- 234 –
الخلافة من بعده عثمان بن عفان بن العاصى بن أمية بن عبد شمس بن
عبد مناف ابن قصي القرشي تولى الخلافة سبعة أعوام وقيل ستة أعوام
وتوفى مقتولا في قلب داره وهو صائم في شهر الله المعظم ذي الحجة وهو
ابن ثلاثة وقيل اثنين وسبعين سنة ثم تولى الخلافة من بعده مولانا علي
بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم رضي الله عنه اثنى عشر سنة
ومات مقتولا في المحراب وهو ابن ثمانية وثمانين سنة قتله عبد الرحمن
ابن ملجم ألجمه الله بلجام من نار وقال الراوي رضي الله عنه وتوفى النبي
صلى الله عليه وسلم وهو ابن ثلاثة وستين سنة وزاغت الشمس عام إحدى
وعشرين سنة من الهجرة قال الراوي تاريخ آدم عليه السلام حين هبط
من الجنة إلى الهجرة ثلاثة وسبعون سنة وأربعمائة وأربعة آلاف ومن
الطوفان للهجرة خمسة وسبعون ومائة وثلاثة آلاف قال ابن عباس رضي
الله عنهما روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لم يكن نبي بعد نبي إلا عاش
نصف الذي كان قبله وأن عيسى ابن مريم رفع وهو ابن ثلاثة وثلاثين
سنة ورفعه الله إليه قلت قال ذلك لفاطمة في مرضه الذي مات فيه كما في
ابن فرحون انتهى قال صاحب الحديث كان رسول الله صلى الله عليه وسلم
ذات يوم من الأيام جالسا وهو يقول أهل بيتي أهل بيتي أهل بيتي فقال
له الصحابة نحن أهل بيتك قال لهم لا بل أهل بيتي ذريتي وذرية ما تناسل
مني إلى يوم القيامة من أحبهم فقد أحبني ومن أعزهم فقد أعزني ومن
أذلهم فقد أذلني ومن عظمهم فقد عظمني ومن رحمهم فقد رحمني ومن
سترهم فقد سترني ومن أكرمهم فقد أكرمني ومن أطعمهم فقد أطعمني ومن
أبغضهم فقد أبغضني ومن اذلهم فقد اذلني ومن سبهم فقد سبني ومن غيرهم
فقد غيرني ومن اعتذر عليهم فقد اعتذر علي ومن ضربهم فقد ضربني
- 235 –
ومن طعن فيهم فقد طعن في ومن أهانهم فقد أهانني وقال النبي صلى الله
عليه وسلم ذريتي في آخر الزمان أموالهم مغصوبة وأولادهم مكسوبة
يكونون في ذلك الزمان لا مال ولا حال ولا عقل ولا خيال وتضرب الناس
بهم الأمثال يكونون ذريتي في آخر الزمان محقورين مذلولين عند
اراذل الناس مسخرين فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبكى من معه
في المسجد من الصحابة والمهاجرين والأنصار وقال عليه السلام من سب
ذريتي في دار الدنيا لم تدركه شفاعتي يوم القيامة وقال عليه السلام أخبرني
حبيبي جبريل عليه السلام لم ينل شفاعتك يا محمد من سب ذريتك في دار
الدنيا وقال عليه السلام كل جنس إلى جنسه ألف ومن خلط جنسا غير
جنسه تلف وقال عليه السلام لعن الله الداخل فينا بغير نسب والخارج منا
بغير سبب قال الراوي تفرعت هذه الكلمة على أجزاء شتى فمن أدرك أهل
المحبة في أهل البيت فله أن ينتسب ويعلي نسبه ويشهره لأهل المحبة والخير
ليتبرك به وينال منه درجة المحبين في أهل البيت ومن أدرك أهل الجحد
والكيد الذين لا إيمان لهم ولا محبة لهم في أهل البيت فله أن يجحد نسبه
وينكره إذ ليس له قدرة يعلي بها لأن أهل البيت قليل من يحبهم والكثير
في الناس يكرههم على الكلمة المشرفة التي تعلي بها كل درجة ويمحى بها
كل ذنب ومعصية إلا لا إيمان لمن لا محبة له في أهل البيت قال الشيخ ابن
خلدون رضي الله عنه تأملته وتحققته عن كثير الأشياخ أهل التواريخ
كصاحب ديوان الشعر والإمام الأسيوطي والإمام ابن جذع في تاريخه
والإمام ابن حزم وصاحب الجوهرة الكبرى والإمام الاسكندري وصاحب
غابة الجوهرة وصاحب روضة العابدين والشيخ أحمد ابن حنبل المدعى
بابا في كفاية المحتاج والإمام التونسي والشيخ أبي العباس البكري والإمام