من هو المولى إدريس بن عبد الله؟
هو إدريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم.
منذ أن تولى العباسيون الحكم سنة 132هـ/750م أصبحت شبه الجزيرة العربية مسرحا للمواجهات بينهم و بين أبناء عمومتهم الطالبيين و العلويين حيث أن البيعة التي عقدت في مكة المكرمة نصت على أحقية العلويين في الخلافة و قد حضر البيعة، التي عقدت لمحمد بن عبد الله الملقب بالنفس الزكية، كل من أبو عباس السفاح وأبو جعفر المنصور أول خلفاء العباسيين. ولكن العباسيين بعد انهيار الحكم الأموي تنكروا للبيعة مما جعل الإمامان مالك و أبو حنيفة يعلنان أحقية محمد النفس الزكية بالخلافة.
بعد مرور 24 سنة قامت ثورة الحسين بن علي بن الحسن المثنى بمكة، و دارت معركة بين العباسيين و العلويين في ضواحي مكة المكرمة في مكان يدعى فخ كانت الغلبة فيها للعباسيين.
و قد كان من بين الناجين من المعركة إدريس بن عبد الله الكامل الذي قصد المغرب صحبة خادمه راشد. فوصل بعد ذلك لمدينة طنجة في المغرب الأقصى و أخذ يدعو لبيعة أخيه يحيى، لكن بعد علمه بمقتل أخيه طلب البيعة لنفسه و قد توجت مجهوداته و بسند من قبيلة أوربة البربرية إلى مبايعته رضي الله عنه في يوم الجمعة 4 رمضان 172هـ/6فبراير789م. و هكذا تم قيام الدولة المغربية الإسلامية على يد حفيد رسول الله صلى الله عليه و سلم و بعزم و إرادة البرابرة المغاربة وذلك باستقلال تام عن الخلافة المشرقية العباسية. و قد استشعر هارون الرشيد الخطر المتمثل في إدريس الأول فقام باغتياله على يد جاسوس يدعى جرير الشماخ سنة 175هـ.
وعن كتاب النقيب سيدي محمد الشبيهي الموقت "الإطلالة الزهية على الأسرة الشبيهية" .
1425هـ –2004م
وجاء في "شرح اللآلئ المضيئة" شرح البسامة المتضمنة مصارع آل البيت في ثوراتهم أن إدريس كان سار نحو المغرب داعيا لأخيه يحيى بن عبد الله -عليهما السلام. فلما صح له ما كان من أمر يحيى بن عبد الله، دعا إلى نفسه. وكان في نهاية العلم والورع تلو أخيه في الفضل والزهد والسخاء والشجاعة. وكان حليف القرآن، حسن القراءة.
ولما دعا أهل المغرب، عرفه جماعة من تلك النواحي، كانوا حجوا في السنة التي قتل فيها الحسين الفخي، وشاهدوه يقاتل، وقد اصطبغ قميصه دماء، فشهر نفسه في نواحي المغرب، ودعا إلى الله هناك، فلباه خلق كثير، وكانت له مواقف كبيرة، ومحاربة جمة ظهر فيها على الجنود العباسية والخوارج .
المبحث الأول
الإمـام إدريس الأكبر ودعوته إلى المغاربة
عند التفكير في ترجمة الإمـام إدريس -قدس الله روحه- أغرقتني وفرة الأفكـار في بحر تتلاطم أمواجـه. فهل أعـالج الموضوع بعـاطفة الحفيد؟ أم أسرد ما جـاء في بعض الكتب عن وقعة فخّ، وهجرة المولى إدريس من الحجاز إلى أبعد حد ممكن من أرض الله رفقة مولاه راشـد ؟ ولو سرتُ في هذا الاتجاه لأصبح عملي مجرد مسح تاريخي سطحي لا يسمن ولا يغني من جوع، خصوصا وأن القارئ أو الباحث لا يكتفي اليوم بسرد الأحداث. فعصرنا هذا عصر المقارنة والتحليل، والبحث عن الأسباب والمسببات، والدواعي الظاهرة والخفية للوقائع والمؤثرات الداخلية والخارجية، وما إلى ذلك من العوامل التي يطـول بسطها، علمًا بأنني لست من ذوي المعرفة والاختصاص فيه، وأفضّل تركه إلى المختصين في علم التـاريخ وعلم الاجتماع. إنّ نجـاح المولى إدريس في نشر الإسلام وتأسيس دولة إسلامية بالمغرب، ونيته في توسيع رقعتها إلى تلمسـان ثم إلى مصر، بهدف بعث الخلافة الإسلامية على الوجه الصحيح، طبقـًا للكتاب والسنة، يستحق البحث الدقيق في النصوص المشرقية والمغربية القديمة، وِفق المنهجية العلمية الحديثة، وفي ثنايا المخطوطات الموجودة بالخزانات في بلادنا وفي العديد من الدول العربية والإسلامية والأوروبية، علمًا أنّ تلك الفترة من الزمن طغت فيهـا المؤامرات والخيـانات والدسائس، وما إلى ذلك من الأمور التي حرمها الإسـلام، وكانت نتائجها وبالاً على الأمة الإسلامية. ونظرا لمـا ذكر، فإني فضلت الاقتصار على اختيـار عدد من النصوص لأضعهـا بين يدي القـارئ الكريم، والتي ستعرّفه ببعض الجوانب من شخصية المولى إدريس بمنظور مؤرخين مغـاربة ومشـارقة، تاركاً للقارئ فرصة الحكم على قيمة اختياري.
وهؤلاء العلماء هم :
جمال الدين أحمد بن علي الحسني، المعروف بابن عنبة،
وكتابه "عمدة الطالب في أنساب آل أبي طـالب"
مولاي عبد الرحمان بن زيدان العلوي
وكتابه "إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس"
مـولاي إدريس الفضيلي،
وكتابه " الدرر البهـية والجواهر النبوية "
تعليق للعلامة الزعيم سيدي علال الفاسي، على دعوة المولى إدريس للمغاربة.
كتاب "عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب"
فرغ ابن عنبة الحسني النسّابة، من مؤلفه سنة 814 للهجرة، أي أربعة قرون بعد نهاية الدولة الإدريسية. وقد اخترتُ مؤلَّفه لكونه من كبار النسابة العرب، ولانتسابه لآل البيت النبوي. وكنت أعتقد أن أخباره عن أبناء عمه الأدارسة ستكون مدققة ومفيدة، وربما أتت لنا بالجديد عن مواقف المولى إدريس، وأخبار عائلته، وما إلى ذلك من الأخبار التي تفيدني في كتابي هذا، مضيفا شيئا جديدا إلى ما أخبرنا به مؤرخونا المغاربة. فإذا استثنينا الجانب الخاص بعلم النسب في هذا الكتاب، فالجانب التاريخي منه المتعلق بالمولى إدريس، لم يأت بما كنت منتظرا منه.
وعلى كل حال، فمن المفيد أن نتعرف على منظور عدد من قدماء المؤرخين المشارقة إزّاء أحداث تاريخنا، ومدى اهتمامهم به وتدقيق أبحاثهم حوله.
أما في زمننا هذا، فلقد وقفت على كتابين حديثين، أحدهما للدكتور محمود إسماعيل، والآخر للدكتور سعدون عباس نصر الله. ويمكن القول بأنّ الكتابين يعتبران دراسة قيمة أتت بالجديد حول فترة من تاريخنا، وأبانت عن حقائق تنير تلك الفترة بشكل أفضل.
يتبع . . . .
[align=center]المصدر:
http://chbihi-idrissi.ifrance.com/quiestmyidriss.htm[/align]