.......... تابع ............
وفاته رحمه الله:
توفي الشريف محمد الأمين رحمه الله تعالى سنة 1371هـ/1951م، المعروف بعام سيل القوارب، تاركا وراءه عالما نادبا مؤبنا لاهجا بتلك المآثر الحسنة، والخصال الحميدة العالية، وقد كان عمره الذي لا يتجاوز 33 سنة، مليئا بالأعمال المثمرة الخالدة في جميع المجالات العلمية والأدبية والاقتصادية...
لقد كانت وفاة الشريف محمد الأمين فاجعة، وحدثا عظيما، هز مشاعر الجميع ممن عرفوه، أو سمعوا عنه، وبوفاته تحولت الملكات الشعرية، والعبقريات الأدبية، التي ظل شغلها الشاغل مدحه- وذكر فعاله الحميدة والإشادة بخصاله الفريدة نظما ونثرا- إلى حوك المراثي بكل ألوانها.
وقد تشرفت مدينة القوارب (روصو) وخصوصا مقبرتها المعروفة بإيوائها لضريحه الطاهر، ومنذ ذلك اليوم استنار أفقها وازدهرت أجواؤها بوجود قبر هذا الشريف فأصبحت مزارا لجميع الناس من مختلف الجهات والأجناس الذين يفدون من كل حدب وصوب للتوسل به وبالصالحين معه لقضاء حوائجهم.
وقد نوه العديد من الشعراء الذين رثوه بمقبرة القوارب ورددوها في أشعارهم، ومن ذلك قول أحدهم:
* مُحَمَّدُ الأَمِينُ بِالْقَـوَارِبِ... دُفِـنَ وَهْوَ رَحْمَةُ الأَقَـارِبِ *
وقال آخر:
* وَقَبْرُهُ لَهْفِيَ بِالْقَـــوَارِبِ ... نَزُورُهُ لِمُطْلَــــقِ الْمَآرِبِ *
وقد أرخ أحد العلماء لوفاته بقوله:
* وَفَاتُهُ تَارِيخُهَا بِـ(أَعْسَـشِ) ... لَدَى الْقَوَارِبِ وُقِي مَا يَخْتَشِي *
***
* كَانَ الْقَوَارِبُ بُقْعَةً مَبْغُوضَةً ... فَغَدَتْ بِه مُحْبَوبَةَ الْعُمْرَانِ *
* وَلَقَدْ كَفَاهَا الْيَوْمَ فَخْرًا أَنَّهَا ... خُصَّتْ بِهِ عَنْ سَائِرِ الْبُلْدَانِ *
وقول الآخر:
* وَغَدَا دَفِينًا بِالْقَوَارِبِ جِسْمُهُ ... فَغَدَا الْقَوَارِبُ غُرَّةَ الْبُلْدَانِ *
وقول الآخر:
* سَقَى اللهُ قَبْرًا بِالْقَوَارِبِ حَلَّهُ ... بِهِ الْبَحْرُ وَالْغَيْثُ الْمُغِيثُ تَنَزَّلاَ *
وقول الآخر:
* أَسْقَى الإِلَهُ ضَرِيـحًـا حَلَّهُ سُحُبًا ... تَنْهَلُّ عَفْوًا مَعَ الرِّضْوَانِ مُخْتَلِطَا *
* إِنَّ الْقَوَارِبَ بِالْبَدْرِ الأَمِينِ غَدَتْ ... كَأَنَّمَا الْبَدْرُ فِي أَرْجَائِهَا سَقَطَا *
* يَانَجْلَ عَبْدِ الْوَدُودِ افْرَحْ بِسَعْيِكَ فيِ ... دَارِ الْجِنَانِ بِأَبْهَى مَنْزِلٍ وَوِطَا *
وقول الآخر:
* بِهِ الْقَوَارِبُ مِنْ كُلِّ الْبَلاَ حُفِظَتْ ... للهِ دَرُّ دَفِينٍ مِصْرَهُ حَفِظَا *
وقول الآخر:
* بِهِ قَدْ غَدَتْ أَرْضُ الْقَوَارِبِ جَنَّةً ... وَمِنْ قَبْلِهِ كَانَتْ لَهِيبًا مِنَ الْجَمْرِ *
* وَأَضْحَتْ تُزَارُ الْيَوْمَ مِنْ كُلِّ وِجْهَةٍ ... لِمَا يَبْتَغِي الزُّوَّارُ مِنْ مُطْلَقِ الذُّخْرِ *
* حَوَتْ رَوْضَةٌ تَحْوِي الأَمِينَ مُحَمَّدًا ... مِنَ الرَّوْحِ وَالرَّيْحَانِ وَالسُّنْدُسِ الْخُضْرِ *
وقول الآخر:
* حَيِّ رَمْساً حَوْلَ الْقَوَارِبِ يَحْكِي ... رَوْضَةً مِنْ رِيَاضِ دَارِ الْخُلُودِ *
* عَيْنُ جُودِي بِالدَّمْعِ مِنْكِ عَلَيْهِ ... فَحَرَامٌ عَلَيِكِ أَنْ لاَ تَجُودِي *
وقول الآخر:
* سَــقَى قَبْرًا بِهِ يَعْلُو ... عَلَى الْغِيطَانِ وَالنَّشْزِ *
* بِرُوصُو مِنْ رِضَى الْمَوْلَى ... حَيًا يَابَى عَنِ الْحَرْزِ *
وقول الآخر:
* وَمَاتَ إِلَى أَنْ مَاتَ وَهْوَ مُبَجَّلٌ ... أَجَلُّ نَزِيلٍ بِالْقَوَارِبِ مُدْرَجِ *
* سَقَاهُ إِلَهِي مِنْ مَوَاهِبِ مَنِّهِ ... بِوَبْلٍ مِنَ الرِّضْوَانِ غَادٍ وَمُدْلِجِ *
وقول الآخر:
* قِفْ بِالْقَوَارِبِ شَجْوًا إِنَّ مَنْ عَتَبَا ... يَوْمًا عَلَيْكَ الأَسَى فِيهَا فَقَدْ تَعِبَا *
* فَإِنَّ فِيهِنَّ قَبْرًا قَدْ حَوَى الأَدَبَـا ... وَالْجُودَ وَالْفَضْلَ فَضْلاً لَمْ يَكُنْ كَذِبَا *
وإذا كان الشريف محمد الأمين قد انتقل إلى جوار ربه، فإنه في حقيقة الأمر لم يمت نتيجة لما خلفه من ثناء خالد، وأبناء بررة، يقول الشاعر فيه:
* وَمَا مَاتَ مَنْ أَبْقَى ثَنَاءً مُخَلَّدًا ... وَشُمًّا بِهِمْ فَافْخَرْ إِذَا شِئْتَ وَابْهَجِ *
* فَمَا مِنْهُمُ إِلاَّ كَرِيمٌ مُمَجَّدٌ ... سَخِيٌّ شُجَاعٌ كَالْكَمِيِّ الْمُدَجَّجِ *
ويقول آخر:
* مَا مَات مَنْ أَبْقَى الثَّنَاءَ مُخَلَّدًا ... فِي صَفْحَةِ التَّارِيخِ وَالأَنْسَابِ *
ويقول آخر:
* وَمَا مَاتَ مَنْ أَبْقَى بَنِينَ وَرَاءَهُ ... وَرَهْطًا مِنَ الأَشْرَافِ غَيْرَ أَشَائِبِ *
* إِذَا امْتُحِنُوا فيِ الْعِلْمِ فَازُوا وَإِنْ رَمَوْا ... أَصَابُوا وَبَذُّوا جَمْعَ كُلِّ مُحَارِبِ *
ويقول آخر:
* أَلاَ فِي ضَمَانِ الرَّحِيمِ الْوَدُودْ ... مُحَمَّدْ الاَمِينُ ابْنُ عَبْدِ الْوَدُودْ *
* وَمَا مَاتَ مَنْ خَلَّدَتْهُ الْمَعَالِي ... وَغُرُّ الْبَنِينَ الْعِظَامِ الْجُدُودْ *
* وَمَا أَحْمَدُ السَّالِمُ الْعِرْضِ إِلاَّ ... خَلِيفَتَهُ فِي بَنِيهِ الأُسُودْ *
ويقول آخر:
* وَمَا مَاتَ مَنْ أَبْقَى ثَنَاءً مُخَلَّدًا ... تَنَاشَدَهُ الرُّكْبَانُ فِي كُلِّ مَوْسِمِ *
* وَمَا مَاتَ مَنْ قَدْ كَانَ أَحْمَدُ سَالِمٌ ... خَلِيفَتَهُ دَاعٍ لَهُ بِالتَّرَحُّمِ *
* وَإِخْوَتَهُ الْبَاقِينَ لاَ تَنْسَ ذِكْرَهُمْ ... عَلَى مَنْهَجِ الآبَا بِسِلْكٍ مُنَظَّمِ *
............ يتبع .............