و أما أيوب شقيق سيدي ميمون المقدم فاليه ينسب الشرفاء الايوبيون النازلون بواد مكرة أو مغرة من بلاد بني عامر من زغبة و يعرفون بأولاد سيدي علي بن أيوب و كان قبل نزوله ببني عامر بمكرة مع أخيه ميمون بزاويتهما بأرض المبطوح حيث ظهرت لهما هناك كرامات و خوارق عادات تخرج من بينهم العلماء و الاولياء و خدمتهم الرؤساء و الامراء و أضاءت أنوار معارفه ما بين غرب البلاد العامريّة و شرق القبائل الحشميّة و الاحيآ الجنوبيّة حتى خضعت لهم عامتها و خدمتهم خاصتها و ذكر الناظم أبعده الله من ذنبه لهما كرامة ظهرت عليهما بزاويتهما بالمبطوح و ذلك ان جماعة من فرسان بني عامر من عرب زغبة ركبوا للصيد على عادتهم في أيام رياستهم فظهر لهم اسدا فقصدوه برماحهم ففرّ من بين أيديهم و هم جادون في طلبه إلى ان دخل زاوية المبطوح أو البطحآء فوجد السيدين جالسين يدرسان العلم لتلامذتهما فوقع الرعب من الحاضرين فقالا لهم لا تخافوا من هذا الأسد فمحال أن يقصدنا بسوء و إنما مستجيرا بنا، فجعل الاسد يتضرّع بين أيديهما لائذا بهما،لا و رجعت عنه تلك الكتائب و سلم من المعاطب ثم البطحة و البطحآء ما استوى من الأرض بين جبال الكمال من استقامة و حسن سيرة و وقوف مع الحق في سائر الأحوال حتى يظهر الله على يديهم الكرامات و خوارق العادات، و بدا بمعنى ظهر و الهز براسم من أسماء الأسد و الكتائب جمع كتيبة و هي الطائفة من الفرسان و الفريدة هي الدرّة التي توجد منفردة في العقد و قل أن توجد، وحواها بمعنى احتوى عليها، و النظام بمعنى التنظيم، و الترصيع كما يكون في التيجان و شيهها و اضافة الى المجد و قد تقدم بيانه لأن مراد الناظم ما احاط بهذين السيدين من أنواع الكمالات من نسب فاطمي و على علم و عمل و استقامة و جاه و ولاية و صلاح.