[align=justify][align=justify]قائد ركب الشاذلية إلي ورسوله إسمه علي
- ولقبه
تقي الدين وكنيته أبي الحسن وشهرته الشاذلي ،
- شريف
حسني من جهةأبيه وحسيني من جهة أمه ،
- مالكي المذهب .
وُلِدَ بقرية غِمارة التابعة لمدينة سَبتة بالمغرب الأقصي 593
هـ.
قال الإمام المجدد محمد ماضي أبو العزائم في وصفه (هو قدوة
الصالحين ومجمع العارفين وإمام الواصلين أبي الأقطاب الذي
أطلعه الله تعالي علي جميع أتباعه وهم في الأصلاب ، الغوث
الفرد الجامع سيدي أبي الحسن الشاذلي الإدريسي الحسني الفاطمي
العلوي صاحب الطريق ومظهر لواء التحقيق .
حفظ القراّن في صباه ثم حصل علي علوم الشريعة ،ولم يطلب طريق
القوم إلا بعد أن أصبح علما من أعلام الشريعة ،
طلب طريق القوم علي يد أكابر الصوفية بالمغرب ثم رحل إلي
العراق في طلب قطب الوقت فلتقي هناك بالسيد أبي الفتح
الواسطي الرفاعي فدله علي أن القطب ببلده في المغرب وأن
وصوله علي يديه فرجع إلي المغرب وجمعه الله بشيخه إبن مشيش
وأخذ عنه طريق القوم وأمره الشيخ بالتوجه إلي تونس
لاستكمال رياضاته الروحيه هناك فـأقام بتونس فترة ثم صعد إلي
جبل زغوان معتكفاً علي عبادة ربهحتي
أُمر بالنزول إلي الخلق لينتفعوا به فاجتمع عليه خلق كثير
يتبركون به وأخذوا عنه .
ولما ظهر أمره وشاع ذكره دب الحقد في قلب قاضي الجماعة بتونس
إبن البراء ، فكاد للشيخ عند السلطان وحاول إيذائه ولكن الله
ناصر أولياءه فذهبت محاولات إبن البراء أدراج الرياح .
ثم خرج الشيخ بأصحابه قاصدا الحج 642هــ ومر خلال رحلته
علي مصر ثم رجع بعد الحج إلي تونس فكان اللقاء بينه وبين
خليفته أبي العباس المرسي .
قال الشيخ : والله ما رددنا إلي تونس إلا من أجل هذا الشاب .
ثم خرج الشيخ بإذن من رسول الله إلي مصر .
قال الشيخ : قال لي جدي رسول الله إتجه إلي مصر فإن مقامك
بها وترث بها القطبانية وتربي بها أربعين صديقا .
صحب الشيخ في قدومه إلي مصر كثير من أتباعه وفي بداية دخوله
تعرض للأذي من قبل السلطان بسبب خطاب أرسله إبن البراء من
تونس إلي السلطان يحذره فيه من الشيخ ولكن الله أظهر براءة
الشيخ فما كان من السلطان إلا أن إعتذر للشيخ وأهداه بيتا
لسكناه وزاوية لتلاميذه بكوم الدكة بالاسكندرية ومجلس
الكاملية بالقاهرة ومجالس بكثير من المدن المصرية كدمنهور
ولقانة وقوص والمنصورة وكثير من مدن الصعيد
- وكثر أتباع
الشيخ وكان معظم أصحابه وتلاميذه من علماء الشريعة الأعيان
والأولياء كالعز بن عبد السلام والمنذري وبن جماعة والقشيري
وبن المنير والبوصيري ومكين الدين الأسمر والقباري وبن الحاجب
وبن دقيق العيد .
وطاف الشيخ في دعوته قبل مصر ببلاد كثيرة كالشام وفلسطين
والعراق وتونس وليبيا والحجاز وأثناء اقامته بمصر كان دأبه
أنه يحج عاماً ويقيم عام وكان في حجه يخرج قاصدا الحج هو
وأصحابه من شهر رجب الفرد يسلك طريق إلي قوص ثم عيذاب
ومنها يركبون البحر من علي حدود السودان فيجاور بمكة مدة
الحج ثم يتوجه لزيارة جده يقودهم الصدق والحب .
وضع بصمات واضحة وباقية علي التصوف الإسلامي في مصر
والعالم الإسلامي ،فلقد كانت طريقته إمتداداً لطريق السلف الصالح كأمثال الجنيد والغزالي ومازالت طريقته مستمرة كنموذج واضح للتصوف الإسلامي الحق.
وكان له مشاركات في الحياة العامة ولم يكن بمعزل عن تطورات الأحداث في الساحة الإسلامية فخرج رضوان عليه مع أًصحابه وهو كفيف البصر 648هـ إلي المنصورة للدفاع عن أرض الإسلام وتحقق النصر بفضل الله وبشرهم الشيخ بالنصر بناء علي رؤياه لرسول الله .
لم يؤلف الشيخ كتباً ولما سئل عن سبب ذلك قال : كتبي أصحابي .
وكان يعني بتدريس أمهات الكتب ويقوم بالتعليق والشرح لما ورد فيها ومن أهم الكتب التي كان ينظرهاالرسالة القشيرية-إحياء علوم الدين - ختم الأولياء - قوت القلوب -الشفاء-المواقف والمخاطبات
ترك اذكاراً وأحزاباُ ودعوات شائعة بين أتباعه كما سجل له تلاميذه كثير من تفسيراته وأقواله التي تدل علي علو شأنه وأهم أحزابه : الحزب الكبير الذي قال عنه :-(ما كتب فيه حرف إلا بإذن من الله ورسوله)، وقال من قرأ حزبنا هذا فله مالنا وما علينا - ومنها حزب البحر الذي قال عنه :- (علموه أولادكم فإن أولادكم فإن فيه إسم الله الأعظم .
من أقواله :
*قال : قال لي رسول الله يا علي ما علي وجه الأرض مجلس في الحقائق أبهي من مجلسك )
*قال : لو غاب عني رسول الله طرفة عين ما عددت نفسي من المسلمين
*وقال ليس طريقنا بالرهبانية ولكن هو صبر علي الأوامر و يقين في الهداية .
*وقال لا تسرف بترك الدنيا فتغشاك ظلمتها وترجع إلي معانقتها بالهمة أو بالفكرة أو بالإرادة .
*من دلك علي الدنيا فقد غشك ومن دلك علي العمل فقد أتعبك ومن دلك علي الله فقد أراحك .
توفي في شهر شوال سنة 656هـ وهو قاصد الحج مع أصحابه ودفن بصحراء مصر، وأوصي أصحابه بإتباع أبي العباس المرسي من بعده وقال
(عليكم بأبي العباس ،فإنه الخليفة من بعدي إنه باب من أبواب الله .
[/align][/align]