عرض مشاركة واحدة

  #10  
قديم 03-05-2009, 10:05 AM
الشريف الموجى الأدريسى الشريف الموجى الأدريسى غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 





افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


كان يوجهه برايته فيكتنفه جبرئيل عن يمينه، وميكائيل عن يساره، فلا يرجع حتى يفتح الله عليه، ولقد توفي في هذه الليلة التي عرج فيها بعيسى بن مريم ولقد توفي فيها يوشع بن نون وصي موسى، وما خلف صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم بقيت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لاهله ثم خنقته العبرة فبكى وبكى الناس معه.

ثم قال: أيها الناس، من عرفني فقد عرفني، ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد صلى الله عليه وآله، أنا ابن البشير، أنا ابن النذير، أناابن الداعي إلى الله عزوجل بإذنه، وأنا ابن السراج المنير، وأنا من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا، والذين افترض الله مودتهم في كتابه إذ يقولومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا).

فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت.

قال أبومخنف عن رجاله: ثم قام ابن عباس بين يديه، فدعا الناس إلى بيعته فاستجابوا له وقالوا: ما أحبه إلينا وأحقه بالخلافة فبايعوه ثم نزل عن المنبر.

قال: ودس معاوية رجلا من بني حمير إلى الكوفة، ورجلا من بني القين إلى البصرة يكتبان اليه بالاخبار، فدل على الحميري عند لحام جرير ودل على القيني بالبصرة في بني سليم فأخذا وقتلا.

وكتب الحسن إلى معاوية: أما بعد، فإنك دسست إلى الرجال كأنك تحب اللقاء، وما أشك في ذلك فتوقعه إن شاء الله، وقد بلغني أنك شمت بمالا يشمت به ذوو الحجى، وإنما مثلك في ذلك كما قال الاول:

وقل الذي يبغي خلاف الذي مضى *** تجهز لاخرى مثلها فكأن قد

وإنا ومن قد مات منا لكالذي *** يروح ويمسي في المبيت ليغتدي

فأجابه معاوية: أما بعد، فقد وصل كتابك، وفهمت ما ذكرت فيه ولقد علمت بما حدث


[34]

فلم أفرح ولم أحزن ولم أشمت ولم آس، وإن علي بن أبي طالب كما قال أعشى بني قيس بن ثعلبة:

وانت الجواد وانت الذي *** إذاما القلوب ملان الصدورا

جدير بطعنة يوم اللقا *** ء تضرب منها النساء النحورا

وما مزيد من خليج البحا *** ر يعلو الاكام ويعلو الجسورا

بأجود منه بما عنده *** فيعطي الالوف ويعطي البدورا

قال: وكتب عبدالله بن العباس من البصرة إلى معاوية: اما بعد، فإنك ودسك اخا بني فلان إلى البصرة تلتمس من غفلات قريش مثل الذي، ظفرت به من يمانيتك لكما قال بن الاسكر.

لعمرك إنى والخزاعي طارقا *** كنعجة عاد حتفها تتحفر

اثارت عليها شفرة بكراعها *** فظلت بها من آخر الليل تنحر

شمت بقوم من صديقك اهلكوا*** اصابهم يوم من الدهر اعسر

فأجابه معاوية: اما بعد، فإن الحسن بن علي قد كتب إلى بنحو مما كتبت به، وانبأني بما لم اجز ظنا وسوء راى وإنك لم تصب مثلكم ومثلى ولكن مثلنا ما قاله طارق الخزاعي يجيب امية عن هذا الشعر:

فوالله ما ادري وإني لصادق *** إلى اي من يظنني اتعذر

اعنف ان كانت زبينة اهلكت *** ونال بني لحيان شر فأنفروا

قال ابوالفرج: وكان اول شئ احدث الحسن انه زاد المقاتلة مائة مائة وقد كان على فعل ذلك يوم الجمل، والحسن فعله على حال الاستخلاف، فتبعه الخلفاء من بعد ذلك.

وكتب الحسن إلى معاوية مع جندب بن عبدالله الازدي:


[35]

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبدالله الحسن امير المؤمنين إلى معاوية بن ابي سفيان، سلام عليك فإني احمد الله الذي لا إله إلا هو، اما بعد: فإن الله تعالى عزوجل بعث محمدا صلى الله عليه وآله رحمة للعالمين، ومنة على المؤمنين وكافة إلى الناس اجمعين " لينذر من كان حيا ويحق القول على الكافرين " فبلغ رسالات الله وقام على امرالله حتى توفاه الله غير مقصر ولا وان، حتى اظهر الله به الحق، ومحق به الشرك ونصر به المؤمنين واعز به العرب وشرف به قريشا خاصة، فقال تعالى: " وإنه لذكر لك ولقومك " فلما توفي صلى الله عليه وآله تنازعت سلطانه العرب فقالت قريش: نحن قبيلته واسرته واوليائه ولا يحل لكم ان تنازعونا سلطان محمد في الناس وحقه، فرأت العرب ان القول كما قالت قريش وان الحجة لهم في ذلك على من نازعهم امر محمد - صلى الله عليه وآله - فأنعمت لهم العرب وسلمت ذلك، ثم حاججنانحن قريشا بمثل ما حاجت به العرب فلم تنصفنا قريش إنصاف العرب لها إنهم اخذوا هذا الامر دون العرب بالانتصاف والاحتجاج فلماصرنا اهل بيت محمد واوليائه إلى محاجتهم وطلب النصف منهم باعدونا واستولوا بالاجتماع على ظلمنا ومراغمتنا والعنت منهم لنا فالموعد الله وهو الولي النصير.

وقد تعجبنا لتوثب المتوثبين علينا في حقنا وسلطان نبينا صلى الله عليه وآله وإن كانوا ذوي فضيلة وسابقة في الاسلام فأمسكنا عن منازعتهم مخافة على الدين ان يجد المنافقون والاحزاب بذلك مغمزا يثلمونه به او يكون لهم بذلك سبب لما ارادوا به من فساده، فاليوم فليعجب المتعجب من توثبك يامعاوية على امر لست من اهله لا بفضل في الدين معروف ولا اثر في الاسلام محمود وانت ابن حزب من الاحزاب وابن اعدى قريش لرسول الله صلى الله عليه وآله ولكن الله خيبك، سترد فتعلم لمن عقبى الدار، تالله لتلقين عن قليل ربك ثم ليجزينك بما قدمت يداك وما الله بظلام للعبيد.

إن عليا - رضوان الله عليه - لما مضى لسبيله - رحمة الله عليه - يوم قبض


[36]

 

 

التوقيع :


الشريف الموجى الإدريسى

ابن رسول الله



رد مع اقتباس