عرض مشاركة واحدة

  #2  
قديم 09-11-2013, 11:04 AM
الصورة الرمزية وائل الريفي
وائل الريفي وائل الريفي غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




افتراضي رد: تطوان مدينة مغربية أندلسية: دراسة في التاريخ والمعمار

تكملة الموضوع


بنيت تطوان من الناحية الجيولوجية فوق تربة كلسية، مخترقة بالعديد من الفجوات التي تشكل شبكة ممرات تحت –أرضية تقطع المدينة من الغرب إلى الشرق، وتعرف هذه الحفر بالمطامر وتوجد تحت الحومة المعروفة "بحومة لمطامر"، وللإسم دلالته الواضحة على طبيعة الموقع.

وتروي المصادر ان الثلاثة آلاف أسير الذين ساهموا في بناء "المدينة المنظرية" كانوا يحبسون ليلا داخل هذه المطامير[48] ولازالت هذه الزنازن موجودة تحت "حومة لمطامر" بحي البلاد، وكان يوجد بها مدخلان تحت دراستهما علميا سنة 1921، لكنها أغلقت نهائيا بعد هذا التاريخ.

ولقد هيئت بهذه المطامير سجن فصل بين غرفاتها بجدران من الآجر وأهم غرفة بهذا السجن كانت تمثل الكنيسة التي بنيت على هيئة ثلاثية الفصوص. وكان الآباء القادمون من أوربا لافتداء الأسرى يقيمون القداس بالكنيسة داخل الزنازن.

وبقيت المطامر مستعملة خلال القرنين 17و، ويحكي Emmanuel d’arante، الذي كان مسجونا فيها أواسط القرن17، أن الزنازن كانت تأوي 170 أسيرا من إسبانيا والبرتغال كانوا ينتظرون افتداءهم، ويصف ظروف السجن بأنها سيئة للغاية.[49]

أما Germain Mouette الذي يعرف "المطامير" جيدا، فيقول عنها أنها بمثابة القبور بالنسبة للأسرى.[50]

وتوجد نماذج من الزليج (Azulejos) التي كانت تزين كنيسة الزنازن، بالمتحف الأثنوغرافي بباب العقلة.

معالم الثقافة الأندلسية في هذا العصر

لقد احتضنت مدينة تطوان "الحضارة الأندلسية بكل حرارة واستفادت منها استفادة تامة في جميع المظاهر العمرانية والعادات والأعراف الاجتماعية والثقافية الأصلية، وهي بذلك اكتسبت شخصية مرموقة متميزة عن المدن المغربية الأخرى بالتزامها لطابعها الأندلسي العريق، سواء في هندسة البيوت والمساجد وفي زراعة البساتين والحدائق وفي كثير من أنماط الصناعات التقليدية والفنون الجميلة".[51]

ويبدو أن الولع بالطبيعة وحب البساتين والمنتزهات من أهم خصائص الغرناطيين المهاجرين على تطوان، إذ أنشأوا الحدائق خارج وداخل الأسوار، ومن أشهرها منتزهات كيتان التي خلد الشاعر المغربي إبراهيم الإلغي ذكرها في إحدى تواشيحه التي تتغنى بمسارح الجمال في تطوان: يقول مطلع الموشح:

بأبي منظر اراه *** في صباحي وفي المساء

لوحة خطها الإلاه *** بتهاويل من سماء

إلى أن يقول:

مرج كيتان جنة *** زخرفتها يد القدر

نمنمتها بسندس *** ودمقس من الزهر

والسؤال هو: ماذا بقي من منتزهات كيتان؟

إن الهجوم الشنيع للاسفلت والإسمنت، وأمام إغراءات البيع، تخلى الناس عن منتزهات كيتان وغير كيتان، فباعوها لتحل محلها العمارات العشوائية التي أساءت إلى نظهر المدينة بكيفية مروعة".[52]

ونلمس آثار الثقافة الأندلسية بوضوح في الموسيقى والمطبخ والصناعة التقليدية. ولقد ساهمت العزلة الثقافية النسبية لتطوان في فترة ما قبل الاستعمار على حفظ الكثير من العادات والتقاليد التي تميز العنصر البشري التطواني عن غيره في المناطق الأخرى... فلا يمكننا إنكار التميز التطواني على مستوى اللهجة واللكنة واللباس والمراسيم الاحتفالية. ولازال نساء جبالة يرتدين المعطف القصير واللفافة والقبعات العريضة كامتداد للبابس المرأة الغرناطية. كما نعثر على الرسومات ذات الأصل النصري، المنقوشة على الحلي والطرز.

وتنفرد تطوان في كل شمال إفريقيا بكونها الوحيدة التي صمدت فيها الرسومات النصرية والمدجنة في الطرز.[53]

"ويبقى الإرث الأكبر الذي ورثته تطوان عن غرناطة، المتجلي في أصالة أهلها، وعلو أخلاقهم، وحسهم الحضاري في السلوك والعادات وتذوق الجمال والفنون، وأسلوب الحياة بصفة عامة... وستبقى دائما ذلك الخيط المتين الذي يشدنا إلى ذلك الماضي البعيد المبهر، ليذكرنا بالحضارة الغرناطية النصرية المرهفة التي ازدهرت وعاشت والحكم العربي بالأندلس يلفظ أنفاسه الأخيرة".[54]



الفصل الرابع: الفترة الموريسكية

من المعلوم أن أهم جالية أندلسية قدمت إلى المغرب هي التي تلت قرار طرد الموريسكيين من الأندلس من طرف فيليب الثالث سنة 1609.

والقادمين الجدد، أتوا ليس فقط من الأندلس، ولكن من مناطق إسبانية أخرى، خصوصا من قشتالة وأراغون.

وما يميز الموريسكيين عن مهاجري القرنين 15 و16، وهو صعوبة اندماجهم في المجتمع المغربي المسلم. ونستطيع أن نتفهم ذلك إذا عرفنا أن الموريسكيين عاشوا في إسبانيا بعد سقوط غرناطة، وفقدوا بفعل الزمن والاضطهاد الكثير من عناصر هويتهم العربية الإسلامية.

فإذا كان المسيحيون يعيبون على الموريسكيين تشبتهم بالإسلام، فإن المغاربة يعيبون عليهم تأثرهم بالمسيحية ! ونستطيع أن نقرر بكل اطمئنان، أن حظ موريسكي تطوان وشفشاون من صعوبة الاندماج كان اقل بكثير من حظ موريسكي المدن المغربية الأخرى، ويرجع سبب ذلك، أساسا، إلى المكون البشري والحضاري الأندلسي في تطوان وشفشاون الذي استوعب إيجابيا الموريسكيين دون كبير عناء، في حين كان على موريسكيي المدن المغربية الأخرى أن يواجهوا عنصرا بشريا محليا وذا حساسية مفرطة – عموما- تجاه العنصر الأندلسي الوافد.

ولقد كان حظ تطوان كبيرا من هجرة الموريسكيين، ونظرا لوجود أندلسيي القرنين 15 و16 ، فإن استيعاب أفواج الموريسكيين لم يحدث خللا اجتماعيا أو ثقافيا في تطوان.

وخلال الثلث الأول من القرن 17 بدا المجتمع التطواني متنوعا ومندمجا في آن واحد. فبالإضافة إلى الأندلسيين الأوائل نجد الموريسكيين الذي تصفهم المصادر الأوروبية بأنهم "جميلو الخلقة، ومتحضرون ومتسامحون مع المسيحيين"، ونجد أيضا أهل الضواحي المتمدنين، وأخيرا اليهود، الذين يبدو أن عددهم كان كبيرا، إذ يقدر مصدر يهودي يعود إلى سنة 1610-1613- مستند على رسوم الضرائب – بعشر سكان تطوان.[55]

وإلى يومنا هذا، تصمد أسماء عائلات تطوانية تشير إلى أصلها الأندلسي – الإسباني، كلوقاش (du lucas)، وراميراز (Ramirez)، وغارسيا (Garsia) وموراريش (Morales) وراغون (Aragon).

وقد نشر الأستاذ محمد رزوق في كتابه حول الهجرات الأندلسية إلى المغرب خلال القرنين 16 و17، معتمدا على كل من الفقيه الرهوني والأستاذ داود، أسماء البيوتات الأندلسية بتطوان على الشكل التالي:[56]

ملاحظات

ملاحظات


اسم العائلة


ملاحظات


اسم العائلة


ملاحظات


اسم العائلة

مازالت موجودة

-

-



مازالت موجودة



مازالت موجودة

-

-

انقرضت

ما زالت موجودة





مازالت موجودة

-

مازالت موجودة

-

-






الدليرو

راغون

الركاينة

الرثوث

الرويز

الرفاعي

الراندو

الرينة

الغرناطي

غيلان

الفخار

الفقاي

القرطبي

قشتيلو

قبريرة

مدينة

الموفق

القطان

القيسي

قريش

السراج

اسوردو

السكيرج


مازالت موجودة







مازالت موجودة

-

-

-



مازالت موجودة


الركيك

ارزيني

الرندي

زكري

الطريس

طنانة

الكندير

الكراس

كرازو

لوقاش

اللب

اللبادي

مراريش

مولينا

الحضري

الخطيب

داود

مولاطو

نصر

صالاس

العطار

غارسية


مازالت موجودة

-

-

-

-





مازالت موجودة

-







لازالت موجودة











لازالت موجودة









مازالت موجودة


ابن طلحة

ابن الأحمر

أجزول

أشعاش

الأندلسي

البركة

بوخرص

بايص

البانزي

بركاش

البروبي

بورطو

البوطي

التبين

مندوصة

مارتيل

مرينو

المنظري


لقد تزامن دخول الموريسكيين إلى المغرب مع الحروب الأهلية التي كانت تشهدها البلاد في إطار الصراع على السلطة بين الأمراء السعديين المتأخرين، وقد خلق هذا الصراع فراغا سياسيا في المنطقة الشمالية، كما أن بداية انهيار الدولة السعدية أدت إلى ظهور زعامات سياسية جديدة، تجلت على الخصوص وفي نفوذ الزوايا الصوفية، ونذكر بالخصوص والزاوية الدلائية التي هيمنت على الأطلس المتوسط وشمال المغرب ووصل تأثيرها بقوة إلى تطوان.

في ظل هذا الجو المضطرب بدا ظهور أسرة "آل النقسيس" على مسرح الأحداث السياسية بتطوان أمرا طبيعيا.

وتعتبر سيطرة آل النقسيس على المجال التطواني، إضافة إلى نفوذ المجاهد العياشي في منطقة سلا ونفوذ الخضر غيلان في منطقة "الهبط"، بمثابة حزام الأمان الذي يقي البلاد من الهجمات الايبيرية التي نشطت خلال مرحلة ضعف السلطة المركزية.[57]

وأصل أولاد النقسيس من النقاقسة بني يدر وقد تولوا الحكم بتطوان من سنة 1597 إلى سنة 1672.

بعد محمد النقسيس سيخلفه المقدم أحمد النقسيس (1608-1622)، وبعده ابنه أحمد (1628-1639) وأخيرا إخوة هذا الأخير محمد وعبد الكريم (1640-1653) و(1953-1967). وما بين 1667 و1672 أدت الاضطرابات السياسية بشمال المغرب وهجومات السلطان العلوي مولاي اسماعيل إلى اختفاء آل النقسيس من الساحة السياسية.

وعلى العموم فإن المراحل التاريخية للوجود الموريسكي بتطوان تبرز في ثلاثة مظاهر أساسية:

الصراعات الداخلية.

الجهاد البحري.

العلاقة بالأوربيين.[58]

1 – الصراعات الداخلية:

وصل الأندلسيون المتأخرون إلى تطوان في عهد المقدم أحمد بن عيسى النقسيس (1608-1622) والتقت رغبة المقدم المذكور مع هؤلاء المهاجرين في عدة نقط منها:

تحفز النقسيس للانقضاض على سبتة، وهي رغبة المهاجرين الجدد للانتقام من الإسبان.

القضاء على محمد الشيخ المأمون المعاون مع الإسبان، والذي سلم لهم العرائش.

وعلى كل، فإن فترة أحمد بن عيسى النقسيس كانت فترة جهاد مشترك ضد الإسبان ولم تبرز فيها الصراعات السياسية بحدة، لكن بمجرد موته ستتضح الأمور...، وهكذا ففي عهد عيسى وإخوته ظهر هذا الصراع بكل وضوح، إذ عبر الأندلسيون بصراحة عن طموحهم السياسي، وعدم رغبتهم في الخضوع لأولاد النقسيس (البرابرة الجبليين).[59]

واستمر الصراع بين آل النقسيس والأندلسيين على أشده، وقام بوعلي –زعيم الأندلسيين- بانقلاب ضد النقسيس، لكنه باء بالفشل. كما حاول المجاهد العياشي –زعيم سلا- الاستيلاء على تطوان، ودبر مؤامرة للدخول إلى تطوان فر على إثرها عبد الله النقسيس إلى بلاد غمارة، وانتقل بعد ذلك على سبتة لاجئا عند الإسبان.[60]

وسيواجه أولاد النقسيس "أندلسيا آخر، لم يخف هو أيضا امتعاضه من سيطرة (البرابرة الجبليين) على تطوان، إنه الخضر غيلان، فقد كان يهاجم تطوان باستمرار خاصة أيام المقدم عبد الكريم النقسيس (1653-1659).[61]

وظل الأمر كذلك إلى أن قبض مولاي رشيد العلوي على رئيسها أحمد النقسيس.[62]

وقد اثبت الأستاذ محمد داود في تاريخه رسم شهادة بجماعة من أهل تطوان بتظلم أولاد النقسيس وطغيانهم:

"ولم يزالوا (أولاد النقسيس) في البلاد التطوانية يضربون نار الحروب ويثيرون المحن الكروب، والأهواء تلعب بهم، والأغواء تسوسهم حتى طلبوا الإمارة، كما سولت لهم نفوسهم الإمارة، وصالوا واستطالوا مع أشياعهم زمن الفترة من الملك في الفتن، واستغاثتهم وتغلبهم على ما هو معروف لبيت مال الله وقهر الضعفاء والمساكين من عباد الله، وخاضوا فيما يلوح لهم من المال المستحق لبيت مال المسلمين برا وبحرا، وعمارة وقفرا، من كل ما يتعين لله، واستعان به على إقامة دين الله ووثبوا على بيد وليهم من متروك من انقطع، ويتحكمون فيمن أبى وامتنع، إلى أن غرسوا بذلك وبنوا، واشتروا العقار والأصول والأمتعة واستغنوا وصاروا بسبب ذلك مستغرقين الذمم مما ذكر".[63]

"وقام جماعة من الأندلسيين بعد ذلك بشراء أملاك أولاد النقسيس، وقد حاولوا –بتخالف مع غيلان- أن ينهضوا من جديد، لكن السلطان مولاي إسماعيل تمكن من القضاء لعيهم، فقتل الخضر غيلان وفر أولاد النقسيس الأربعة من تطوان، إلى سبتة، وعين السلطان القائد أحمد بن حدو لمواصلة الجهاد، وذكر الشيخ داود –نقلا عن أبي محمد السكيرج- أن هذا القائد هو الذي تنسب إليه الزنقة المعروفة في حومة الطرنكات (وهي حومة أندلسية) بزنقة القائد أحمد، لأنه كان يسكن بها –واختياره لهذا الموقع يحمل دليلا قاطعا على أن الجالية الأندلسية بتطوان حمته ورعته وساعدته خاصة أنه سوف يستخدمها لمهاجمة عدد من الثغور".[64]

2 – الجهاد البحري:

كان الأندلسيون يتعرضون باستمرار لعمليات القرصنة من جانب السفن الأوروبية، ففي رسالة John Duppa الإنجليزي إلى Walter Aston المؤرخة في 7 يناير 1622 يشير إلى وصول عدد من الأندلسيين المأسورين: "وقصة هؤلاء الأندلسيين أنهم كانوا من سكان الجبال القريبة من تطوان إلى أن جاءهم ذات يوم قريب لهم من الجزائر، فبحث عن هؤلاء الذين كان أغلبهم ينتمي إلى عائلة واحدة، من أقربائه، ولما اجتمع بهم زين لهم أن يبيعوا كل ما يمتلكون من عقار وماشية، وأن ينتقلوا بأموالهم إلى الجزائر، فعمل هؤلاء المساكين بنصيحته فنزلوا إلى تطوان وصادف الأمر أن كان هناك مسافرين فحملوهم إلى الجزائر، فلما توسطوا معهم البحر أسروا جميعا بواسطة أسطولنا الإنجليزي الذي انتهب في الحال أموالهم وبضائعهم التي كانت معهم ولم يكونوا قد تركوا خلفهم في تطوان أموالهم أو أحدا من أقاربهم يمكنه أن يخلصهم أو يساعدهم"[65].

وسجل الأب دان أهمية تطوان كمركز من مراكز الجهاد البحري في شمال إفريقيا لكنه سجل في الوقت نفسه أن تطوان في عهده (1640) لم تكن لها إلا فركاطات (Frigates) صغيرة تصل أحيانا إلى السواحل الإسبانية، ولا تبعد عنها إلا قليلا. كما سجل أن الأسرى الإسبان والبرتغال بتطوان كانوا أكثر عددا من أسرى سلا والجزائر كما سجل في الوقت نفسه أن مجاهدي تطوان كانوا يتعاملون غالبا بصدق وأمانة.[66]

وآل النقسيس يعرفون أولا بكونهم "أبطال الجهاد الوطني"، فحصارهم لسبتة وهجوماتهم البحرية على كبريات السفن الأوروبية بواسطة سفنهم الصغيرة، السريعة والفعالة، وكانت خطورة "قراصنة" تطوان تكمن في قدرتهم على الانفلات، داخل مياه نهر مارتيل، من قبضة مطار ديهم الأوربيين.



3. العلاقات مع أوروبا:

منذ القرن 16، لعبت تطوان دور الوسيط التجاري بين أوربا وفاس، وإذا كانت تطوان قد استقبلت مبكرا "مهاجرين فاسيين" فإن السبب الرئيسي لذلك يكمن في كون تطوان، وقتها، باب أوربا الوحيد.[67]

واستفادت التجارة التطوانية، كثيرا، من موقعها الاستراتيجي بين إفريقيا وأوربا، وبين بحرين –الأطلسي والمتوسط، وكذا قربها من مضيق جبل طارق.

وأدى الاحتلال البرتغالي لأهم المدن الساحلية المغربية إلى تبوأ تطوان مكانة استراتيجية مهمة باعتبارها ممرا بحريا اضطراريا، خلال مبادلات الشمال بالجنوب، بين الأطراف الصحراوية وحوض المتوسط كما كانت تطوان المدينة الوحيدة المرتبطة مباشرة بالقبائل الريفية. وكانت التجارة التطوانية ذات صبغة عالمية وتمتد من الشرق الأوسط إلى الدنمارك[68] كما لا ينبغي إغفال دور تطوان في التجارة الداخلية والجهوية خصوصا مع شفشاون والقبائل المجاورة كبني يدر وغمارة.

وساهمت "القرصنة البحرية" في تدعيم تجارة العبيد من خلال عمليات الفداء، وشهدت تطوان قدوم بعثات الفداء المكونة أساسا من الإسبان والبرتغال.

وقد ساهمت هذه المبادلات التجارية في تمتين علاقات تطوان –السياسية والثقافية- مع الدول الأوروبية، بحيث نجد آل النقسيس يقيمون علاقات مباشرة مع القوى الأوروبية، بمعزل عن السلطة المركزية. وانتعشت الصناعة التقليدية، خصوصا الجلد والنسيج والخزف وصناعة الحرير.

وأدى ازدهار التجارة إلى خلق علاقات دبلوماسية مع الخارج، إذا استقبل آل النقسيس قنصلا انجليزيا سنة 1657 ومن قبله نائبا للقنصل الفرنسي.[69]

 

 

رد مع اقتباس