عرض مشاركة واحدة

  #10  
قديم 20-09-2015, 03:36 PM
الصورة الرمزية عبدالمالك زروقي الخبازي الحمزاوي الإدريسي
مراقب عام بديوان الأشراف الأدارسة
 





افتراضي رد: قراءة جديدة لشخصية الناصر بن عبدالرحمن

سيرة الولي سيدي الناصر بن عبد الرحمان:الأصل و النشأة

محمد بن سلطان


ساهم هذا الوضع الجديد في تزعُم الزوايا و الأولياء مراحل الصراع فرفعوا رايات الجهاد ونصبوا العداء للوجود المسيحي . و قد تجندت لهذا الفعل الديني "المقدس" كل الزوايا، التي أصبحت تحث القبائل و الحكام على التحرك و التصدي للعدو. و تورد المدونة التاريخية المغربية حضورا رياديا ومكثفا لعديد الزوايا، على غرار الزاوية الناصرية "بتمكروت" بجنوب المغرب التي أسسها العلامة الشيخ محمد بالناصر الدرعي خلال القرن 10هـ (16) و الزاوية "الدلائية" بتادلا بالمغرب الأقصى خلال منتصف القرن السادس عشر اللتان تجندتا لصد المحتل و إخراجه تحت رايات رُفعت تشجع القبائل عن الذود عن الدين و الأرض تحت شعار الحرب المقدسة التي يواجهونها ضد عدو جاء لافتاك أرضهم، و بفعل أهمية هذا الدورالذي لعبته قبائل البربر والصحراوية كقبيلة "توات" ضمن حروب الصحراء خلال القرن الخامس عشر ضد العدو الإسباني تحديدا، تمكن المغرب من التصدي للتدخل الأجنبي و دحر الهجمات الغربية و إجبارها على التقهقر و التراجع تاركة البلاد تحت سيطرة و نفوذ نماذج جديدة في الحكم، ابتداء بالأسرة السعدية. حيث لاقى السعديون التقدير من قبل قبائل العرب و ذاع صيتهم بفضل نسبهم الشريف و بفضل نشاط مؤرخيهم في بلاد افريقا و السودان. وقد استقروا في" وادي سوس" في مدينتهم الأولى "زاغورة"على واد درعه ، ثم في "تيدس" و "تارودانت"، أين اشتهروا في القبائل البربرية و العربية وأظهروا حماسة في تكوين الزوايا ودعم الطرق، كالطريقة الجز ولية أوائل القرن السادس عشر. فظفر السعديون بشرف التصدي للمسيحيين و حملوا لواء الجهاد في المغرب بمعية الطريقة الجز ولية التي مزجت في دعوتها بين الدعوة للإصلاح الديني،
و الإصلاح السياسي، وهو ما ساعد في تدعيم حكم السعديين ، كما ساهمت الجزولية بقدر كبير في هذا الانتصار المقدس وقيادة القبائل إلى الجهاد في سبيل الله، بفضل القدرة على اختراق المجال
و سرعة الانتشار والتنقل و امتداد الشبكة الجغرافية للزوايا الجزولية و أطيافها اضافة إلى انتماء اغلب شيوخ الجزولية للقبائل عربية أو بربرية. الامر الذي أدى إلى ظهور نمط سياسي جديد، لعبت من خلاله الزوايا دورا مهما في استمالة المجتمع و التعريف بأهمية الأولياء، الذين تعددت أدوارهم، فأعتزالوا الرباطات وفضلوا ارتياد مسلك المجاهدة و النضال المسلح، كنموذج جديد للتقرب من الله
و نيل مرضاته فهجروا المعابد و قاد الأولياء بأنفسهم حملات الجهاد، التي انتهت بتنامي رصيدهم الاجتماعي و الثقافي في المجتمع المغربي وهو ما أصبغ الارتياح و الاطمئنان لدى شرائح المجتمع المغربي المختلفة نتيجة أدوار هذه الفئة من المجتمع انطلاقا من الزوايا وبدعم من شيوخها الذين أصبح لهم دور ورصيد اجتماعي معتبر.
التجربة الولائية لسيدي الناصر بن عبد الرحمان
عرف المغرب الأقصى تطورات هامة خلال الفترة الحديثة من تاريخه، و قد مثَلت مرحلة ظهور الزوايا التي تمثل في أساسها حركة صوفية دخلت المغرب ابتداء من القرن الثاني عشر ميلادي وانتعاشها مع بروز أزمة السلطة خلال القرن السادس عشر، حدثا تاريخيا بارزا، وهو ما أحدث تحولا مهما في التاريخ الديني بالمغرب لصالح تصوف شعبي يؤمن بالقدرية و الإسلام، و ساعد على إبراز مميزات الإسلام المغاربي الدينية و الحضارية الذي لن يبقى محصورا بل ستتدعم الطرق وتخرج في إطار تحول في الخريطة الدينية للإسلام الطرقي الذي سيتسرب بفعل شيوخ الطرق الصوفية والعلماء والصلحاء من المدينة و الحاضرة إلى الريف و القبيلة، وهو ما جعل من دور فئة الأولياء تمثل منعرجا كبيرا، بفعل إسهامات كل من هؤلاء عبر فترات زمنية مختلفة و بأساليب متنوعة في عملية الحراك الاجتماعي و السياسي في المغرب الأقصى، تدَعم هذا الدور مع تنامي الخطر المسيحي أواخر العصر الوسيط وبداية الفترة التاريخية الحديثة.
منقولة عن هذا الرابط


http://www.aktab.ma/%D8%B3%D9%8A%D8%...%A9_a1643.html

 

 

التوقيع :
رد مع اقتباس