا يوسف ابن العلامة العارف بالله المشهور بالفضل والعلم والدين وجهاد أعداء الله الكافرين حاج بيت الله وزائر جده مولانا رسول الله، المغني بشهرته ومآثره عن المدح والتعريف، أبي الحسن مولانا علي المشهور بالشريف، ابن مولانا الحسن ابن مولانا محمد ابن مولانا حسن القادم من ينبع النخيل عام أربعة وستين وستمائة أوائل الدولة المرينية بعد وفاة العارف بالله تعالى القطب الجامع مولانا أبى الحسن الشاذلي بسبع سنين بن قاسم بن محمد بن أبى القاسم بن محمد بن الحسن بن عبد الله بن أبي محمد بن عرفة بن الحسن بن أبي بكر بن علي بن حسن بن أحمد بن إسماعيل بن قاسم ابن الناسك العابد الورع الزاهد سيدي محمد المعروف بالنفس الزكية دفين المدينة المنورة وروضته هناك مشهورة.

وأشقاؤه مولانا (2) إدريس الأكبر وسيدي إبراهيم وسيدي موسى الجون جد القطب الرباني (أ) مولانا عبد القادر الجيلاني أمهم هند بنت أبى عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن المطلب بن أسد بن عبد العزى.

وسيدي عيسى أمه عاتكة بنت عبد الملك بن الحارث بن خالد المخزومي.

وسيدي يحيى أمه ركيم بنت أبي عبيدة ابن عبد الله بن زمعة.

وهم أبناء مولانا عبد الله الكامل بن مولانا الحسن المثنى دفين ينبوع النخيل بين المزرعة وذوي هجر عن يمين المشرق ابن مولانا الحسن السبط دفين البقيع مع عم النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا العباس وموالينا أهل البيت الذي كان يضمه النبي صلى الله عليه وسلم مع أخيه سيدنا الحسين إلى صدره الشريف ويقول: (هذان ابناي اللهم إني أحبهما فأحب اللهم من يحبهما) ابن مولانا علي بن أبي طالب الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: ( من كنت وليه فعلي وليه ومن كنت مولاه فعلي مولاه) وابن مولاتنا فاطمة بضعة الرسول صلى الله عليه وسلم التي كان يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في شأنها: ( فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها) بنت سيد الوجود والسبب في كل موجود سيدنا وشفيعنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وعن موالينا آله الذين قال في جملتهم مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم : (والله لا يدخل قلب رجل الإيمان حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني)

اللهم احشرنا في زمرتهم وتوفنا على محبتهم وسنة جدهم صلى الله عليه وسلم وعلى كل من اهتدى بهديهم آمين.

وقد نظم عمود نسب سيدنا أدام الله نصره، وخلد فخره سيدنا الشريف الهاشمي الغطريف ابن عم سيدنا الفقيه العلامة القدوة الفهامة مولاي محمد بن السيد الآتي ذكره قريبا إن شاء الله تعالى حسبما أملى ذلك علينا رضي الله عنه مشافهة من تأليف له في الاستعارات البيانية.

ونصه وأما عمود نسب إمام وقتنا وتمام نسب مولانا علي الشريف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو مذكور فيما كنت نظمته من قصيدة مشتملة على عمود نسب إمام وقتنا وفخر عصرنا عالم الملوك وملك العلماء الذي أنسى من قبله بارتقاء المعارج، وانتهاج أحسن المناهج، وإحياء رسوم العلم والدين، وسلوك سبيل المهتدين، وإقامة الثغور و الرباطات وإعانة المجاهدين، وتعظيم العلماء وإكرامهم بما لم يكن معهودا فيمن قبله من الملوك السالفين،

وهو أمير المؤمنين ونعمة رب العالمين مولانا أبو عبد الله سيدي محمد ابن أمير المؤمنين مولانا عبد الله ابن أمير المؤمنين مولانا إسماعيل أدام الله بمنه وفضله لمولانا الإمام إعانته وتأييده وخلد في الأرضين بسط ملكه وتمهيده وأيده بالعز المتين والنصر والظفر والتمكين والفتح العميم المستبين وأمده بالإمدادات الإلاهيات والفتوحات المتواليات آمين و هذا نص القصيدة:

الحمـد لله الذي أرشدنـا

وبانتساب المصطفى أسعدنـا

ثم الصلاة والسلام الأبـدي

على الرسـول المجتبى محمـد

وآلــه وصحبه الأطهـار

ما اعتقب الليـل مع النهـار

وبعد فاسـمع أيهـا النبيـه

نظم انتسـاب مـا له شبيـه

وهو انتسـاب سيد الملـوك

ودرة العقـود فـي السلـوك

فهو محمد سـمي المصطفـى

من نال في الدين منالا قد صفا

والـده مـولاي عبـد الله

أجل من بـه الفتـى يباهـى

وجـده مولاي إسمـاعيـل

وقـدره بين االورى جليــل

ينسـب للمعظم الشريـف

بدر العلا المعـروف بالشريـف

والـده علي علـى الممـجد

وأصله المهدي الرضـى محمـد

فـرع علي نجل يوسف الهمام

نجل الجليل المنتقي غوث الأنام

علي الشريف وهو ابن الحسن

بن محمد المجيـد بن الحسـن

هو ابن قـاسم لـه محمـد

نجل أبى القـاسم أصل يقصد

والـده محمد نجـل الحسـن

هو ابن عبد الله ذي الخلق الحسن

ابن أبـي محمـد بن عرفـة

لحُسـن نسبـه مـن عرفـه

نجل أبـى بكر سمـا إلى علي

بحسن ينمـى لأحمد العلـي

وهو لإسماعيـل نجل قـاسم

نجل محمد الزكي المناسـم

ينمـى لعبد الله وهو الكـامل

نجل المثنى الحسن ابن الفاضـل

الحسن السبط بن بنت المصطفى

مع على من لـه نهج الصفـا

بجـاههم نسـألك اللهــم

نصرا مؤمنا وفتحـا عمـا

وانفـع به البـلاد والعبــاد

نفعا عميمـا منك مستفـادا

وابسط له من فضلك الأيـادي

فافتح له الفتـوح بالتمـادي

(3) واسـلك به مسـالك الأخيـار

واحفـظ جنـابه من الأغيـار

وأبـق نـهج الدين مستقيمــا

بـه وخلـد ملكـه عميمـا

و يسـر اللــهـم مـا أملــه

لـه وملك كل مـن أم لـه

وكـن لـه يـا ربنـا معينــا

بجـاه خيـر الخلـق أجمعينـا

صلـى عليــه الله بالــدوام

وآلــه وصحبـه الأعــلام

انتهت القصيدة من إملاء ناظمها رضي الله عنه مشافهة.

ومما أمر به مولانا الإمام، أبقاه الله عزا للإسلام، وإرهابا للكفرة اللئام، وأنا له ما يرجوه من نيل المنى في الدنيا وفي دار السلام، وأبقى البركة والملك في عقبه الشريف ما دامت الليالي والأيام، بجاه النبي وآله وصحبه عليه وعليهم السلام، اعتناء منه بالنسب العلي الطاهر، ومحافظة على مكانته وقدره الباهر، ليعز ويعظم ويجل ويحترم:

تقييد جميع فروع الشرفاء العلميين الأدارسة المنتمين للشيخ الشهير العالي القدر الخطير سيدي أبي بكر بن علي.

وذلك أنه لما منَّ الله سبحانه علينا بالوفود على سيدنا المنصور بالله تعالى وجدنا بحضرته الشريفة، العالية بالله المنيفة، سادتنا الكرام، الفضلاء النزهاء الأعلام، موالينا أهل بيت نبينا وأبناء عم سيدنا، سلالة العلماء العاملين، ونخبة موالينا العارفين بالله الواصلين، الفقيه العلامة القدوة الفهامة ذو التآليف العديدة، و التصانيف المفيدة، والسمت الحسن، والهدي المستحسن، المشارك المجود أبا عبد الله سيدي امحَمد المشهور بابن السيد، بن سيدي أحمد ابن سيدي محمد ابن سيدي امحَمد بالفتح ابن مولاي عبد الله بن مولاي السيد المشتهر بابن سيدي امحَمد بالفتح بن مولاي عبد العزيز ابن سيدي الحسن بن يوسف وفيه يجتمع نسبه مع مولانا أمير المؤمنين أيده الله بالنصر والتمكين.

و الفقيه الناسك، العلامة المشارك، الفاضل البركة، الموفق بحول الله في السكون والحركة، الحائز للمحاسن والمكارم سيدي أبا القاسم بن سيدي محمد الهاشمي بن سيدي العربي بن سيدي علي ابن العلامة الإمام القدوة الهمام عالم الصلحاء وصالح العلماء حجة الله البالغة وآيته الدامغة الذي اشتهرت مناقبه ومآثره، وكرمت معادنه وعناصره، الآخذ بنواصي المعالي والمفاخر، أبا محمد مولانا عبد الله بن علي بن طاهر، ابن مولاي الحسن ابن مولاي يوسف ابن مولاي علي الشريف.

وفي سيدي يوسف يجتمع نسبه مع سيدنا نصره الله.

وشقيقه الفقيه المعظم العلامة المحترم ذا الصدق والتحقيق، أبا عبد الله سيدي محمد الصديق،

وابن عمهما الفقيه العلامة الحافظ الفهامة الخير الدين الناسك المحصل المشارك ذا الخلق الحسن أبى علي مولانا الحسن ابن العلامة مولانا الشريف ابن سيدي أبي بكر ابن الصالح البركة المشهود له بالكرامات التي لا تحصى، والمناقب التي لا تستقصى، مولانا الشريف ابن العلامة القدوة الحافظ الحجة مولانا عبد الهادي ابن حافظ عصره، وأعجوبة دهره، الفقيه العارف بالله تعالى سيدي عبد الله بن علي المتقدم ذكره.

وابن عمهم الفقيه العلامة المحصل الفهامة الملاحظ بالأسرار والصلاح الناظم لتلخيص المفتاح مولاي التهامي ابن مولاي عبد الله ابن مولاي الشريف ابن مولاي عثمان ابن مولاي إبراهيم ابن مولاي عثمان ابن سيدي طاهر عم العلامة مولاي عبد الله المتقدم ففي سيدي طاهر يجتمع نسبهم.

والفقيه الأريب، العالم الحسيب الخير الدين اللبيب سيدي محمد ابن مولاي عبد القادر ابن سيدي امحَمد بالفتح ابن سيدي محمد ابن سيدي امحَمد بالفتح أيضا ابن سيدي أحمد ابن سيدي محمد ابن طاهر المتقدم.

ومن معهم من سادتنا أبناء عمهم.

فآخى سيدنا نصره الله في الله بيننا وبينهم بنفس ملاقاتنا إياهم ذاكرا لنا رضي الله عنه حديث جده مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الأرواح جنود مجندة فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف) الحديث.

فانتفعنا و الحمد لله في الحين بأخوتهم وامتلأت قلوبنا بمحبتهم وكيف لا والمحبة بيننا وبينهم موروثة عن الأسلاف رضي الله عنهم.

فقد كان بين العلامة القدوة سيدي عبد الله بن علي المتقدم ذكره وبين العلامة القطب(4) الكامل ولي الله تعالى والدال عليه سيد امحَمد بن علي ابن ريسون الحسني العلمي محبة راسخة ومودة خالصة وقعت بينهما حين كانا بفاس حرسها الله في طلب العلم بمدرسة العطارين حكاية مشهورة حسبما هي مقيدة لدينا بخط سيدي عبد الله المذكور تشهد بخصوصيتهما وستأتي إن شاء الله تعالى جعلنا الله سبحانه من المحسوبين عليهم والمنخرطين في سلكهم وأظلنا وإياهم بظله يوم لا ظل إلا ظله بجاه سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه.

وفي ذلك يقول ابن عمنا إذ ذاك الفقيه الأديب العلامة الأريب عين الأعيان أبو الربيع مولاي سليمان بن العلامة القدوة الأديب الفاضل البركة سيدي محمد بن عبد الله الحوات الحسني العلمي الموسوي ما نصه:



أرواحنـا في عـالم الملك التقـت

وتـألفت عن كـامل في الكـامل



ولأجلـه الأجسام حاكت فعلهـا

وتشبهـت في آجـل بالعاجـل



حتـى كأن الكـل عقـد جواهـر

متنـاسب نظم الإمـام العـادل





وكأننـا في الحـال بين تألف

وتـأنـس بمحبـة ومسـائـل



نملـي أحاديث الحبيب دراية

عن عـارف ورواية عن فاضـل



ونخـوض في بحر العلوم فنجتلي

مكنـون شكلها بصدر الساحـل

والعـود أحمد للأميـر بحمده

في جمعـه لفضـائل و فواضـل

جمـع الكريـم جميعنـا في جنة

جمع السـلامة لاقتضـاء العامـل

انتهى.

وأذن لنا سيدنا نصره الله بل أمرنا أن نمكنهم من نسخة من هذا الديوان المبارك حرصا منه أدام الله ملكه وأبد في الصالحات ذكره على حفظ نسب آل بيت النبي عليه السلام وصونه من أن يدخل فيه أحد من العوام.

فامتثلت أمره المطاع، وقلت على قدر المستطاع، متوخيا في ذلك السداد، وراجيا من بركته وبركات موالينا أسلافه الوقوف على المراد.

مقدما في ذلك مقدمة تشتمل على فصول:

الفصل الأول: فيما ينبغي أن يكون لأهل البيت النبوي من الغيرة على نسبهم الشريف بل ولجميع الأمة وضبطه حتى لا ينتسب إليه صلى الله عليه وسلم أحد إلا بحق.

الفصل الثاني: في بعض فضائل أهل بيت النبي رضي الله عنهم.

الفصل الثالث: في ذكر الجد الأكبر الهمام الأشهر المعظم المكرم عند علماء المدينة المنورة دار الهجرة تعظيما نوه به في الدواوين وطار صيته شرقا وغربا في مجالس العلماء والسلاطين فكان كما قيل:

لقد بهرت فلا تخفى علـى أحـد

إلا علـى أكمه لا يبصر القمـرا

أبا محمد مولانا عبد الله الكامل رضي الله عنه.

الفصل الرابع: في ذكر بنيه رضي الله عنهم.

الفصل الخامس: في ذكر بعض أخبار مولانا إدريس الأصغر بان فاس رضي الله عنه الفصل السادس : في ذكر بنيه وبعض أخبارهم.

فأقول، والله بمنه المسؤول ، يوفقنا لنيل المأمول، وهو المستعان، وعليه التكلان، لا رب غيره، ولا خير إلا خيره، وهو حسبي ونعم المولى ونعم النصير.



وسميـتـه

فتح العليـم الخبيـر

في تهذيب النسب العلمي بأمر الأمير



فصل :



فيما ينبغي لأهل البيت النبوي من الغيرة على نسبهم الشريف.

قال الإمام محب آل بيت النبي عليه السلام. (5) أبو العباس سيدي أحمد بن علي بن محمد السوسي البوسعيدي رضي الله عنه في كتابه (وصلة الزلفى تقربا لآل المصطفى) ما نصه:

{ومن المطالب ينبغي أن يكون لأهل البيت النبوي بل ولجميع الأمة غيرة على هذا النسب الشريف وضبطه حتى لا ينتسب إليه صلى الله عليه وسلم أحد إلا بحق كما جرى عليه السلف الكرام لتعين توخيهم بالإجلال والإعظام فقد قيل لسيدنا عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط ابن مولانا علي بن أبي طالب رضي الله عنهم: (بم صرتم أفضل الناس) فقال: (لأن الناس كلهم تمنوا أن يكونوا منا ولا نتمنى أن نكون من أحد) و دعي مولانا عبد الله بالمحض لأنه أول من جمع ولادة الحسن والحسين من الحسنية لأن أمه فاطمة بنت الحسين رضي الله عنهم وأول من جمعها من الحسينية محمد الباقر بن زين العابدين لأن أمه أم عبد الله فاطمة بنت الحسن رضي الله عنهم.

ولم تزل أنساب أهل البيت التي إليها يعتزون على تطاول الأيام مضبوطة، و أحسابهم التي بها يتميزون على تداول الأقوام عن الخلل محوطة، قد قيض الله لهم من يقوم بتصحيح اتصالاتهم في كل زمان من علماء الأمة ومن يعتني بتبريز عموم العدالة منهم في كل عصر من النسابين والمؤرخين نقل الخلف عن السلف سيما من ظهرت بركة الدعوة النبوية فيهم من نسل البتول ومن أشرقت أنوارهم على آفاق الوجود من بني السبطين على الشمول لا يمترون فيمن حاز منهم نسبة الشرف من أن وسامة وجوههم لائحة، ونفحات طيب عرفهم فائحة.

و من يقل للمسك أين الشـذى

كذبه في الحـال من شـمــه

هذا والاستفاضة يثبت بها الشرف المصون، ومن انتسب إلى غير أبائه فهو ملعون،

ففي صحيح البخاري عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من انتسب إلى غير أبيه أوتولى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين).

وفي صحيح البخاري أيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( من انتسب إلى غير أبيه وهو يعلم فالجنة عليه حرام).

وفي الحديث: (أن الداخل فيهم وليس منهم يفتضح بين الخلائق إذا لم يدع باسم أبيه ويستحيي) وهذا إذا لم يكن هو المنتسب فيه وأما المدعي الكاذب الأول فما يناله من العقوبة واللعنة أبشع و أفظع من فضيحة تابعه إذا لم يعلم باعتداء آبائه.

ولعل هذا بسبب من يتورع من الانتساب ويقول: (إن يكن شيء من هذا حقا فإنما نحتاج إليه يوم تبيض وجوه وتسود وجوه وإن كان باطلا فنحن منه على جناح سلامة) ويحسن هذا فيمن وجد شيئا بيد آبائه ولم يكن متواترا شائعا ذائعا. نعم من غير أن يتبرأ منه ولعله ينتفع انتفاعا عاما.

والأحاديث المتضمنة للوعيد في هذا الباب كثيرة}.

وفي الذخيرة:

{ قال مالك: (من انتسب إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم وليس هو منهم يضرب ضربا وجيعا ويشهر ويحبس طويلا حتى تظهر توبته لأنه استخف بحق النبي صلى الله عليه وسلم) }

ورأيت أن أثبت هنا جوابا للعلامة القاضي في حينه سيدي الحسن الالالي من أجوبة له صححها تلميذه العلامة القدوة سيدي سعيد العميري رحمهما الله و أنقله بلفظه لما اشتمل عليه من الفوائد ونصه:

(وجواب التاسعة أن صيانة هذا النسب الكريم من المنتسبين المختلسين وحماية حماه من المنتحلين المدلسين واجب على من قلده الله أمر هذا الدين).

قلت: وقد كثر المدعون في زماننا لهذا النسب الكريم جرأة على سيدي الوجود صلى الله عليه وسلم وجهلا منهم بالوعيد الوارد في حديث (من انتسب إلى غير أبيه..إلخ)، وانضم إلى ذلك تساهل العوام في شهادتها ومسامحة الخاصة في الإنكار على كل من انتسب لهذا(6) النسب الشريف ظنا منهم أن ذلك أسلم لهم. وهيهات فأين السلامة وقد أسلموا الذخيرة الحسنى الذي هو النسب النبوي الذي إليه المفزع معاشا ومعادا ومنه استمداد العالم ظاهرا وباطنا وتركوه في أيدي العوام، يبيعونه بثمن بخس فما رامه منتحل إلا وجده على طرف التمام، وقد علموا أنه من محض حق الله الذي تجب فيه المبادرة بالإمكان فكان حقا عليهم أن يعتنوا بحفظ نور نبيهم وضبط أولاد سيدهم إذ هو أنفس ذخائرهم فيقدر قدره وتستمطر بركته وسره فيستسقى به الغمام، و تستشفى به العاهات والأسقام، ويستعان على ذلك بأن يأمر الإمام، زين الله به الليالي والأيام، رجلا من الأفاضل يجمع خاصة البلد عند قاضيه ويوقعون شهادتهم بين يديه على أفراد شرفاء ذلك البلد بحسب ما هو محقق عندهم كالشمس من مجمع عليه مع كونه متواترا أو حادثا فتدون تلك الجواهر المجمع عليها مع بيان المتواتر منها والحادث لتنبني الأحكام الشرعية على ذلك حسبما أسلفناك من كلام البرزلي.

وعلى هذه الدرر المنظومة تكون ولاية النقيب في ذلك البلد وهي خاصة وعامة حسبما أوضح الماوردي في تمييز كل بينهما وشرائطها في الأحكام السلطانية وليس فيه ما يستروح منه أنه يستند إلى علمه في ثبوت هذا النسب أو نفيه بل مقتضى كلامه أنه خصم لأن موضوع النقابة هو صيانة ذوى الأنساب الشريفة عن ولاية من لا يكافئهم في النسب ولا يساويهم في الشرف.

فمن الحقوق التي تلزمه حفظ أنسابهم من داخل فيها ليس منها أو خارج عنها و هو منها و يقتصر بنظره في الولاية الخاصة على مجرد موضوع النقابة من غير تجاوز لها إلى حكم أو إقامة حد.

ويرد إليه في العامة زيادة على ماله في الخاصة أشياء: أحدها أن يحكم بينهم فيما يتنازعونه إلى آخر كلامه فقد علمت أنه مقدم على الجلب والدفع في الولايتين وعليهما و زيادة الحكم بينهم في العامة فهو خصم لكل دخيل، في هذا الشرف الأثيل، والرب سبحانه يوفق الكل ويسدده ويعمر أرجاء قلوبنا بمحبة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم ومحبة أصحابه وأزواجه وذريته وأن يحينا على سنته ويتوفنا على ملته مع السلامة والعافية و المقامات الكاملة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة بمنه وكرمه.

وكتب غبار نعال أهل البيت الحسن الالالي وفقه الله بمنه وآثره. الحمد لله ما أجاب به شيخنا الفقيه العلامة أبو علي القاضي السيد الحسن الالالي رحمه الله تحقيق الصواب في النوازل قاله وكتبه تلميذه عبد الله سعيد العميري كان الله له آمين}.

الفصل الثاني



في بعض فضائل أهل البيت رضي الله عنهم



روى المسور بن مخرمة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم على المنبر يقول: (إن بني هاشم بن المغيرة استأذنوني أن ينكحوا ابنتهم علي بن أبي طالب فلا آذن ثم لا آذن ثم لا آذن إلا أن يريد بن أبى طالب أن يطلق ابنتي وينكح ابنتهم فإنها بضعة مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها) وفي رواية: (وإني لا أحرم حلالا ولا أحل حراما ولا و الله لا تجتمع بنت عدو الله وبنت رسول الله في فراش واحد أبدا).

وعن ابن عباس رضي الله عنه: { لما نزلت ( قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) قالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال علي وفاطمة وولداهما}

و عن ابن عباس:{أيضا في قوله تعالى: (ومن يقترف حسنة) قال المودة لآل محمد صلى الله عليه وسلم }

وعن المطلب ابن ربيعة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والله لا يدخل قلب امرئ مسلم إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي).

وعن زيد بن أرقم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله و عترتي أهل بيتي ولن يفترقا حتى يرد علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما).

وعن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أحبوا الله لما يغذيكم به وأحبوني بحبكم الله وأحبوا أهل بيتي بحبي).

وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه: (ارقبوا محمدا صلى الله عليه وسلم في أهل بيته).

وعن ابن عباس رضي الله عنه (7) قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا بني عبد المطلب إني سألت الله لكم ثلاثا، سألته أن يثبت قائلكم وأن يعلم جاهلكم ويهدي ضالكم) الحديث.

وعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والله لا يبغضنا أهلَ البيت رجل إلا أدخله الله النار).

وعن الحسن بن علي رضي الله عنهما أنه قال لمعاوية بن جريج: {يا معاوية إياك وبغضنا فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد إلا ذيد يوم القيامة من الحوض بسياط من نار)}

وعن علي كرم الله وجهه قال:{قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يعرف حق عترتي والأنصار فهو لأحد ثلاث إما منافق وإما لزنية وإما لغير طهور يعني حملته أمه على غير طهر)}.

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال:{آخر ما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم : (اخلفوني في أهل بيتي)}.

وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت:{قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لفاطمة عليها السلام: (ائتني بزوجك وابنيك) فجاءته بهم فألقى عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كساءا كان تحتي أصبناه من خيبر فقال: (اللهم هؤلاء آل محمد فاجعل صلواتك وبركاتك على آل محمد كما جعلتها على إبراهيم إنك حميد مجيد) قالت أم سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبني رسول الله صلى الله عليه وسلم من يدي وقال: إنك على خير)}.

و خرَّج ابن عساكر عن علي كرم الله وجهه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من صنع إلى أحد من أهل بيتي يدا كافأته يوم القيامة).

وعن عثمان رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من أولى رجلا من بني عبد المطلب معروفا في الدنيا فلم يقدر المطلبي عن مكافأته فأنا أكافئه يوم القيامة). أخرجه أبو نعيم في الحلية.

وروي عن مالك إمام دار الهجرة رضي الله عنه أنه لما ضربه جعفر بن سلمان العباسي ونال منه ما نال وحمل مغشيا عليه دخل عليه الناس وأفاق فقال : (أشهدكم أني جعلته في حل)، فسئل بعد ذلك فقال: (أخاف أن أموت فألقى النبي صلى الله عليه وسلم فأستحيى منه أن يدخل بعض أهل بيته النار بسببي).

وقيل إن المنصور أقاده من جعفر فقال: (أعوذ بالله، والله ما رفع منها سوط عن جسمي إلا جعلته في حل لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم).

وروى أبو الفرج الأصبهاني من حديث عبد الله بن عمر القواريري قال: {(حدثنا يحيى بن سعيد بن سعيد بن أبان القرشي قال : (دخل عبد الله بن حسن على عمر بن عبد العزيز وهو حدث السن وله وفرة فرفع عمر مجلسه وأقبل عليه وقضى حوائجه ثم أخذ بمنكبه فغمزها حتى أوجعه وقال اذكرها عندك للشفاعة، فلما خرج لامه قومه وقالوا : (فعلت بغلام حدث)، فقال: إن الثقة حدثني لكأني أسمعه من في رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إنما فاطمة بضعة مني يسرني ما يسرها)، وأنا أعلم أن فاطمة لو كانت حية لسرها ما فعلت بابنها، قالوا : (فما معنى غمزك بطنه وقولك ما قلت)، فقال: (إنه ليس أحد من بني هاشم إلا وله شفاعة مرجوة فرجوت أن أكون في شفاعة هذا)}.

وعن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أدبوا أولادكم على ثلاث خصال: حب نبيكم وحب أهل بيته وعلى قراءة القرآن فإن حملة القرآن في ظل الله يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه) أخرجه الديلمي .

وقال الإمام السيوطي رضي الله عنه في (أنموذج اللبيب في خصائص الحبيب) ما نصه: أخرج الطبراني : (إن الله عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه وإن الله جعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب رضي الله عنه).

ونقل القرطبي وغيره عن السيد أنه قال في قوله تعالى : (إن ربنا لغفور شكور) غفور لذنوب آل محمد شكور لحسناتهم.

انتهى.

وفي (البحر المورود في المواثيق والعهود) للإمام الشعراني رضي الله(8) عنه ما نصه: (اعلم يا أخي أن الحق تبارك وتعالى شرَّك أهل البيت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: (ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر) بقوله: (إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) كما قاله بعض المحققين.

وأي قذر ووسخ أقذر من الذنوب.

ثم قال: (ودخل في ذلك أولاد فاطمة وأولاد العباس وأولاد جعفر وأولاد عقيل) ومثل سلمان الفارسي إلى يوم القيامة في حكم الآية الكريمة.

قال سيدي علي الخواص: (لا يظهر حكم هذا الشرف لأهل البيت إلا في الدار الآخرة حين يحشرون مغفورا لهم وأما في الدنيا فمن أتى منهم بحد من حدود الله أقيم عليه لكن مع تحقق المغفرة كما وقع لماعز رضي الله عنه ولا يجوز لنا ذمه ولا لعنه).

ثم قال رضي الله عنه: (وينبغي لكل مؤمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يصدق الله تعالى في قوله: (ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا) ويعتقد في كل ما يصدر من أهل البيت أن الله عفا عنهم لا بعمل عملوه ولا بخير قدموه، ولو كانت المغفرة متوقفة في حقهم على التوبة مثلنا لما كانت لهم علينا مزية فافهم ذلك.

وينبغي لنا يا أخي إذا ظلَمَنا أحد من أهل البيت أن ننزل ذلك عندنا مجرى المقادير الإلاهية في أموالنا وأنفسنا وأولادنا كغرق أو حرق أو غير ذلك.

ولا يجوز لأحد من المؤمنين والمؤمنات ذم قضاء الله تعالى وقدره.

و اعلم أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم طلب منا عن أمر من الله تعالى المودة في القربى لقوله تعالى: (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى) فاجعل بالك وافهم.

فلا تعدل يا أخي بأهل البيت أحدا فإنهم أهل الشهادة، فبغض الإنسان لهم خسران، وحبهم عبادة شرعية.

وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم : (مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق وإنهم أمان للأمة من الاختلاف وأنهم سادات أهل الجنة ولا يدخل قلب أحد الإيمان حتى يحبهم).انتهى

وفي: (جواهر العقدين في فضل الشرفين) :شرف العلم الجلي والنسب العلي للإمام جمال الدين عبد الله الحسني السمهودي رضي الله عنه ورحمه ما نصه: {ومن العجب أن أبا المحاسن نصر الله بن عنين الشاعر توجه إلى مكة المشرفة ومعه مال وقماش فخرج عليه بعض الأشراف من بني داوود المقيمين بواد الصفراء فأخذوا ما كان معه وجرحوه فكتب قصيدة إلى الملك العزيز ؟ طُقْتِكين بن أيوب صاحب اليمن وقد كان أخوه الملك الناصر أرسل إليه يطلبه ليقيم بالساحل المفتتح من أيدي الإفرنج فزهده ابن عنين في الساحل ورغبه في اليمن وحرضه على الأشراف المذكورين وأول القصيدة:

أغنت صفات نداك المصنع اللسنا

وحز في الجود ...الحسين والحسنا

وما تريد لجسم لا حياة لـــه

من خالص الزبد ما أبقى لك اللبنـا

ولا تقل سـاحل الإفرنج أفتحه

فما يسـاوي إذا قايستـه عدنــا

وإن أردت جهادا فادن سيفك من

قوم أضـاعوا فروض الله و السننـا

طهر بسيفـك بيت الله من دنس

وما أحــاط به من خسة وخنــا

ولا تقـل أنهـم أولاد فــاطمة

لو أدركوا آل حرب حاربوا الحسنـا

فلما نظم هذه القصيدة رأى في النوم مولاتنا وسيدتنا فاطمة رضي الله عنها وهي تطوف بالبيت وسلم عليها فلم تجبه وتضرع إليها وتذلل وسألها عن ذنبه الذي أوجب ذلك فأنشدته رضي الله عنها:

حاشـا بني فـاطمة كلهم

من خسة تعرض أو من خنـا

وإنما الأيــام في غدرهـا

وفعلهـا السوء أساءت بنـا

فتـب إلى الله فمن يقترف

إثما بنا لا يـأمن ممـا جنـى

أإن أسـا من ولـدي أحد

يجعل كل السب عمدا لنــا

فأكرم لعيـن المصطفى أحمد

ولا تهن من أهله أعينـــا

فكل ما نـالك منهم غـدا

تلقى به في الحشر مِنَّا منـــى

قال أبو المحاسن بن عنين: فانتبهت من منامي مرعوبا فزعا وقد أكمل الله عافيتي من الجراح والمرض فكتبت الأبيات وحفظتها وتبت إلى الله تعالى مما قلت وقطعت تلك القصيدة وقلت:

(9) عذرا إلى بنت نبي الهدى

تصفح عن ذنب محب جنـى

وتوبة تقبلها من أخــي

مقـالة توقعه في العنـــا

و الله لو قطعني واحــد

منهم بسيف البغي أو بالقنـا

لم أر ما يفعله سيئـــا

بل إنه في الفعل قد أحسنـا

انتهى .

و فضائل أهل البيت رضي الله عنهم لا تحصى ومناقبهم لا تستقصى ولله در القائل:

فيا ساكني أكناف طيبة كلهم

إلى القلب من أجل الحبيب حبيب

فما أعظم موقع هذا البيت في قلوب المؤمنين وأحلى مذاقه عند المحبين فتأمله.

و إذا كان في مطلق الجيران فما بالك بأهل البيت منهم رزقنا الله محبتهم وحشرنا في زمرتهم آمين.

تتمـة: قال الشيخ أبو العباس السوسي (في وصلة الزلفى تقربا بآل المصطفى) ما نصه : (وفي تاريخ نيسبور أن عليا الرضى بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق ابن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي رضوان الله عليهم أجمعين لما دخل نيسبور كان في قبة مستورا بالسقلاط على بغلة شهباء وقد شق سوق نيسابور فعرض له الإمامان الحافظان للأحاديث النبوية أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي ومعهما خلائق لا يحصون من طلبة العلم والحديث وأهل الرواية والدراية فقالا له: أيها السيد الجليل بن السادات الأئمة بحق آبائك الأطهرين وأسلافك الأكرمين إلا ما أريتنا وجهك المأمون ورويت لنا حديثا عن آبائك عن جدك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نذكرك به فاستوقف البغلة، وأمر غلمانه بكشف المظلة، وأقر عيون تلك الخلائق برؤية طلعته المباركة فكانت له ذؤابتان مدليتان على عاتقه والناس كلهم على طبقاتهم ينظرون إليه وهم ما بين صارخ وباك ومتمرغ في التراب ومقبل لحافر بغلته وعلا الضجيج فصاحت الأئمة والفقهاء والعلماء: (معاشر الناس اسمعوا وعوا وأنصتوا لسماع ما ينفعكم ولا تؤذونا بكثرة صراخكم وبكائكم) وكان المستملي أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي.

فقال علي بن موسى: حدثني أبى موسى الكاظم عن أبيه جعفر الصادق عن أبيه محمد الباقر عن أبيه علي زين العابدين عن أبيه الحسين شهيد كربلاء عن أبيه علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: حدثني حبيبي وقرة عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :حدثني جبريل قال: سمعت رب العزة يقول: (لا إله إلا الله حصني فمن قالها دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي)

ثم أرخى الستر على القبة وسار قال: فعُد أهل المحابر والدوى الذين كانوا يكتبون فأنافوا على عشرين ألفا.

قال الأستاذ أبو القاسم القشيري: اتصل هذا الحديث بهذا السند ببعض أمراء السامانية فكتبه بالذهب وأوصى أن يدفن معه في قبره فرؤي في النوم فقيل له ما فعل الله بك قال: (غفر لي بتلفظي بلا إله إلا الله وبتصديقي بأن محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم). وذكر الجمال الزرندي في كتابه (معراج الوصول): أن الحافظ أبا نعيم روى هذا الحديث بسنده عن أهل البيت المذكورين إلى علي بن أبى طالب سيد الأولياء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد الأنبياء : قال حدثني جبريل سيد الملائكة قال : قال الله تعالى: (إني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني فمن جاء منكم بشهادة أن لا إله إلا الله بالإخلاص دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي).

قال وفي رواية غير أبى نعيم قال الله تعالى: (كلمة لا إله إلا الله حصني) الحديث.

ثم نقل ما قاله الأستاذ القشيري وزاد عقب قوله وتصديقي بأن محمدا رسول الله وكتابتي هذا الحديث بالذهب تعظيما له واحتراما.

وقال الحافظ جمال الدين المذكور قال أبو الليث عبد السلام بن صالح الهروي: كنت مع علي بن موسى الكاظم الرضى وقد دخل نيسابور وهو على بغلة له شهباء فغدا في طلبه العلماء من أهل البلد وهم أحمد بن حرب وابن النضر ويحيى بن يحيى وعدة من أهل العلم فتعلقوا بلجامه في المريعة وقالوا له بحق آبائك الطاهرين(10) حدثنا بحديث سمعته من أبيك فقال: حدثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر قال حدثني أبي جعفر الصادق بن محمد قال حدثني أبي باقر علم الأنباء محمد بن علي قال سمعت أبي سيد العابدين علي بن الحسين قال حدثني أبي سيد شباب أهل الجنة الحسين بن علي قال سمعت أبى سيد العرب علي بن أبا طالب يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( الإيمان معرفة بالقلب وإقرار باللسان وعمل بالأركان).

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: (لو قرأت هذا الإسناد على مجنون لبرئ من حينه). وروى بعضهم أن المستملي لهذا الحديث أبو زرعة الرازي ومحمد بن أسلم الطوسي رحمهما الله تعالى.



الفصل الثالث



في ذكر الجد الأكبر الهمام الأشهر العلامة المحدث الأطهر المعظم المكرم عند علماء المدينة النبوية دار الهجرة سيدنا ومولانا أبو محمد عبد الله الكامل



ويقال له المحض ويقال له الخالص ابن مولانا الحسن المثنى ابن مولانا الحسن السبط ابن أمير المؤمنين مولانا علي بن أبي طالب ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيد الورى سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم.

ولابد أن أذكر في هذه المقدمة نسب النبي صلى الله عليه وسلم وانتهاءه إلى عدنان والوقوف عنده لما روي أنه عليه الصلاة والسلام قال: (لا ترفعوني فوق عدنان).

فهو صلى الله عليه وسلم: سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. وذكر لي بعض الأفاضل أن الشيخ الإمام العالم العلامة النحوي اللغوي المشارك المحب لآل البيت النبوي أبا العباس سيدي أحمد بن عبد العزيز الهلالي الفلالي رحمه الله تعالى ورضي عنه نظمهم في أبيات بقوله:

آباء خير الخلق قل لمن رغب

في النظم عبد الله بن عبد المطلب

فهاشم عبد منـاف فقصي

كـلاب مرة فكعب فلـؤي

فغالب فهر فمـالك يليـه

نضر كنانة خزيـمة الوجيـه

مدركة إليـاس مضر نـزار

معد عدنـان هم الأخيــار

وذكر لي أن مما كان يستشهد به هذين البيتين رضي الله عنه وهما:

ومن يدعي حب النبـي ولم يكن

بسنته مستمسكـا فهو كـاذب

علامة صدق المرء في الحب أن يرى

على منهج كانت عليه الحبـائب

وإنما ذكرتهما وإن كانا خارجين عما نحن بصدده لما اشتملا عليه من تعظيم حرمته صلى الله عليه وسلم .

ففي مولانا عبد الله الكامل رضي الله عنه يجتمع نسب ساداتنا وموالينا الأشراف أهل سجلماسة المسماة الآن في عصرنا هذا وفيما قبله بتافيلالت، ولا أدري متى سميت بذلك ولعله اسم عجمي، ونسب الأشراف الأدارسة قاطبة حيثما كانوا وأينما حلوا واستوطنوا أهل العَلَم وغيرهم ونسب القطب الرباني مولانا عبد القادر الجيلاني.

فهو أي مولانا عبد الله الكامل رضي الله عنه المحض الكامل الخالص كان رضي الله عنه من صغار التابعين روى عنه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري في( كتاب التوحيد) بواسطة، وكان كبير بني هاشم في وقته.

قال ابن سعد: كان من العباد وله عارضة وهيئة.

وقال مصعب الزبيري: ما كان علماء المدينة، يكرمون أحدا ما يكرمونه.

وثقه ابن معين والنسائي وغيرهما وله راوية عن أمه فاطمة بنت الحسين رضي الله عنها. مات رضي الله عنه في سجن المنصور سنة 143 ثلاث و أربعين ومائة وله 75خمس وسبعون سنة.

وكان المنصور (11) قبض عليه وعلى جماعة من العلويين. انتهى.

ومن ولد السيد داود بن الحسن المثنى كان السليمانيون ملوك مكة.

وأول من قام منهم محمد بن سليمان بن داود بن الحسن المثنى فخلع أمير العباسيين وخطب لنفسه في الموسم وقال : (الحمد لله الذي أعاد الحق إلى نظامه، وأبرز زهر الإيمان من أكمامه، وأكمل دعوة خير المرسلين بأسباطه لا ببني أعمامه، صلى الله عليه وعلى آله الطاهرين، وكف عنهم ببركته أيدي المعتدين، وجعلها كلمة باقية في عقبه إلى يوم الدين ثم أنشد :

لأطلبـن بسيـفـي

ما كـان للحق دينـا

وأسطــون بقــوم

بغـوا وجاروا علينـا

يهدون كل بـلاء

مـن العـراق إلينـا

ثم ملكها بعده ابن ابنه جعفر بن الحسن بن محمد هذا ثم أبو الفتوح بن جعفر ثم شكر بن أبي الفتوح. و عظم ملكه وملك الحرمين وجميع أرض الحجاز وهو الذي يدعى بالشريف بن هاشم فتزوج الجارية بنت الحسن بن سرحان الذي كان بينه وبين بني هلال ما يتحدث الناس به. ومات ولم يعقب فانقرضت عليه دولة السليمانيين من مكة إذ قام عليهم الهواشم من ولد أبى هاشم محمد بن الحسن بن محمد بن موسى بن عبد الله بن أبي الكرام بن موسى الجون.

وكانت بين هؤلاء الهواشم وبين بني عمهم السليمانيين فتن متصلة.

ولما مات الشكر الذي تدعوه بنوا هلال بالشريف بن هاشم صاحب الجارية ولم يعقب كما قدمنا، فتقدم رجل لم يكن من بيت الإمارة قام عليهم الهواشم ورئيسهم محمد بن جعفر بن أبي هاشم فأخرجهم عن الحجاز وساروا إلى اليمن.

انتهى من (الدرر و العقيان في شرف بني زيان ).

وروي عن سيدنا عبد الله بن حسن قال : أتيت عمر بن عبد العزيز في حاجة فقال لي: (إذا كانت لك حاجة فأرسل إلي أو اكتب فإني أستحيي من الله أن يراك على بابي)انتهى ومن وصية سيدنا عبد الله الكامل رضي الله عنه لولده سيدي محمد النفس الزكية: (وإياك و معادات الرجال فإنك لن تعدم مكر حليم ولا معاصات لئيم) ونقله في (نظم الدرر والعقيان) في الفصل الرابع.

الفصل الرابع



في ذكر أبناء مولانا عبد الله الكامل رضي الله عنه



اعلم أن لسيدنا عبد الله الكامل من الذكور سبعة وهم:

1- الإمام المعروف بالنفس الزكية وهو أكبر بنيه: كان رضي الله عنه عالما ناسكا عابدا ورعا زاهدا ولذا سمي بالنفس الزكية وكان يسمى بالمهدي قام على أبي جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس بعد أبي العباس عبد الله السفاح منكرا لجوره وعسفه وهو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس رضي الله عنه.

وأبو جعفر هو الذي بنى بغداد و تسمى بمدينة السلام ومدينة المنصور وهو والد المهدي وجد هارون الرشيد والخلفاء العباسيون من بعده الذين آخرهم ببغداد المستعصم بالله الذي قتله التتار في فتنتهم الكائنة ببغداد التي لم يعهد مثلها في البلاد.

وسيدي محمد النفس الزكية هو جد سادتنا الشرفاء ينبع النخل من أرض الحجاز. ومنهم ساداتنا وموالينا شرفاء سجلماسة الذين منهم أمراء عصرنا ومصابيح زماننا أولاد العلامة القدوة المشتهر بالعلم والصلاح مولانا حسن بن قاسم القادم من ينبع النخل عام أربعة وستين وستمائة أوائل الدولة المرينية. وكان عند قدومه في سن ستين سنة وبقي بها حيا اثني عشر سنة وخلف ولدا واحدا اسمه سيدي محمد ودفنا معا في وسط سجلماسة الأب في المدينة في موضع يقال له (أثر أُنفُد) والولد بموضع يعرف ب(الجزارين) يقرب من مدفن أبيه بنحو ميل.

ثم مات سيدي محمد المذكور وترك ابنا واحدا اسمه سيدي الحسن، ودفن بقرب الريصاني في (واد أجل).

و خلف رحمه الله ولدين أحدهما وهو الأكبر اسمه سيدي عبد الرحمن ولقبه أبو حميد

و أبو البركات وله أولاد قليلون مسكنهم في (الرتب) وفي (بني زروال) من جبل ورغة وأما أخوه فهو الولي الأكبر العالم الأشهر ذو الكرامات العديدة والجهاد والتدريس والمكاشفات والمناقب(12) المستغنى بشهرته عن التعريف مولانا علي الشريف.

وحين مات رضي الله عنه خلف ولدين أحدهما مولاي امحَمد بالفتح والآخر أبو الجمال سيدي يوسف.

فالأول خلف أربعة أولاد: سيدي الحسن وسيدي عبد الله وسيدي علي وسيدي قاسم وهذا ترتيبهم في السن ومنازل أولادهم بسجلماسة أبو صالح وأولاد عبيد وأبو عام وزاوية سيدي قاسم وقصر أولاد محمد الشرفاء وبعضهم بالرتب وبعضهم في تركة بمدغرة وبعضهم بأدخسان وبعضهم بفاس وبعضهم بدرعة وبعضهم بتوات وبعضهم بمراكش وبعضهم بصفرو.

وأما الجمال المذكور فقد خلف تسعة أولاد: أحدهم اسمه سيدي علي وهو جد ساداتنا ملوك المغرب السجلماسيين وإخوته الأشقاء: سيدي أحمد وسيدي عبد الله وسيدي الطيب وسيدي عبد الواحد المعروف بأبي الغيث، وإخوته الآخرون غير الأشقاء أربعة أيضا وهم سيدي الحسن وسيدي محمد وسيدي عبد الرحمان و لاعقب له وسيدي عبد الكبير.

فالأشقاء الأولون جل أولادهم بسجلماسة والأشقاء الآخرون جل أولادهم بمدغرة والرتب وملوية وبعضهم بأدخسان وبعضهم في بلاد الشياظمة وهم أولاد سيدي عبد الكبير المذكور.

وهذا بعض الكلام على أولاد سيدي حسن بن قاسم القادم من ينبع النخل حفيد سيدي محمد النفس الزكية رضي الله عنهم على سبيل التقريب والاختصار.

قال أبو اليقظان وغيره: ولد الحسن بن علي عليهما السلام حسنا أمه خولة بنت منظور ابن زيان بن صيان العزاري وأمها مليكة بنت خارجة بنت سنان المرية.

وهو الذي قال رضي الله عنه: (إن أطعنا الله فأحبونا وإن عصينا الله فأبغضونا) إلى أن قال : (قٌولوا فينا الحق ودعوا القلق).

وزيد بن الحسن الذي يقول فيه الشاعر :

وزيد ربيع الناس في كل شتوة

إذا أخلفت أنواؤها ورعودها

حمول لإنسان الديات كأنه

سراج الدجا إذ قارنته سعودها

وفيه يقول قدامه أحد بني جمح:

فإن يك زيد غالت الأرض شخصه

فقد بان معروف هناك وجود

وأم الحسن كانت عند عبد الله بن الزبير وأمها أم بشر بنت بن مسعود البدري وحسينا الأثرم وعبد الله أمهما ظميا أم ولد

وأبو بكر وعبد الرحمان والقاسم أمهم أم ولد ولا بقية لهم وطلحة بن الحسن أمه أم إسحاق بنت طلحة بن عبد الله وأمها بنت قسامة طائية وعمر بن الحسن أمه ثقيفة. ويقال أم ولد و أم عبد الله، أم ولد تزوجها على بن الحسين.

وكان الحسن بن حسن بن علي وصي أبيه وولي صدقه فسأله الحجاج بن يوسف وهو على المدينة أن يدخل عمر بن علي في الوصية فأبى ثم قدم الحسن على عبد الملك بن مروان فرحب به وكان الحسن قد أسرع إليه الشيب فقال له عبد الملك لقد أسرع إليك الشيب فقال يحيى بن الحكم شيبته أماني أهل العراق الذين يقدمون عليه كل عام يمنونه الخلافة فقال له ليس كما قلت ولكنا أهل بيت يسرع إلينا الشيب، فسأله عما قدم له فأخبره بما سأله الحجاج فكتب له أن يمسك عنه ووصله فلقي يحيى بن الحكم فقال له ما حملك على ما قلت قال النظر لك والله لولا خوفه منك ما قضى حاجتك

* فولد الحسن بن الحسن بن علي عبد الله بن حسن بن حسن وحسن بن حسن بن حسن وإبراهيم بن حسن بن حسن مات ببغداد وأمهم فاطمة بنت الحسين بن علي. وقدم على الحسن ابن الحسن بعض أخواله فقال من عندك من النساء؟ قال ابنة عمي الحسين قال مالك ولبنات العم أنهن يضرين؟؟ وأن القرائب أنجب المرض؟؟، علي ببنيك ، فدعا بعبد الله فقال هذا يسير ثم دعا بالحسن بن الحسن فقال ولا بأس ثم دعا بإبراهيم بن الحسن فلما رآه قال حسبك منها.

و جعفر بن الحسن وداود أمهما أم ولد ومحمد ابن الحسن ابن الحسن أمه نهلة ؟؟بنت سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل.

فولد عبد الله بن حسن بن حسن بن علي: محمد وإبراهيم وإدريس وموسى، أمهم هند بنت أبا عبيدة بن عبد الله بن زمعة بن المطلب بن أسد بن عبد العزى، وعيسى أمه عاتكة بنت عبد الملك بن الحارث المخزومي، ويحيى أمه ركيم بنت أبي عبيدة بن عبد الله بن زمعة.

انتهى

وسيدي إبراهيم بن عبد الله (13) الكامل ووقع بينه وبينهم حروب عظيمة كان له الظفر في بعضها ثم كان الظفر لقائد المنصور لما سبق في سابق علم الله، فقتل رحمه الله تعالى ورضي عنه.

وقد كانت تشوفت الناس إليه وأرادوا ظهوره على أبي جعفر المنصور لقرب مكانه من رسول الله صلى الله عليه وسلم قربا أربى على قرب المنصور لأنه ابن ابنته مولاتنا فاطمة الزهراء وأبو جعفر من ذرية عم النبي صلى الله عليه وسلم سيدنا العباس رضي الله عنه. و للشعراء في ذلك أشعار مشهورة. وسيدنا يحيى.

ولما وقع ما وقع بأهل بيته صار إلى بلد الديلم وأقام بها فبايعه أهلها وذلك في خلافة الرشيد فلم يزل يبعث إليه بالجيوش ويدير عليه الحيلة إلى أن أتاه أمينا بأمان.

وسيدي سليمان وسيدي عيسى وسيدي موسى ويلقب بالجون لأنه كان أسود اللون ومنه القطب الكبير الشهير الذكر في الآفاق، العلمية الفائق أرباب السيادة في عصره على الإطلاق، الحائز قصب السبق في ميدان أهل الحضرة القدسية بالوراثة والاستحقاق، السالك الرباني العارف الصمداني، أن مولانا عبد القادر بن موسى بن عبد الله بن يحيى بن محمد بن داوود بن موسى الثاني بن عبد الله الرضى بن موسى الجون بن مولانا عبد الله الكامل بن مولانا الحسن المثنى بن مولانا الحسن السبط بن مولانا على كرم الله وجهه و مولاتنا فاطمة الزهراء بنت خير الورى سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى موالينا آله الكرام وأصحابه ساداتنا الأعلام ومن تبعهم بإحسان إلى دار الدوام أمدنا الله من أنواره وأفاض علينا من بركاته وأسراره.

ومولانا إدريس وهو الذي قدم إلى المغرب فارا بنفسه ومعه مولاه راشد حتى وصل مدينة طنجة فلم يجد بها مراده فسار منها إلى بلد زرهون فنزل على صاحبها المتولي على أوربة إسحاق بن محمد بن عبد المجيد الأوربي بمدينة وليلي فأجاره وجمع البربر على دعوته فاجتمعت عليه فبايعوه بأسرهم واستقام له الأمر بالمغرب إلى أن مات مسموما رضي الله عنه وأرضاه وجعل الجنة منزله ومأواه بجاه جده رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.



الفصل الخامس



في ذكر بعض أخبار مولانا إدريس باني فاس رضي الله عنه.

والده مولانا إدريس الأكبر رضي الله عنه لم يترك ولدا ذكرا ولا أنثى إلا حملا بجارية له مولدة من البربر من نفزة، اسمها كنزة، وقام بأمر البربر من بعده مولاه راشد القادم معه فولدت الجارية ولدا ذكرا وسماه باسم أبيه مولانا إدريس وكان أشبه الناس به فأخرجه إلى رؤساء البربر حتى نظروا إليه و قالوا هذا إدريس بعينه فكأنه لم يمت فقام بأمره وأمر البربر حتى فهم وشب وأدباه أحسن أدب وأقرأه القرآن وله من السنين ثمانية أعوام وعلمه السنة والفقه والنحو والحديث والشعر وأمثال العرب وحكمها وسير الملوك وسياستها وعرفه بأيام الناس وحرَّبه مع ذلك على ركوب الخيل والرمي بالسهام ومكائ


الحروب.

فلما أدب في ذلك كله وكانت له من السنين إحدى عشر سنة أخذ له مولاه راشد البيعة على قبائل المغرب فبويع له بجامع مدينة وليلي يوم الجمعة سابع ربيع الأول سنة ثمانية وثمانين ومائة وقيل إنما أخذ له البيعة رجل يقال له أبو خالد يريد ابن إلياس العبدي على جميع قبائل البرابر يوم الجمعة عاشر ربيع الأول من السنة المذكورة بعد قتل راشد بعشرين يوما وهو ابن إحدى عشرة سنة وخمسة أشهر.

وذلك أن إبراهيم بن الأغلب بن عمر التميمي وكان من قواد هارون الرشيد على افريقية لما اتصل به الخبر أن راشد عزم على أخذ البيعة لمولانا إدريس عظم ذلك عليه فحاول قتل راشد واندس إليه من بلَّغ أموالا كثيرة إلى خدام راشد من البرابر فاستهواهم فقتلوه وذلك في سنة ثمانية وثمانين ومائة.

وقال البكري والبرنصي أن راشد لم يمت حتى أخذ البيعة لإدريس بالمغرب وأن الإمام إدريس لما كمل له إحدى عشر سنة ظهر ذكاؤه ونبله وفصاحته وعقله وبلاغته ما أذهل عقول الخاصة والعامة فأخذ له راشد البيعة على سائر البرابر وذلك يوم (14) الجمعة سابع ربيع الأول سنة ثمانية وثمانين ومائة.

فصعد إدريس المنبر وخطب الناس في ذلك اليوم وقال: (الحمد لله أحمده وأستغفره وأستعينه وأتوكل عليه وأعوذ بالله من شر نفسي ومن شر كل ذي شر واشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلى الثقلين بشيرا ونذيرا وداعيا إلى الله بإذنه وسراجا منيرا صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأهل بيته الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. أيها الناس إنه قد ولينا هذا الأمر الذي يتضاعف للمحسن فيه الأجر وللمسيء الوزر ونحن والحمد لله على قصد فلا تمدوا الأعناق إلى غيرنا، فإن الذي تطلبونه من إقامة الحق إنما تجدوه عندنا لا عند غيرنا).

ثم دعا الناس للبيعة وحظهم على التمسك بطاعته فعجب الناس من فصاحته ونبله وقوة جأشه وثبات جنانه على صغر سنه ثم نزل فسارع الناس إلى بيعته وازدحم الناس عليه يقبلون يده فبايعته كافة قبائل المغرب من زناتة وأوربة و صنهاجة و غمارة وسائر قبائل البربر فتمت له البيعة وبعد بيعته بقليل توفي مولاه راشد والله أعلم.

فاستقام الأمر لإدريس بن إدريس بالمغرب وتوطن ملكه وكثر سلطانه وقويت جنوده وأتباعه وعظمت جيوشه وأشياعه ووفد عليه الوفود من البلدان وقصده الناس من كل ناحية ومكان ووفد عليه وفود العرب من افريقية وبلد الأندلس وجعلهم بطانته دون البرابر فاعتز بهم فإنه كان فريدا بين البرابر ليس معه عربي.

فاستوزر عمير بن مصعب الأزدي وكان من فرسان العرب و سادتها، ولأبيه مصعب مآثر بالأندلس عظيمة، و مشاهد في غزو الروم جسيمة.

واستقضى منهم عامر بن سعيد بن محمد القيسي من قيس غيلان وكان رجلا صالحا ورعا سمع مالكا وسفيان الثوري وروى عنهما كثيرا.

ولم تزل الوفود تقدم عليه حتى ضاق بإدريس مدينة وليلي فاختط فاسا فانتقل إليها. وللمؤرخين أخبار كثيرة و إطراب؟؟ عظيم فمن أراد استقصاء ذلك فعليه ب(القرطاس) وغيره وأقام إدريس بمدينة تلمسان و أحوازها ثلاث سنين على ما ذكره أبو مروان عبد الملك الوراق ورجع إلى مدينة فاس فلم يزل بها إلى أن توفي رحمه الله سنة عشرة ومائتين وهو ابن ثلاث وثلاثين سنة ودفن بجامع الشرفاء بإزاء الحائط الشرقي منها).

وقال البرنسي: توفي إدريس بن إدريس بمدينة وليلي من بلاد زرهون في الثاني عشر من جمادى الأخيرة سنة ثلاث عشرة ومائتين المذكورة وسنه يومئذ ثمانية وثلاثون سنة ودفن إلى جانب قبر أبيه برابطة وليلي.

وسبب وفاته أنه أكل عنبا فشَِرق بحبة منه فمات من حينه، وكان أيام ملكه بالمغرب ستة وعشرون سنة والله أعلم.

وقد نقل عن العارف بالله تعالى سيدي عبد الرحمان الفاسي أنه كان يقول حين يحكي ما في (القرطاس) : هذا في شأن مولانا إدريس من أنه دفن مع أبيه رضي الله عنهما أن أهل الكشف من الصالحين مجمعون على أنه هنا بفاس بجامع الشرفاء وهنا يزورونه ويتبركون به وإجماع الصالحين لا يبدل به غيره.

انتهى

وكان رضي الله عنه ونفعنا به شجاعا بطلا مقداما ذا نجدة في الحروب.

فقد نقل العلامة أبو عبد الله سيدي محمد بن عبد الله التنسي التلمساني في: (نظم الدرر و العقيان في شرف بني زيان) ما نصه قال: داود ابن القاسم خرجت مع مولانا إدريس باني فاس ابن مولانا إدريس دفين وليلي رضي الله عنهما ونفعنا بهما آمين إلى قتال خوارج البربر فقاتلناهم وهم أضعاف عددنا قتالا شديدا فأعجبتني شجاعة إدريس يومئذ وجعلت أديم النظر إليه فقال: لم تديم النظر إلي، فقلت: لخصال منها أنك تبصق بصاقا مجتمعا وأنا أطلب قليل ماء أبل به حلقي فلا أجده، والثانية لما أري من حسنك، والثالثة لكثرة حركتك في السرج.

فقال: أما اجتماع بصاقي فلاجتماع قلبي وذهاب بصاقك لذهاب قلبك، وأما الحسن فالنبي صلى الله عليه وسلم صلى علينا، وأما حركتي بشدة إلى القتال فلا تحسبي ؟؟ رعبا وأنا الذي أقول:

أليس أبونا هاشم شد أزره

وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب

فلسنا نمل الحرب حتى تملنا

ولا نستقي ماء بفيض من النضب

انتهى.

تنبيه ومن كتاب (العبـر) للحافظ ولي الدين عبد الرحمن بن خلدون الحضرمي رحمه الله لما تكلم على نسل البربر ونقل الخلاف في ذلك قال ما نصه: (والحق الذي لا ينبغي التعويل على غيره أنهم من ولد كنعان بن حام بن نوح كما تقدم في أنساب (15) الخليفة وأن اسم جدهم مازيغ وإخوانهم كريكش وفلسطين) إلى أن قال: (وما لكهم جالوت سمة معروفة له وكانت بين فلسطين وبين بني إسرائيل بالشام حروب مذكورة وكان بنوا كنعان وكريكش شيعا لفلسطين على بني إسرائيل ومن هنا والله أعلم التبس على القائل بأن جالوت من البربر وإنما هو من إخوانهم فلسطين فلا يقعن في وهمك غير هذا فهو الصحيح الذي لا معدل عنه.



الفصل السادس



في ذكر بنيه وبعض أخبارهم



اعلم أن مولانا إدريس بن إدريس خلف رضي الله عنه من الأولاد اثني عشر ذكرا : أولهم سيدي محمد وهو أكبرهم وعبد الله وإدريس وأحمد وجعفر وعيسى ويحيى والقاسم وعمر وعلى وداود وحمزة.

فولى بعده منهم سيدي محمد وهو أكبرهم و أمه.....؟؟ من أشراف نفزة.

ولما ولي قسم بلاد المغرب بين إخوته الكبار برأي جدته كنزة أم أبيه فولى مولانا القاسم مدينتي طنجة وسبتة وقلعة الحجر ومدينة تطاوين وبلاد مصمودة وما إلى ذلك من البلاد والقبائل.

وولى سيدنا أبا حفص عمر بتجساس وترغة وصنهاجة وغمارة .

وولى سيدنا داود بلاد هوارة وتسول ومكناسة وجبال غياثة.

وولى سيدنا يحيى مدينة البصرة وهي التي ببلاد طليق الآن بقرب واد مضى وقبيلة صرصر ومدينة أصيلا ومدينة العرائش إلى بلد ورغة.

وولى سيدنا أحمد مدينة مكناسة وبلد فازاز وبلاد تادلا .

وولى سيدنا عبد الله مدينة أغمات وهي قاعدة بلاد المصامدة يومئذ ولم تكن مراكش يومئذ موجودة لأنها إنما بناها الأمير يوسف بن تاشفين في المائة الخامسة وبلاد أنفيس وبلاد المصامدة والسوس الأقصى.

وسيدنا عبد الله بن إدريس هذا هو جد سائر الأشراف بني عمران وعمران الذي ينتسبون إليه هو عمران بن يزيد بن صفوان بن خالد بن يزيد بن عبد الله المذكور بن إدريس رضي الله عنه وهذا ما صح في نسبه عن الشيخ النظار أبي عبد الله القصار رحمه الله ومثله وجد بخط الإمام أبي العباس أحمد بن الحسن ابن عرضون الزجلي قاضي شفشاوون في دولة مولاي أحمد الذهبي السعدي وبعضهم يقدم خالد علي صفوان والله أعلم بحقيقة ذلك.

وولى سيدنا حمزة مدينة تلمسان وأعمالها.

وولى سيدنا عيسى شالة وأعمالها.

وأقام هو بمدينة فاس دار ملكهم وقرار سلطانهم وتصاغر الثلاثة الباقون وهم علي وإدريس وجعفر عن الولاية فبقوا في كفالة جدتهم كنزة مع أخيهم سيدي محمد كبيرهم وأميرهم.

فقاموا ولات على بلاد المغرب فضبطوا ثغورهم وحكموا بلادهم وحسنت سيرتهم إلى أن خرج منهم على الإمام محمد أميرهم أخوه عيسى بمدينة شالة وبلاد تامسنا ونكث البيعة ونبذ الطاعة واستبد لنفسه فكتب الإمام لأخيه القاسم يأمره بحربه فامتنع من ذلك وعجز عنه فكتب إلى عمر بذلك فسارع إليه وجمع عسكرا عظيما من قبائل البربر من غمارة وأوربة و صنهاجة وغيرهم وسارع نحوه فلما قرب من أحوازه كتب إلى أخيه الإمام محمد يستمده بالجيوش فأمده بألف فارس من قبائل زناتة وفرسانهم فمضى بوجهته فأوقع بأخيه عيسى وهزمه هزيمة عظيمة وأخرجه من مدينة شالا وعن سائر عمله فكتب إلى أخيه بالظفر والهزيمة فشكر فعله وولاه عمله وأمره بالمسير إلى أخيه القاسم الذي عصاه أمره وامتنع من حرب عيسى فسار إليه بجيوشه حتى نزل عليه بمدينة طنجة فخرج إليه فكانت بينهما حروب عظيمة هزم فيها القاسم واحتوى عمر على ما بيده من البلاد.

وسار القاسم إلى ساحل البحر مما يلي مدينة أصيلا فبنا هنالك مسجدا على جهة النهر بموضع يعرف بتاهدرت فأقام فيه وزهد في الدنيا إلى أن مات رحمه الله وقبره هنالك مزارة مشهورة.

وأقام سيدنا عمر عاملا لأخيه إلى أن توفى بموضع يقال له بفج الفارس من بلاد صنهاجة فحمل إلى مدينة فاس ودفن بها وصلى عليه الإمام أخوه.

وعمر هذا(16) هو جد الملوك الحموديين القائميين بالأندلس بعد الأربعمائة للهجرة وترك عمر بن إدريس: عليا و إدريس وأمهما زينب بنت القاسم الجعدي وعبد الله ومحمد وأمهما جارية مولدت اسمها رباب.

[mark=#33ffff]
ومن أولاد سيدي عمر بن إدريس القطب الجامع إمام الطريقة، وسيد أهل الحقيقة، الشيخ أبو الحسن الشاذلي سيدي علي بن عبد الله بن عبد الجباربن يوسف بن أحمد بن محمد بن عيسى بن محمد بن يوسف بن يحيى بن إدريس بن عمر بن إدريس بن إدريس بن عبد الله بن حسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه آمين. تلميذ قطب الأقطاب، و زبدة الأوطاب، علم الأعلام، الجبل الراسخ مولانا عبد السلام، عند المحققين من النسابين.
[/mark]
فما كتب به إمام الأعصار والأمصار، الشيخ النظار، أبو عبد الله القصار، للقاضي ابن عرضون ومما أفيدكم به وتعجب منه أن نسب سيدنا أبي الحسن الشاذلي الذي ذكره ابن عطاء الله من نظم البوصيري رضي الله عنهما وذكره سيدي عبد النور ونجده كثيرا صدر نسخ الحزب الكبير غير صحيح.

وقد اتفق لي فيه أمر غريب وذلك لما تفطنت لوجه الإشكال لم أستطع أن أفاوض فيه أحدا خشية أن يقذف الشيطان في قلبه فأكون أنا السبب فيه فو الله ما تمت الجمعة حتى ضرب علي بعض أصحابنا الباب و أعطاني تأليفا لبعض من لقي رجلا من أصحاب أبى العباس المرسي بيَّن فيه أنه من ولد إدريس بن عمر بن إدريس باني فاس

ومما يدلك أن البوصيري لم يحقق المسألة قوله الشاذلي مولدا. ومعلوم قطعا أنه لم يولد بشاذلة وليس الخطأ بعيب على الراسخ في العلم (ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما).

قلت وقد ولد رضي الله عنه ونفعنا به بقبيلة الأخماس السفلى ببني زرويل منها ببني يفرح بمدشر اشتنوغل وبها ولد الشيخ أبو الحسن علي بن عبد الحق الصغير صاحب التقييد على المدونة رضي الله عنه ونفعنا به ولهذا يقال قبيلة الشيخين.

وبها ولد العارف بالله تعالى القطب سيدي محمد بن سعادة الذي كان ينوه به العارف بالله تعالى العلم الأشهر سيدي محمد بن علي ابن ريسون الحسني العلمي ويغني به ومات بها وضريحه مشهور وبنيت عليه روضة وهي مزارة مشهورة نفعنا الله به.

وبها الولي الأشهر والعلم الأظهر سيدي يلصو حفيد صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ذي النورين وصهر النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أمير المؤمنين أبي عمر سيدنا عثمان بن عفان وإليه ينتسب اليلصوتيون كلهم وقد قدم رضي الله عنه ونفعنا به مع موسى بن نصير والعامة تسميه سيدي يرزو وبه يعمر سوق النساء.

ومنها أيضا العلامة الأديب الشاعر المفلق أبو الحسن سيدي علي مصباح مؤلف: ( أنس السمير في مهاجات الفرزدق وجرير) وغيره ورأيت أصل مبيضته بخطه رحمه الله عند صاحبنا العلامة الأربيب القاضي الأديب أبي عبد الله سيدي محمد العربي المساري أبقى الله بركته ووفقنا وإياه لما يحبه ويرضاه.

وعلماء بني مصباح وقضاتها المحققون كلهم منها.

ومنها العلامة القدوة الصالح الصوفي أبو عبد الله سيدي محمد بن حيون شارح الصلاة المشيشية المتوفى في حدود الثمانين ومائة وألف بزاوية تزروت العَلَمية و بها دفن رحمه الله بجنان الشرفاء أولاد سيدي محمد بن علي ابن ريسون.

ومنها و بها أعني قبيلة الأخماس الولي الأشهر والعلم الأظهر أبو الجمال سيدي يوسف أبي سيدي الحسن الخمسي التليدي ولد بها ونشأ وعظم صيته بها ودفن بها وضريحه مزارة مشهورة وهو من أعظم تلامذة القطب الرباني أبي محمد سيدي عبد الله الغزواني رباه من زمن صباه في حجره وتحت ولاية نظره حين كان رضي الله عنه قاطنا بقبيلة بني زكار مجاورا لمولانا عبد السلام بن مشيش نفعنا الله به بمدشر تازروت من بني زكار وزاويته هنالك مشهورة إلى الآن .

ومكث الشيخ الغزواني رضي الله عنه بقبيلة بن زكار مدة مديدة تنيف على الثلاثين سنة وهو الذي كلم الشيخ مولانا عبد السلام رضي الله عنه ونفعنا به في قبره فأجله الشيخ رضي الله عنه وعين قبره. وسمعه بعض من حضر منهم الولي الصالح حفيد الشيخ سيدي يوسف بن حليمة جد السادات الأشراف أولاد بن حليمة أهل زاوية أدياز الذين منهم البركة المرحوم خاتم عصره وأعجوبة دهره سيدي الطيب الطاهر بن حليمة وإخوانه وأبناء عمه ومن ذلك الوقت اشتهرت زيارة ضريحه المبارك (17) للناس ولم يزل ذلك في النمو والزيادة وانتفع الناس به شرقا وغربا رضي الله عنهم ونفعنا بهم وقد قال الشيخ الكبير مولانا عبد الله بن الحسن الشريف الحسني الدمغاري دفين تصلحت لتلميذه العارف بالله أبي عبد الله سيدي محمد بن علي بن ريسون الحسني العلمي حين جاءه بقصد الأخذ عنه ** من العلم أنني به سيدي الغزواني وسيعود في هذا الرجل اغتنى سيدي محمد بن علي الولاية ** عن موضعها زمانا ثم تعود إليه ما ننسى من آية أو ننسيها نات بخير منها أو مثلها رضي الله عنهم ونفعنا بهم وسيدي يوسف هذا رضي الله عنه قيل إنه هو وارث سر شيخه وقيل سيدي محمد الطالب وكراماته رضي الله لا تحصى ومناقبه لا تستقصى ومن كلامه رضي الله عنه ونفعنا به ورحمه ما هو الشيخ الأصوفي . ويكون تابعا للسنى . ويكون زاهدا في الدنيا . هاذاك هو مولاي عيني. وقوله للسنى تلك هي لغتهم يميلون آخر الكلمة يقولون باب لأبيهم وغير ذالك ومن أعظم بركاته وأشهر كراماته أنه رضي الله لم يعقها ولم يترك ابنا ولا بنتا ولا ابن عم محقق النسب فيما علمنا ومع هذا فزاويته رضي الله عنه فاتحة بأمر الله في جميع أمورها من حرث ودواب وغير ذلك من الأمور التي يعجز عن القيام بها الأقوياء وذالك في غاية الضبط والإتقان كل زمان يجود الله له من يقوم بزاويته ويأكل فيها الطعام الخاص والعام والغني والفقير لأنه رضي الله عنه حبس جميع ما يملكه في حياته وخرج عنه محدث على هذا الوجه يأكله جميع الناس فبلغ الله قصدك *** رجاءه ولم يزل ذالك إلى الآن بل وحقق رجاءه ذالك في صعود وزيادة وكل من يشاهد ذلك ويقدمه يرى من فضل الله على أوليائه واعتنائه بأمرهم ما يبهر العقول وقد كان الفقيه سيدي الغزواني رضي الله عنه حين يجتمع أصحابه بين يديه يقول لهم * الهبطي للكلام أعني العلامة المتفنن القدوة سيدي عبد الله الهبطي صاحب قضية البقية *** المشهورة و التليدي أعني سيدي يوسف للطعام وسيدي عبد الرحمان بن ريسون يقوتة تضوي في حبل القلم وقد قال للشيخ العلامة سيدي عبد الوارث اليصلوتي دفين بني زروال تلميذ الشيخ سيدي عبد الله الغزواني *************ذات سيدي عبد الرحمان بن ريسون وهي تضفي حتى كان يرى باطنه من ظاهره فرآني الشيخ أنظر فيه وأتعجب في نفسي فنظر إلي وقال يا قليل هذا في حق يقوتة العلم أو يقوتة المغرب وسيدي عبد الرحمان هذا و أخوه أبو الحسن سيدي علي والد سيدي محمد المتقدم الذكر اللذان ذكرهما القاضي بن عسكر في وجه الناشر في اختصار أهل القرن العاشر وكان يقوله المحققون العارفون من صلحاء شرفاء العلم * السفر لله لنا من مولاي عبد السلام ***** غير واحد منهم الشيخ مولانا عبد السلام نفعنا الله به ويقول لهم من لم يستطع الوصول إلينا وشق عليه الوصول ** بسيدي عبد الرحمان الشريف ** ابن السيدة الجليلة أم ريسون وفد ذكرها ابن عسكر في دوحته أيضا وإنما ذكر هذا وإن كنا لسنا بصدده تتميما للفوائد واغتناما ببركتهم ورجاء النفع في الدنيا والآخرة بهم وهذا كله من بركة القطب الرباني مولانا الحسن أبا الشاذلي وشيخه القطب الجامع مولانا عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه ونفعنا بهم آمين وبقبيلة الأخماس أيضا من أولياء الله تعالى المشاهير سيدي الحاج أقطر أن بهذا يعرف ويقال إنه هو الذي غسل القطب مولانا عبد السلام نفعنا الله بهما و بها من غير هؤلاء من العلماء و الصلحاء مالا يحصى وأهلها إلى الآن موفقون راشدون وللمساجد هم معمرون و بها من قراء كتاب الله العزيز الأساتيذ وأهل العشر مالا يستطاع وهم ملازمون للطاعة متبعون للجماعة وبلادهم في غاية الأحكام لا تقع بها سرقة ولا خيانة و الحاز بها أمين منفردا كان أو في جماعة وهم معظمون لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وأولياء الله الكرام لا يخرجون عن رأيهم ولا يعملون إلا بمشاورتهم زادهم الله توفيقا وهداية آمين و بمدشر الخزانة منها * عين مشهورة للحفظ وذلك أن من شرب ماءها يحفظ كثيرا بإذن الله تعالى وجل و مدشر الخزانة أو كلهم يحفظون كتاب الله العزيز وسمعت من غير واحد من أهل الخزانة أنهم في بعض الأيام * يرون نورا يصعد من ماء تلك العين عيانا يخلق ما لا تعلمون وهذه العين مثل عين بزاوية تزروت العلم بالريف الفوقي منها قبلة من جامع مع شرفاء أولاد بن عمر العلميين اليملاحيين بين الطريق والجامع قرب الخندق الجارية هنالك أو أن الشتاء ومهبط للعين بدرجتين فقد سمعت مرتين وسيدنا ووسيلتنا إلى ربنا الولي الأشهر العارف بالله تعالى أبا عبد الله سيدي محمد بن علي بن ريسون المجذوب المشهور في حال صحوه أن من أراد أن يكون أحفظ الناس يشرب من تلك العين المباركة لأن الشيخ القطب مولانا عبد السلام بن مشيش رضي الله عنه كان يتوضأ فيها وكان في جوارها السادات الشرفاء أولاد العبودي الحسيوني العمرانيون وكانوا يحفظون كثيرا وقال يا الشيخ رضي الله عنه أن سبب كثرة حفظهم هو شربهم من ماء تلك العين المباركة وما هي بأول بركتهم رضي الله عنهم ونفعنا بهم آمين وأقام الإمام محمد بعد وفاة أخيه عمر بسبعة أشهر وتوفي بمدينة فاس ودفن بشرقى جامعها من أبيه وأخيه وذلك في شهر ربيع الثاني ستة إحدى وعشرين ومائتين فكانت أيامه بالمغرب ثمانية أعوام وشهرا واحدا واستخلف ولده علي فبويع له يوم وفات أبيه بالخلافة باستخلافه له في حياته وسنه يوم بويع تسعة أعوام وأربعة أشهر فكان له من الذكاء والنبل ما يقتضيه شرفه وحسبه الصحيح وسار بسيرة أبيه فعلمه وأخذ في العدل والفضل والدين والحزم وإقامة الحق وتأسيس البلاد وقمع العداة وضبط الثغور فكان الناس في أيامه بالمغرب في أمن ودعة إلى أن توفي في شهر رجب من سنة أربع وثلاثين و مائتين فكانت أـيامه بالمغرب في نحو الثلاث عشرة سنة وأخذ حرة اسمها رقية بنت إسماعيل بن عمير بن مصعد الأزدي ثم ولي بعده أخوه يحيى فعهد إليه في حياته فسار بسيرة أخيه وأبيه وجده ولم تزل الإمارة في بني إدريس حسبما ذالك مبسوط في دواوين المؤرخين إلى أن قام عليهم الصالح عدو نفسه العافية في سنة إحدى عشر وثلاثمائة التي وقع بينه وبين الأمير الحسن الحجاج القتال العظيم الذي لم يقع في دولة الأدارسة مثله ومات به ولد موسى بني أبا العافية سهل ولما سبق في علم ما سبق استولى ابن أبى العافية على جميع بلاد المغرب وبايعته قبائل الأشياخ فأجلى جميع الأدارسة عن بلادهم وأخرجهم عن ديارهم ومساكنهم وملك مدينة أصيلا ومدينة شالة وغيرها من بلادهم وصاروا بأجمعهم إلى قلعة النسر وهي المسماة الآن بحجر الشرفاء من قبيلة سماته مقهورين مغلوبين فانحصروا بها فنزل بهم وشد عليهم الحصار وأراد استيصالهم وقطع دابرهم فعزله عم ذلك رؤساء البربر و أكايدة أهل دولته وقالوا له أتريد أن تقطع دابر أهل البيت * من المغرب وتقتلهم هذا أمر نوافقك عليه ولا تترك له فاستحيا لذلك وارتحل عنهم إلى مدينة فاس وخلف عليهم قائده أبا فحص التسولي في ألف فارس يمنعهم من التصرفات وذلك في ستة عشرين وثلاثمائة فأقام بمدينة فاس إلى أن قدم للمغرب حميد بن سهل قائد عبد الله الشيعي من المهدية ومعه حامد بن حمدان وسبب قدومه أن ابن أبا العافية لما ارتحل من حجر النسر أقام بمدينة فاس أياما وقتل عامله على عدوة الأندلس عبد الله بن تعلبة وولي مكانه أخاه محمد ثم عزله وولى مكانه طوال أبي أبى يزيد فلم يزل وليا عليها إلى أن خرجت فاس من يده واستعمل على عدوة القرويين ولده مدين وارتحل إلى مدينة تلمسان فملكها وتقلبه على أحوازها وكان ذلك بيد الحسن أبي أبى العشير بن إدريس الحسني فأخرجه عن تلك البلاد فملكها وتقرب ابن أبى العيش إلى مدينة مليلية من جزائر ملوية فتمنع بها وزحف ابن أبا العافية بعد تملكه تلمسان إلى مدينة تكرر فملكها وجميع أحوازها وذلك في شهر شعبان من عشرين وثلاثمائة فلما ملك ذلك بايع عبد الرحمان الناصر لدين الله ملك الأندلس وقام بدعوته وخطب له على جميع منابر المغرب وعلمه فاتصل بعبد الله الشيعي بالمهدية فبعث إليه قائده حميد بن سهيل الكتامي في عشرة آلاف فارس والتقى **** فكانت بينهم حروب عظيمة ثم إن حميدا بيته ليلة فضرب عسكر من أبي العافية وأصحابه وفر إلى إسحاق من بلاد تسول فتحصن بها وارتحل حميد إلى فاس فلما قرب منها هرب مدين فدخلها حميد وولى عليها حامد بن حمدان وانصرف إلى افريقية وتظاهر بنوا إدريس الذين بحجر النسر على أبا قمح قائده فهزموه ونهبوا عسكر وذلك حين بلغهم خبر بهزيمة وهروب مدين ابنه عن فاس وتملك حامد عليها في ستة إحدى وعشرين وثلاث مائة وأقام حامد عليها إلى أن ثار عليه أحمد بن أبا بكر بن عبد الرحمان بن سهل فقتل حامد وبعث برأسه وبولده إلى ابن أبا العافية فبعث ابن أبى العافية إلى الناصر الأموي بقرطبة وأقام أحمد بن أبى بكر عاملا على فاس له إلى أن قدم ميسور الفتى قائد عبد الله الشيعي وذلك في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة فحصر ميسور مدينة فاس أياما إلى أن خرج إليه محمد ابن أبى بكر مبايعا فأخرج إليه هدية عظيمة ومالا ثم جسيا فقبض منه المال والهدية وثقفه بالقيود وبعث به إلى المهدية فسد أهل فاس فحاربهم فلم يندر عليهم بشيء فصالحوه على أموال وكتبوا بالبيعة للشيعي وخطبوا به على منابرهم فقبل ميسور ذلك منهم وارتحل عنهم نحو أبي العافية حتى لحق به فكانت بينهم حروب عظيمة ولي معظم ذلك الحروب بنوا إدريس قاتلوه حتى هرب إلى الصحراء. إمامهم ولم يزل شديدا بها إلى أن قتل ببعض بلاد ملوية وذلك في سنة إحدى وثلاثين وثلاثمائة قاله البرنسي تنبيه اعلم أن موسى بن العافية لم يكن في إمارته مستقلا بنفسه وإنما كان داعيا لغيره فتارة للعبديين وذلك في أول أمره إلى أن غلب على بلاد المغرب ثم دعا للأمويين بعد ذلك فكان من العبديين منه ما كان من جلائه وتشريده عن بلاده ومملكته إلى أن هلك شريدا مبغضا لأهل البيت ومعاديا لهم لا جزاه الله خيرا ولما فر ابن أبى العافية ولى رياسة المغرب بنوا محمد بن القاسم بن إدريس حسبما ذكر ذلك ابن اللباد في تاريخه فتقدم منهم للرياسة كنون رحمه الله وانقطعت أيام الأدارسة رضي الله عنهم بدولة الحسن بن كنون وكانت مدة ملكهم من يوم بويع مولانا إدريس بن مولانا عبد الله الكامل بمدينة وليلي وذلك يوم الخميس السابع من ربيع الأول سنة اثنين وسبعين ومائة إلى أن قتل الحسن بن كنون في شهر جمادى الأولى سنة خمس وسبعين وثلاثمائة وذلك مايته سنة وسنتان وثنتان وخمسة أشهر وكان عملهم بالمغرب من السوس الأقصى إلى وهران وقاعدة ملكهم فاس ثم البصرة وكانوا يكابرون مملكتن عظيمتين وعملين كبيرين دولة العبديين بمصر وافريقية ودولة بني أمية بالأندلس إلى أن انقضت أيامهم والبقاء لله وحده لا رب غيره ولا معبود سواه ولنرجع إلى ما نحن بصدده من الكلام على النسبة العلمية الطاهرة الزكية وغاية ما في هذه النسبة العلمية أن العلم في اللغة هو مطلق الجبل معرفا بأدات التعريف ثم صار علما بالغلبة على الجبل الذي كان مستوطنا به القطب مولانا عبد السلام ومات به ودفن في قنته واستوطنه الشرفاء الأدارسة

من آبائه وأعمامه قبله وليست هذه النسبة إلى علم المنار وهو بلا ألف أيضا كما يقوله جهلة العامة من كون الشيخ رضي الله عنه تعالى كان يشاهد من جبله علم منار مكة فإن ذلك من خرافاتهم التي لا أصل لها ولا معول عليها إذ لم يذكر ذلك إلى أحد من العلماء إلا ثبات المتعرضين لأخباره ولا نقل عن أحد من الثقات من أهل قراره وإن كان منه ذلك قليلا في حق الشيخ وقطره وإذا كان كذلك فيقال العلمى لكل من كان من سكان ذلك الجبل وما والاه وجاوره بأسرهم سواء كانوا من ذرية مولانا عبد السلام أو من ذرية أخويه أو أعمامه من غير فرق بينهم في ذلك لاستقرار أسلافهم جميعا في ذلك الموضع واستيطانهم إياه وسالف ذريتهم من بعدهم فهم من لم يكن من ذرية أبى بكر بن علي الذي هو من جماع شعب العلميين بأسرهم فلا يقال أنهم علمي وأن استوطن العلم كبعض العمرانيين وبعض القيشونيين القاطنين مع ** العلميين ** عرفا وشاع استعمال من اختصاص هذه النسبة بأولاد سيدي أبا بكر المذكور وامتيازهم بها عمن عداهم فليس لغيرهم مشاركتهم فيها لما في ذلك من التدليس بالعلمية طارية عليه كما في العقبة والمدينة وابن عمر وابن الزبير وابن عباس رضي الله تعالى عنهم وقد يصير علما بالقلبة % فنسبة الأشراف العلميين إلى العلم كنسبة الأشراف الجوطيين أولاد سيدي القاسم بن إدريس إلى جوطة هذا مضمن جواب صدر من الشيخ شيوخنا العلامة المحقق الشيخ أبا عبد الله سيدي محمد بن أحمد المسناوي رضي الله عنه ورحمه حين سئلا عن ذلك وزاد في جوابه وأما التفضيل بين الذرية فالأتقياء أفضل من غيرهم أيا كان قال الله تعالى إن أكرمكم عند الله أتقاكم وهم أي الجوطيون أربع فرق لا غير * الشبيهيون أولاد سيدي أحمد الشبيهي وسمي بذلك رضي الله عنه كان في كتفه علامة تشبه خاتم جده مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم فكان يقال له والتشبيه لذلك وهم ولاة جدهم بن زرهون وعند ضريحه قاطنون و منهم الآن سنة تقييد هذا الديوان المبارك عام أحد وتسعين ومائة وألف بالحضرة المولوية مكناسة الزيتون داران اثنان دار الشريف الحسيب الوجيه اللبيب سيدي محمد بن نقيب الأشراف في حينه سيدي الطيب بن الشريف المعظم نقيب الأشراف أيضا في وقته سيدي عبد القادر بن عبد الله المشهور بابن عثبوا وابن عمه الشاب الأنجب سيدي الطيب بن محمد بن عبد القادر المذكور وليس بالحضرة غيرهما من الجوطيين والأطهريون بفاس حرسها الله برحبة الزبيب وغيرها *** بدرب السعود من فاس أيضا والعمرانيون بفاس أيضا هذا جملتهم وفرهم الله وسدد خطاهم وأما من انضاف لهم وأراد الدخول فيهم فمن بفاس وبالحضرة المولوية مكناسة فقد تبرءوا منهم بأجمعهم وأبعدوهم كل البعد عم ساحتهم و** في ذلك ففيهم العلامة أبو زيد سيدي عبد الرحمان بن نقيب الأشراف في وقته سيدي عبد القادر بن عبد الله الجوطي الشبيهي نظما ونثرا وشنع على الشيخ الحسناوي رحمه الله غاية التشنيع في إضافة الغير إليهم و إلحاقة بهم من ليس منهم تبعا لغيره فمن أراد تحقيق ذالك فعليه بنظمه ونثره وجوطة قرية كانت على نهر اسبوا من ناحية أزغار كان نزل بها أسلاف الشرفاء المذكورين قديما فنسبوا إليها وهي الآن خراب فبقيت هذه النسبة مستمرة عليهم إلى الآن قال سيدنا الوالد قدس الله روحه وأسكنه في الجنان بحبوحه لما تكلم لما تكلم هذا المعنى في تأليف له في الأنساب ما نصه وأنت إذا تأملت ما كانت عليه العرب في الجاهلية وفي صدر الإسلام ظهر لك أنها لم تكن تعتمد في نسبها إلا إلى الآباء والأجداد ومئاثرها ومفاخرها وحفظ ذلك في صدورهم ولم يكونوا ينتسبون إلى القرى فإن ذلك كان مذموما عندهم فقد نقل عن أمير المؤمنين سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه في كلام له في الحظ على العلم بالنسب لا استحضر منه الآن إلا قوله ولا تكونوا كالقبط ينتسبون إلى القربى ثم لما انتشروا في الأفاق وخالطوا *** بالمساكنة والمصاهرة أصابهم ما أصابهم من النسبة إلى القرى والمدن والله أعلم وكلام سيدنا الوالد رحمه الله ورضي عنه وفق المحاضرات لأبيه على سيدي الحسن بن مسعود اليونسي رحمه الله فقد نقل كلام سيدنا عمر عن هذا وأظنه والله أعلم عند التعريف بنفسه وجد الأشراف العلميين الجامع لشعبهم بأسرهم هو الشيخ الشهير العالي القدر الخطير سيدي أبو بكر دفين عين الحديد بغابة الدك وقبره هناك مزارة مشهورة من قبيلة بني عروس المسماة عند من له محبة في الجانب النبوي وتعظيمه * عروسة القبائل لاستقرار الأشراف أهل البيت بها ودفنهم بمداشرها فما من مدشر إلا وجد ضريح لجد من أجداد القطب مولانا عبد السلام رضي الله عنهم ونفعنا بهم كما ستراه إن شاء الله تعالى به سيدي علي دفين أوج على شاطئ واد الخميس في القبيلة المذكورة أبي سيدي حرمة دفين مجازليين من القبيلة المذكورة ابن سيدي عيسى دفين بوعمر من القبيلة المذكورة أبي سيدي سلام دفين البيمد قرب مدشر مجمولة جوبا منه من القبيلة المذكورة ابن سيدي مزوار والجميع مزارة دفين قلعة النسر من قبيلة سماتة المعروفة الآن بحجر الشرفاء دار قرار الأدارسة عند تقلب الدول عليهم كما تقدم ذلك ابن أمير المؤمنين سيدي على المدعوا حيدرة المتقدم ذكره دفين جامع الشرفاء من فاس مع والده أمير المؤمنين سيدي محمد وجده مولانا إدريس باني فاس رضي الله عنهم وعن آبائهم وحشرنا في زمرة جدهم مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وخلف الشيخ سيدي بو بكر من الذكور سبعة * اثنان لم يعقبا ميمون والفتوح على خلاف في اسم اثنان إذ قيل اسمه الحاج * وخمسة عقبوا ولهم وأولاهم بالتقديم مشيش وهو لقبه واسمه سليمان دفين مدشر أغيل منة قبيلة بني عروس وضريحه مزارة مشهورة وسيدي يونس دفين الحصن من الحرم العلمي وضريحه هناك مزارة مشهورة يستسقى به وسيدي علي وسيدي أحمد وسيدي محمد الملهى وخلف سيدي مشيش رجالا ثلاث * القطب الجامع القوة الجرس صاحب الإشارات العلية العلوم القرنية والأنوار القدسية والأحوال الربانية والهمم العرشية والمواهب الإلهية أمام المشرق والمغرب أبا محمد مولانا عبد السلام الماكث في القطبانية عشرين سنة بإجماع الأمة من *-* القلوب والمعارف وقتل رضي الله عنه شهيدا قتله عدو الله تعالى أبو الطواجن السريفي الكتامي قائم سبتة ثلاث وعشرين وستمائة في خلافة أبا العلا إدريس المأمون بن يعقوب المنصور الموحدي الكوفي وذلك ضحى قاله العلامة النسابة سيدي الحسن بن سيدي محمد بن علي بن ريسون الحسني العلمي في تقاييد في الأنساب والذي عند غيره أن الشيخ مولانا عبد السلام مات عام أربعة وعشرين سنة وستمائة وتلميذه الشيخ الشاذلي سنة ست وخمسين وستمائة وإلى ذلك الإشارة بقول بعضهم

ابن مشيش رمزه تذكر ، والشاذلي رمزه تنور ،

والحال في ذلك سهل والله أعلم والعارف بالله تعالى المستسقى بضريحه سيدي موسى وسيدي يملي وخلف القطب مولانا عبد السلام أربعة ذكور سيدي محمد وهو أكبر أولاده وهو الذي أجاب الشاذلي وهو في حجر أبيه في قضيته المشهورة حيث أراد الشاذلي نفعنا الله به أن يسأل الشيخ سيدي عبد السلام عن اسم الله العظيم الأعظم فقال له وهو في حجر أبيه ليس الشأن أن تسأل عن اسم الله العظيم الأعظم بل الشأن أن تكون أنت عين اسم الله العظيم وله مع الشاذلي كرامات أخرى مشهورة وسيدي أحمد وسيدي غلال وسيدي عبد الصمد وارث له من الذكور سوى من ذكر وكلهم له عند *** أولاد سيدي محمد بمعظم بني الشيخ رضي الله عنهم وهم بنوا عبد الوهاب وبنوا الردام وأولاد بن حليمة وأولاد الجيبي وأولاد الخراز وأولاد الشريف عبد الله المجاهد وهم شرفاء طردان وأولاد المودن وإخوانهم أولاد القاسم بن منحوت وأولاد الفرنيوي وأولاد موسى بن سليمان بقرية تاقليت وهم جماعة وافرة وأولاد القصري ذكر أولاد بن عبد الوهاب وهم أولاد الولي الصالح العلم الراضي العلامة القدوة سيدي عمر بن عيسى بن عبد الوهاب تلميذ الشيخ العارف بالله تعالى والدال عليه أبا محمد سيدي عبد الله الغزواني دفين القصور من الحضرة المولوية مراكش الحمراء حرسها الله وأدام حفظها وأولاد إخوانه وأعمامه وأعمام أسلافه وأبنائهم إلى جده عبد الوهاب الأكبر * ولنرجع إلى عمود نسب سيدي عمر المذكور* فهو رضي الله عنه سيدي عمر بن عيسى بن عبد الوهاب بن محمد بن إبراهيم بن يوسف بن عبد عبده الوهاب بن عبد الكريم بن محمد بن القوت الجرس مولانا عبد السلام بن مشيش بن أبا بكر الجد الجامع للنسبة العلمية وتقدم رفع نسبه * ذكر أولاد سيدي عمر المذكور خلف من صلبه ولدين وعقبه منهما وهما سيدي محمد وسيدي أحمد * ذكر أولاد سيدي محمد بن عمر المذكور * وهم ثلاثة سيدي محمد وسيدي أحمد وسيدي علي وعقبه من الأولين * ذكر أولاد سيدي محمد بن محمد المذكور وهم ثلاثة أيضا سيدي أحمد وسيدي عبد السلام * وسيدي وهذا الأخير قد انقرض * وعقبه من الأولين وهما سيدي أحمد سيدي عبد السلام *فأما أولاد سيدي أحمد فهم الفقيه سيدي التهامي بن أحمد بن أحمد وأولاده ثلاثة وهم السيد محمد والسيد عبد السلام والسيد المهدي ومستقرهم بتطوان * وولد أخيه سيدي أحمد بن أحمد المذكور* وهما السيد محمد والسيد أحمد وأولاد عمهم الفقيه العلامة سيدي محمد بن الطاهر بن أحمد المذكور وهم الفقيه سيدي عبد السلام و سيدي محمد الأكبر و... محمد الأصغر ومستقر هؤلاء افرنوا الأسفل * وأما أولاد سيدي عبد السلام أخ سيدي أحمد المذكور فهم أولاد سيدي علي بن عبد السلام: من ولديه السيد الهاشمي والسيد إدريس فأولاد السيد لهاشمي ثلاثة السيد علي وأخوه السيد محمد والسيد ادريس فالأول بأفرنوا الأسفل والثاني بعافية الحسانية والثالث غاب غيبة انقطاع لجهة المشرق وولد السيد إدريس ابن علي بانهروال *** اسمه السيد محمد وولد أخ سيدي علي بن عبد السلام وهو السيد الهاشمي بن الطاهر بن عبد السلام بأفرنو الأسفل وولد أخ سيدي علي بن عبد السلام وهما السيد علي والسيد الهاشمي ابنا سيدي عمر بن عبد السلام بأفرنوا الأسفل ثم أولاد أخيهما السيد محمد وهم السيد الهاشمي والسيد عمر بافرنوا الأسفل و أخوهما السيد محمد والسيد عبد السلام بشفشاون ذكرت أولاد سيدي أحمد ابن محمد بن عم المذكور خلف رحمه الله من صلبه ستة رجال وهم السيد محمد الأكبر والسيد محمد الحاج والسيد أحمد والسيد عبد الوهاب والسيد إدريس والسيد عمر فأولاد السيد محمد الأكبر السيد عبد السلام والسيد على والسيد التهامي بنوا عمر بن محمد المذكور وولده السيد سعيد على المذكور وهما السيد إدريس والسيد محمد * وولد سيد *** وهو السيد محمد ولهم أولاد من غير تأهل وكلهم بمدشر ميسرة من بني عروس والسيد أحمد المذكور السيد إدريس بن محمد بن أحمد بن أحمد بن أحمد المذكور في الترجمة بالريحانة الجبلمسيبية وله أولاد من غير تأهل وأولاد السيد إدريس المذكور أولا صدد الترجمة أخ سيدي الهاشمي وهو السيد محمد بن الحاضر بن إدريس وابنا عمه السيد محمد والسيد إدريس ولد الحاج محمد بن محمد بن إدريس ومقرهم بأفرنوا الأعلى وأولاد سيدي عمر ثلاثة الفقيه السيد محمد بن علي بن عمر وولدا عمه السيد عبد السلام بن عمر وهما السيد محمد والسيد أحمد فأولاد السيد محمد ولدفهم السيد

إدريس والسيد عبد السلام والسيد العربي وولد السيد أحمد السيد الطاهر بمقر الفقيه السيد محمد بن علي المذكور بافرنوا الأسفل ومقر السيد محمد بن عبد السلام بيزن وشفشاون وله بها ولدان السيد الطاهر والسيد محمد ومقر وليه ادريس بمجازليين ومقر ولده العربي يميزه وولده عبد السلام يجول في البلدان ومقر أخيه السيد أحمد بمجزليين ومقر ولده الطاهر بميزه وأما السيد محمد الحاج والسيد عبد الوهاب فلم يترك ذكرا ذكر أولاد سيدي أحمد بن عمر المذكور صدره وهم أولاد أيوا وأولاد الفاسي وأهل تجزرت وأهل الحارش وأهل دار الحيط فأما أفراد أيوا فمنهم السيد محمد بن أحمد بن الهاشمي بن محمد بالضم ابن أحمد بن عم الذكور بتزية مع بنيه السيد الهاشمي والسيد الطاهر والسيد عمر بتيزة أيضا والسيد عبد السلام ببني مصور وابن عمهم السيد محمد بن الفقيه السيد محمد بالضم وأراد عمهم السيد عبد السلام * وهم السيد الطيب والسيد الطاهر والسيد عبد الوهاب وولد السيد الطيب المذكور * السيد العرب وكلهم بتيزة وولدا أخيهم السيد المفضل بن محمد بأكرسان الشماتي وابن أخيهم أيضا السيد الحاج محمد بن أحمد بن عبد السلام والمذكور بتيزة وابن عمهم السيد محمد ابن أحمد بن الهاشمي بن محمد بالضم بن أحمد بن عمر المذكور وأولاد عمه من والده أربعة وهم العربي وأحمد والطاهر والتهامي وكلهم بتيزة وأخوهم السيد محمد بن الهاشمي مع ولديه السيد محمد والسيد عبد السلام ببني راثن وولد عم الجميع السيد محمد بن عبد الله بن الهاشمي المذكور بمدشر الملاح وولده السيد محمد بقنبنش الجرفطي والسيد محمد بن محمد بالضم بتزية ذكر أولاد الفاسي وهم السيد المفضل بن العربي وأخوه السيد العلمي بغيروزيم وأخوهما السيد أحمد وابن عمهم السيد محمد بن المفضل بشفشاون ذكر أولاد بن عمر وهم السيد محمد وأخوه السيد أحمد وولد السيد العربي أحمد بن عم بتيزة وبضريح القطب السيد الهاشمي السلام بن أحمد المذكور * وبتطوان أخوه أيضا السيد أحمد بن أحمد المذكور وله ولد اسمه المهدي ذكر أهل دار الحيط وهم العلامة سيدي طاهر بن محمد بالضم وولدا أخيه السيد أحمد والسيد عيسى وولد عمه صنو والده السيد عبد السلام بن محمد وأولاده العلامة سيدي محمد والسيد عمر والطيب وكلهم بدار الحيط ذكر أهل لحاش منهم بضريح القطب السيد أحمد بن أحمد بن عمر مع ولده السيد عبد السلام وابن أخيه السيد الحاج محمد بن عبد السلام ابن أحمد وأولاد عمه السيد محمد بن عم المذكور * وهم السيد الطاهر بن عمر بن محمد بن عمر المذكور و السيد محمد بن أحمد بن محمد بن عمر المذكور وولدا عمهم السيد محمد والسيد عبد السلام ولدا السيد علي بن عمر المذكور وكلهم بالحارش ذكر أهل تجروت وهم أولاد ثلاثة رجال السيد الهاشمي والسيد الخاضر والسيد الطاهر فأولاد الهاشمي البركة الصالح سيدي عبد السلام والسيد عبد الكريم وأولاد أخيهما السيد إدريس وهم السيد المداهب والسيد محمد والسيد أحمد والسيد إدريس وابنا أخيهم أيضا السيد عمر بن الهاشمي المذكور * وهما السيد المفضل والسيد عبد السلام * وأولاد الخاضر * السيد العربي بن احمد الخاضر المذكور وأولاده التهامي والرضى والمصطفى وأولاد أخويه السيد الهاشمي والسيد أحمد ولد السيد أبا البركات بن أحمد الخاضر المذكور والسيد البشير بن محمد بن أحمد الخاضر المذكور وأولاد الطاهر * السيد محمد والسيد الوافي والسيد علي والسيد الطاهر والسيد الطيب والسيد الهاشمي بنوا السيد أحمد بن الطاهر المذكور وعمهم السيد الذهبي وأخوه السيد عبد المالك ولد الطاهر المذكور وولد أخيهما السيد أحمد الخاضر * وهما السيد محمد والسيد أسامه وولد أخيهما السيد المكي أيضا بن الحسن بضم الحاء وكلهم تجزرت * ذكر أولاد سيدي أحمد بن أخي بن أخ سيدي عمر المذكور صدده * قبره رضي الله عنه بمقبرة أولاد بن خجوا بمدشر بولبي الحساني أعقبه رحمه الله ولدين السيد أحمد الأكبر والسيد أحمد الأصغر فالسيد أحمد الأكبر قبره رحمه الله بمدشر تايدة بالحرم العلمي ولم يعقبه من الذكور إلا ولده الولي الصالح سيدي عمر وترك سيدنا عمر هذا ولدين سيدي أحمد وسيدي عمر فأولاد سيدي أحمد * الفقيه البركة سيدي الطيب وشقيقه الفقيه سيدي التهامي ابنا الفقيه الصالح الورع الزاهد الولي الصالح أبا جعفر سيدي عمر ابن أحمد المذكور وابن عمهما الفقيه سيدي العرب بن البركة الصالح سيدي أحمد بن أحمد المذكور فهو لا *** ما عدا سيدي الطيب له دار أخرى بمدشر عين مطيع من بني مصور وابن عمهم السيد أحمد بن علي بن أحمد المذكور ببوبين الحساني وأبناء عمهم السيد الطاهر وأخواه من الأب السيد محمد والسيد أحمد الأول ببوبين و الآخرين بمدشر كر من جبل حبيب وهم بنوا السيد محمد بن أحمد المذكور وأولاد السيد عمر بن عمر المذكور هم السيد محمد والسيد أحمد والسيد عمر بنوا السيد عبد السلام ابن عمر المذكور وبنوا عمهم * السيد عبد الهادي والفقيه السيد الرشدي والفقيه السيد إدريس والسيد الهاشمي بنو الحاج الهاشمي بن عمر المذكور وبنوا عمهم الفقيه الأستاذ البركة سيدي محمد والسيد عبد السلام والسيد الخاضر والسيد العلمي ورضوان: الأولون بتازية * والأخيران ببني خرش وهم بنوا السيد أحمد بن عمر المذكور وأما السيد عمر المذكور فإنه حج مع ابن عمه الفقيه العالم سيدي محمد بن عمر بن عيسى المذكور * في أوائل القرن الحادي عشر واستوطن دون ابن عمه بلدة منوف من المشرق وترك ولدا اسمه سيدي محمد وانتقل سيدي محمد هذا إلى مكة شرفها الله وترك بها أربعة أولاد سيدي محمد سعيد وسيدي زين العابدين وسيدي أحمد وسيدي عارف ولم يبق من عقبهم الآن * إلا عن الأولين فأولاد سيدي محمد سعيد الفقيه العالم سيدي إبراهيم وسيدي محمد سعيد وسيدي على وسيدي عثمان وهم بنوا الفقيه الصالح سيدي سالم بن الفقيه العالم سيدي إبراهيم بن محمد سعيد المذكور وولدا عمهم * الفقيه سيدي جعفر وأخوه سيدي إبراهيم ابنا سيدي محمد سعيد بن جعفر بن محمد سعيد المذكور وهم بمكة شرفها الله ويدعون بالشرفاء المنوفيين

وأما سيدي زين العابدين انتقل إلى المدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة و السلام ومن ذريته رضي الله عنه الفقيه العالم أحد خطباء المدينة المنورة على صاحبها السلام سيدي محمد سعيد وأخوه سيدي محمد عبد السلام وأخوه سيدي أحمد وهم بنوا سيدي عز الدين بن سيدي عبد الرحمان بن سيدي زين العابدين المذكور ويعرفون أيضا بأهل البيت المنوفي وذلك لانتقالهم من بلدة منوف كما ذكرنا ذكر أولاد سيدي إبراهيم بن عيسى أخي سيدي عمر وسيدي أحمد المذكورين وهم أولاد ابن قاسم ويدعون بأولاد الطالب محمد بالضم وأولاد بن الحاج فأولاد ابن قاسم هم السيد محمد والسيد أحمد بمدشر بغورة وابن عمهم السيد محمد بن محمد بن قاسم بأفرنوا وغاب منهم واحد لناحية المشرق غيبة انقطاع وأولاد بن الحاج السيد محمد بن علي والسيد محمد بن عمر ولدا السيد أحمد بن علي بن أحمد ابن علي الحاج ذكر قرب الناس إلى هؤلاء ولم يحضر الآن اجتماعهم في الجد وهم أولاد الصيد لنبأ حادثا وكانوا يدعون قبل بأولاد بن عبد الوهاب وهم السيد أحمد بن أحمد الصيد وأخوه السيد عبد الوهاب * الأول بشفشاون وله دار أيضا مع أخيه المذكور ببوبين الحساني وأخوهما السيد الطاهر بتزية وأبناء عمهم السيد عبد السلام بن محمد يدعى اليوسفي الصيد بتزية وأولاد عمهم السيد أحمد وولد أخيه السيد محمد والسيد الفيصل ولدا السيد محمد بتزية وأخوهما السيد الطاهر بميزن وولد أخيهما السيد عبد السلام بأبراق من بني يدر وأولاد عمهم السيد محمد بالضم بن علي وأولاد السيد محمد والسيد عبد الوهاب والفقيه البركة سيدي علي والفقيه سيدي عبد السلام والسيد محمد الصغير وولدا أخيه وهما السيد محمد والسيد أحمد بتزية وأولاد عمه السيد الطاهر والسيد أحمد والسيد عبد السلام أولاد محمد بالضم بن أحمد الصيد بتزية ذكر أقرب الناس إلى جميع من ذكر أولاد المهدي وأولاد بن الحسن وأولاد السيد محمد بن عبد الوهاب بن عبد السلام بن عمر المذكور وابن أخيه السيد محمد بن المهدي بن عبد السلام المذكور وابن عمهم السيد محمد بن عم بن عم المذكور وكلهم بأفرنوا الأسفل وابن عمهم السيد الهاشمي بن محمد بن عم المذكور بتطوان وابن أخيه السيد أحمد بن محمد بتفروت من بني يدر وأبناء عمهم السيد محمد بن محمد بالضم بأولاد جنون اليدرية ولد بداره صبي يدعى أنه ولده وهو قد وجده ملقى بالخطة ورباه وسماه المهدي والسيد الطاهر وولده التهامي بأفرنوا الأسفل وأخواه السيد عبد السلام بمدشر اشغريش اليدرية والسيد الهاشمي بالخروب الحبيبي وولداه السيد محمد والسيد أحمد بأفرنوا الأسفل وابن عمهم السيد الجبلحبيبية أحمد بن الحسن بتلفت من بني يدر وولده السيد محمد بأفرنوا الأسفل * وأولاد بن الحسن هم السيد عبد السلام وشقيقه السيد الحسن بأفرنوا الأسفل ولدا السيد أحمد بن الحسن وابن أخيهما السيد محمد بن محمد بن أحمد بن أكس بشفشاون وابنا عمهم السيد الحسن وشقيقه السيد عبد السلام ابنا السيد أحمد بن الحسن بظهر الجعادة وأولاد السيد محمد بن عبد الوهاب هم السيد الهاشمي بن عبد الوهاب بن محمد المذكور ولدا عمه * السيد علي والسيد محمد ابنا عيسى بن محمد المذكور وكلهم بأفرنوا الأسفل وابنا عمهم السيد محمد بالصخرة المصورية والسيد الهاشمي بدار بني عثمان اليدرية ولدا السيد الطاهر بن محمد المذكور وعم جميعهم السيد أحمد بن محمد المذكور وولده السيد محمد وهما ببني ومراس وولد ابنه السيد محمد بن المهدي بأفرنوا الأسفل * ذكر أقرب الناس إلى هؤلاء أولاد *** وهم ثلاثة رجال السيد المفضل والسيد عبد الهادي ابنا السيد محمد بن أحمد الردام وابن عمهما السيد محمد بن علي بن أحمد المذكور وهؤلاء بأفرنوا الأسفل ذكر من تحول لقبه عن الردام إلى غيره وهم أولاد بن قاسم وأولاد بن عيسى وأولاد بن علي وأولاد الطالب وأولاد المويك بالتصغير فأما أولاد بن قاسم فهم السيد أبو حرمة بمجزليين العروسية وأخوه السيد محمد بدار براطية ولدا السيد أحمد بن قاسم بن محمد بن قاسم وابنا عميهما السيد محمد والسيد الطيب بدار أبي رطية فالأول ابن أحمد والثاني ابن محمد وابن عمهم السيد علي بن محمد بالضم بن قاسم بطنجة وابنا عمهم السيد الطاهر والسيد العربي ابنا السيد بن قاسم ببغورة وابن أخيهما أحمد سيدي الطيب بن أحمد بن أحمد المذكور بالصف الجرفطي وابن عمهم السيد قاسم بن الطاهر بتزية وأما أولاد بن عيسى فهم السيد العربي بن أحمد بن عيسى وابن عمه السيد عبد السلام بن قاسم وابن عمه * السيد أحمد بن طاهر وابن عمه سيدي محمد بن محمد بن قاسم بن عيسى وعمه السيد محمد بن محمد بن عيسى وهو بعين السمن من سريف والفقيه السيد عمر بن محمد يدعى المحجور وولداه السيد المأمون والسيد أحمد وأخوه الفقيه السيد الطاهر وولده بدشر الخب الحبيبي السيد محمد وولد أخيهما السيد محمد بن أحمد المحجور بقلعة مرجانة والكل بتزية سوى من كرم ابنا عمهم السيد عبد الوهاب والسيد أحمد ولدا السيد محمد بالضم بن عيسى بعين الحديدة وابنا أخيهما السيد محمد والسيد أحمد ولدا السيد الطيب بن محمد بالضم بعين الحديد وابن أخيهما أيضا السيد عيسى بن عمر وأولاد السيد أحمد المذكور وهم خمسة السيد العربي والسيد أحمد والسيد محمد والسيد محمد والسيد محمد بعين الحديد وابن عمهم السيد الحسن بن قاسم لقب الحديد بالتصغير وولداه السيد محمد والسيد قاسم وولدا أخيه السيد العربي بن المهدي وولد عمه بن عيسى والسيد الفضيل بن الفضيل وابن عمهم السيد المفضل بن محمد بن علي بن عيسى وابن أخيه الفقيه السيد محمد العربي وولدا عمه السيد محمد والسيد العربي ابنا السيد محمد بن قاسم بن علي والكل بعين الحديد وابن عمهم السيد محمد بن محمد المكنى بالمويد بمدشر العشايش الهبطي وأولاد بن علي وهم السيد محمد بن محمد بالضم بتزية وولده السيد عبد السلام بمدشر أولاد كنون وولد أخيه السيد محمد بن أحمد بتزية وابنا عمه السيد عبد السلام والسيد الطاهر بتزية والسيد الخاضر ببني حزمر ابن السيد محمد بن علي وابن عم الجميع السيد ادريس بن عبد السلام بن علي بظهر الجمادة العروسي **** السيد محمد بن أحمد الطيب المجذوب في الطاهر الملاحظ بالأسرار والبركات في الباطن مولاي أحمد بن الطاهر الطالب بتزية وأعمامه صفوان والده السيد محمد بن أحمد الطالب بتزية والسيد ادريس والسيد علي وابنا عمهم السيد محمد بن العربي والسيد الهاشمي ابن محمد بالضم كلهم ببني ومراس