ديوان الأشراف الأدارسة - الغوث الرباني سيدي محمد الصوفي الإدريسي الحسني شيخ الطريقة البوتشيشية

بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سينا محمد الأمين وعلى اله وصحبه أجمعين

ولادته
..ولد سيدي ومولاي وسندي وقدوتي ومربي العارف بالله تعالى والدال عليه مربي المريدين ومرشد السالكين تاج العارفين القطب الرباني والغوت الصمداني شيخنا سيدي محمد الصوفي الإدريسي الحسني المسيردي التلمساني الجزائري سليل بيت النبوة الهاشمية الإدريسية شيخ الطريقة القادرية البوتشيشية الصوفية في القرن العشرين الميلادي قدس الله سره ولد بقبيلة التحاتة بمسيردة سوق التلاتاء باب العسة التابعة لمدينة لاله مغنية ولاية تلمسان بالجزائر المحروسة ولد في بيت والديه الكريمين الشريفين سنة 1909م على الأصح وقيل سنة 1914م نشأ في بيت والده على التقوى والصلاح ولما شب وترعرع أدخله والده سيدي قدور إلى الكتاتيب لحفظ القرا ن الكريم فقرأ شيخنا الصوفي رضي الله عنه القران على عدة مشايخ ومن أبرزهم شيخه العلامة الجليل والفقيه المالكي الزاهد الشريف القادري البوتشيشي نسبة ونسبا العارف بالله تعالى سيدي عبدالقادر القادري بوتشيش الملقب بمولاي بودخيلي الشريف القادري الحسني وهو شقيق مولانا الغوت الأعظم سيدي بومدين القادري بوتشيش شيخ الطريقة البوتشيشية القادرية ومؤسسها بالمغرب الشقيق قرأ سيدي محمد الصوفي القران عليه وحفظه عن ظهر الغيب وعمره لا يتجاوز 10سنين حيت ختم القران 14 سلكة أو ختمة بطريقة حفظ المغاربة عن طريق اللوح كما ذكره لي هو عن نفسه رضي الله عنه وأرضاه
سلوكه طريق القوم ...دخل سيدي محمد الصوفي عالم التصوف وانطوى تحت لواءه وذلك بإشارة من شيخه سيدي عبد القادربوتشيش حيت صلى بطلابه صلاة الصبح وقال لتلامذته أنا اليوم متجه إلى زيارة أخي وشقيقي سيدي بومدين بوتشيش بمدينة احفير بالمغرب فمن أراد زيارته فليتبعني فألهم شيخنا الصوفي لزارة هدا الشيخ العظيم وتوجه مع طالب من تلمسان حامل لكتاب الله ولما وصل إلى الزاوية البوتشيشية قبل يد شيخه سيدي بومدين تم سأله سيدي بومدين قائلا له مااسمك فقال له الطالب التلمساني ياسيدي اسمه محمد ولقبه صوفي فنظر إليه سيدي بومدين بوتشيش نظرة بصيرة وكشف ورضا تم قال له اسمك يدل على مقامك بشره سيدي بومدين بالولاية العظمى وهو لم يتجاوز من العمر 23 عاما وذلك سنة 1936م فكان من أوائل المريدين الذين سلكوا الطريقة البوتشيشية على يد سيدي بومدين بوتشيش هدا ما سمعته من شيخنا سيدي محمد الصوفي مباشرة من فمه الشريف والله على ما أقول شهيد

أقسم بالله العظيم جلاله = وحسبي أنّي بالجلالة أقسم

لو أنّ الأراضي و السّماوات كلّها = طروس و أوراق تصرّ و ترسم

و كلّ مياه الأرض حبرا و ما حوت = من النّبت أقلام تخطّ و ترقم

و جميع البرايا يكتبون مدى المدى = جوامع ما أوتيه طه المكرّم

لما أدركوا معشار عشر الذي به = تخصّص يس النّبي المعظّم

و أنّى لهم يحصون أوصاف من أتت = بمدحه " نون" و"فتح" و"مريم

نسبه الشريف..
يرجع نسب الشيخ قدس الله سره إلى شجرة حسنية طيبة من المهادات وهذه الشجرة الحسنية الطيبة المباركة يتصل نسبها بسيد الوجود صاحب اطهر واشرف نسب رسول الله الذي قال فيه : كل سببٍ ونسبٍ منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي . رواه الطبراني عن ابن عباس

وقال رسول الله : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر ، كتاب الله حبلٌ ممدودٌ من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني فيهما .. رواه الترمذي عن زيد بن أرقم

وقال رسول الله : وأنا تارك فيكم ثقلين: أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله. واستمسكوا به. فحث على كتاب الله ورغب فيه. ثم قال : وأهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي. أذكركم الله في أهل بيتي . رواه مسلم عن زيد بن أرقم

وأما أخلاقة فقد كان يردد دائما (التصوف كله أخلاق فمن زاد عليك في الأخلاق زاد عليك بالتصوف ) فكانت أخلاقه محمدية ، ذو حلم عظيم ، وصبر جميل ، يزينه التواضع للصغير والكبير للغني والفقير للرعية والأمير

سخر الشيخ سيدي محمدصوفي الحسني حياته في خدمة طريق التصوف على منهج الطريقة القادرية البوتشيشية على نهج شيخه سيدي بومدين بوتشيش وتربية المريدين وتربية نفوسهم وتزكيتها ، حيث كان يعلمهم الأدب مع الله سبحانه وتعالى ثم مع الناس ، ويعلمهم مكارم الأخلاق وأن العبد مهما تقرب إلى الله بعبادته وطاعته إذا لم يكن عنده أخلاق فلن يصل إلى مقام العبودية الصحيح ، وذلك لحديث النبي :

(( إن من خياركم أحسنكم أخلاقاً ))وقوله : (( أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وخياركم خياركم لنسائكم ))وكان الشيخ سيدي محمدالصوفي ناهجاً منهج سيدي الشيخ عبد القادر الجيلاني ومنهج شيخه الشيخ سيدي بومدين بوتشيش القادري الحسني وذلك بإعطاء الأوراد

ومن شيوخ الطريقة البودشيشية نذكر: الشيخ المختار بن محيي الدين بوتشيش، و مولاي الشيخ بومدين، والشيخ العباس، والشيخ حمزة والشيخ سيدي محمدصوفي بالجزائريمتد سند الأستاذ المرشد المربي سيدي محمدالصوفي الى سلسلة نورانية من المربين العارفين بالله من الشيخ العارف بالله الشريف النسيب سيدي بومدين القادري بوتشيش وينتهي الى سيدنارسول الله صلى الله عليه و سلم

فاسيدي وقدوتي محمدالصوفي تربى على يد الشيخ سيدي بومدين القادري بوتشيش

قال الشيخ أحمد بن مصطفى العلوي رضي اللّه عنه:
لمّا كان مشرب القوم رضوان اللّه عليهم ابلغ المشارب في التّحقيق، واسنى المدارج في التّدقيق، تعين على كلّ منتسب إليهم ان يحقّق مستنده على الوجه الأحق ّ، لأنّ الحقائق لا تؤخذ من كلّ ذي دعوة إلاّ بعد تحقّق إنتسابه على الوجه الكامل، كما ستراه إن شاء اللّه في هذه السّلسلة المرتبطة خلفا عن سلف، إلى رسول الله- صلّى اللّه عليه و سلّم-، من غير ريبة ولا أدنى شبهة، في درة من دررها، فالمتمسّك بالفرع آخذ بالأصل مهما تحقّق الإتّصال

اللهم صل على سيدنا محمد النبي وأزواجه أمهات المومنين وذريته وأهل بيته كما صليت على آل سيدنا إبراهيم إنك حميد مجيد عدد خلقك ورضاء نفسك وزنة عرشك ومداد كلماتك

عدد ماذكرك وذكره الذاكرون وغفل عن ذكرك وذكره الغافلون اللهم زده شرفا إلى شرفه الذي أوليته وعزا إلى عزه الذي أعطيته ونورا إلى نوره الذي منه خلقته اللهم إرفع مقامه في مقامات المرسلين ودرجته في درجات النبيئين وارزقنا اللهم
رضاك ورضاه آمين

كلام شيخنا سيدي محمدالصوفي قدس الله سره ...مما سمعته منه رضي الله عنه كان يقول لنا إثنان يذهبان بالسر للفقير أكل الحرام والنظر إلى المحرمات الشيخية والقادرية -البوتشيشية طريقتان صوفيتان وجدتا المجال مناسبا للتواجد في المنطقة الجنوبية الغربية من الجزائر وفي شرقي المغرب الأقصى في فترات سابقة. ظهرت الأولى منهما في المنطقة الجنوبية الغربية على إثر ظهور عبد القادر بن محمد المعروف بسيد الشيخ المتوفى سنة 1616 م كمؤسس لطريقة صوفية بعد أن أخذ الإذن من شيخه محمد بن عبد الرحمن السهلي صوفي بلدة السهول بالجنوب الشرقي المغربي. وانتشرت طريقته بين قبائل المنطقة وفي شرقي المغرب أيضا على إثر التنقلات التي قام بها سيد الشيخ، وانتقال العديد من أتباعه إلى جهات عديدة. وقد ازداد إشعاع الطريقة بعد ظهور الشيخ بوعمامة زعيم الجهاد في الجزائر ابتداء من سنة 1881، وانسحابه إلى المغرب لاجئا، وتوطن خلفه في الجهة الشمالية الشرقية من المغرب.
أما القادرية التي ستسمى في المغرب بالبوتشيشية، فقد ظهرت بعد استقرار سيدي بوتخيل، أحد خلف الشيخ عبد القادر الجيلاني، ببلدة اربا جنوبي البيض حاليا. ثم انتقال خلفه غربا ليبنوا بلدة عين الصفراء في القرن الخامس عشر. وفي القرن الثامن عشر خرج من هذه البلدة علي بن محمد البوتخيلي في اتجاه المغرب ليستقر في جبال بني يزناسن بالقرب من تغجيرت، ويؤسس زاوية صوفية تسير على نهج القادرية، ثم انتشرت في بقية البلاد المغربية وحتى في خارجها.
وهكذا اشتركت المنطقة الجنوبية الغربية من الجزائر وشرقي المغرب الأقصى في تواجد طريقتين عملتا وما تزال تعملان على التواصل والترابط بين أبناء البلدين من خلال الزيارات والمراسلات واللقاءات بين الحين والآخر، وهو نموذج حي لترابط البلدين ووحدة مصيرهما حاضرا ومستقبلا
نسب سيدي بوتخيل يذكر صاحب كتاب "سلسلة الأصول في شجرة أبناء الرسول" أن من القادريين "فرقة بني سنوس يقال لهم أولاد شعيب، ومن أولاد شعيب فرقة بولهاصة يقال لهم أولاد محمد الأشهب، فهم أولاد عبد الرزاق، والجد الجامع ل ُ شعبهم هو الحسن بن شعيب بن علي بن عبد القادر بن أحمد بن محمد بن لقمان بن محمد بن عبد الرزاق بن الغوث مولانا عبد القادر الجيلانيومن أولاد سيدي عبد الرزاق فرقة بالعين الصفراء تعرف بأولاد سيدي محمد ابن بودخيل، ومنهم شرذمة بتلمسان ودويرات بقصر أربا بإزاء أبيض سيد الشيخ. منهم الآن( 1929 ) الوجيه الزي الأ جل التقي الأكمل آغا السيد أحمد بن محمد بن عفان وصنوه المبجل القايد السيد المولود وصنوه المحترم القايد السيد بودخيل."
ويذكر القاضي بلهاشمي بن بكار في كتابه عن الحسب والنسب والتاريخ والأدب..، أن من أولاد شعيب وأولاد لقمان أهل زمورة، ويضيف أن "منهم فرقة في الصحراء ومنهم فرقة في ولهاصة يقال لهم أولاد شعيب بن محمد، ومنهم فرقة بالعين الصفراء يقال لهم أولاد سيدي محمد بوتخيل، ومنهم فرقة في جبل بني يزناسن يقال لهم أولاد بن عيني وهم صرخة واحدة.."
ويتفق الكاتبان من خلال المرجعين المذكورين في النسب الشريف لأولاد سيدي بوتخيل بالعين الصفراء وربطهم بشيخ الطريقة القادرية عبد القادر الجيلاني.
أما سلسلة نسب عبد القادر الجيلالي بفاطمة الزهراء فيذكر الهاشمي بن بكار السابق الذكر أن عبد القادر الجيلاني هو "ابن صالح بن موسى بن يحي الزاهد بن محمد بن داود بن موسى الجوني بن محمد بن عبد الله المحضي بن محمد بن موسى بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن فاطمة بنت رسول الله ." ويذكر السلسلة نفسها: أحمد الشباني الإدريسي في كتابه: "مصابيح البشرية في . أبناء خير البرية" مطبعة النجاح الجديدة، الدار البيضاء 1987، ص: 282
سيدي بوتخيل وخلفه في الجنوب الغربي الجزائري يذكر بعض رواة العائلة البوتخيلية أن سيدي بوتخيل هذا قدم من المغرب الأقصى، ويقول أحد الفرنسين بل جاء من زمورة –ولاية غليزان حاليا - عاش سيدي بوتخيل في المنطقة الجنوبية الغربية معززا مكرما بين السكان، باعتباره شريفا وارثا لبركة جده الشيخ عبد القادر الجيلاني دفين بغداد،في زمن تواجد بني عامر بالمنطقة، وإلى جواره عاش أبناء سيدي سليمان بن بوسماحة البوبكريين بنواحي الشلالة وأربا والأبيض سيد الشيخ.
وقد وقعت مصاهرة بين سيدي بوتخيل والشيخيين، حيث زوج سيدي بوتخيل ابنته كلتوم لسيدي أحمد المجدوب ابن سيدي سليمان بن بوسماحة. وسيدي أحمد المجدوب هذا هو عم عبد القادر بن محمد المعروف ب سيد الشيخ زعيم الطريقة الشيخية.
وبعد حياة من الترحال بين بلدة البُنود وأربوتْ (من ولاية البيض) وافت المنية سيدي بوتخيل، ودفن باربا التحتانية، في القرن السادس عشر، ومن المعروف أن سيدي أحمد المجدوب، المذكور آنفا، كان قد توفي حوالي سنة 1570 م/ 978 ه. فمن المرجح أن وفاة سيدي بوتخيل تكون قبيل وفاة صهره أحمد المجدوب.
وتأسست حول ضريحه زاوية قادرية انجذبت إليها أرواح الناس، وذاع صيتها في المنطقة الجنوبية الغربية، إلا أن الخلاف دب بين طائفتي أولاد سيدي سليمان بن بوسماحة وأولاد سيدي بوتخيل حول تبعية أحد أهم آبار المنطقة المعروف آنذاك بالحاسي الأبيض، واصطدم الطرفان لعدة سنوات، ثم افترقا بانسحاب أولاد سيدي بوتخيل من اربا نحو المكان الذي سيبنون فيه عين الصفراء.
وقد بنوا بلدتهم هذه على الشاكلة نفسها التي بَنى بها سكان القصور مساكنهم قبل مجيء الإسلام. تذكر إحدى المخطوطات أن سنة استقرار أولاد سيدي بوتخيل في عين الصفراء كان في شهر الله رجب من سنة 810 م، . وقد بقي إلى جوار ضريحه في اربا التحتانية بعض خلفه الذين يدعون ب "العفافنة"، أبناء عفان بن محمد بن سيدي بوتخيل، والذين ذكرهم صاحب كتاب سلسلة الأصول السابق الذكر
أما القادرية -البوتشيشية ذات الأصل الجزائري، فقد انتعشت في المغرب الأقصى وازداد إشعاعها في تلك الربوع وحتى في خارج القارة الإفريقية، فمن عين الصفراء انتقلت إلى المغرب بنواحي وجدة، لتعود ثانية إلى المنطقة الحدودية الجزائرية بمسيردة.
وهو دليل آخر على ذلك التوحد والتفكير المشترك بين الشعبين الجزائري والمغربي،

وفاته...

توفي شيخنا ومولانا وسندنا ودالنا على الله تعالى
شيخ الطريقة القادرية البو تشيشية الصوفية
المسلك المأذون من رسول الله صلى عليه وآله وسلم

العارف بالله تعالى
محمد الصوفي الشريف الإدريسي الحسني المسيردي التلمساني
قدَّس الله سرّه
خليفة سيدي العارف بالله تعالى الشيخ بو مدين بو تشيش الشريف القادري الحسني توفي رضي الله عنه يوم السبت 7 فيفري 2004م الموافق 16ذي الحجة 1424هـ بعد وقفة الحجاج بعرفاة بأسبوع كامل على الساعة العاشرة ليلاً في بيته وزاويته الكائنة بمسيردة التابعة لولاية تلمسان المحروسة وغسل قبل صلاة الفجر من صبيحة يوم الأحد ووضع جثمانه الشريف في خلوته المباركة بالزاوية وأعلن خبر وفاته عبر التلفزيون الجزائري وعبر الإذاعة الجزائرية وقد أذيع نبأوفاته عبر الأخبار الجزائرية و التلفزيون الجزائري والجرائد وأرسل السيد رئيس الجمهورية عبد العزيز بو تفليقة رسالة تعزية أجاد فيها وأحسن في عباراتها جزاه الله كل خير في ذكر خصال الشيخ وجهاده ضد المستعمر الفرنسي ودخوله السجن لمدة ثلاث سنوات قضاها في السجن وجاء الناس والأحباب والمريدون من كل فج عميق ليشهدوا الحدث التاريخي وخرجت تلمسان برجالها وشيوخها لتشيع جثمان الشيخ وحضر وفد من الدولة نيابة عن رئيس الجمهورية حفظه الله تعالى وشفاه وفي صبيحة يوم الأحد أعلن خبر وفاته أيضاً عبر الصحف والجرائد الجزائرية ولقد شرفني الله بحضور جنازته ورؤية وجهه الشريف وقد قبلته بين عينيه ووالله ما رأيت في حياتي أنور وجه منه في تلك اللحظات والعين باكية والقلب جريح وكان يفوح من جسمه الشريف الطيب والمسك وقد شمها كل من دخل عليه لإلقاء النظرة الأخيرة عليه وانتشر ذلك الطيب من جسمه الشريف داخل الزاوية وخارجها وبكى الفقراء عليه بكاءً شديداً ما رأيت في حياتي مثل ذلك اليوم الحزين وتكلم الخطباء والعلماء في تأبينه وألقيت قصيدة في تأبينه نظمتها أمام جسده الشريف داخل خلوته فيها ثمانون بيتاً وهذا من التجليات الربانية أول بيت منها قلته :

عهدتك لا تألوا فهل بلغ الحد=و هل الصوفي بالحي في ركبنا يحدوا
لقد خلت أن الدهر صافك وافيا=و ما خلت أن الدهر ينعاك و الجد
لئن مت فالإنسان لا شك ميت=و لو جاوز التسعين أو جازه الحد
و لو مد في عمر الفتى ألف حجة=لشاخت به الأيام و انقطع المد
فقيد العلى و العلم و الحجى=كأن الكرى في مقلتيك هو الشهد

إلى آخر القصيدة.

و دفـن شيخنا سيدي محمد الصوفي يوم الإثنين 9 فيفري 2004م الموافق 18 ذي الحجة 1424هـ بعد صلاة الظهر وقبل صلاة العصر بنصف ساعة فقط وامتلأت الزاوية من كل جانب رغم من أن لها ثلاث طبقات وكثر الزحام خارج الزاوية وفي الشوارع وازدحمت السيارات والحافلات من كل جانب وكثر الزحام أكثر عند خروج نعشه الشريف وحمل على الأكتاف خارج الزاوية والعين دامعة ونحن نردد السماع الصوفي الحزين وصلي عليه خارج الزاوية وقد تقدم للصلاة عليه مولانا العارف بالله تعالى سماحة الشيخ العلامة المعمر سيدي عبد الحفيظ مولاي البو دخيلي البو تشيشي التلمساني الشريف القادري الحسني وهو ابن العارف بالله تعالى سيدي عبد القادر بوتشيش الأخ الشقيق لشيخ الطريقة البو تشيشية سيدي بو مدين بو تشيش القادري الحسني قدَّس الله سرّه ودفن شيخنا رحمه الله تعالى بجانب زوجته الصالحة العارفة بالله تعالى وذلك في مقبرة سيدي يحي أي دفن بجوار ولي الله سيدي يحي كما أوصى شيخنا بذلك رحم الله شيخنا رحمة واسعة وعاش شيخنا سيدي محمد الصوفي 95 عاماً قضاها كلها في عبادة الله تعالى والنسك وإتمامًا للفائدة أيضًا أن الطبيب الدي كان يعالج شيخنا العارف بالله المربي سيدي محمد بلقايد - قدس الله سره - بوهران في بيته ، وقد توفي الشيخ بلقايد على يد هدا الطبيب هو أيضًا الطبيب نفسه الدي كان في آخر يوم من حياة شيخنا ودالنا على الله تعالى العارف بالله القطب الجامع سيدي محمد الصوفي شيخ الطريقة القادرية البوتشيشية بمسيردة تلمسان هو الدي عالج شيخنا سيدي محمد الصوفي في آخر ساعات من حياة الشيخ وتوفي الشيخ في تلك الليلة - قدس الله سره ونفعنا بأسراره - آمين
واالأصح عندي ولد 1332هجري الموافق ل1914ميلادي كما ذكره لي عن نفسه مشافهة أي عاش شيخنا الصوفي 92عاما

وأخيراً أقول إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنـَّا على فراقك يا شيخنا لمحزنون ولا نقول إلا ما يرضي الربّ إنا لله وإنا إليه راجعون.

أقــــــــول :

ذهب الذين كنت أحبهم.....فعليك يا دنيا السلام
لا تذكرين العيش لي بعدهم...فالعيش بعدهم حرام
إني رضيع وصالهم....والطفل يؤلمه الفطام

كتبها بيده الفانية... من دمشق الشام المحروسة

مقدم الطريقة القادرية البو تشيشية الصوفية

عبد العزيز بن محمد بن علال الشريف الإدريسي الحسني الجزائري الدمشقي عامله الله بلطفه الخفي