عرض مشاركة واحدة

  #5  
قديم 18-10-2008, 12:33 PM
الشريف@*@ الإدريسي الشريف@*@ الإدريسي غير متواجد حالياً
كاتب
 




افتراضي تتمة لنص مخطوط فاليتا

وحكم محمد بن جهيم فزان حتى وفاته في 1069 هـ / 1658 م
وتولى ابنه جهيم الحكم وظل يدفع الخراج وفق بنود الصلح. وحكم بهدوء حتى وفاته في 1093هـ / 1682م، وتولى بعده أخوه النجيب محمد بن جهيم. وامتنع عن الالتزام بشروط الصلح فأرسل حسن باشا عباره متولي طرابلس ووزيره مراد المالطي على رأس حملة ضد النجيب أشاع مراد باي أنه قاصد بنغازي ودرنة وما أن بلغ قصر الشديد في سرت حتى أسرع بالمسير نحو سوكنة حيث وصل في ثلاثة أيام وأحذ سوكنة وودان. ثم فرض سيطرته على سبها . ولم يفلت منها أحد إلا رجل واحد هرب إلى مرزق ، وأبلغ النجيب بما حدث فجمع ما تيسر له من الجند وخرج لملاقاة القوات العثمانية ، والتقى الجيشان في قرية دوليم على مسافة ست ساعات شمالي مرزق.
فأوقع مراد باي الهزيمة في صفوف قوات فزان وقتل النجيب وسيطر بعدئذ على مرزق ، حيث نهب خمسة عشر حملاً من الكنز وأشياء كثيرة وسمح لعساكره بنهب المدينة وأقام مراد باي واحداً وعشرين يوماً في مرزق وتركها بعدئذ في يد محمد الناصر أخي النجيب، وكان قد أعطاه الأمان بعد معركة دوليم وقبل أن يغادر مراد باي مرزق اسقط عن محمد الناصر خراج ثلاث سنوات وبعد ذلك انتظم تأدية الخراج حتى 1101 هـ / 1689 م ، ثم امتنع محمد الناصر عن تأدية أي شئ .
وعقب ذللك وجه اليه محمد شايب العين باشا طرابلس وزيره يوسف باي وقد حافظ هذا على كتمان أمر حملته مثله في ذلك مثل مراد باي وخرج بالجند نحو تاورغاء، ومن هناك سار خيله بسرعة نحو فزان . وعلى الأغلب وصل إلى قرابة مرزق وكان اليوم الأول من القتال لصالح يوسف باي وانقلب في اليوم الثاني لصالح محمد الناصر وكان القتال في اليوم الثالث دامياً إلى درجة أن الفريقين غدوا غير قادرين على الاستمرار في القتال .

وسبب خروج الحملة بقيادة يوسف باي كان بتحريض من علي المكني وابن عمه محمد الغزيل وهما من أسرة طرابلسية ثرية ونافذة . وكان الأخير قد عين سلفاً حاكماً على فزان واهتم كلاهما أن تكلل الحملة بالظفر . ولهذا استدعى المكني أخوة محمد الناصر وأولاد أخوته خفية إلى المعسكر ، ووعد كلاً منهم بحكم فزان .
وهكذا فقد رأى محمد الناصر أن أركان حكمه قد انهارت وفقد الأمل بالنصر فأرسل إلى يوسف باي يطلب الأمان له ولوزيره المسعودي وحاشيته، ثم أرسل يوسف قاضي الناصر حماد بن عمران وحمله الأمان المطلوب وقد كتبه بيده فخرج من قصره وتوجه إلى يوسف باي بالحملة . ولم يف بالعهد فعذبه ثم دخل مرزق ونهبها وفر محمد بن جهيم ابن أخي محمد الناصر .
أما أقارب محمد الناصر الآخرون فإما أنهم قتلوا أو ظلوا قيد الاعتقال .
وعين يوسف باي محمد لغزيل حاكماً على فزان وأبلغ محمد باشا شايب العين بذلك ثم عاد إلى طرابلس على رأس جيشه مصطحباً معه محمد الناصر ووزيره المسعودي قيد الاعتقال وفي طرابلس أودعهما السجن.

وبعد أن حكم محمد الغزيل فزان خمسة أشهر ثار عليه أهل فزان وحاصروه في قصره وقبضوا عليه وقطعوا يده فمات في إثر ذلك . وكان محمد الغزيل قد أمر أثناء حكمه بقطع يد أحد أبناء فزان، وأرسل أهل فزان بعد ذلك إلى بلاد السودان يطلبون قدوم تمام بن محمد ومحمد بن جهيم، وبايعوا أولهما بالحكم وأرسلوا ألى محمد باشا شايب العين والي طرابلس يطلبون منه العفو والتزموا بتأدية الخراج وعندما علم آل المكني بالخبر أقنعوا الباشا بإرسال جيش إلى فزان انتقاماً لما حدث وقد حدث ذلك وتولى القيادة علي المكني الذي كان يشغل وظيفة باي النوبة ورافقه أخوه محمد المصري وفي طريقه استعان المكني بأهل بني وليد، وقصد فزان وهو يبغي قتل جميع أفراد سلالة بني امحمد الفاسي وأعيان البلاد .

وعلم محمد بن جهيم بالأمر واحتار تمام بين مواجهة الجيش أو الفرار إلى بلاد السودان، إلا أن تمام لم يحزم أمره لأنه اعتقد أن علي المكني قادم بمفرده ليجبي الخراج وليقدم له الخلعة من حضرة الأمير محمد باشا شايب العين وعلى هذا الأساس توجه تمام وحده إلى معسكر علي المكني وظل محمد بن جهيم في بلاد السودان، وهذه الثقة التي أبداها تمام أدهشت علي المكني فقد طلب أن يجمع له جميع الأعيان وأولاد الملوك وكان يبغي أن يقتلهم جميعاً إلا أنه أجل انتقامه ودخل مع أخيه إلى مرزق حيث أقاموا سنة .
وبعد مضي فترة من الزمن عاد محمد بن جهيم من بلاد السودان إلى فزان فرابط ورجاله في وادي الخرمان فخرج علي المكني وأخوه لملاقاته، إلا أن محمد بن جهيم أغار عليهم ليلاً وقتل معظم أفراد القوة العثمانية فطلب علي المكني الأمان فأجيب إلى طلبه بشرط أن يترك كل ما نهبه من خزنة الكنز .
وأما تمام الذي لم تكن له أية سلطة ، فقد أزيح من منصبه وتسلم محمد بن جهيم الحكم وانسحب علي المكني وأخوه محمد المصري بعد أن خلفا مانهباه وتوجها إلى سبها وأخبرا أخاهما الحاج يوسف في طرابلس بما حدث وطلبا منه أن يسعى لإرسال قوة جديدة .

وفي سبها قام جبر الفلفاط من أولاد سليمان بمحاصرة علي المكني وأخيه وقتل محمد المصري أثناء القتال .
وأخيراً وصل الحاج يوسف على رأس قوة كلفه الباشا محمد بقيادتها، وحرر أخاه علي المكني وأرسله إلى طرابلس وهكذا فقد علي المكني الأمل بالحصول على التاج ونصح محمد باشا أن يفر ج عن محمد الناصر ويعيده إلى بلاد فزان بكل احترام فوافق محمد باشا على الاقتراح وغادر محمد الناصر السجن حيث أمضى خمسة عشر شهراً.
بحيث يتولى عرش فزان. وظل محمد الناصر يؤدي الخراج بانتظام على مدى سنوات إلا أنه امتنع في 1128 هـ / 1716 م عن الاستمرار في ذلك فخرج اليه أحمد باشا القرمانلي بنفسه وخلف أخاه الحاج شعبان باي نائباً عنه في طرابلس، وبعد أن فرض الحصار على مرزق عشرة أيام متواصلة، بلغه تمرد بعض الجند في منطقة طرابلس، فارتحل من فزان وعاد إلى طرابلس وكان محمد الناصر قد أرسل إليه وفداً من المرابطين وكبار دولته، وتلطفوا إليه وطلبوا العفو والخضوع له والتزام محمد الناصر بدفع ما تخلف عنه من الخراج وتكاليف الحملة .

في 1131 هـ / 1719 م توفي محمد الناصر فخلفه ابنه أحمد الناصر . وفي 1144 هـ / 1732 م أرسل أحمد باشا ابنه سيدي محمد باي القرمانلي على رأس قوة وحاصر مرزق وفي تلك الأثناء كان قد أرسل حملات إلى جميع الأقاليم وعزز أحمد باشا قوات ابنه بقوات إضافية من الفرسان والمشاة وتولى قيادة التعزيزات أحد انبائه محمود باي، ثم أرسل تعزيزات إضافية أخرى بقيادة خليل بن خليل القرغلي .

وعندما شاهد أحمد الناصر هذه القوات التي لايستطيع مقاومتها طلب العفو والأمان، فوافق محمد باي بشرط ان يدفع الشيخ أحمد الناصر ما يترتب عليه من الخراج وجميع الترتيبات الحربية .
ثم أخبر محمد باي والده بالنصر إلا أن أحمد باشا القرمانلي لم يرض بذلك، فأرسل من جديد قوة من الفرسان والمشاة بقيادة كاهيته حسن لحمر، وأمر ابنه ألا يعود إلى طرابلس دون أن يحضر معه الشيخ أحمد الناصر .
والتقى حسن لحمر محمد باي في سبها وعندما عرف باوامر والده عاد إلى مرزق، وعلم الشيخ أحمد الناصر بأوامر أحمد باشا القرمانلي فتوجه مع ابنه إلى معسكر محمد باي بعد أن أعطاه الأمان .


وعندما وصل الشيخ أحمد الناصر طرابلس جمع أحمد باشا ديوانه وباعه إلى ابنه محمد باي بفلسين وبعد هذا الإذلال أعاد إليه اعتباره وأرسله إلى فزان وولاه شيخاً عليها، أرسل معه رجب بن الحاج أحمد بن مصطفى بيري لتخريب سور مرزق .

وفي 1158 هـ / 1746 م توفي أحمد باشا القرمانلي وفي ظل حكم ابنه محمد باشا طلب الشيخ أحمد الناصر الإذن بإعادة بناء سور مرزق فاذن له وفي 1166 هـ / 1754 م توفي سيدي محمد باشا وخلفه ابنه علي باشا القرمانلي .
************************************************** ************************************************** ********************************
@ انتهـــــــــــــــــــــــــى المخطــــــــــــــــــــوط @
المصدر .كتاب بعنوان الدواخل الليبية
في مجموعة دراسات للرحالة الألماني غوتلوب آدولف كراوزه
د . عمــــــــــــــاد الـــديــن غــــــــــــــــانم

منشورات مركز جهاد الليبيين للدراسات التاريخية
سلسلة نصوص ووثائق (28)

 

 

رد مع اقتباس