هو محمـــد بن علي السنـــوسي
محمد بن علي السنوسي بن العربي، يعرف بالسنوسي الكبير (1787 - 1859) مؤسس السنوسية، وهو من سلالة الأدراسة الذين يتصل نسبهم بعلي بن أبي طالب .
محمد بن علي بن السيد السنوسي بن العربي الأطرش ابن محمد بن عبد القادر بن أحمد شهيده بن محمد شائب الذراع بن يوسف أبو ذهيبة ابن عبد الله بن خطّاب بن علي أبو العسل بن يحي بن راشد بن أحمد المُرابط بن منداس بن عبد القوي بن عبد الرحمن بن يوسف بن زيّان بن زين العابدين بن يوسف بن الحسن بن إدريس بن عبد الله بن أحمد بن محمد بن د عبد الله بن حمزة بن سعيد بن يعقوب بن داوود بن حمزة بن علي بن عمران بن إدريس الأزهر ( الأصغر ) أمير المسلمين و باني مدينة فاس بن الإمام إدريس الأكبر أول ملوك السادة الأدارسة بالمغرب بن عبد الله الكامل بن الحسن المُثنى بن الإمام الحسن السبط بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.
كلمة اسنوس مشتقة من اسم جبل أسنوس الذي يبعد عن بلدة تلمسان بالجزائر بمسافة يوم تقريباً وكان يسكن بهذا الجبل فخذ من قبيلة بربرية يُقال لها ( كوميه ) وأطلق على هذا الفخذ الساكن بالجبل اسم بني أسنوس.
ولد يوم الاثنين 12 ربيع الأول 1202 ه الموافق 21 ديسمبر 1787م . كانت ولادته بضاحية ( مَيْثَا) الواقعة على ضفة وادي شِلْف بمنطقة الواسطة التابعة لبلدة مستغانم في مقاطعة وهران الجزائرية. تُوفي والده وعمره سنتان وأعقبته والدته بقليل وتركاه صغيراً فتولت كفالته عمته فاطمة الزهراء بنت السنوسي بن العربي بوصية من والده أخيها علي. وكانت تتصدر للإفادة والتدريس والإرشاد كما كان يقصدها طلاب العلم من بلدان بعيدة للأخذ عنها والاستفادة منها.
بدأ طلب العلم على يد علماء مستغانم ثم رحل إلى فاس سنة 1828 والتحق بجامع القرويين وحصل على المشيخة الكبرى وعين مدرسا بالجامع الكبير بمدينة فاس ودرس فيها الطرائق القادرية والناصرية والحبيبية والشاذلية والجازولية ولكن دعوته إلى جمع المسلمين أقلقت حكومة السلطان فرحل أواخر عام 1829 إلى عين مهدي حيث درس بها الطريقة التيجانية ثم قصد أغوات في جنوب الجزائر. بعد احتلال فرنسا للجزائر قرر السفر شرقا ليطلع على أحوال العالم الإسلامي ويحج بيت الله فزار قابس وطرابلس وبنغازي ثم بلغ مصرعام 1239 ه الموافق 1824 فلم يجد فيها الأمل الذي كان يتمنى وذلك لحكم محمد علي باشا القائم على ضرب شيوخ الأزهر بعضهم ببعض وسلبهم المنزلة الرفيعة التي كانت تتيح لهم بزعامة عمر مكرم أن يصرفوا شؤون البلد بما تقتضيه شريعة الله في قوة وحزم فلم يمكث بها كثيرا فغادر إلى مكة المكرمة حيث التقى بالشيخ أحمد بن إدريس الفاسي الذي كان رئيسا للخضيرية فاجتمع به ولازم دروسه حتى ارتحل معه ألى اليمن بسبب ما لقيه من عنف رجال الحكومة ومعارضة علماء الحجاز قسار معه وأقام باليمن حتى توفي ابن إدريس سنة 1835 فعاد ثانية إلى مكة.