[align=right]كتاب "إتحاف أعلام الناس بجمال أخبار حاضرة مكناس"
مؤلفه هو النقيب العالم: مولاي عبد الرحمان بن زيدان، مؤرخ الدولة العلوية. وكان من محبته وتعظيمه لمولانا إدريس أن جاور ضريحه حيث كانت له سكنى بالزاوية الإدريسية. وكانت نقابته تشمل الشرفاء العلويين القاطنين بزرهون. وكان يتفقد أحوالهم من حين لآخر. كما كانت له علاقة وثيقة وصداقة متينة مع نقيب الشرفاء الأدارسة وعلماء المدينة. وكان يعرف حق المعرفة الدرجة العالية لمحبة ملوك الدولة العلوية الشريفة للأسرة الشبيهية، والعناية الخاصة التي كانت للضريح الإدريسي لدى الأعتاب الشريفة والعائلة الملكية المجيدة. واعتبارًا لما ذكر، فقد ارتأيت أن أحلّي عملي هذا ببعض ما كتبه هذا المؤلف الفذّ حول المولى إدريس -رضي الله عنه- وحول أعلام المدينة، وعن المنجزات التي أمر بها ملوك الدولة العلوية رضي الله عنهم.
كتاب "الدرر البهية والجواهر النبوية"
أتحفنا الشريف العلامة مولاي إدريس الفضيلي العلوي –وهو من النسابة المغاربة المرموقين- بكتابه هذا في علم الأنساب. وهو كتاب في جزأين: الأول خاص بالشرفاء العلويين، والثاني بالشرفاء الأدارسة والشرفاء الحسينيين وبعض البيوتات العريقة بفاس. ولقد وثق لنا -رحمه الله- وبتفصيل فروع العائلة الإدريسية بصفة عامة. وقد أفرد العائلة الشبيهية -على الخصوص- بالصدارة من بين أبناء عمهم، وذلك اعترافا منه -رحمه الله- بإشعاع العائلة العلمي والروحي في وقته. وقد كان على معرفة وثيقة بعدد من علمائها الذين درسوا معه بالقرويين، أو ربطته بهم أواصر القرابة أو جبلّة النسب الشريف.
وقد اتخذتُ كتابه، إلى جانب المصادر المختارة الأخرى، أساسا لعملي هذا، نظرا لأهميتها من الناحية التاريخية، عامة، وفي مجال علم النسب، خاصة، ولوفرة المعلومات المدققة الموضوعة رهن إشارة الباحثين، مع بيان مفصل للمراجع المتعلقة بالموضوع. وتلك هي الوسائل التي تسهل على من أراد أن يقوم بعمل ما ويصل إلى مراده ويدقق البحث في هذه النقطة أو تلك. ولقد اعتمدت بالأساس على هذا الكتاب من أجل إعداد شجرة العائلة، وتراجم بعض أعلامها. وسأنص على ذلك في موضعه.
تعليق على دعوة المولى إدريس للمغاربة
عثر العالم الزعيم علال الفاسي –رحمه الله- في إحدى خزانات اليمن، على كتاب مخطوط للإمام عبد الله بن حمزة، أحد أئمة الزيدية، يتضمّن وثيقة هامة تتعلق بدعوة المولى إدريس للمغاربة، لم يشر إليها أي مؤرخ مغربي قبل أن يحققها الأستاذ سيدي علال الفاسي، ويعلق عليها وينشرها. وقد تلقاها عدد من المؤرخين المغاربة وحللوها، وأعادوا نشرها في عدد من الكتب والمجلات، من أهمها مجلة "الوثائق"، الصادرة عن مديرية الوثائق الملكية، العدد الأول، (سنة 1396هـ = 1976م). كما أن الحركة الثقافية الأمازيغية، تقديرا واعترافا منها بما أسداه المولى إدريس من خير للمغاربة الأمازيغ الأحرار، عملت على تتويج العدد الأول من مجلتها "أمازيغ" بنشر الوثيقة الإدريسية ، مع تأملات فيها، وذلك سنة 1402 هجرية (1982م). ونظرا لمكانة الأستاذ علال الفاسي وعلمه الواسع، اخترت أن أطلع أبناء عمي على فحوى ما كتبه -رحمه الله- حول هذه الوثيقة التي وضحت لنا جوانب هامة من شخصية المولى إدريس، ومستواه العلمي العالي، وحكمته وبُعد نظره، ودقة مقاربته للأمور، مع سلامة طويته وحسن نيته، وتقديره للأمازيغيين الذين آزروا المولى إدريس وناصروه ونصروه.
وتعدّ هذه الوثيقة بحق أول عقد أو دستور بالمعنى العصري في تاريخ المغرب الإسلامي، بين من وقف يطالب بحق الخلافة الإسلامية، وبين رعيته المدعوة لمساندته على أهليته وأحقيته في المطالبة بإحياء الدولة الإسلامية، بعدما عبث بها العابثون، ونقضوا العهود وقتلوا وشردوا.
يقول الدكتور سعدون عباس نصر الله، في كتابه: "دولة الأدارسة في المغرب".
«…وقد تناصر أعداء هذه الأسرة الطاهرة على محاربتها، وتفننوا في اختراع ألوان العذاب، وأحدثوا صنوف القتل البشع. وما نقموا من آل البيت إلا لأنهم أصحاب حق. ولم يرعَ الحكام الحاقدون لرسول الله إلاًّ ولا ذمة، وصبّوا بأسهم الشديد على الأطفال والنساء والرجال، في تخلٍّ عن إنسانيتهم وفي رعونة حمقاء تصبغ جباه الفاعلين بشنآن نفوسهم الشريرة».
وقد أكد لنا الأستاذ علال الفاسي أن المولى إدريس كان أبعد الناس عن مذهب التشيع، وأن عدم انتشار هذا المذهب في المغرب -رغم كل ما بذله الفاطميون من بعده- إنما يرجع لكون القادم إلى بلادنا هو إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي. يقول الأستاذ الفاسي : « … فكل ما يمكن أن يقال أن المولى إدريس كان من الوجهة السياسية مع الزيدية، وحاشا أن يكون مع الجارودية. وهذا ما مهد لبعض قدماء المؤرخين أن يقولوا باعتزاله، لكنه لم يُعرف عنه وهو في المغرب إلا دعوته للحق. ونعـتقد أنّ من أهم أسباب دخول المذهب المالكي للمغرب وانتشاره به للسنّة التي نشرها إدريس، ولتأييد مالك لمحمد أخيه، ومبايعته له. فالمولى إدريس الأكبر كان سنّيّا، زيدي الاعتقاد السياسي».
كتاب "الحضارة الإسلامية في المغرب"
يتناول الأستاذ الحسن السائح في كتابه : "الحضارة الإسلامية في المغرب" الجانب الحضاري للمغرب أيام الدولة الإدريسية فبعد أن كانت المعلومات التي تهم هذا الموضوع مبعثرة في الكتب التاريخية القديمة، صقلها المؤلف ورتبها، وقدمها لنا جاهزة وبأسلوب واضح، يتناول جوانبها العديدة. ولاشك أن القارئ سوف يستفيد منها دون تكبد عناء البحث والتنقيب.
وسوف أنقل في آخر هذا الكتاب النصوص المشار إليها أعلاه، ليتمكن المهتم بهذا الموضوع من الرجوع إليها متى شاء، وليأخذ منها ما يحتاجه من معلومات مفيدة، ويدعو دعاء صالحًا للكاتب، ولسائر العلماء الأفذاذ الذين تناولوا هذا الموضوع على ما بذلوه من مجهودات جبارة في خدمة العلم وإظهار الحقيقة.
ملحوظة : عن كتاب النقيب سيدي محمد الشبيهي الموقت "الإطلالة الزهية على الأسرة الشبيهية".
1425 هـ –2004 م.[/align]
[align=center]المصدر:
http://chbihi-idrissi.ifrance.com/quiestmyidriss.htm[/align]