
14-08-2010, 07:51 AM
|
|
رد: الزوايا ورفع راية الجهاد ضد المستعمر بالمغرب
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي
أرجو من الجميع إثراء الموضوع بدلاً من كلمة شكراً وجزاك الله خير ومتابع
أرجو المعذرة أبناء العم الكرام وأرجو أن تتحملوني لأن هذه الحقبة تحمل الكثير من المعلومات التي تخص تاريخنا.
|
بسم الله الرحمان الرحيم وأصلي واسلم على نبي الهدى محمد بن عبد الله سيدي وسيد خلق الله الرسول الأمين .
كلام في محله أخي الشريف إيهاب ، وكما قلت فأرجو كذلك المعذرة من الإخوان الكرام وأتمنى أن يتم إثراء كل موضوع يتم طرحه بما لدينا من معلومات حتى تعم المنفعة ، وجزاؤنا عند الله في ذلك .
أما بخصوص الزوايا وأصحابها في مدافعة الهجمات الصليبية فأسوق هذه المداخلة ، عسى أن تكون فيها إضافة :
إن كثرة الرباطات والزوايا منذ دخول الإسلام أرض المغرب ومنها رباط شاكــــر و أغمات وتيط لخير مثال على تأصل الفكر الصوفي في بلاد المغرب وقدمه ، هذا النهج الذي هو تربية وتعليم وسلوك في إطار تفاعل متبادل بين الشيوخ الذين يمثلون مرجعية للموعظة الدينية وبين المجتمع الجهة المتلقية المانحة للدعم المادي والمعنوي .
ولقد كان للزوايا بالمغرب عدة وظائف :
أولها ديني إذ كان أغلبها يتمذهب بالمذهب المالكي في مواجهة البدع والهرطقات الدينية التي كانت متفشية في أوساط الناس والمجتمع القبلي و لا زالت آثارها بادية لحد الساعة لما طبع به الفكر الشعبي المغربي من خرافات.
ثاني هذه الوظائف علمي وثقافي إذ كانت الزوايا عبارة عن مدارس لنشر العلم وتدريس الفقه والقيام بتوعية العامة وبث روح الجهاد ، وكان لها بذلك دور هام في الحفاظ على الثقافة الإسلامية .
أما الوظيفة الأخيرة فكانت تتمثل في الإيواء إذ شكلت ملجأ أمينا - في أوقات الرخاء وأوقات الشدة - لضمان سلامة الوافدين إليها للحصانة والاحترام اللذان كانت تتمتع بها لدى الجميع .
ولقد كان لقبيلتي بني عروس وبني زروال دور رائد في تاريخ الفكر الصوفي المغربي خاصة والإسلامي عامة .
ففي بني عروس كان للمولى عبد السلام بن مشيش الدور الرئيس ونقطة التحول البارزة في ظهور وانتشار طريقة صوفية تعد من بين الطرق الرائدة في الميدان ألا وهي الطريقة الشاذلية نسبة إلى الشيخ أبي الحسن الشاذلي الإدريسي الحسني المستقر في أخريات حياته بمصر بعد سياحته في الجزائر وتونس والذي تلقن أصول هذه الطريقة عن شيخه المولى عبد السلام بن مشيش فلاقت استقبالا حسنا من طرف المغاربة لملاءمتها لذهنيتهم لسنيتها وبساطتها وعدم التزام أتباعها بشكل من أشكال التلقين .
أما في قبيلة بني زروال فقد كان بروز الطريقة الدرقاوية لصاحبها البحر الزاخر الذي شاع ذكره في كل الأقطار وعم نفعه البلاد والعباد مولاي العربي الدرقاوي الذي تتلمذ على يده العلماء و الأعلام والملوك العظام ومنهم مولاي عبد الرحمان بن هشام والإمام سيدي محمد الحراق العلمي الحسني وزاويته تشد لها الرحال من جميع البلدان.
ولعل القاسم المشترك بين هاتين الطريقتين هو فكرهما الجهادي ودورهما الريادي في محاربة الغزاة أهل الكفر والطغيان . ولعل الدور الذي لعبته قبيلة بني عروس عموما والشرفاء العلميون
بوجه الخصوص وقبيلة بني زروال التي ساهمت باثنين وأربعين ألف متطوع في معركة وادي المخازن {فاس وباديتها الجزء1 لمحمد أمزين} لخير دليل على ذلك ، إضافة إلى مقاومتهما للمحتلين الفرنسي والاسباني والدور البارز الذي لعباه في هذا الإطار والذي أذاق المحتلين الويلات بشهادتهم هم أنفسهم ،إذ نجد ضباط المخابرات العسكرية الاستعمارية يعترفون بمعاناتهم مع رجال الزوايا والطرق الصوفية في جهادهم وتصلبهم وعدم الرضى بالخضوع لهم
ولقد تم اغتيال المولى عبد السلام بن مشيش الذي يقول عنه صاحب طبقات الشاذلية « كان ـ علاوة على علوّ همته وحاله ـ عالماً فاضلاً جليل القدر لا ينحرف عن جادة الشريعة قيد شعرة، متحمساً للدين عاملاً على نشر فضائله. وهو رجل من آل البيت، فيه ما فيهم من صفات الاتجاه إلى الله والزهد، والشجاعة والأريحية، ويتصل نسبه بسيدنا الحسن رضي الله عنه
ولقد كان مفتياً لأهل المغرب ومسلمي الأندلس، فأخذ يحضّهم على الجهاد ويقودهم في ردع هجمات الأسبان على بلاد المغرب؛ الأمر الذي أدى بالمسيحيين في الأندلس بأن يدسّوا له مَن يقتله، وكان ذلك عام 623 هجرية على يد أبي الطواجن الكتامي مدعي النبوة لعنه الله الذي كان عميلا للكنيسة الكاثوليكية. نعم كان هذا الاغتيال في سياق هذا الفكر الجهادي .
و حضر أبو الحسن الشاذلي الحروب الصليبية بقيادة صلاح الدين الأيوبي وساهم بخطبه وتوجيهاته في إذكاء حماس المجاهدين .
ولقد وقف محمد العربي المدغري الدرقاوي الطريقة شوكة في وجه التغلغل الفرنسي قي الجنوب الشرقي المغربي .
هذا قبس من روح الجهاد التي تمتع بها أصحاب الزوايا وغيرتهم على ملة الإسلام من الهجمات الصليبية .
رحم الله الجميع وهدانا على هديهم وجعلنا خير خلف لخير سلف ، اللهم آمين يا رب العالمين.
والسلام ختام
|