العودة   ديوان الأشراف الأدارسة > ديوان الأشراف الأدارسة > فروع الأشراف الأدارسة الرئيسية > 3.فرع مولانا الأمير القاسم بن إدريس الثاني
 

3.فرع مولانا الأمير القاسم بن إدريس الثاني فرع مولانا الأمير القاسم بن إدريس الثاني بن إدريس الأول بن عبدالله الكامل المحض بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أمير طنجة وسبته وحجر النسر وتطاون وبلاد معمورة وما والى ذلك من القبائل.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 15-01-2009, 11:19 AM
الصورة الرمزية امحمد قريب الادريسي
امحمد قريب الادريسي امحمد قريب الادريسي غير متواجد حالياً
باحث في النسب الإدريسي
 




افتراضي الشرفاء العبدلاويين

ابناء واحفاد الشيخ محمد بن محمد بن عبد الله معن الأندلسي:

وهو الشيخ الهمام كهف الإسلام و ملاذ الأنام وملجأ الخاص و العام الولي الكبير الصديق الخطير العارف الكامل المحقق الواصل المتحقق بالأحدية و ذو الشهود للذات العلية المتمكن الراسخ الطود الشامخ الكامل في الشريعة والحقيقة كمال الغاية البالغ فيهما مبلغ كبراء الرجال مقيم السنة وناصر الملة المقيم في التوحيد منذ نشاته ووجوده القائم عن مقام لايتوارى عنه حال ولا يغيب عن مشهوده حجة المريدين و محجة المسترشدين أبو عبد الله وأبو النصائح سيدي امحمد بن محمد بن عبد الله بن معن الأندلسي، يعرف قديما ب معن، (بفتح فسكون، أو بفتحتين)، والآن بابن عبد الله، وهو من ذرية السلطان المعظم أمير المؤمنين يعقوب المنصور بن يوسف بن أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي الموحدي. وذكر بعض الأعلام من المؤرخين – وهو الشيخ أبو القاسم السهيلي – أن بني عبد المؤمن الموحدين إنما هم أشراف النسب حسنيون إدريسيون، من أبناء محمد بن القاسم بن إدريس الثاني بن إدريس الأول. وكان الشيخ سيدي محمد بن عبد الله معن يوصي أولاده أن لا يذكروا القول بالشرف، بل يدخرونه للآخرة إن كان ينفع، وهم على حفظ الوصية – جزاهم الله خيرا –.ويعتبر الشيخ سيدي امحمد بن محمد بن عبد الله أحد أعلام العائلة العبدلاوية المعنية المعروفة اليوم بفاس من بلاد المغرب الأقصى وهو الجد الجامع لكل فروع هده العائلة و إليه ينتسبون و به يعرفون.

ولد صاحب الترجمة سنة 978هـ وأخذ العلم رحمه الله عن شيخه العارف سيدي عبد الرحمان الفاسي الفهري و كان قارئا له و جدد القرآن بروايتي نافع عن الشيخ سيدي الحسن بن محمد الدراوي. ثم اشتغل بالتكسب و علق بزيارة سيدي أبي عبد الله التاودي.

ولما بلغ حدود الثلاثين توجة للشيخ أبي المحاسن يوسف الفاسي الفهري و سلب له الإرادة وألقى إليه قياده فصرف أبو المحاسن عنان عنايته إليه إلى ان فتح له على يديه و انتفع به انتفاعا قويا و شرب منه مشربا رويا و على يده كانت له الولادة و كثير من التربية و الإفادة و كانت وجهته إليه في مدة من نحو أربع سنين من السنة التي توفي فيها سيدي إبراهيم الصياد.

ولما توفي أبو المحاسن سيدي يوسف الفاسي الفهري أقبل بعده على أخيه و وارث حاله شيخه العارف سيدي عبد الرحمان الفاسي الفهري فكان يخدمه بنفسه وماله. وكان العارف يعظم أمره و يجل ذكره و يظهر جلالته و فخره و يقول تارة فيه = إنه من أرباب القلوب = وتارة = ليس له نظير في المشرق و المغرب =. وبقي ملازما له إلى أن توفي وذلك مدة من 23 سنة فكان عمدته و عليه عول بعد ربه وبه تهذب و تكمل.

وبعد وفاة شيخه العارف احاط بإرثه و إرث من قبله إلا أنه بقي بداره بحومةالمخفية من عدوة فاس الأندلس مدة لم يؤذن له في الإنتصاب لدلالة الخلق على الله ثم بعد زيارة الشيخ مولاي عبد السلام بن مشيش نفعنا الله به وقع له الإذن هناك وهو أخبر به عن نفسه و حيث قدم من هذه الزيارة جلس في زاوية شيخه سيدي يوسف الفاسي الفهري لقربها منه فقصدها الناس من كل جهة وتصدى حينئذ للإرشاد وتربية المريدين, وبقي في زاوية شيخه نحو 06 أشهر.

ثم بنى زاويته التي بأعلى حومة المخفية من فاس على ضفة واد الزيتون سنة 1038هـ فانتقل إليها بأصحابه يدل على الله وينصح لعباد الله وينصر سنة رسول الله ويحيي امور الدين و قلوب المؤمنين بما منحه الله من المعارف و الأسرار و البركات و الأنوار فأحيى الله به البلاد و العباد ونفع به الحاضر و الباد و انتشرت على يديه أمور السنة بالمدينة وأشرقت بها آياته المبينة. وكان كامل الأنوار و المحاسن قوي الظاهر و الباطن عارفا راسخا و طودا شامخا مقيما للسنة قائما بمصالح الأمة مجددا للدين محبا في أبناء سيد المرسلين ومعظما حرمتهم ومراعيا جانبهم.

وقد أفرد أحواله وأوصافه ومعارفه وكراماته بالتأليف الشيخ سيدي عبد الرحمان بن سيدي عبد القادر الفاسي الفهري وكذا أفرده بجزء الشيخ سيدي المهدي الفاسي الفهري وسماه = عوارف المنة في مناقب سيدي محمد بن عبد الله محيي السنة = . وقد ذكر في المقصد الأحمدي وفي ممتع الأسماع و صفوة من انتشر و الروضة المقصودة و نشر المثاني و الزهر الباسم و سلوة الأنفاس. وكانت وفاته رحمه الله بعد طلوع الشمس بنحو ساعة من يوم الأحد 03 جمادى الثانية سنة 1062هـ و دفن عند الزوال بالقباب أعلى مطرح الجنة خارج باب الفتوح قريبا من قبة سيدي يوسف الفاسي الفهري عن يمينها وبنيت على قبره قبة (القبة العبدلاوية)على شكل قبته وقبره بها مشهور معروف عليه دربوز يزار به.

 

 

التوقيع :
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ألأ حياء منهم وألأموات
عنوان مدونتي :http://bomlik.maktoobblog.com
رد مع اقتباس
 

  #2  
قديم 15-01-2009, 11:24 AM
الصورة الرمزية امحمد قريب الادريسي
امحمد قريب الادريسي امحمد قريب الادريسي غير متواجد حالياً
باحث في النسب الإدريسي
 




افتراضي

وهده سيرة ابنه الشريف
أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله معن الأندلسي:

كان –رحمه الله- من أعيان الطريقة، وأكابر أهل الحقيقة، على قدم السلف الصالح، والمنهج القويم الواضح، آية في السخاء والجود، وكرم الأخلاق، والزهد والعبادة، والتعطف على الضعفاء والمساكين، ومحبة آل البيت والعلماء والصلحاء. وكان على قدم التجريد، صارما في الحق، نصوحا لعباد الله، لا يداهن احدا، وحصل له من الحظوة عند أرباب الدولة وسماع الكلمة ما لم يكن لغيره.

وكان علماء الوقت يقصدون زيارته، ويسلمون له ظاهرا وباطنا، ويجلسون بين يديه كجلوس المتعلم بين يدي معلمه. وانتفع على يديه خلق كثير، وظهر له تصرف عظيم، ومهابة كبرى، فلا تراه إلا رأيت أسدا من أسد الله، قد عوفي من خوف الخلق، وكفي أمرهم الرزق، وأوتي من علم القلوب ما يشهد له بالذوق الواضح، والحال الراجح؛ فلا تخوض معه في فن من فنونه إلا أمتعك فيه، وله من قوة اليقين والدين ما لاحت ثمراته على كل من عاشره أو أوى إلى زاويته.

وله-- كلام في الطريق نفيس، قال في "الصفوة": ((ولم يكن يلقن الأوراد، ولا يسلم لمن يلقنها، ويأنف أن يسمى شيخا، ويرى أن ما يفعله أهل الوقت من التساهل في ذلك باعتبار الملقّن والمقَّن أمر بعيد عن قانون الشرع، ثم هو –مع خروجه عن السنة- لا يجدي ولا يفيد، وإنما غرض المتصدين له ترويج باطلهم، وتكثير سوادهم وأشياعهم، ووقع بينه وبين الشيخ العارف بالله سيدي محمد بن سعيد الطرابلسي في ذلك كلام طويل أضربنا عنه روما للاختصار، وإنما كان حال من أتاه يطلب منه المشيخة: أن يأمره بملازمة الأحزاب والوظائف مع الإخوان بالزاوية، لا يزيد له على ذلك شيئا".هـ.

والزاوية التي كان اجتماعه بها مع أصحابه (الزاوية العبدلاوية): هي زاوية أبيه التي على ضفة وادي الزيتون، بأقصى حومة المخفية ، عدوة فاس الأندلس ، ثم جدد بناءها هو-- فصارت لذلك تنسب إليه، وكان قد سخر الله له أسباب المال، واستفاد منه كثيرا من عمله بالازدراع والغرس والنحل –بالحاء المهملة- فما برح عن طريقة السلف بسببه قدما واحدا، بل تسلط عليه بالإنفاق في جانب الله؛ فلم يبق منه إلا ما به تقوم الأسباب بمقتضى الشرع، ولم يكن فيه موضع ترغيب إلا سلكه.

ومما انفرد به في زمانه: أنه كان لا يدخل بذمته شيء من متاع الغير قل أو جل، على أي وجه كان، وإن قصده أحد بهدية وغلبه الحياء عن ردها له؛ كافاه عليها بأضعاف مضافعة، وصرفها لغيره في الحين.

وكان شديد الاتباع للسنة في نفسه وأهله، ولا يرتكب في داره أمرا لم ترد به، بل قطع عنهم جميع العوائد، والتكلفات والزوائد، في أعراسهم ولباسهم وسائر أيامهم، كما كان عليه والده رحمه الله، وأمره بذلك واضح، وتفصيله يطول.

وأخذ عن والده تبركا وتأدبا واستفادة، ثم بعد وفاته عن الشيخ سيدي قاسم الخصاصي وسلب له الإرادة، ولازمه من سنة أربع وستين وألف 1064هـ إلى موته سنة ثلاث وثمانين 1083هـ، وخدمه خدمة لم يسمع بمثلها، وهو عمدته في الطريق، وعليه ينتسب على التحقيق. وكان شيخه سيدي قاسم يشهد بخصوصيته، ويشير إلى أنه الوارث له، وقال له يوما: "تعال خذ متاعك عني"، يشير إلى وراثته لحاله، وأنه هو الذي يأخذ ما عنده. وقال يوما: "إن هذا الذي بهذه الزاوية لا يوجد في بلاد"، كأنه يعنيه، وأشار إلى أنه المقصود من الناس المجتمعين عليه، وقال: "لولا سيدي أحمد؛ لم يجد أحد إلي سبيلا".

وبعد وفاة شيخه المذكور؛ صحب العارف بالله سيدي أحمد بن محمد اليمني، وكان بينهما قرب أكيد، واتصال قوي شديد، وكان صاحب الترجمة يصله بأنواع المواصلات، ويواسيه أعظم المواساة. وذكر أبو العباس ابن عجيبة في فهرسته أن صاحب الترجمة أخذ عنه؛ لكون شيخه سيدي قاسم الخصاصي تركه لم يرشد، وقال له: "يأتيك من يكملك"، فكمل به صاحب الترجمة، وأنفق عليه نفقة كبيرة في حكاية طويلة.

وقال في "التقاط الدرر": ((لم يدر المحققون الخادم منهما من المخدوم، ولا الشيخ من التلميذ، وكل من أقدم على ذلك فبمجرد التخمين والظن)).هـ.

وكانت له- - فراسة تامة وكشف عظيم، وظهرت على يديه كرامات، وأخبر بمغيبات يطول شرحها، ويؤدي إلى الملل تتبعها، وأوتي مقام الخلافة الباطنية وخطة التصريف؛ فكان يجلب ويدفع، ويضر وينفع، وينقص ويوفي، ويعزل ويولي على حسب ما صرفه فيه مولاه، ومكنه منه وأولاده، وقد صرح الشيخ سيدي أحمد اليمني بأنه – أعني: صاحب الترجمة – أعظم من شيخه ووالده، قد فاقهما وزاد عليهما. قال في "الإلماع": ((ولم يكن رأى واحدا منهما في عالم الحس، وإنما قال ذلك عما شهده ببصيرته وكشفه ونور ربه)). هـ. قال في "المقصد": ((وناهيك بها من مثل هذا العارف شهادة، وبهذا الوصف العظيم والقدر الجسيم كرامة وسعادة)). هـ.

وكان سيدي أحمد المذكور إذا صاحب الترجمة، أو ذكر بحضرته؛ أثنى عليه أحسن الثناء، وشهد له بالخصوصية التامة، وأعظم شأنه، وعرف بحقه، وكان كثيرا ما يصفه بالمجذوب، ويقول فيه: ((غنه أبو يزيد البسطامي)).

وذكر في "نسمة الآس" إن صاحب الترجمة: لما قفل من الحج والزيارة، ومر طرابلس؛ لقي بحوزها رجلاً من الصالحين شهد له صاحب الترجمة بأنه من الأكابر ومن الأقوياء الفحول، وجعل يتعجب من قوته؛ قال: ((ولما وقع بصر هذا الرجل على سيدنا أحمد – يعني: صاحب الترجمة – استعظمه جدا، وقال: لا إله إلا الله؛ ما أعظم صلحاء هذه الأمة!. وقال بعد ذلك: لما أبصرته أولا؛ رأيته كأنه الشمس طالعة ... قال صاحب "نسمة الآس": وشهد هذا الشيخ –أيضا- لسيدنا أحمد، بعد ما انفصل عنه، بأنه: من أهل الخصوصية الكبرى، وأنه من الأقوياء الفحول، ومن الأكابر، وأخبر بمقامه الخاص به بما لم نعرف نحن التعبير عنه، وقال: إن مقامه [.........].

وقال: إن أصحاب سيدنا ينتفعون به أكثر مما ينتفع به أصحاب غيره بغيره. وجعل يقول لبعض الفقهاء من أصحاب سيدنا بعدما شهد له بما تقدم، وكان أمامه: عليك به، عليك به!. وقال فيه آخر مرة: أرجو الله أن يكون قطب زماننا. وأثنى على سيدي أحمد اليمني أيضا، وشهد له بالخصوصية الكبرى، وذكر مقامه الخاص به، وقال: إن مقامه عيسوي؛ حكيم يضع الأشياء مواضعها. ثم قال فيهما – أي: فيه وفي سيدنا أحمد – إنه ليس في المغرب مثلهما!)).هـ.

وفي فهرسه سيدي إدريس المنجرة في ترجمة الشيخ الصوفي، الفقيه الرباني المكاشف؛ أبي عبد الله سيدي محمد بن سعيد الطرابلسي؛ أنه قال لبعض أصحاب صاحب الترجمة؛ وهو: الفقيه الصوفي سيدي محمد بن الطرابلسي؛ أنه قال لبعض أصحاب صاحب الترجمة؛ وهو: الفقيه الصوفي سيدي محمد بن عبد الرحمن الصومعي الهروي، حين لقيه ببلده بقصد زيارته: ((أحمد ابن عبد الله في مقام موسى، وأحمد اليمني في مقام عيسى، وأحمد ابن ناصر كان من الأبدال)).هـ.

ولصاحب "نسمة الآس" المتقدم قصيدة تعرض فيها لمدح صاحب الترجمة، ووصفه فيها بـ غوث الزمان، وكهف الأنام وكعبة القصاد، وعرفات جميع الفضائل كلها، وشمس المعارف والمعاني بأسرها. وذكر فيها أنه: مجدد الدين بعد ذهابه على رأس القرن الحادي، وبأنه حاز سير الأكابر والأفاضل، وشمائل الأبدال والأوتاد وعلومهم. فانظرها فيه إن شئت. ووصفه –أيضا- بعضهم بالقطب الواضح، والإمام الناصح.

وأخباره وأحواله ومعارفه وكراماته وتصرفاته كثيرة جدا، استوفى بعضها تلامذته وغيرهم في تصانيفهم، وألف فيه بالخصوص جماعة؛ كالشيخ أبي محمد مولاي عبدالسلام بن الطيب القادري الحسني ؛ فإنه ألف في مناقبه مؤلفا في مجلد من جزئين سماه: "المقصد الأحمد في التعريف بسيدنا ابن عبد الله أحمد" -المقصد الأحمدي- ، وقد أتى فيه مما يتعلق بصاحب الترجمة بما لا مزيد عليه، مع فصاحة اللفظ، ونهاية التحقيق في العبارة. وفرغ منه قبل موت المؤلف فيه بأزيد من عشرين عاما. وكالفقيه الصوفي أبي العباس أحمد ابن عبد الوهاب الوزير الغساني الأندلسي؛ فإنه ألف فيه مؤلفا سماه: "المقباس، في فضائل أبي العباس". وله –أيضا- مقصورة في مدحه وشرحها في سفرين، وكالشيخ الإمام العلامة الصوفي أبي عبد الله سيدي محمد المهدي الفاسي؛ فإنه ألف فيه تأليفا سماه: "الإلماع، بمن لم يذكر في ممتع الأسماع"، وقيل في مدحه أشعار كثيرة، ولسيدي عبد السلام القادري ديوان مستقل في مدحه.

ولد –رحمه الله- سنة 1042هـ ، وتوفي ضحوة يوم الاثنين ثالث جمادى الثانية سنة 1120هـ ، وارتجت المدينة لموته ارتجاجا، ودفن بقبة والده؛ رأسه عند رجليه، وجعل عليه دربوز كدربوزه، وهو مشهور إلى الآن يزار ويتبرك به.

وممن ترجمه: الشيخ أبو العباس الولالي في "مباحث الأنوار"؛ أورده فيمن لقي، وصاحب "الصفوة"، و"النشر"، و"التقاط الدرر"، و"الزهر الباسم"، ولم يترجمه في "الروضة"؛ لكونه كان حيا في وقته. وإليه وإلى والده قبله وشيخه الخصاصي أشار الشيخ المدرع في منظومة بقوله:

والعارف الشيخ الجليل الواصـل **** محـــي الطريقة الإمـام الكامـل

محـــــمـد هــو ابــن عبــد الله **** شيخ المشــــايـخ عظيـم الجـاه

ولـــده الشـــيـخ أبـو العبـاس **** الطيـب الأخـلاق والأنفــــــاس

أحــــمد البحـر الهمـام الحجـة **** مجــدد الســـــنـة والمحـــجــة

العـارف المحـــقـق المجـــذوب **** الواـصـــــل المقـرب المحبـوب

بيت الـولايـة وبيـت الســــــر **** منشـــــــــأ كـل مــدد وخيــر

وشـيخه : أعني الإمـام قاســم **** يكنى الخصاصي المحب الهائم

 

 

التوقيع :
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ألأ حياء منهم وألأموات
عنوان مدونتي :http://bomlik.maktoobblog.com
رد مع اقتباس
 

  #3  
قديم 16-12-2009, 12:24 AM
الصورة الرمزية امحمد قريب الادريسي
امحمد قريب الادريسي امحمد قريب الادريسي غير متواجد حالياً
باحث في النسب الإدريسي
 




افتراضي

وهذا تعريف آخر بالسادة العبدلاويين
السادة العبدلاويون المعنيون الأندلسيون :

العبدلاويون ، يسمون سابقا بأولاد بن عبد الله معن الأندلسي نسبة إلى جدهم الشيخ سيدي محمد بن عبد الله معن الأندلسي، وبيتهم من أكبر البيوتات العلمية الأندلسية التي استوطنت حضرة فاس حاملة معها إرث تلك الحضارة الممتدة طيلة الثمانية قرون منذ الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الإبيرية حتى سقوط غرناطة في عهد أبو عبد الله محمد الصغير آخر أمراء بني الأحمر.

ينحدر نسب العبدلاويين من عقب أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي مؤسس دولة الموحدين ومن أبناءه الذين استقروا في الأندلس حكاما للولايات الخاضعة لنفوذ دولتهم.

الإستقرار بفاس:

هاجر العبد لاويون إلى بلاد العدوة بعد سقوط الأندلس حاملين معهم ثروة أجدادهم واستقروا بفاس الملاذ الآمن لكبرى العائلات في المغرب و الأندلس ومارسوا التجارة كنشاط أساسي و ملكوا المزارع و الأصول فكان لهم في هذه الحاضرة العديد من الدور التي سكنها بنوهم والتي كان ينتفع من عائدات أكريتها. وقد كان من هذه العائلة العديد من الشيوخ العلماء و الأساتذة الأفاضل الذين لعبوا الدور الفعال في نشر العلم و تلقين المسلمين مبادئ الدين.ولهم بفاس زاوية تنسب إليهم, وبها اشتهر أجدادهم محمد بن عبد الله معن الأندلسي وابنه أحمد بن عبد الله معن الأندلسي وابن سيدي أحمد وهو سمي جده محمد بن أحمد بن عبد الله معن الأندلسي وكذا محمد العربي بن أحمد بن عبد الله معن الأندلسي و بعده ابنه أبو محمد عبد الله بن محمد العربي بن أحمد بن عبد الله معن الأندلسي .

إن المتتبع لتاريخ العلوم الصوفية في المغرب يجد أن العبدلاويون لعبوا الدور الأكبر في نشر الطرق الصوفية المهمة آنذاك,حيث عملوا على تلقين الطريقة القادرية بفاس بالإضافة إلى الطريقة الشادلية فكانتا لهم, فقد أخذ الشيخ أبو المحاسن يوسف الفاسي الفهري الطريقة الشاذلية عن شيخه عبد الرحمان المجدوب و كان الوارث له,و لقنت الطريقة الشاذلية عند آل الفاسي منذ يوسف الفاسي و الذي استخلفه أخوه الشيخ أبو زيد عبد الرحمان و بقيت كذلك مدة سنين إلى أن ظهر بريق الشيخ أبي عبد الله محمد بن السيد محمد بن عبد الله معن الأندلسي ابن أحد تجار فاس و أعيانها و قد كان لأبيه بفاس تجارة مهمة و ثروة لا يمكن الإستهانة بهما, وبعد عبد الرحمان الفاسي أخذ محمد بن عبد الله معن مشعل العلوم حيث اجتمعت الأمة على كونه وارث سر الشيخ عبد الرحمان ،فأذن له للإنتصاب للدلالة على الله,و قد أتاه الطلبة من كل أرض,فعظم شأنه و اشتدت شوكته و داع صيته و بلغ بذلك المكانة الكبرى عند أصحاب الزمان ،فلم يزده ذلك إلا زهدا و ورعا و سيرا على طريقة السلاف,و بعدها شرع في بناء زاويته التي باقصى حومة المخفية وبها تسمى حي رأس الزاوية من بعد ذلك,فتصدى لدلالة الخلق على الله و تخرج على يده العديد من العلماء و الطلبة فلا طالبا للطريقة الشاذلية من بعده إلا و قد اخذها عنه أو عن عقبه. وبعد وفاته رحمه الله ترك العديد من البنين و البنات من بينهم ابنه البار أبو العباس احمد الذي كان من أتباع أبيه فلم يستطع أن ينال إرث أبيه من حمل مشعل الشاذلية فاتفق العامة على أن وريث سر الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الله معن إنما هو صاحبه الشيخ الصوفي أبي القاسم الخصاصي الذي كان من أتباع شيخه و قد لازمه مدة سنين فتصدى الشيخ أبي القاسم للدلالة على الله في الزاوية العبدلاوية مدة وقد لازمه تلميذه المخلص أبي العباس أحمد ابن الشيخ أبي عبد الله محمد, و بعد وفاة الشيخ أبي القاسم أحاط خليفته و وارث سره الشيخ أبي العباس أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله معن الأندلسي بإرثه واسترجع بذلك الولاية إلى بيت العبدلاويين ،فقام بإصلاح زاوية أبيه وتصدى للدلالة على الله بها,فانتفع به خلق كثير و تخرج على يده العلماء الأجلاء منهم السادة القادريون الطيب بن عبد السلام و أخوه محمد العربي وكذا السادة أبناء الوزير الغساني الأندلسي أحمد و أخوه عبد الوهاب و كذا السادة الفاسيون الفهريون منهم السيد محمد المهدي ، وفي خلال فترة أبي العباس أحمد أقبل على الزاوية طلبة من سوس و تادلا و الريف و جميع الجهات فكانوا يقيمون بها ،ويتقوتون مما يقدم للطلبة بها ومنهم من كان يجلب أسرته معه من بلاد سوس أو تادلا كالشيخ المعداني ،و كان منهم من تقلد مناصب مهمة في دولة السلاطين العلويين المولى اسماعيل وكذا حفيذه المولى محمد بن عبد الله. لقد استطاع سيدي أحمد بن عبد الله معن أن يجمع الكثير من الأتباع و الأشياع وداع صيته بذلك إلى أن بلغ دار الحكم, مما جعله محط اهتمام أصحاب الزمان,و قد كان يسلم له أهل وقته و يحترمونه كثيرا و كانت لهم به معرفة كبيرة فلا يجرؤ أحد على التكابر أمامه أمثال القائد الروسي المكنى بسفاح العلماء لما ألحق من بطش بالعلامة عبد السلام جسوس في قضية الحراطين, فقد كان الروسي يتفادى التصادم مع الشيخ أبي العباس أحمد و يشخى شوكته فكان دائما يخلوا سبيله ولا يحايله. لقد كانت للشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الله علاقة كبيرة مع السلطان المعظم المولى اسماعيل العلوي الحسني ، وابتدأت تلك العلاقة منذ أن بعث السلطان المولى اسماعيل كتابا إلى الشيخ أبي العباس أحمد عن طريق وزيره أبي الربيع سليمان الزرهوني يطلب منه النصح و الإرشاد و الدعاء,فرفض الشيخ أبي العباس الجواب و تكرر ذلك مرات إلى أن يإس صبر السلطان المولى اسماعيل من رد الشيخ ،فرد عليه بكتاب ثان كتب فيه عبارة “يا سبحان الله” مرات عديدة فلم ينل بذلك جوابا ،فثار السلطان في و جه الوزير أبي الربيع و هدده بالقتل و التعذيب إن لم يتمكن من إقناع الشيخ أبي العباس بالرد انحناء عند رغبته فهو الذي يقهر معارضيه و لا يجعل لهم الأثر و قد حدث له ذلك مع الكثير من العلماء.و بعد قرار السلطان الإنتقام من الوزير في حالة غياب الرد ،استنجد هذا الأخير بالشيخ ابي العباس أحمد و رجاه بأن يرد على الكتاب حفظا لحياته ،فرد الشيخ بكتاب كان مطلعه : “بلغني من الجواب خوف الفتنة ،فمن توجه إليه السلاطين توجهت إليه الناس من كل البقاع ،فإن كان طالبا للدنيا فتنوه عن دنياه ،وإن كان طالبا للآخرة فتنوه عن آخرته…”. وبعد وقوع هذا الجواب اطمأن السلطان من جانب الشيخ و بلغ في نفسه المرتبة العليا,خصوصا وانه تأكد من خصوصية هذا الشيخ و من صدق نيته ومن اخلاص دعوته إلى الله ،بعيدا عن كل الأطماع من بينها الإنتهازية لنيل المناصب العليا في دار الحكم أو السعي إلى ادراك الإمتيازات الكبرى لتحقيق المصلحة الشخصية,فكان ذلك بعيدا عن نفس أبي العباس و عن جميع العبدلاويين من بعده ،حيث ظلوا بعيدين عن كل ما قد يشوب صفاء دعوتهم و يخرجهم مما حصلوه عن أجدادهم من دين و خير.فقد أبى الشيخ أبي العباس دعوة السلطان المولى اسماعيل ،ليس على شيء غير انه لا يريد أن تبعده الدنيا و السلطة عن الدلالة على الله ليس كما قال آخرون أنه كان من المعارضين لنظامه, فنجد أنه ممن يعترف و يقر و يثبت شرف السادة العلويين كما جاء في كتاب الإستقصا للناصري بالحرف “وعن الشيخ أبي العباس أحمد بن عبد الله بن معن الأندلسي أنه كان يقول ما ولي المغرب بعد الأدارسة أصح نسبا من شرفاء تافيلالت. وبالجملة فإن شرف هؤلاء السادة السجلماسيين مما لا نزاع في صراحته ولا خلاف في صحته عند أهل المغرب قاطبة بحيث جاوز حد التواتر بمرات رضي الله عنهم ونفعنا بهم وبأسلافهم امين.”.من خلال هذا نال الشيخ أبي العباس مكانة رفيعة في قلب السلطان و باء بذلك المكانة الرفيعة عند أهل وقته. لقد كانت حيات الشيخ أبي العباس مليئة بالجد و الإجتهاد و السعي في نشر العلم و قد تبحر في ذلك ،ومنه التقاؤه بالشيخ الكبير أحمد اليمني وقد كان هذا الأخير من أهل الطريقة القادرية ،فأحسن إليه و بوأه مكانة رفيعة في زاويته ،و جعل له مقاما في حي رأس الزاوية حبسا عليه و على عائلته يقيم فيها و تكون لأبنائه و ذريته من بعده, و قد كان ذلك. بظهور الشيخ اليمني أصبحت الزاوية العبدلاوية محط أنظار طلبة الطريقة القادرية خصوصا و أنه كان ممن أذن له بالتصدي لتلقينها ، فعرفت الزاوية بذلك شهرة كبيرة و قصدها الطلبة من كل الأرجاء و تخرج منها العلماء و الشيوخ. لقد توفي الشيخ سيدي أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله معن الأندلسي يوم الإثنين ثالث جمادى الأولى عام 1120هـ, و ارتجت هذه المدينة لموته ارتجاجا و دفن بقبة والده, رأسه عند رجليه خارج باب فتوح و خلف وراءه ذرية صالحة ممن اتبعوا نهجه و ساروا على طريقه و تخلقوا بخلقه فقد كان من أبنائه ولدان أولهما الشيخ الكبير سمي جده سيدي محمد بن أحمد بن عبد الله معن الأندلسي وكذا الشيخ سيدي محمد العربي بن أحمد بن عبد الله معن الأندلسي وهو ممن وقع له الفتح على يد أبيه ، ولد رحمه الله يوم الأربعاء تاسع ذي القعدة 1079هـ-1668م،و ترعرع في بيئة يغلب عليها طابع العلم و التدين و الزهد و الورع ،و قد أخذ عن أبيه الطريقة الشاذلية كما أخذ عن الشيخ سيدي أحمد اليمني الطريقة القادرية فقيل فيه مجمع البحور بحر القادرية و بحر الشادلية. لقد أحاط الشيخ محمد العربي بإرث أبيه الروحي و حمل مشعل العلم من بعده و لقن طريقته للعامة وأضاف عنها إضافات مما أخذه من الطريقة القادرية و اجتهد في ذلك ،فداع صيته و قصده الطلبة من كل مكان و عرفت الزاوية في عهده نهضة كبيرة ،فقد كان له من الأتباع و الأشياع الكثير ممن داع صيتهم من بعده و علا شأنهم في الطريق ،فقد كان اتصاله مفخرة عند العلماء و كانت استشارته مرغوبة عند كل طالب حاجة أو السائر في مسار ، وقد تخرج على يده الكثير من الشيوخ و الأقطاب منهم الولي العارف سيدي علي الجمل العمراني الحسني ،فقد لازمه هذا الأخير مدة 16 سنة إلى أن توفي رحمه الله و أخذ منه و انتفع به و فتح الله له على يده فبلغ بذلك الشأن العظيم ،كانت حياته مليئة بالجد و الإجتهاد على نهج سلف الصالح و قد عاصر العديد من الأحداث التي مر بها المغرب آنذاك ،وبعد وفاته رحمه الله ورثه ابنه البار الشيخ الولي الصالح عبد الله بن محمد العربي بن أحمد بن محمد بن محمد بن عبد الله معن الأندلسي ،فسار في طريق أبيه و جده امتدادا لرابع الأجيال ،وقد كان له الشأن الكبير في الطريقة ،فقد انتفع به العديد من الشيوخ الكبار أمثال الشيخ التاودي بنسودة و الشيخ سيدي أحمد التيجاني صاحب الطريقة التيجانية

وللعبدلاويين مراقدهم العائلية التي اتخذوها للدفن وهي بأعلى الهضبة من خارج باب الفتوح والتي بها قبة جدهم أبي عبد الله محمد بن عبد الله معن الأندلسي وبجانبه داخل القبة مرقد ابنه أبي العباس أحمد وكذا سائر أبنائه و بناته وأحفاذه وأزواجه وكذا أصهاره وبعض أصحابه.

أرخ فيهم كبار مؤرخي عصرهم كالعلامة مولاي عبدالسلام بن الطيب القادري الحسني (ق10ه)الذي ألف فيهم العديد من المجلدات ككتابه المقصد الأحمدي والذي تطرق فيه لسيرة شيخه أبي العباس أحمد بن عبد الله معن الأندلسي كما اقتصر عليهم وخصهم بالذكر أكابر شيوخ الأسرة الفاسية الفهرية الذين ألفوا فيهم العديد من الكتب و القصائد

الكتب التي ألفت فيهم وفي سيرتهم:

- كتاب المقصد الأحمدي “المقصد الأحمد في ذكر سيدنا ابن عبد الله أحمد” للعلامة عبد السلام بن الطيب القادري .

- كتاب الإلماع فيمن لم يذكر في ممتع الأسماع للعلامة المهدي الفاسي.

- كتاب نسمة الآس في حجة أبي العباس القادري للعلامة القادري الحفيد .

- كتاب المقباس في فضائل أبي العباس .

- كتاب عوارف المنة في دكر سيدي أحمد بن عبد الله محيي السنة .

انظر كذلك:

- زهر الآس في بيوتات فاس

- الدرر البهية والجواهر النبوية

- شجرة النور الزكية

- صفوة من انتشر من أخبار صلحاء القرن الحادي عشر

- ممتع الأسماع في دكر الجزولي و التباع و من لهما من أتباع للمهدي الفاسي

- المطرب

- الروضة المقصودة

- …

 

 

التوقيع :
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ألأ حياء منهم وألأموات
عنوان مدونتي :http://bomlik.maktoobblog.com
رد مع اقتباس
 

  #4  
قديم 16-12-2009, 12:31 AM
الصورة الرمزية امحمد قريب الادريسي
امحمد قريب الادريسي امحمد قريب الادريسي غير متواجد حالياً
باحث في النسب الإدريسي
 




افتراضي

اتفق العامة على أن وريث سر الشيخ أبي عبد الله محمد بن عبد الله معن إنما هو صاحبه الشيخ الصوفي أبي القاسم الخصاصي :

الشيخ الإمام، العارف الهمام، منبع التوحيد، ومعدن التجريد والتفريد، بحر المعرفة الزخار، وغيث المدد الوابل المدرار، الواصل الكامل المحقق، المجذوب المقرب المستغرق، ذو الإشارات العلية، والحقائق السنية، والمواجد الربانية، والإشراقات العرفانية، الملامتي؛ أبو الفضل سيدي قاسم بن الحاج قاسم بن قاسم الخصاصي (بفتح الخاء المعجمة، وتخفيف الصاد). به عرف. الأندلسي أصلا، الفاسي دارا ومولدا ومنشأ وضريحا.

وقولنا: الخصاصي. نسبة إلى: خصاصة. مدينة على شاطيء البحر بجبل قلعية، ذات مياه وأجنة، لا عمارة بها الآن. كان بها سلفه، وكان لهم بها شهرة في الولاية، ولبعضهم بها – وهو: سيدي مسعود الخصاصي –مزارة، ثم انتقلوا عنها بعد خلائها إلى الجبل المذكور، ثم إلى فاس. وحكي عنه أنه قال: ((نحن من الأندلس؛ كان سلفنا هناك قبل ورودهم على قلعية)).

ولد –رحمه الله- في حدود واحد –أو اثنين- وألف، وربي يتيما في حجر أمه، لأن والده توفي وتركه في بطن أمه، فربي كذلك إلى أن شب وبلغ الحلم، فكانت له صبوة وخلطة مع أتراب له من أهل حومته وغيرهم، كان هو يذكرها ويذكر ما صدر عنه من الأفاعيل بسببها، يعرف الناس بذلك فضل الله وإحسانه.

ثم هبت عليه عواطف التوبة؛ فألجأته إلى ضريح الشيخ أبي المحاسن الفاسي من غير قصد له به، إذ كان لا يعرفه ولا يعرف اسمه، فناداه: ((يا صاحب هذا القبر؛ إن كنت وليا لله حقا، فنطلب منك أن يجمعني الله بشيخ نخدمه لله لا يخدمه معي أحد غيري)). فجمعه الله بعد ذلك بشيخه الأول؛ وهو: سيدي مبارك بن عبابو الكوش؛ دفين خارج باب الجيسة. فصحبه مدة إلى وفاته، ثم صحب بعده العارف الفاسي، ولازمه، وسلب له الإرادة، وفتح له على يديه الفتح العظيم، وبقي في صحبته نحوا من عشر سنين، وكان يقول له: ((أنت لي ولست لأحد غيري))، يشير – والله أعلم – بذلك أن فتحه كان على يده دون غيرها، وكان يقول له أيضا: ((أنت غريب؛ ليس لك أخ)). يشير – والله أعلم- إلى أنه: غريب في طريقه وعرفانه وتحقيقه.

ثم بعد وفاته؛ صحب خليفته ووارثه سيدي محمد بن عبد الله معن الأندلسي، وبقي في صحبته ستة وعشرين سنة. وهؤلاء الثلاثة الأشياخ هم عمدته وإليهم سلب الإرادة؛ كما ذكره هو عن نفسه واحدا بعد واحد.

وكان يقول: إنه لقي ستة وعشرين شيخا، أو نحوهم، وهو –رضي الله عنه- الوارث لشيخه الأخير؛ وهو سيدي محمد بن عبد الله، أخبر بذلك تلميذه وولد شيخه المذكور: سيدي أحمد ابن عبد الله. وفي "المقصد": ((إنه جلس يوما أصحاب سيدي محمد بعد موته يتحدثون متحيرين؛ كيف السبيل إلى معرفة وارثه؟!، وسيدي قاسم معهم. فقال لهم: ها هو السبع في وسطكم ولكن أين من يستخرجه ويتفطن له؟!)).

وكان –رحمه الله- من أهل العناية الربانية، والأحوال النورانية، والغيبة في التوحيد، والاستغراق في بحر التحقيق، قوي الحال، فائض النور، فياض المدد، تغلب عليه الغيبة وتعتاده زيادتها في نحو خمسة أيام من كل شهر، فلا يعرف فيها الأرض من السماء، ولا يأكل ولا يشرب، إلا أنه يسأل عن أوقات الصلاة في كل ساعة، وقد يسأل عن صلاة نهارية بالليل. وكان إذا وقع ذلك؛ لا يخرج من داره. وكانت طريقته: المحبوبية والفناء في التوحيد. لا يشير في كلامه إلا إليهما، ولا يعرج إلا عليهما، وينهض بالناس إلى الله من طريقهما، ولا يلوي على طريق الخوف ولا يشير إليه، ولا يحب من يقف مع الخوف وشهود مساويه؛ مخافة أن يقصر به ذلك عن النهوض إلى الله.

وكان يحركه السماع، وينهض قائما يتواجد من غير رقص، ولكن يقف ويقرب من أهل السماع، وكان شديد الحزم في الدين، واتباع السنة، رفيع الهمة جدا، منقطعا عن الدنيا وأهلها، في غاية من الزهد والورع، وقلة ذات اليد، يأكل من عمل يده، ويتسبب في حانوته، ولا يقبل من أحد شيئا ولو من أصحابه، ما عدى سيدي أحمد ابن عبد الله. وكان محبا لآل البيت، معظما لهم جدا.

وله كرامات كثيرة، ومكاشفات غزيرة، وتصرفات كبيرة، ذكر بعضها في "المقصد" وغيره، ورأى الخضر –عليه السلام- وأخبر به، وكانت له مع ذلك ملامات وشطحات ينكر ظاهرها من لم يعرف حقيقتها ولم يشاركها في حاله. "وما يعقلها إلا العالمون". [العنكبوت: 43].

ومن شطحاته وكراماته: ما حدثوا عنه أنه كان يوما جالسا بحانوته يخرز وهو مطأطيء الرأس على عادته، فنزل مطر عظيم، فانتظر الناس انقطاعه في الوقت؛ فاسترسل؛ فرفع أبو الفضل رأسه للسماء قائما وقال بقلق: ((ما يكفانا شي من هذا الشتا!))، بحالة من يخاطب قرينه، فانحبس المطر في الحين كأن لم يكن، فرجع إلى حسه مستغفرا مما صدر منه –رضي الله عنه ونفعنا به.

وأحواله ومقاماته كثيرة، وكراماته عظيمة شهيرة، ويكفي في سمو قدره وعلو فخره تخرج سيدي أحمد ابن عبد الله به، وتربيته وتهذيبه به.

قال في "المقصد": ((وقد شرعت لهذا العهد في تأليف مستقل في أخباره؛ من كرامات وغيرها، نويت تسميته عند إتمامه "بالزهر الباسم في أخبار الشيخ سيدي قاسم"، يسر الله في إكماله بمنه وأفضاله)). هـ. ولم تساعده بإكماله الأقدار، ولا سمح له بإتمامه الزمان والقرار، فانتدب حفيده العلامة أبو عبد الله سيدي محمد بن الطيب القادري لذكر مآثره وأحواله في مؤلف في سفر وسط؛ سماه "بالزهر الباسم"، أو "العرف الناسم، في مناقب الشيخ سيدي قاسم، ومآثر من له من الأشياخ والأتباع أهل المكارم"، ولخص القول فيه في ثمانية أبواب؛ فليطالعه من أراده.

توفي –رحمه الله ورضي عنه- في وسط ليلة الأحد التاسع عشر من شهر رمضان المعظم سنة ثلاث وثمانين وألف عن نحو اثنبن وثمانين سنة، ودفن بروضة أشياخه أعلى مطرح الجنة، إزاء قبة الشيخ سيدي محمد بن عبد الله، وراءه، وبني عليه بيت؛ بناه تلميذه سيدي أحمد ابن عبد الله، وقبره به معروف إلى الآن، عليه دربوز يزار ويتبرك به. ترجمه في "المقصد"، وفي "الإلماع ببعض من لم يذكر في ممتع الأسماع"، و"الصفوة"، و"الروض"، و"النشر"، و"التقاط الدرر" ... وغير ذلك.

 

 

التوقيع :
اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ألأ حياء منهم وألأموات
عنوان مدونتي :http://bomlik.maktoobblog.com
رد مع اقتباس
 

  #5  
قديم 16-12-2009, 08:11 AM
الصورة الرمزية ساره
ساره ساره غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




افتراضي

 

 

رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir