حقائق ان مولد النبى صلى الله عليه وسلم كان يوم الاثنين
تبيان على أن النبى صلى الله عليه وسلم ولادته جاءت يوم الاثنين
روي في صحيح مسلم في «كتاب الصيام» عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الاثنين، فقال: هذا يوم ولدت فيه وأنزل عليّ فيه رواه مسلم.
ونورد أيضاً من أقوال الشيخ الشعراوي: إن أشياء عجيبة حدثت يوم مولده كما ورد في الحديث والتاريخ، ولم تكن ليلة مولده كأية ليلة من ولادات بني البشر. وقد وردت هذه الأحداث والأحاديث العائدة لها كاهتزاز عرش كسرى، وانطفاء النار بفارس بعد أن دامت ألف عام، وغيرها في كتاب ابن كثير «البداية والنهاية» الجزء الثاني ص 265-268.
ونورد لكم من كتاب ابن الحاج «كتاب المدخل» الجزء الأول ص 261: «يجب علينا في كل يوم اثنين من ربيع الأول أن نكثر من العبادات لنحمد الله على ما أتانا من فضله بأن بعث فينا نبيه الحبيب صلى الله عليه وسلم ليهدينا للإسلام والسلام… فالنبي صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن صوم يوم الاثنين أجاب: هذا يوم ولدت فيه. لذا، فهذا اليوم يشرف ذاك الشهر لأنه يوم النبي صلى الله عليه وسلم ... وقد قال: أنا سيد ولد آدم ولا فخر.وقال: آدم ومن جاء بعده تحت لوائي يوم القيامة. رواها الشيخان بخاري ومسلم. وقد أورد في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ولدت يوم ذاك الاثنين وفي مثله نزل عليّ أول الوحي. وقد أعطى النبي صلى الله عليه وسلم اهتماماً ليوم مولده وحمد الله على نعمة خلقه بأن صام في هذا اليوم كما هو وارد في حديث أبي قتادة. ونفيد من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعبر عن فرحه بهذا اليوم بالصوم، وهو نوع من العبادات. وبما أن النبي صلى الله عليه وسلم أبدى اهتماماً بهذا اليوم بصومه عرفنا أن العبادة في مختلف أشكالها جائزة لبيان مكانة هذا اليوم. وحتى لو تغير الشكل فالمحتوى قائم لذا فالصوم أو إطعام المساكين، أو الاجتماع لمدح النبي صلى الله عليه وسلم أو تبيان مناقبه وخلقه الحسن كلها طرق لتبيان أهمية ذاك اليوم.
وقد جاء الأمر الإلهي بالابتهاج بمبعث النبي صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى في كتابه العزيز: قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا (يونس: 58).
وقد جاء هذا الأمر لأن الفرح يجعل القلب شاكراً لرحمة الله. وأية رحمة إلهية أعظم من النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال الله تعالى فيه: وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين (الأنبياء: 17).
ولأن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رحمة للعالمين كان لزاماً ليس على المسلمين فقط، بل على كافة البشر أن يفرحوا به. ولكن مع الأسف نجد أن بعض المسلمين هم في طليعة العاصين لأمر الله بالابتهاج بنبيه.
احتفال النبي صلى الله عليه وسلم بالمناسبات التاريخية الكبرى
كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم الربط بين المناسبات الدينية والأحداث التاريخية، وكلما مرت مناسبة هامة نبَه أصحابه للاحتفال بذلك اليوم والتأكيد على أهميته حتى لو كان الحدث قد تم في زمن سحيق. وهذا البدء يؤكده الحديث التالي من صحيح البخاري في كتاب الصوم باب 69 وكتاب الأنبياء باب 24 وابن ماجد ومالك في الموطأ والإمام أحمد: أن النبي صلى الله عليه وسلم قدم إلى المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء، فسألهم فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه قوم فرعون، ونجى موسى، فنحن نصومه شكراً لله تعالى فقال: نحن أولى بصوم موسى منكم.
قال تعالى: صلوا عليه و سلموا تسليما صلى الله عليه وسلم
إن في إقامة ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ما يحث على الثناء والصلاة عليه وهو واجب أمرنا الله تعالى بالقيام به:
إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما (الأحزاب:56)
فمجرد الاجتماع وذكر النبي صلى الله عليه وسلم يجعلنا نثني ونصلي عليه، فمن له ان يمنع الالتزام بواجب أمرنا الله به في كتابه العزيز. ولعمري ففي إنفاذ أمر من أمور الله نكتسب نوراً يملأ قلوبنا بفيض لا حد له. والجدير بالذكر أن هذا الأمر أتى بالجمع: إن الله وملائكته يصلون على النبي، كأنهم في اجتماع منعقد، فمن الخطأ الجسيم والحال هذه أن يقال بأن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يجب أن تكون على انفراد.
التكليف بالازدياد في حب النبي صلى الله عليه وسلم وتشريفه
يطلب الله من النبي صلى الله عليه وسلم بأن يذكّر أمته بأن على من يدعي حب الله عليه أن يحب نبيه أيضاً:
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله 0(آل عمران: 31).
فالاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف يعد من الالتزام بالتكليف بحب النبي صلى الله عليه وسلم وطاعته والإقتداء بسنته والفخر به لأن الله سبحانه وتعالى يفخر به في كتابه العزيز:
وإنك لعلى خلق عظيم (القلم: 4).
فحب النبي صلى الله عليه وسلم هو ما يميز المؤمنين في كمال إيمانهم. ففي حديث صحيح عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين رواه البخاري ومسلم فكمال الإيمان يعتمد على حب النبي صلى الله عليه وسلم لأن الله تعالى وملائكته دائمون في تشريفه كما جاء في الآية السابقة: إن الله وملائكته يصلون على النبي. فالأمر الإلهي الذي جاء بعد هذه الآية: يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه صحيح وواضح بأن صفة الإيمان تعتمد وتتجلى بالصلاة على النبي. اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين.
ضرورة معرفة السيرة النبوية والإقتداء بها
ومن البديهي أن تكون لنا دراية عن نبينا صلى الله عليه وسلم عن حياته، معجزاته، مولده، أخلاقه، إيمانه، آياته، خلواته وعبادته، وبعد أوليست هذه المعرفة واجبة على كل مسلم؟ فما الذي هو أفضل من الاحتفال وتذكر مولده الذي يمثل أساس حياته كمقدمة لنكتسب المعرفة عن حياته؟ فبتذكرنا لمولده نبدأ بتذكر كل شيء عنه، وبذلك يرضى الله عنا لأننا حينئذ نصبح قادرين على أن نعرف سيرة النبي صلى الله عليه وسلم على وجه أفضل، ونصبح أكثر استعداداً لكي نجعله مثالاً لنا نصلح به عثراتنا ونقتدي به. ولهذا كان الاحتفال بالمولد فضلاً عظيماً أرسل ألينا.
قبول النبي صلى الله عليه وسلم للقصائد المنظومة في مدحه
في زمن النبى صلى الله عليه وسلم كان من المعروف أن الشعراء يأتون بقصائد كثيرة يمدحونه فيها ويذكرون فيها غزواته ومعاركه وصحابته. والبرهان على ذلك واضح من الأشعار الكثيرة الواردة في سيرة ابن هشام، وأعمال الواقدي وغيرهما، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم راضياً عن الشعر الحسن وجاء في «الأدب المفرد» للبخاري قوله: «في الشعر حكمة». كما أن العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه وهو عم النبي صلى الله عليه وسلم قد نظم شعراً مدح فيه مولد النبي صلى الله عليه وسلم ومن هذه الأبيات المذكورة في «حسن المقصد» للسيوطي (صفحة 5) وكتاب المولد لابن كثير (صفحة 30):
اللهم أحينا على سنته وتوفنا على ملته واحشرنا تحت لوائه وأوردنا حوضه واسقنا من يده الشريفة شرب’ هنيئة لانظمأ بعدها أبدا
(منقول للامانة)