بسم الله ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وجوابا على سؤال الأخ الفاضل أبو هاشم أقول :
ظهر اسم عائلة أفقير في تاريخ المغرب الحديث من الجنوب الشرقي المغربي كعائلة انتهازية واكبت الاستعمار الغاشم لترسم لاسم عائلتها هذا طريقا بصم على سنوات الجمر التي رافقتها على طول تمسحها بمراكز القرار وتقلدها لزمام السلطة .
فخلال الشهور الموالية لاحتلال الجيش الفرنسي لبشار في سنة 1903 قام الضابط المراقب بالاتصال مع أعضاء جماعة عين الشعير ، وهو مركز تجاري صغير منتج للتمر يقع وسط الطريق بين فجيج و بوذنيب ، كان عدد سكانه آنذاك حوالي 3000 نسمة وهو مثل فجيج يتكلم أهله المازيغية وسط بلاد القبائل العربية . والواقع أن عين الشعير يقع في ملتقى الحدود الرعوية لبني كيل ، أولاد جرير وأولاد ناصر التي ترتاده مع آيت سغروشن أمازيغ الناحية الغربية لتبادل الأغنام والألبسة الصوفية المحلية .
كان سكان قصر عين الشعير منقسمين إلى عشيرتين تسكن كل واحدة منهما قصرا خاصا بها و كان أعيانهم يجتمعون ويكونون مجلسا واحدا وتضم العشيرة الكبيرة تسع سلالات وأكبرها سلالة آيت أفقير .
في سنة 1900 اختير رجل يدعى محمد بن قدور أفقير شيخا للجماعة لأنه كان أغنى رجل بالواحة. ولقد أثار سقوط بشار في يد المستعمر الفرنسي نقاشا حادا داخل الجماعة بين أنصار الدخول في علاقة مع الفرنسيين وبين المعارضين لذلك .
ولقد نصب محمد أفقير نفسه بسرعة قائدا للحمائم والتقى على مسار سنتي 1904 و1905 مع ضباط فرنسيين سواء في بشار أو في أماكن أخرى بعيدة عن عين الشعير .
ولما تم له ترويض معظم سكان الواحة سافر صحبة القائد الفرنسي لكولمب بشار إلى عين الصفراء في مايو من سنة 1905 للقاء ليوطي الشهير في تاريخ الاستعمار الفرنسي للمغرب وقدم نفسه ليكون وسيطا بين الجيش الفرنسي والقبائل الغير الخاضعة .
كانت هذه هي بداية قصة حب وردية بين متطلع للسلطة ودولة استعمارية ستجعل من خليفته من بعده ابنه محمد رجل المرحلة في بداية تاريخ الاستقلال المغربي .
ومن خلال كل ما ذكر فلا علاقة لعائلة أي أفقير بالنسب الإدريسي الشريف ، وإنما هم أمازيغ على غرار مجاوريهم من قبائل آيت عطا وآيت خباش ...الذين أذاقوا المستعمر الفرنسي الويلات في تقدمه في الجنوب الشرقي المغربي عبر حرب العصابات الاستنزافية .
بتصرف عن كتاب المجتمع والمقاومة في الجنوب الشرقي المغربي المواجهة المغربية للإمبريالية الفرنسية 1881-1912 تأليف : روس إ . دان ، ترجمة أحمد بوحسن ، مراجعة عبد الأحد السبتي.