[align=justify]السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
أخي الشريف عبد المالك زروقي كما وعدتك سلفا بخصوص الباب السادس من كتاب "نظم الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان" للحافظ التنسي وكما سبق وأن ذكرنا الأخ الشريف البلعباسي البوزيدي بأن هذا الجزء حققه الدكتور عبد الحميد حاجيات ولكن تعذر علينا الحصول عليه الا أني وجدته كملحق في كتاب "دولة الأدارسة ملوك تلمسان وفاس وقرطبة" لإسماعيل العربي منشورات دار الغرب الإسلامي ببيروت وذكره "بنو سليمان وادريس في المغرب الأوسط" مقتبس من كتاب "نظم الدر والعقيان في بيان شرف بني زيان". وذكر إسماعيل العربي بأنه تحصل على نسخة الباب السادس من عند محمود بوعياد شخصيا وهو كما نعلم من حقق الباب السابع ومقدمة الكتاب.
الداعي الى تتبع ما جاء في هذا الجزء هو ما ذكره الحافظ التنسي في مقدمة كتابه والتي سبق وأن نشرناها مما فهمه من كلام صاحب العبر بأنه رد بني زيان الى السليمانيين في التعريف بنسب السلطان أبي عبد الله محمد المتوكل:
"والذي صححه صاحب ترجمان العبر أنه القاسم بن محمد بن أحمد بن محمد بن سليمان بن عبد الله الكامل واحتج على ذلك بما سنذكره في الباب السادس من هذا القسم ان شاء الله تعالى – فبان الخلاف بهذا القول إن القاسم من ولد عبد الله الكامل بلا خلاف وانما الخلاف هل هو من ولد ادريس بن عبد الله أو من ولد أخيه سليمان بن عبد الله. وادريس هذا هو الذي تملك المغرب الأقصى وسليمان هو الذي تملك المغرب الأوسط على ما يأتي بيانه ان شاء الله".
فنورد ما جاء في الباب السادس السالف الذكر:
فحين أورد وفاة ادريس الأصغر وتولية ابنه محمد وتقسيمه للأقاليم بين اخوته قال: "وأعطى عبد الله أغمات وما والاها والمصامدة والسوس الأقصى والقاسم جد أمير المؤمنين مولانا المتوكل هو ابن محمد بن عبد الله هذا على ما شهد صاحب بغية الرواد".
وفي تفصيله لأبناء سليمان بن عبد الله الكامل ذكر: "......وكان ابن أحمد ولي عهده معه بتلمسان فلما هلك محمد بن سليمان تملك تلمسان من بعهد ابنه أحمد ولي عهده فأبقى اخوته على نحو ما فعل أبوه فصار كل من هو بموضع يتوارثه أعقابه واختص هو وأعقابه بدار الملك التي هي تلمسان فلما هلك تملكها من بعده ابنه محمد بن أحمد فلما هلك تملكها من بعده ابنه القاسم ابن محمد وهو آخرهم وتغلب عليه بنو عبيد. والقاسم هذا هو جد أمير المؤمنين المتوكل على ما صححه صاحب ترجمان العبر محتجا بأن هذا هو الذي كان في هذه البلاد. فلما غلب عليه العبيديون دخل بنو عبد الواد القاطنين بصحراء تلمسان فأصهر فيهم وعقب عقبا مباركا فشى فيهم حتى زاد عليهم بخلاف أعقاب الأدارسة فانهم كانوا يلتفون بغمارة الريف. وخالفه صاحب بغية الرواد وقال ان لما قتل ابن بلي عامل الحسن ابن كنون آخر ملوك الأدارسة....".
ذكرت هنا فقط ما يختص ببني زيان وسأرفع ان شاء الله تعالى كل الملحق في حينه لأن به تفصيل وأمور مختلفة عن باقي المؤرخين لدولة الأدارسة والسليمانيين وبني حمود في الأندلس وخاصة وأن التنسي نقل حرفيا ما ذكره صاحب العبر عن بني حمود وهذا ردا على ما ذكره الدكتور محمود بوعياد رحمه الله بأن التنسي لم يعرف العبر.
وللحديث بقية ان شاء الله.[/align]