[align=justify]شكرا أخي الشريف النائلي أبو محمد الادريسي
أبدأ مما ذكرت عن قبيلة ونوغة نعم هي قبيلة بربرية نزحت شمالا واستوطنت التل ولكن جميع المؤرخين ممن ذكرهم ذكر أنهم استوطنوا الجبال التي عرفت باسمهم الى الآن (جبال ونوغة) قبل أن يستقر بينهم أشراف بني يلمان بعدها وتشتهر قلعتهم بقلعة ونوغة ولم يذكر أبدا قلعة أخرى بهذا. الاسم سوى قلعة بني يلمان. قد فسرت الأمر سابقا وبينت العلاقات التي كانت بين قلعة بني يلمان بونوغة وقلعة بني العباس وما سماه الشيخ أبو علي ابراهيم المريني في أن الأمير أحمد أبي العباس ابن الأمير عبد العزيز أمير بجاية قد نزح اليها بمساعدة بني عبد الواد وبني توجين الا دليل آخر أنها قلعة ونوغة بني يلمان لما نعرفه عن علاقة بني زيان مع قلعة بني يلمان (علق شارل فيرو عن ذلك فقال قلعة ونوغة قائمة الى الآن. وهي قلعة عسكرية بنيت على صخر بابها صعب الدخول اليه. والأمير عبد القادر حين حاول بسط نفوذه على إقليم قسنطينة أبقى مؤنه ومرضاه بالقلعة فيها) ونحن في بني يلمان لدينا الأدلة على علاقة الأمير عبد القادر بقلعة ونوغة بني يلمان ورسائله لا زالت بحوزتنا.
إذا الدليل على أن قلعة نوغة التي ذكرها المريني في كتابه أمران:
لم تعرف أبدا منطقة بني عباس بأن اسمها ونوغة ولم تسكن بني عباس قبيلة ونوغة الا ما ذكرت سابقا وان كانت فعلا هي قلعة بني عباس كما استنتجها المؤرخين الجزائريين بعدها لم لم يذكرها شارل فيرو باسم بني عباس وقلعة بني عباس في وقته عرفت بهذا الاسم ففي تعليقه لم يشر الى أنها قلعة بني عباس بل وصفها وعلاقتها مع الأمير عبد القادر مثلما وضحت.
والأمر الثاني ذكر المريني أنه نزح الى قلعة ونوغة بمساعدة بني عبد الواد وبني توجين وقد بيناه علاقتهم ببني يلمان ونحن نعرف أن أقرب مكان لهم من أقرب حلفائهم هي قلعة ونوغة بني يلمان.
رجع الحديث عن نسب المقرانيين:
فيما ذكرت أخي أبو محمد عن رواية أن الأمير عبد الرحمان جد المقرانيين من ولده أبي العباس أحمد قد ذكرت الأمر من قبل وفيما يخص ما رواه شارل فيرو في الكتاب الذي رفعته بدءا من الصفحة 194 يذكر أن عدة روايات تبعت أصل العائلة المقرانية منهم من يقول إنهم من نسل النبي صلى الله عليه وسلم ومنهم من يقول إنهم بربر واستدل بكلمة أمقران وهم من قبيلة عياض الأم في قلعة بني حماد وتكلم عن فرعي أولاد عبد السلام وأولاد القندوز بني عمومة أولاد الحاج المقرانيين. ثم أضاف رواية أن الأمير عبد الرحمان أسس القلعة وهو حسب ما يقولون من الأشراف.
وخلص شارل فيرو في النهاية الى أنه يصعب التكهن بأصل العائلة بين سنتي 1490 و1500 ميلادية ثم روى قصة القايد لخضر المقراني بأنهم أشراف من المغرب وغيرها.
شارل فيرو نفسه في خضم تعليقاته عن مخطوط المريني ذكر معلومة أنه بعد موت السلطان عبد العزيز الحفصي فر الكثير منهم الى قلعة بني حماد وهذا الأمر يعطي مثلا في هجرة عكسية بعدها ثم لا يخفى علينا أن الأمير الحفصي في بجاية كان هو من يحكم جبل عياض المعاضيد وتواجد فرقتي أولاد عبد السلام وأولاد القندوز في منطقة الحضنة لا يعني أنهم أصليين في المنطقة ونحن نعلم أن الأمراء يولون بني عمومتهم على الأقاليم.
ضف الى ذلك أن المعاهدة التي حكم بموجبها الأميرين أبي العباس أحمد وأخوه عبد الرحمان ابني عبد العزيز والتي وقعها الأمير عبد الرحمان سنة 1511 مع الإسبان تعترف لهم بالسيادة على امارة بجاية القديمة عدى الساحل وضواحي بجاية فكيف حكم بني عباس شخص خارج الأخوين السابقين. ان المعاهدة تبين بوضوح أن عبد الرحمان ابن عبد العزيز هو من حكم بني عباس وهو دليل قاطع لا ريب فيه. لأن بني عباس كانت تحت حكم الحفصيين فكيف بهم يتركونها والاسبان اعترفوا لهم بذلك.
والمرين يذكر أن أبي بكر سارع وأراد نزع الملك من ابن أخيه أحمد أبي العباس ابن الأمير عبد العزيز وحاصر قلعة ونوغة الى أن صعوبة القلعة طبيعيا حال دون ذلك أي أن فعلا أبي العباس أحمد حكم المنطقة بعد والده هو وأخوه عبد الرحمان. يتضح أن أحمد أبي العباس جمع قواته من حمزة ومن المسيلة في قلعة ونوغة ويتضح حسب الوصف أنها قلعة بني عباس.
ان لويس رين صاحب كتاب انتفاضة 1871 والذي استدليت به أنا في المعارك التي وقعت عندنا لم يأت بالجديد في نسب المقرانيين بل ربط أول أميرهم المعروف عبد العزيز المقراني بالأمير عبد الرحمان الذي اختلفت عليه الروايات أي (عبد العزيز بن أحمد أبي العباس بن عبد الرحمان).
لو ربطنا الأمر بالحفصيين كان عبد العزيز بن أحمد أبي العباس بن عبد الرحمان بن عبد العزيز أليس هنا اسم عبد العزيز تكرر في العائلة المقرانية أي عبد العزيز المقراني على اسم جد والده عبد العزيز أمير بجاية وأحمد أبي العباس تكرر من والده الى غاية الأجداد الأولى في نسب الحفصيين وتكرر في كل أمرائهم في بجاية الا يعطي هذا أمرا جديدا.
ثم أن سيدي أبو التقى الذي ذكره علماء الأنساب على أنه في قلعة العباس اول من ذكره العشماوي ألم يكتب العشماوي كتابه قبل أن يولد سيدي أبو التقى الذي هو والد الحاج بوزيد فكيف يكون ذلك. ان اسم أبو التقى وجد مرة واحدة في العائلة المقرانية وهو المتوفى سنة 1680 في ثابت التواريخ. إني أرجح حسب رأيي المتواضع ما قلته أخي أبو محمد الادريسي في خلط الناس بين المرابط والشريف وأبي بتقة المقراني من نسل عبد الرحمان الحفصي وسمي تيمنا بذلك الشريف في نفس المنطقة الذي ذكرته كتب الأنساب.
والله من وراء القصد.
[/align]