مزارات وأضرحة الأولياء والصلحاء السباعيين بالمغرب
إعداد: د. أبو علي السباعي
تلعب المزارات والأضرحة دورا هاما في تفجير المشاعر القومية، وإحياءً لذكريات المفاخر والأمجاد في النفوس لما تمثله في ذاكرة المجتمع من رموز ودلالات، كما تشكل أداة للتواصل والتعارف، ووسيلة للتراحم والتآلف ليس فقط بين مكونات القبيلة الواحدة على اختلاف مواطنها وإقامات سكناها، ولكن بين مختلف القبائل داخل البلد الواحد أو تلك القاطنة في دول مختلفة.
وفي هذا الصدد، فقد كان لقبيلة الأشراف السباعيين عدة مزارات شهيرة يقصدها الناس من جميع الأنحاء للتبرك وقضاء الحوائج ومعظمها في المغرب وموريتانيا وبعضها في الجزائر ومصر والسنغال وغامبيا ودول أخرى، كضريح الجد الجامع لهذه القبيلة الولي السائح عامر الهامل المكنى بأبي السباع، وهو عند جبل (أضاض مدن) بسوس بجنوب المغرب، وكأضرحة أبنائه: اعمر، وعمران، ومحمد النومر، وهؤلاء في قرية (لكصابي) بمنطقة وادي نون، وكأضرحة الشهداء أولاد أبي السباع السبعة بوادي الساقية الحمراء وغيرها. وهذه المزارات لها شهرة واسعة ويقصدها الناس من جميع الأنحاء وخاصة أبناء أبي السباع الذين يفدون إليها فرادى وجماعات في كل وقت يتوسلون ببركتها لقضاء حوائجهم ومآربهم. (سيدات الأبييري، إماطة القناع، ج1، ص.98-99).
ومن أشهر المزارات والأضرحة السباعية بالمملكة المغربية ما يلي:
* أضرحة العلماء والصلحاء السباعيين ببلاد القبيلة السباعية بإقليم شيشاوة:
ـ ضريح سيدي المختار بن إبراهيم العبيدي السباعي: ويوجد بمنطقة تغسريت بإقليم شيشاوة على الطريق الرابطة بين مراكش والصويرة. وهو ولي صالح، وعالم كبير وصفه الشيخ سيدي أحمد الخليفة بن ناصر الدرعي بأنه « ياقوتة المغرب ». ولد ببلاد شنقيط سنة 1040هـ/1630م ودرس بها، ومنها ذهب لأداء فريضة الحج. نزل على الرجراجيين ومنهم اشترى منطقة تغسريت حيث استقر وأسس زاويته الشهيرة. توفي سنة 1084هـ/1674م، وقد بنيت عليه قبة هائلة وبإزائه سوق عظيمة تنسب إليه تسمى أربعاء سيدي المختار. (ابن عبد المعطي السباعي، الدفاع وقطع النزاع، 1940، ص.33/ ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.94).
ـ أضرحة أهل الزريبة: وتوجد بقرية (دوار) أولاد عزوز بمنطقة تغسريت بإقليم شيشاوة. وهي أضرحة عدد من أولياء أولاد عزوز الذين لهم بركة عظيمة في شفاء الكثير من الأمراض والعاهات تؤمهم الزوار من كل أنحاء المغرب للاستشفاء والاستغاثة لما عرف عنهم بالتواتر من ولاية وصلاح. (ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.84).
ـ ضريح سيدي أعمر بن المقدم البوحسيني السباعي: ويوجد بتملولت ببلاد القبيلة السباعية بإقليم شيشاوة. (ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.117).
ـ ضريح سيدي محمد صنبه المغراوي البقاري السباعي: ويوجد بقرية (دوار) أولاد البقار بمنطقة بوجمادى بإقليم شيشاوة. وهو ولي صالح مشهور حاز ولاية عظيمة وأسرارا دفينة. (ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.100).
ـ ضريح سيدي محمد المذكور بن سيدي محمد صنبه المغراوي البقاري السباعي: ويوجد بقرية (دوار) أولاد البقار بمنطقة بوجمادى بإقليم شيشاوة إلى جوار والده سيدي محمد صنبه. وهو ولي وصالح وقبره مزارة معروفة لدى السباعيين وغيرهم. (ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.100).
ـ ضريح سيدي محمد الضوء بن عبد الوهاب المغراوي البقاري السباعي: ويوجد بقرية (دوار) أولاد البقار بمنطقة بوجمادى بإقليم شيشاوة. وهو بطل وفارس مغوار، وعالم مدرس له مكانة علمية عالية تخرج على يد الأستاذ التونسي الدكالي في زاويته قرب الجبل الأخضر، كان ديدنه التدريس، فقد درس في مدرسة القائد مولاي أحمد بن الشيكر بقرية أولاد البقار، ثم انتقل إلى بسوس، فسكن واعرون ثم أكليميم ثم أصبويا حيث كان يدرس بمدرسة هناك سنين عديدة؛ عاد بعدها إلى مسقط رأسه بأولاد البقار التي توفي بها سنة 1327 هـ/1909م. (السوسي، المعسول، ج15، ص.266/ ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.100).
ـ ضريح سيدي محمد دليل البقاري السباعي: ويوجد بقرية (دوار) أولاد البقار بمنطقة بوجمادى بإقليم شيشاوة. وهو ولي صالح تبوأ مكانة مرموقة في ميادين العلم والفقه، ومن الثابت أن جميع نسله علماء أنجاب يحفظون كتاب الله عز وجل. (ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.99).
ـ أضرحة أهل الدار: وتوجد بقرية (دوار) أولاد البقار بمنطقة بوجمادى ببلاد القبيلة السباعية بإقليم شيشاوة. وهي عبارة عن أضرحة عدد من الأشراف السباعيين يجتمع عندها حفظة القرآن العظيم سنويا للتبرك والزيارة. (ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.101).
ـ ضريح سيدي العربي بن المقدم العيساوي السباعي: ويوجد بقرية (دوار) أولاد عيسى بمنطقة بوجمادى بإقليم شيشاوة. وهو ولي صالح مشهور ببركاته وولايته. (ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.102).
ـ ضريح سيدي أحمد بن سيدي عمارة العيساوي السباعي: ويوجد بقرية (دوار) أولاد عيسى بمنطقة بوجمادى بإقليم شيشاوة. وهو ولي ذو كرامات مشهورة، ومآثر مأثورة، وولاية باهرة. توفي إلى رحمة الله سنة 1311هـ. ولا يزال يعمر عنده موسم ديني وتجاري في كل سنة. (ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.102-103).
ـ ضريح سيدي المختار بن بادي الحاجي السباعي: ويوجد بقرية (دوار) أولاد الحاج بمنطقة تغسريت بإقليم شيشاوة إلى جانب ضريح الولي الشهير سيدي أمحمد طلاق الأسراح. وهو رجل صالح مشهور في الأوساط السباعية بالحوز المراكشي. (ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.91).
ـ ضريح سيدي الطيب بن أحمد شينان الحاجي السباعي: ويوجد بقرية سيدي المختار بإقليم شيشاوة. وهو فقيه جليل جمع بين علم الشريعة وعلوم الفقه، تخرج من مدرسة الفقيه الجليل سيدي محمد بن عبو الحاجي السباعي، أخذ عنه الكثير من علماء السراغنة ودمنات ومراكش. وكان في آخر أيامه إماما لصلاة الجمعة بسيدي المختار إلى أن توفي ـ رحمه الله ـ سنة 1364هـ. (ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.90).
* أضرحة العلماء والصلحاء السباعيين ببلاد الشياظمة:
ـ ضريح سيدي علي أمعاشو بن محمد السباعي (من أولاد الصغير): يوجد بأفغال بمقام الإمام سيدي محمد بن سليمان الجزولي ببلاد قبيلة الشياظمة. وهو قطب كبير، وولي صالح شهير، أعجوبة دهره، وياقوتة عصره تلميذ الشيخ محمد بن سليمان الجزولي صاحب (دلائل الخيرات) وأحد أكبر مريديه وخلاصه. ومن كراماته التي ورثها أبناؤه المعاشيون السباعيون ومازالت ماثلة للعيان ويعرفها الخاص والعام شفاء داء الكلب ومعالجته بالنسبة للإنسان والحيوان. وكان مدرسا بمسجده الذي بناه ببلاد الحيمر بسوس بقبيلة الشياظمة، ولقد اجتمع عليه هناك خلق كثير من المريدين كلهم ممن نال منه خيرا جزيلا على قدر مراتبهم وقربهم منه، ثم انتقل من مسجده واستقر بوادي الرحمة بمقام شيخه الغوث الرباني سيدي محمد الجزولي. وتوفي سيدي علي أمعاشو في العشرة الثامنة من المائة الثامنة من الهجرة. أما أبناؤه الثمانية فأضرحتهم متفرقة في أماكن مختلفة من المغرب. (لمعاشي، تحفة الحواشي/ابن بكار السباعي، الأنس والإمتاع، ط2، ص.162-166/ ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.85).
ـ ضريح أبي العباس سيدي أحمد العروسي بن عبد الله الهلالي السباعي: ويوجد على حافة الضفة الجنوبية لوادي تانسيفت بجمعة سيدي العروسي الواقعة شرقي براكة الراضي على بعد حوالي 15 كلم ببلاد قبيلة الشياظمة بإقليم الصويرة. ولي شهير، وقطب رباني كبير، له شهرة كبيرة، وخدام وأصحاب يشدون إليه الرحال من كل الآفاق، وهو من أصحاب سيدي رحال الكوش، له كلام على وزن كلام سيدي عبد الرحمن المجذوب يخبر فيه بالمغيبات يحفظ الناس منه الكثير. توفي في شوال سنة 1188هـ/1774م، وتضم قبته قبر أخيه سيدي إبراهيم. (ابن بكار السباعي، الأنس والإمتاع، ط2، ص.127-128).
ـ ضريح سيدي عبد الله الجراري وطنا الهلالي السباعي نسبا (والد سيدي أحمد العروسي المتقدم): وتوجد قبته على وادي تانسيفت في الضفة الأخرى على بعد 10 كيلومتر شرقا من ضريح ابنه سيدي أحمد العروسي المتقدم الذكر. وهو ولي صالح مشهور بالبركة والتقوى. (ابن بكار السباعي، الأنس والإمتاع، ط2، ص.128).
* أضرحة العلماء والصلحاء السباعيين ببلاد أمتوكة:
ـ أضرحة رجال الخنيك السباعيين: وتوجد بمنطقة الخنيك ببلاد قبيلة أمتوكة بإقليم شيشاوة. وهي عبارة عن مقبرة جماعية لعدد من الأشراف السباعيين استشهدوا في معركة ضد البرتغاليين خلال القرن الـ 10هـ/16م، وقد تم دفنهم في محل واحد ونصبت عليهم القباب عددها معروف بالتواتر وهو مائة قبة وقبة واحدة، منها ما قد اندثر ولم يبق إلا طلله، ومنها ما هو باق ماثل للعيان. تحكى عنهم كرامات كثيرة. وتجدر الإشارة أن مقبرة الخنيك تضم تقريبا جميع فروع القبيلة السباعية إلا القليل منها. فهناك على سبيل المثال لا الحصر أضرحة كل من الصلحاء: سيدي أحمد بن إدريس جد فخذ أولاد إدريس، وسيدي محمد بن علي جد أولاد إدريس أهل الصحراء، وسيدي الحسين بودريبيلة جد أهل بودريبيلة، والشيخ بلخير الذي ينتسب إليه الحميدات من أولاد عمران، وسيدي محمد بن إبراهيم من أولاد إدريس، وسيدي عبد الرحمن الملقب (الغسال) بن على بن محمد بن إبراهيم جد الغساسلة، وسيدي عيسى الذي ينتسب إليه أولاد صولة، سيدي بوعتبة العساس، وسيدي أعمر الذي يطلق على ضريحه سبعة رجال، وسيدي محمد المذكور الذي هو جد أهل ابن موسى وللا رامو وغيرهم. (ابن بكار السباعي، الأنس والإمتاع، ط2، ص.233-234/ ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.120-121).
ـ ضريح سيدي ملوك بن عامر بن أعمر بن عامر الهامل المكنى بأبي السباع: ويوجد بمنطقة أموال ببلاد قبيلة أمتوكة بإقليم شيشاوة، ويعد أحد رجال الخنيك. وهو ولي صالح مجاهد، قدم من وادي نون رفقة عائلته في إطار الحركة الجهادية ضد الغزاة البرتغاليين، فنزل بمنطقة أمسكسلان التي كانت وقتئذ مركز إشعاع رجراجي، فطفق يحرض الشياظمة على الجهاد ويشاركهم فيه، ويدعوهم إليه. ثم التحق به ابنه مبارك بن ملوك الذي خلفه وراءه في مدرسة الشيخ أسعيد أعبد المنعم في حاحا، وذلك في النصف الأول من القرن الحادي عشر الهجري. (ابن بكار السباعي، الأنس والإمتاع، ط2، ص.219-220/ ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.121).
ـ ضريح سيدي مبارك بن ملوك السباعي (ابن المتقدم): ويوجد بمنطقة أموال ببلاد قبيلة أمتوكة بإقليم شيشاوة، ويعد أحد رجال الخنيك. وهو ولي صالح ذو كرامات باهرات. التحق بأبيه سيدي ملوك في أمسكسلان مع جماعة من رفاقه بعد أن أنهوا دراستهم بمدرسة الشيخ سعيد أعبد النعيم بحاحا، وانخرطوا في الدعوة إلى الجهاد والمشاركة فيه. أهداه القائد حمو الشاين الشيظمي الموردي جميع أملاكه منطقة أمسكسلان، وتضمنت هذه الأملاك أراضي وبئرا وبنايات وعين ماء، وتم تحديد ذلك في الرسم المؤرخ بعام 1051هـ/1641م، وحدث ذلك الإهداء بعد كرامة حصلت له هناك. تولى التقديم في آخر حياته بزاوية الخنيك إلى أن توفي ودفن بمقبرتها، وقبته هناك مزارة عظيمة معروفة، يلتقي فيها أبناؤه وحفدته في موسم الخنيك السنوي، وبخاصة منهم أهل زاوية أموال التي كان من أكبر شيوخها سيدي عبد القادر بن مبارك بن ملوك منذ القرن العاشر الهجري/ السادس عشر الميلادي. (ابن بكار السباعي، الأنس والإمتاع، ط2، ص.220-221/ ابن المأمون السباعي، الإبداع والإتباع، ص.121).
ـ ضريح سيدي عبد الرحمن بن مسعود السباعي (من أولاد عبد الرحمن الغازي): ويوجد ببلاد قبيلة أمتوكة بإقليم شيشاوة. (ابن بكار السباعي، الأنس والإمتاع، ط2، ص.317).
ـ ضريح لالة زهرة بنت أعمر السباعية: ويوجد ببلاد قبيلة أمتوكة بإقليم شيشاوة. (ابن بكار السباعي، الأنس والإمتاع، ط2، ص.317).