-ويقول شقيقه العلامة المحدث سيدي عبد الله بن الصديق رحمه الله عند تعداده شيوخه:
"أخي أبو الفيض السيد أحمد بن الصديق ،العلامة الحافظ،كان يعرف الحديث معرفة جيدة،وصنف فيه التصانيف العديدة،وانقطع لَه،فأخرج لنا مصنفات ذكرتنا بالحفاظ المتقنين،كـ (( المداوي لعلل الجامع وشرح المناوي )) في ستة مجلدات ضخام،و(( هداية الرشد في تخريج أحاديث ابن رشد )) في مجلدين،واستخرج على (( مسند الشهاب )) ،وعلى (( الشمائل المحمدية ))،وكتب أكثر من خمسين جزءا حديثيا ،لا يعرف أن يكتبها أحد في عصرنا،خاصة (( فتح الملك العلي بصحة حديث باب مدينة العلم علي ))،و ((درء الضعف عن حديث من عشق فعف ))،وله غير ذلك من المصنفات في الحديث والفقه وغيرهما" ( سبيل التوفيق في ترجمة عبد الله بن الصديق ، ص: 62).
-ويقول شقيقه العلامة المحدث عبد العزيز بن الصديق في (( تذكرة المؤتسي في ترجمة نفسي )) :"أحمد بن محمد بن الصديق ،شقيقي أبو الفيض ،صاحب التآليف الكثيرة المفيدة ،الحافظ الذي ألقت إليه علوم الرواية بالمقاليد ،وحاز قصب السبق في مضمارها ،وأتقن فنونها ،فلا يوجد لَه نظير في مشرق الأرض ومغربها في الإحاطة بأصولها،وأقوال أئمتها ،الحق أنه ابن حجر هذا العصر من غير منازع ولا مخالف،وتآليفه شاهدة بهذا لمن قرأها وسبر غورها" (نقلا عن:محمود سعيد ممدوح، فتح العزيز بأسانيد عبد العزيز ،ص: 7-8).
-ويقول الأستاذ المحقق محمود سعيد ممدوح – حفظه الله تعالى - :
"وهو مستحق للوصف بالحفظ،وقد وصفه بذلك جمع من أعيان شهوده من ذوي الخبرة بالحديث وعلومه،فقد اشتهر بالطلب والأخذ من أفواه الرجال،وكان على معرفة بالجرح والتعديل،وبطبقات الرواة،مع تمييز لصحيح الحديث من ضعيفه،وكان حفظه للحديث قويا،وزاد على ما سبق أمرين:
أولهما:أماليه الحديثية،قال الحافظ الذهبي في (( الموقظة ،ص:67)) :"وكان الحفاظ يعقدون مجالس الإملاء،وهذا عدم اليوم".
وثانيهما:كتابته المستخرجات،فاستخرج على (( مسند الشهاب )) للقضاعي،وجاء المستخرج في مجلدين ضخمين،ولم يكتف بالإستخراج على المسند فقط ،بل يأتي بما في الباب بشرط إيراده مسندا ليكون الكتاب كله على منوال واحد.
ووضع مستخرجا على (( شمائل الترمذي )) ،فصارت في مجلد ضخم بعد ان كانت في جزء،كما استخرج على ما أسنده السهروردي في (( عوارف المعارف)) .
وما أظن أن أحدا عمل المستخرجات بعد القرن السادس،نعم ذكر أن الحافظ العراقي استخرج على المستدرك ،لكنه لم يكمله،والله أعلم" (تزيين الألفاظ بتتميم ذيول تذكرة الحفاظ ، ص: 104-105).