"انتصار الريفيين في معركة اْنوال مكن المفاومة في اْيام معدودة من استرجاع ما احتله الإسبان خلال 11 عاما"
تكاد جل الدراسات و الكتابات التي تناولت حرب الريف تجمع على كون الانتصار الدي حققته المقاومة الريفية في معركة اْنوال مثل منعطفا حاسما في تاريخ الصراع بين الريفيين و الإسبان، إد انقلبت موازين القوى لصالح القوات الريفية، فبعد اْن كانت إسبانيا تتقدم شرقا و غربا لاحتلال المزيد من الاْراضي الريفية، نجدها بعد اْنوال تتراجع تاركة وراءها العشرات من المراكز و الاف القتلى و الجرحى و الكثير من العتاد الحربي و المؤن(وتقدر بعض الدراسات التي تناولت الموضوع أْن خسائر الإسبان مند معركة دهار اْوبران إلى اقتحام الناضور، كانت28اْلف من القتلى و حوالي2000من الجرحى و اْسر ما يزيد عن1100جندي و غنم129مدفعا و350رشاشا و19504بندقية..)، كما تعتبر حرب الريف عموما و معركة اْنوال على الخصوص نبراسا للشعوب التواقة للحرية و الانعتاق، فقبل اْنوال كان يبدو للشعوب المستعمرة استحالة هزم الجيوش الإستعمارية، وحتى التفكير في مقاومتها كان يعتبر ضربا من الوهم و الجنون، خصوصا بعد عدم تمكن العديد من الحركات الجهادية في هدا القطر اْو داك من مقاومة الغزاة، لكنه بعد اْنوال ستتاْهب كل الشعوب الرازحة تحت نير الإستعمار للدفاع عن نفسها و عزتها و كرامتها، وتتمكن العديد من الحركات التحررية من قهر جبروت الدول المستعمرة بتبنيها للاْسلوب الحربي الجديد الدي ابتدعته المقاومة الريفية بقيادة الاْمير محمد بن عبد الكريم الخطابي، الاْسلوب الدي بات معروفا باْسلوب حرب العصابات.
اْنوال بلدة صغيرة في قبيلة اْيث وليشك قريبة من تمسمان، احتلها الإسبان في اْواخر1920 بعد الفتور الدي لحق المقاومة الريفية إثر استشهاد القاضي المجاهد عبد الكريم الخطابي، وبعد احتلالها جعلها الجيش الإسباني، بحكم موقعها الاستراتيجي، مركزا متقدما للقوات التي خطط للهجوم نها على جزء من اْراضي الريف غير الخاضعة لسيطرته(جزء من اْيث توزين و تمسمان و اْيث ورياغل و إبقوين…)ورغم حجم البلدة، فلقد، فلقد اضطر العالم إلى ترديد إسم اْنوال، بعد الملحمة التاريخية التي صنعتها العبقرية الريفية على مسرح اْنوال و الاْراضي المجاورة لها، إد تمكنت من دحض الجيوش الغازية على الرغم من تفوق هده الاْخيرة في العدد و العتاد-اْزيد من30 اْلف جندي- بينما عدد المجاهدين الريفيين لم يكن يتجاوز4 الاف معظمهم فلاحين مسلحين باْسلحة بسيطة، لكن إيمانهم القوي بالحق و بعدالة قضيتهم و رفضهم الخنوع و الإستسلام للمحتل جعلهم في بضعة اْيام يسترجعون ما احتلته اسبانيا خلال11سنة. وعقب معركة اْنوال صرح الزعيم الريفي محمد بن عبد الكريم الخطابي قائلا..
"إننا على كل حال اْقوياء فوق اْرضنا، إن هده الجبال مند الاْزمان العريقة في القدم ملكية أْسلافنا، و لسوف ندافع عنها حتى القطرة الاْخيرة من دمائنا".
إن انتصار الريفيين في معركة اْنوال و ما تلاها من المعارك لم يكن وليد الصدفة اْو نتاجا لتسرع الإسبان في عملية الاحتلال، بل هو نتاج عمل دؤوب قامت به ثلثة من الوطنيين المتشبعين بقيم التحرر و الاستقلال، و هو نتاج لتراكم حصل نتيجة الصراعات التي كانت دائرة بين الريفيين و الإسبان مند مئات السنين، تلك الصراعات التي تاْججت في العشرية الاْولى من القرن 20.
وفيما يلي كرونولوجيا بعض المعارك التي دارت بين الريفيين و الإسبان و التي كانت فيها الغلبة للريفيين، مند مؤتمرجبل القامة(ماي1921) إلى تحرير الناضور(09غشت1921).
_في01يونيو1921، ستقع معركة دهار اْوبران بتمسمان، وهي ْاول مواجهة يقوم بها الريفيون بعد استلام مولاي موحند مشعل قيادة المقاومة المسلحة بالريف، وقتل في هده المعركة اْزيد من250جندي إسباني. وبعدها ستتعزز صفوف المقاومة بمجاهدين جدد جاؤوا من مختلف القبائل.
_في14يونيو1921، سيتمكن بعض المقاتلين الريفيين من عبور واد اْمقران و سنشئون مركزا في اْمزاورو.
_في16يونيو1921، سيستولي الريفيون على مركز سيدي ابراهيم.
_في17يوليوز1921، بعد إحكام الريفيين لحصارهم على مركز إغريبن بقبيلة اْيث وليشك، سيضطر العدو للانسحاب صوب اْنوال، لكن دون جدوى، إد اْن جل الجنود الإسبان الدين كانوا يتواجدون في مركز إغريبن سيتم قتلهم(حوالي300).
_في21يوليوز1921، سيجد اْزيد من3000جندي إسباني اْنفسهم محاصرين داخا مركز اْنوال، ويعطي الجنيرال سلفستري الاْمر بالإنسحاب بعد تدمير الاليات الثقيلة، لكن مصير الجنود المنسحبين من اْنوال سيكون كمصير زملائهم الدين حوصروا في إغريبن. ونظرا للخسائرالفادحة في جانب الإسبان فإن معركة اْنوال ظلت في قاموسهم تعرف بكارثة اْنوال.
_في بداية غشت1921، ستقع معركة جبل العروي بقبيلة إمضارسن، الدي كان يتحصن به اْزيد من 2000جندي إسباني.
_في08غشت1921، سيقتحم الريفييون مدينة الناضور، و يتم تحريرها، وستصل القوات الريقية حتى اْسوار مدينة مليلية، التي قرر الاْمير عدم الدخول إليها .