عرض مشاركة واحدة

  #6  
قديم 22-06-2010, 03:26 PM
سعيد العروسى سعيد العروسى غير متواجد حالياً
عضو
 




افتراضي رد: شرفاء مدينة سطات العروسيون الادارسة

[align=center]
بسم الله الرحمن الرحيم

تعتبر مدينة سطات المركز الرئيسي لمجموع الشاوية بعد أنفا ( الدار البيضاء ) قبل الحماية وبعدها . فهي مدينة صغيرة ، تتوسطها القصبة الإسماعيلية الموجودة فوق أرض المزامزة حيث تجاورها قبيلتان ظلتا منذ القدم مرتبطتين بسطات سياسيا واقتصاديا هما : قبيلة أولاد سيدي بنداود وقبيلة أولاد بوزيري ، بالإضافة إلى قبيلة أولاد سعيد .
-فالمدينة يبلغ علوها عن سطح البحر بحوالي 370 مترا ، وقد بنيت فوق المرتفعات التي جعلت منها محطة قائمة في قعر هضاب ، تطل عليها من جميع الجهات . كما يخترقها وادي بوموسى الذي يتكون من فرعين آتيين من خارج المدينة يحملان إليها من فصل الشتاء مياه العيون المجاورة ومياه الأمطار . أما القبيلتين المذكورتين فهما الرافدين الطبيعيين للمدينة والرئتين الاقتصاديتين اللتين تتنفس بهما .
-وعندما يريد الباحث بواسطة الاستقراء والتقصي ، وضع اللمسات العملية على أحداث تاريخية بعينها ، يلاحظ أن تاريخ سطات قبل المولى إسماعيل لم يكن واضحا بالقدر الذي يبتغيه الباحث . فقبل هذه الفترة ، كانت – عين سطات – هي المحطة الرئيسية لتجمع
سكان المزامزة ، حيث كان يعقد السوق الرئيسي ، وكانت القبائل تقتسم الأراضي المجاورة للعين .
-فقبيلة – الجدور – كانوا يملكون الأراضي الواقعة بين طريق سيدي البهلول وقيصر ، في حين كانت قبائل أولاد سعيد ، تتقدم إلى حيث العين موجودة .
-أما قبائل أولاد الهبطي ، ففي حوزتهم جميع الأراضي الواقعة بين طريق أولاد سعيد وطريق برشيد وفوق أرضهم بنيت فيما بعد القصبة الإسماعيلية والمسجد المجاور لها . والسوق الكبير ليوم الأحد الواقع على طريق برشيد ، وهو الحد الفاصل بين أولاد الهبطي وأولاد إيدر . وبقيت العين وما حولها موزعة بين القبائل ، تستغل للسقي والحرث والرعي . ولم تشيد فوقها أية فرقة من الفرق المتنازعة، بنايات تميزها عن غيرها .
-والمدينة عرفت تحولا عمرانيا ملحوظا في عهد السلطان المولى سليمان ، فأصبح سكان الشاوية واشتوكة وتادلة ، تحت إمرة
القائد الغازي بن المدني العروسي الذي استقر بالمدينة وجمع حوله عدة عائلات من أولاد أبو رزق الذين شيدوا مساكنهم داخل المركز . وفي عهد القائد الحاج المعطي، وبالضبط في عهد السلطان المولى الحسن الأول ، شيدت وحدات سكنية وتجارية على جانبي الطريق الرئيسية . كما كانت للمدينة في ذلك الوقت ثلاثة أبواب ، تغلق ليلا وتفتح في الصباح الباكر وهي :
1-باب مراكش
2-باب قيصر
3-باب برشيد
-وقد تحدث الفرنسيون بإسهاب عن مدينة سطات في تقاريرهم السرية والعلنية ، فوصفوا موقعها ومميزاتها ، وذلك عندما دخلوا المدينة حوالي سنة 1906 . وقد قال عنها الجنرال * داماد * : كانت تتجلى لنا النزالات التي تغطي عدة جهات من المدينة . وبقرب القصبة انتصبت أحياء صغيرة ، عرفت هي أيضا بأسماء مؤسسيها أو ساكنيها مثل :
-حي سيدي بوعبيد
-دشرة أولاد السي الغازي
-حي سيدي المعطي ، وقد أخلته السلطات الاستعمارية ، وجعلت منه سجنا ومصحة متنقلة .
•وتبدو أمامنا مدينة سطات بيضاء هادئة ، تزينها القصبة البديعة ، وكذا بعض المساجد التي أقيمت بجوار قبب متفرعة ، شبيهة إلى حد ما ، بمظاهر القرون الوسطى .
•أما الطريق الرئيسي الكبير ، فهو واسع وفسيح ، وعلى جانبيه عدة دكاكين صغيرة ، يعرض فيها أصحابها سلعهم المحلية ، وفي الجانب الغربي للمدينة ، تنتصب القصبة الجميلة ، تحاديها قبة ناصعة البياض ، تعلو الشارع وكأنها تراقبه ، غنها قبة سيدي لغليمي . ويؤدي الطريق نحو الجنوب إلى بركة ماء متوسطة الحجم ، وينجه المتحدث صوب الغرب ، قاطعا وادي بوموسى إلى حي سيدي بوعبيد ، واصفا : الأشجار المخضرة وباحة المحكمة المغروية بأشجار الزيتون والحامض ، ناهيك عن موقعها المتميز والذي جعل منها أحسن نقطة بالنسبة لمجموع أراضي الشاوية .
•وسكان مدينة سطات لا يجهلون هذه الجوانب الجمالية التي تتجلى بها مدينتهم ، فهم مولعون بكل ما هو جميل ، وكثيرا ما تتوجه جماعات السكان إلى المرتفعات المجاورة وتجلس هناك ، لتتملى بتلك المناظر الطبيعية.


منقول للافادة والتعريف بمدينة سطات
[/align]