---مناقبه : قال داود بن القاسم بن عبد الله بن جعفر الأوربي ما نصه :
// شهدت مع إدريس بن ادريس بعض غزواته للخوارج الصفرية من البربر فلقيناهم وهم ثلاثة أضعافنا , فلما تقارب الجمعان نزل ادريس فتوضأ وصلى ركعتين ثم دعا الله تعالى فركب فرسه فتقدم للقتال فقاتلناهم قتالا شديدا , فكان ادريس يضرب في هذا الجانب وفي هذا الجانب مرة ثم يكر فيضرب في الجانب الآخر , فلم يزل كذلك حتى ارتفع النهار , ثم رجع إلى رآيته فوقف بإزائها والناس يقاتلون بين يديه فجعلت أنظر إليه وأكثر الالتفات نحوه وهو تحت ظلال البنود يحرض الناس على القتال ويشجعهم , فأعجبني ما رأيت من شجاعته وقوته وثبات جاشه فالتفت إلي وقال : يا داود مالي أراك تديم النظر إلي , فقلت : ايها الإمام أعجبني منك خصال لم أرها في غيرك , فقال : ما هي ؟ فقلت : ما أراه من حسنك وجمالك وثبات عقلك وطلاقة وجهك , وما خصصت به من البشر عند لقاء العدو و فقال : يا دواد ذلك من بركة جدنا رسول الله صلى الله عليه وآله ودعائه لنا وصلاته علينا ووراثته عن ابينا علي بن أبي طالب عليه السلام , ثم قلت : أيها الإمام , إني أراك تبصق بصاقا مجتمعا وأنا أطلب قليلا من الريق في فمي فلا أجده ؟ فقال : يا داود إن ذلك من اجتماع عقلي وقوة بأسي عند الحروب , أما عدم الريق من فيك فلطيش بك وافتراق عقلك وما خامرك من الرعب , ثم قلت : أيها الأمير وكذلك أتعجب من كثرة تقلبك في سرجك وقلة قرارك في موضعك ؟ فقال : ذلك ما تراه مني من زمع للقتال وحزم وصرامة وهو أحسن ما يكون في الحروب , فلا تظنه رعبا , وأنشد يقول :
أليس أبونا هاشم شد أزره وأوصى بنيه بالطعان وبالضرب
فلسنا نمل الحرب حتى تملنا ولم نشتك قط ما يئول إلى النصب
وكان شاعرا مجيدا رضي الله عنه
وزيره : عمير بن مصعب الأزدي وقد وفد عليه ممن وفد عليه من العرب من الجزيرة وكان من فرسان العرب وساداتها ولأبيه مصعب مآثر عظيمة في إفريقيا والأندلس ومشاهد في غزو الروم كثيرة .
قاضيه : عامر بن محمد بن سعيد بن عامر القيسي من قيس عيلان , وكان رجلا صالحا ورعا فقيها نظيفا
كاتبه : الفقيه أبا الحسن علي بن عبد الله بن مالك بن الصحابي الجليل أبي أيوب خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة بن عوف بن غنم بن مالك بن النجار الأنصاري الخزرجي .
يتبع إن شاء الله