يا أهل الدار,الشرفاء الأبرار, والزوار: بَصَّحَّة فْطُورْكُمْ
استيقظت هذا الصباح ,ونسيم العيد يسابق شمس غشت الحارقة؛عساه يبارك للأحباب قبل حمارة الحر,وضمأ آخر يوم
رمضاني.
كنت في الاستقبال ,بكل طيوري الجبلية ,التي تلازم حديقتي؛حيث لا يعوزها الحب والماء؛هدية مني لصخبها ,الذي يؤكد لي كل فجر أن دفق الحياة متواصل ؛ويغريني بها.
تذكرت كل أفراد العائلة ,وتمنيت من كل قلبي أن يسعدوا بعيدهم هذا ,في عامهم هذا؛خصوصا وقد كثرت الشكوى,من فرط الحر.
تذكرت الأصدقاء والمعارف ؛وقلت بيني وبين نفسي: ما أجمل ساعات ييسرها الله للذكرى.وفي ركاب هذه الذكرى ذكريات خاصة مع كل واحد منهم.
دفق آخر للحياة يعطيها بعدا انسانيا. وهي اما أن تكون انسانية أو لاتكون.
تذكرت أعزائي أبناء عمومتي الشرفاء الأدارسة ؛حيثما وجدوا؛وخصوصا عشرة الديوان؛وألح علي خطاب كريم وفاضل من الشريفة الرشيدية للاصفية -وقد انضاف الى فيض من الشوق- أن أقْبِلْ على أبناء وبنات عمومتك حفدة رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله .
ها أنا بين ظهرانيكم من جديد ؛مسلما على سيادة النقيب ومدير الديوان وكل الطاقم والزوار الكرام.
وتحية خاصة أوجهها لللا صفية حكيمة رشيدة؛وثقوا أنها فضل كبير من الله في ديوانكم ؛لقد أودعها الله سرا من عنده فضلها به؛فهنيئا لها , ولنا بها.
ثم ألحت علي الانسانية الرقمية –عموما-هذا البعد الجديد ,الخالص لنا نحن ؛ساكنة المعمور في عصرنا هذا.
صداقات نقسوا عليها فننعتها بالافتراضية,أو الرقمية ,وهي تبنى شحنة شحنة,بالكلمات .لأن قاموسنا عاجز كل العجز عن ابتكار تسميات ومصطلحات جديدة تناسب هذه الحياة" الرقمية "الموغلة في التعالق والتشابك ؛في عوالم نعيشها ونحس بها لكن دون أن نراها رأي العين.
ان القاموس الذي يزخر بثمانين اسما للكلب ,والمئات للأسد ,والعشرات للسيف ؛وبكل مرادفات الصداقة,الود,العشرة,الألفة,الحب, يقف عاجزا عن تحديد مصطلحات ,وتسميات لهذه الوشائج التي تؤلف بين الناس ؛عبر عوالم جديدة كل الجدة ؛في كون بعمر ملايير السنين.
ما أروع أن نكون هنا ؛نشهد هذا الميلاد الكوني الرائع .
في انتظار أن يحسم القاموس ؛ويبحث عن الأعرابي الذي كان دائما بباب اللغويين والنحاة؛حجة عليهم؛أقرر أن عشرتي لصداقاتي وأحبتي ,عبر الشبكة, ليست رقمية ولا افتراضية؛بل هي روحية وثابتة.
أعرفهم ويعرفونني ؛ولا أملك الا أن أبارك لهم العيد بالطريقة الجزائرية ؛لأننا ,في مدينة وجدة المغربية,على بعد كيلومترات من للا مغنية:
بالصحة فطوركم.