بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
لمحة عن القطب مولانا عبدالسلام بن مشيش
رضي الله عنه
[align=right]ولد القطب مولانا عبدالسلام عام 559هـ وقيل 563هـ وعاش 63 سنة.
حفظ القرآن الكريم وله من العمر أثنا عشرة سنة على شيخه الولي سيدي
سليم المدفون بقبيلة بني يوسف وقيل أدركه الجذب وهو ابن سبع سنين في
مغارة ودخل عليه رجل عليه علامات الصلاح وقال له أنا شيخك الذي
كنت أمدك.
وتلقى العلم على الولي العالم سيدي الحاج أحمد أقطران الذي عرف بالإمام
العسقلاني دفين الأخماس بقبيلة أبرج قرب باب تازة.
ومن مشايخه الولي الصالح أبو محمد سيدنا عبدالرحمن بن الحسن الشريف
العطار المعروف بالزيات لكونه من سكان المدينة المنورة بحي الزياتين على
دفينها أفضل الصلاة والسلام دفن بغمارة على شاطئ البحر.
كما تلقى العلم على أخيه سيدنا موسى الرضى.
تلقى الطريقة – منذ نعومة أظفاره – عن الشيخ عبدالرحمن المدني عن
القطب تقي الدين الملقب بالفقير بالتصغير وهو من أرض العراق عن القطب
فخر الدين وهو عن القطب تاج الدين عن القطب نور الدين أبي الحسن علي
عن القطب تاج الدين عن القطب شمس الدين بأرض الترك عن القطب زين
الدين القزويني عن القطب أبي إسحاق البصري عن القطب أبي القاسم المرواني
عن القطب أبي محمد سعيد الغزواني عن القطب جابر عن أبي الأقطاب أبي
محمد الحسن بن الإمام علي كرم الله وجهه عن مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
توفي القطب مولانا عبدالسلام شهيدا من أجل الدفاع عن حوزة الإسلام
ونشر العلوم الإسلامية في الوقت الذي كانت المسيحية والصليبية تعمل على
محاربة الدعاة للإسلام وتتآمر ضدهم للقضاء عليهم بواسطة المأجورين والعملاء
وهكذا أوعز الصليبيون إلى صنيعتهم آنذاك عدو الله وعدو المسلمين ابن
أبي الطواجن المعروف بالمتنبي الكتامي لمحاربة مولاي عبدالسلام بن مشيش
بإيعاز من إسبانيا الكاثوليكية وبدافع من روما التي كانت تقتفي تحركات الزعماء
والأقطاب والعلماء.
فأول عمل اتجهت إليه الصليبية إخراج مولاي عبدالسلام بن مشيش من
مدينة سبته إلى جبل العلم وبه وضعوا تصميما وخطة مدبرة نفذها ابن أبي
الطواجن المشعوذ وابن أبي الطواجن من قرية بكتامة من قبيلة أسريف
من جهة ارهونة.
وتوجد وثيقة بخزانة اسكوريال بإسبانيا تؤكد أن قتل مولاي عبدالسلام
كان مدبرا على يد المسيحيين أيام المرينيين الذين أبلوا البلاء الحسن في مطاردة
الغوغائيين وكل من يريد إلحاق الاذاية بالمسلمين وسيطروا على أرض فازاز ومن
بها من قبيلة زناته كما أغاروا على أزغار والهبط إلى أن تتم البيعة لعثمان بن
عبدالحق المريني وذلك عندما انقسم المغاربة على أنفسهم وفرطوا في الوحدة
والاعتصام بحبل الله المتين وبعد ضعف ملك الموحدين.
نعم إن الله سبحانه يمهل ولا يهمل وكما يدين الفتى يدان فقد دبت الغيرة
الدينية إلى نفوس المؤمنين واجتمعت كلمتهم بعد أن وحدوا صفوفهم للقضاء
على أبي الطواجن الذي كان يعيش مندسا بين القبائل المجاورة لجبل العلم لقضاء
أغراضه الوحشية حيث كان يرغم السكان على إحضار الأبكار من فتياتهم
لافتضاضهن وللزنا بهن فبعثوا لأبي الطواجن من وصف له فتاة جميلة ومن
أجمل ما خلق الله من عائلة فزاكة بقبيلة بني سعيد في مجاورة بني حسان.
وفي اليوم الذي تم الاتفاق على الدخول بالفتاة جعلوا مكانها أخا لها يشبهها
وألبسوه لباس عروس فلما قرب منه عندما جن الليل وأطفئ السراج استل
الشاب خنجرا طعن به ابن الطواجن وقضى على حياته.
ومنذ وفاة مولانا عبدالسلام بن مشيش والملوك المتعاقبون على العرش المغربي
يحتفلون بذكراه في الخامس عشر من شهر شعبان كل سنة.
ويسمى يوم الذكرى هذه بموسم الحج الأصغر وتيمنا وتبركا بالقطب مولانا
عبدالسلام. يفد الزوار يوم الموسم من كل حدب وصوب وتتلى يوميا بضريح
مولانا عبدالسلام عدة سلك من القرآن الكريم وحديث مولانا رسول الله صلى
الله عليه وسلم كما يشارك في هذا الموسم علماء المغرب ويترأسه جلالة الملك
أو من ينتدبه عنه ممثلا له.
والدعاء بنية خالصة عند زيارته مستجاب.
خلف مولانا عبدالسلام أربعة من الأشبال وهم ساداتنا:
1.أبو عبدالله سيدي محمد
2.وأبو الحسن مولاي علي
3.وسيدي عبدالصمد
4.وأبو العباس مولاي أحمد.
انتقلت القطبانية من مولانا عبدالسلام بن مشيش إلى مريده وتلميذه
أبي الحسن الشاذلي رضي الله عنه وجميع الطرق بالعالم الإسلامي تفرعت من
أبي الحسن الشاذلي رحمه الله.[/align]
[align=center]المصدر:
مصابيح البشرية في أبناء خير البرية
للمؤلف:الشريف أحمد الشباني الإدريسي يرحمه الله.[/align]