عرض مشاركة واحدة

  #2  
قديم 06-02-2010, 12:05 AM
الصورة الرمزية عزيز
عزيز عزيز غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




افتراضي تابع الاسلام والجاهلية

* أما بالنسبة للحنيفية الإبراهيمية فالقرآن يقرر انه قد جاء ليحافظ عليها لأنها ربانية المصدر قال تعالى في سورة آل عمران: { يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَآجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّورَاةُ وَالإنجِيلُ إِلاَّ مِن بَعْدِهِ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ 65 هَاأَنتُمْ هَؤُلاء حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُم بِهِ عِلمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ 66 مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 67 إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَـذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَاللّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ 68 } وقال في السورة ذاتها: { قُلْ صَدَقَ اللّهُ فَاتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 95 } وقال في سورة النساء: { وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِّمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لله وَهُوَ مُحْسِنٌ واتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَاتَّخَذَ اللّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً 125 } وفي سورة الأنعام : { قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِّلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ 161 } وعلى ذلك فالقرآن يقرر أن ما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم هو ما جاء به إبراهيم عليه السلام من قبل وإذا كان العرب هم أبناء إسماعيل بن إبراهيم فلا شك أنهم قد توارثوا عن آبائهم الكثير من هذا الآثار عادة وعبادة ولهذا لم يحتج الكفار على النبي صلى الله عليه وسلم بأنه قد جاء بما شرعوه هم لأنفسهم لعلمهم بأن ما كانوا يقومون به هو من ميراث إبراهيم عليه السلام الذي جاء الإسلام مجددا لدعوته وخير مثال لذلك هو الحج فقد كان الناس قبل الإسلام يحجون البيت على ميراث إبراهيم عليه السلام لكن هذا الميراث قد دخله بعض التغيير والتعديل كما أدخلت قريش فكرة الحمس وكما اختلقوا لأنفسهم تلبية خاصة خالفهم فيها غيرهم فجاء الإسلام بتلبيته المنزهة لربا العباد من الشرك كما ألغى فكرة الحمس وهنا لا نستطيع القول بأن الحج هو من ميراث الجاهلية وعلى قس العديد من التشريعات التي أقرها الإسلام مما كان معروفا في الجاهلية

· وأما بالنسة لما يرجع إلى الأخلاق الفطرية التي كانوا متخلقين بها كالكرم والشجاعة ونصرة المظلوم وغير ذلك فهذا مما تتفق عليه كل الفطر السليمة وقد جاء القرآن مقررا بأن الدين الإلهي هو دين الفطرة قال سبحانه في سورة الروم: { فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ 30 } ومن ثم لا نقول: إن هذه الأخلاق ميراث الجاهلية لا بل هي فطرة بدليل أننا نجد الكثير من الصفات يتفق فيها ذوو الأيديولوجيات المختلفة فلكرم والشجاعة والحلم واحترام الآخرين قدر مشترك بين جميع من يتحلى بها لأنها مكتسبات فطرية وإنما دور الأديان والأيديولوجيات هو فقط في تهذيبها وتنميتها ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق " أي هو لم يدع أنه أنشا مكارم الأخلاق بل هي موجودة بالفطرة السليمة وكان دوره فقط تنميتها وتتميمها ومن ثم أشار إلى حلف الفضول الذي دعا إليه في الجاهلية عبد الله بن جدعان وقال: لو دعيت إلى مثله في الإسلام لأجبت.

 

 

رد مع اقتباس