· الجذور التاريخية لعادات وعبادات العرب في الجاهلية:
1. الحنيفية الموروثة عن خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام وهذه قد بقيت غير مشوبة لدى أناس كزيد بن عمرو بن نفيل الذي حافظ عليها بعد أن لم يقنع باليهودية ولا بالنصرانية ومن قبلهما رفض عبادة الأصنام والحنيف عند العرب كما يقول الزجاجي فيما نقله صاحب لسان العرب: الحنيف في الجاهلية من كان يحج البيت ويغتسل من الجنابة ويختتن فلما جاء الإسلام كان الحنيف المسلم, ولذلك فإن العرب لم يعترضوا أبدا على الوحدانية بإقرار القرآن { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ 61 اللَّهُ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاء مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 62 وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّن نَّزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ مِن بَعْدِ مَوْتِهَا لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْقِلُونَ 63} ( سورة العنكبوت ) وإنما كان اعتراضهم على المنهج الذي جاء يغاير منهجهم في الحياة والتشريعات التي قاومت الكثير مما كانوا قد ألفوه حيث حرم عليهم الإسلام كثيرا مما كانوا يمارسونه في حياتهم عليه وأقر عليهم ما لم يألفوه
2. الفطرة السليمة التي قادتهم إلى كثير من الأخلاق الحميدة ضرورة أن الأخلاق فطرية كالكرم والشجاعة ونصرة المظلوم ويشهد لهذا حلف الفضول الذي دعا إليه ابن جدعان
3. دخول بعضهم في ديانات إلهية كورقة بن نوفل الذي اعتنق النصرانية ويعجب القارئ حين يطالع أقوال سقيمي الفهم بأن ورقة هذا هو مصدر القرآن بل مصدر الرسالة برمتها ولم يطلعنا هؤلاء العباقرة على السر الذي جعل ورقة يؤثر محمدا صلى الله عليه وسلم على نفسه حيث أهداه القرآن والرسالة .
4. إقحاماتهم المنحرفة كعبادة الأصنام التي أدخلها عمرو بن لحي
5. النعرة القبلية التي ألجأتهم إلى عادات مستقبحة كالقتل والثأر ووأد البنات وحرمان المرأة والذكر الصغير من الميراث
هذه هي الأطر التي يمكن أن تكون مرجع سلوك العرب في الجاهلية سواء على مستوى العبادات أو العادات فماذا كان موقف الإسلام منها ؟