[align=center]
ولله در الإمام الجهبذ أبى حاتم بن حبان ، إذ قال فى (( المجروحين ))(1/13) :
(( فمن لم يحفظ سنن النَّبىِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ولم يحسن تمييز صحيحها من سقيمها ، ولا عرف الثقات من المحدثين ولا الضعفاء والمتروكين ، ومن يجب قبول إنفراد خبره ممن لا يجب قبول زيادة الألفاظ فى روايته ، ولم يعرف معانى الأخبار ، والجمع بين تضادها فى الظواهر ، ولا عرف المفسًّر من المجمل ولا عرف الناسخ من المنسوخ ، ولا اللفظ الخاص الذى يراد به العام ، ولا اللفظ العام الذى يراد به الخاص ، ولا الأمر الذى هو فريضة ، ولا الأمر الذى هو فضيلة وإرشاد ، ولا النهى الذى هو حتم لا يجوز ارتكابه من النهى الذى هو ندب يباح استعماله : كيف يستحل أن يفتى ، أو كيف يسوغ لنفسه تحريم الحلال ، أو تحليـل الحرام ، تقليداً منه لمن يخطئ ويصيب ، رافضاً قـول من لا ينطق عن الهوى )) اهـ .
[ فائدة وإيضاح وتنبيه ] أورد الحافظ أبْو الْفَرَجِ بْنُ الْجَوْزِىِّ فى (( الموضوعات )) (1/245) حديـث الْحَارِثِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمِّدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ َجَدِّهِ عَنْ عَلِىِّ بْنِ أَبِى طَالِبٍ مرفوعاً (( إِن فَاتِحَةَ الْكِتَابِ ، وَآيَةَ الْكُرْسِي ، وَآيَتَيْنِ مِنْ آلِ عِمْرَانَ( شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْـطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيـزُ الْحَكِيـمُ [ و ] قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) مُعَلَّقَاتٌ بِالْعَرْشِ ، يَقُلْنَ : يَا رَبِّ تُهْبِطُنَا إِلَى أَرْضِكَ إِلَى مَنْ يَعْصِيكَ ؟ ، قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِنِّى حَلَفْتُ لا يَقْرُأكُنَ أَحَدٌ مِنْ عِبَادِي دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ إِلا جَعَلْتُ الْجَنَّةَ مَثْوَاهُ ، وَإِلا أَسْكَنْتُهُ حَظِيرَةَ الْقُدْسِ ، وَإلا نَظَرْتُ إِلَيْهِ بِعَيْنِى الْمَكْنُونِ فِي كُلِّ يَـوْمٍ تِسْعِينَ نَظْرَةً ، وَإَلا قَضَيْـتُ لَهُ كُلَّ يَوْمٍ سَبْعِينَ حَـاجَّةً أَدْنَـاهَا الْمَغْفِرَةُ ، وَإَلا نَصَرْتُهُ مِنْ كُلِّ عَدُوٍ ، وَأَعَذْتُهُ مِنْهُ )) .
وقال : هذا حديث موضوعٌ ، تفرَّد به الْحَارِثُ بْنُ عُمَيْرٍ . قال أبُو حَاتِمِ بْنُ حِبَّانَ : كان الحارث ممن يروى عن الأثبات الموضوعات ، روى هذا الحديث ، ولا أصل له . وقال أبو بكر مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ : الحارث كذَّابٌ ، ولا أصل لهذا الحديث .
ثم قال الحافظ أبْو الْفَرَجِ : (( قلت : كنت قد سمعت هذا الحديث في زمن الصبا ، فاستعملته نحواً من ثلاثين سنة ، لحسن ظنى بالرُّواة ، فلما علمت أنه موضوع تركته ، فقال لى قائلٌ : أليس هو استعمال خير ؟ ، قلت : اِسْتِعْمِالُ الْخَيْرِ يَنْبَغِى أَنْ يَكُونَ مَشْرُوعَاً ، فَإِذَا عَلِمْنَا أَنه كَذِبٌ خَرَجَ عَنْ الْمَشْرُوعِيَّةِ )) اهـ .
قَالَ الشَّيْخُ الأَلْبَانِىُّ فى (( الضَّعِيفَةِ ))( ج1/139 ) : (( وفيما حكاه ابن الجوزى عن نفسه لعبرةٌ بالغةٌ ، فإنها حال أكثر علماء هذا الزمان ومن قبله ، من الذين يتعبدون الله بكل حديثٍ يسمعونه من مشايخهم ، دون التحقق من صحَّته ، وإنما هو مجرد حسن الظنِّ بهم .
فرحم الله امرأً رأى العبرة بغيره ، فاعتـبر )) .
هذا ، وقد اعتمدتُ فى هذا التصنيف فى المقام الأول على (( السلسلة الضعيفة )) للشيخ الإمام علامة الشام ومحدثى ديار الإسلام : نَاصِرِ الدِّينِ الأَلْبَانِىِّ ـ طيِّبَ اللهُ ثَرَاهُ ـ ، وذكرت فيه الأحاديث الموضوعة والباطلة والمنكرة ، ولم أذكر من الضعيف الا القليل ، لأنه مظنة الثبوت .وهذا آوان الشروع فى المقصود
أبو الأشبال ناصر الهوارى السكندرى [/align]