ولد الشيخ سليم بن الشيخ حسن اليعقوبي في مدينة اللد(1) وهي مدينة فلسطينية تقع في مكان متوسط بين البحر والجبل في فلسطين. نشأ وترعرع في بيت علم وأدب ودين، فكان والده من شيوخ اللد المشهورين، وعائلته"آل اليعقوبي" عائلة نزحت إلى فلسطين من الغرب العربي، واستقرت في عسقلان واللد، وعرفت بمحافظتها الشديدة وتمسكها بالدين والسلوك الإسلامي الرفيع، فقد حرص رجال هذه العائلة على تنشئة أبنائهم على الإسلام، وتعليمهم الفقه واللغة والنحو والصرف بإشرافهم وتحت رعايتهم.
دخل الشيخ المدرسة الابتدائية في بلدته "اللد" وأنهى تعليمه الابتدائي فيها، ورغبة من والده في أن يتم ابنه تعليمه العالي بعث به إلى الأزهر الشريف ملتقى طلبة العلم في العالمين العربي والإسلامي، فانتظم في الدراسة في الأزهر وواظب على حضور مجالس العلم في رواق الشام مدة اثني عشر عاماً، وقد تميز بين طلبة الأزهر في ذلك الوقت بمحفوظه الوافر من الشعر الذي اعتبره نواة لشاعريته فيما بعد. وفي سنة 1904 عاد الشيخ سليم من مصر إلى فلسطين وقد تكنى "بأبي الإقبال" ليعمل قاضياً لمدينة يافا وفي الفترة بين سنتي 1904-1915 عام اشتراكه في البعثة العلمية، تبلورت شخصية أبي الإقبال كرجل دين وسياسة وشاعر من شعراء فلسطين، فلقب نفسه "بحسَّان فلسطين" تيمنا بحسان بن ثابت شاعر الرسول، وأنشأ ديوان شعره الأول "حسنات اليراع".
هذا، وخير ما يعرفنا على شخصية أبي الإقبال هو مشاركته السياسية والاجتماعية التي حفلت بها حياته. فلليعقوبي مشاركاته السياسية التي تشكل جانباً هاماً من جوانب شخصيته. ففي العهد التركي اشترك في البعثة العلمية إلى دار الخلافة الإسلامية التي أمر بتأليفها جمال باشا السفاح ناظر البحرية التركية والقائد العام للجيش الرابع المخيم في سوريا وفلسطين.
وقد كان الغرض من هذه البعثة:
أ- عرض إخلاص السوريين والفلسطينيين وإبداء مشاعرهم الطيبة نحو الخلافة الإسلامية.
ب- مشاهدة عظمة الدولة واستعدادها الحربي.
ت- بث عواطف أهل البلاد نحو إخوانهم الغزاة المجاهدين