بسم الله الرحمن الرحيم
المعلم الاول في ذكر عبد الله المحض بن الحسن المثنى:
-والعقب من ادريس بن عبد الله المحض بن الحسن بن الحسن بن على بن أبى طالب عليه السلام ويكنى أبا عبد الله وشهد فخا مع الحسين بن على العابد صاحب فخ ، فلما قتل الحسين انهزم هو حتى دخل المغرب فسم هناك بعد أن / صفحة 158 / ملك ، وكان قد هرب إلى فاس وطنجة ومعه مولاه راشد ودعاهم إلى الدين فأجابوه وملكوه فاغتم الرشيد لذلك حتى امتنع من النوم ، ودعا سليمان بن جرير الرقى متكلم الزيدية وأعطاه سما فورد سليمان بن جرير إلى ادريس متوسما بالمذهب فسر به ادريس بن عبد الله ثم طلب منه غرة ووجد خلوة من مولاه راشد فسقاه السم وهرب ، فخرج راشد خلفه فضربه على وجهه ضربة منكرة وفاته وعاد وقد مضى ادريس لسبيله .
[mark=#FFFF99]وأعقب ادريس بن عبد الله المحض من ابنه ادريس وحده [/mark]، وكان ادريس بن ادريس لما مات أبوه حملا وأمه ام ولد بربرية ، ولما مات ادريس ابن عبد الله وضعت المغاربة التاج على بطن جاريته أم ادريس فولدته بعد أربعه أشهر . قال الشيخ أبو نصر البخاري : قد خفى على الناس حديث ادريس لبعده عنهم ونسبوه إلى مولاه راشد وقالوا إنه احتال في ذلك لبقاء الملك له ، ولم يعقب ادريس بن عبد الله ، وليس الامر كذلك فان [mark=#FFFF99]داود بن القاسم الجعفري وهو أحد كبار العلماء وممن له معرفة بالنسب [/mark]، حكى أنه كان حاضرا قصة ادريس بن عبد الله وسمه وولادة ادريس بن ادريس . قال : وكنت معه بالمغرب فما رأيت أشجع منه ولا . أحسن وجها ، وقال [mark=#FFFF99]الرضا بن موسى الكاظم عليه السلام [/mark]: ادريس بن ادريس ابن عبد الله من شجعان أهل البيت والله ما ترك فينا مثله . وقال أبو هاشم داود ابن القاسم بن اسحاق بن عبد الله بن جعفر الطيار : أنشدني ادريس بن ادريس لنفسه : / صفحة 159 /
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
لو مال صبرى بصير الناس كلهم= في روعتي وضل في جزعى
بأن الاحبة فاستبدلت بعدهم =ها مقيما وشملا غير مجتمع
كأننى حين يجرى الهم ذكرهم= على ضميري مجبول على الفزع
تأوى همومى إذا حركت ذكرهم= إلى خوارج جسم دائم الجزع [/poem]
فأعقب ادريس بن ادريس بن عبد الله المحض من ثمانية رجال القاسم وعيسى، وعمر، وداود، ويحيى، وعبدالله، [mark=#FFFF99]ويحيى[/mark]، [mark=#FFFF99]وعبدالله[/mark]، وحمزة ، وقد قيل انه أعقب من غير هؤلاء أيضا ولكل منهم ممالك ببلاد المغرب هم بها ملوك إلى الآن .
أعقب داود بن إدريس بن على ما قال صاحب السفرة بفاس وبشتاية وصدفية جماعة هم بها مقيمون ، وقال الموضح النسابة : هم بالنهر الاعظم من المغرب . وأعقب حمزة بن ادريس بن ادريس بالسوس الاقصى ،
وأعقب عمر بن ادريس بن ادريس بمدينة الزيتون فمن ولده عيسى بن ادريس بن عمر الذى بنى جبل الكوكب وهو مدينة المغرب ، ومنهم حمود وهو أحمد بن ميمون بن أحمد بن على بن عبد الله بن عمر ، أعقب من رجلين القاسم الملقب بالمأمون وعلى الملقب بالناصر لدين الله ، ملك الاندلس وقلع بنى مروان عنها / صفحة 160 / وأعقب على الناصر لدين الله ملك الاندلس ، يحى الملقب بالمغيلى وادريس الملقب بالمتأيد وليا الخلافة بالمغرب ، فأعقب يحيى المغيلى إدريس الملقب بالمعالى والحسن الملقب بالمستنصر دعى لهما بالخلافة هناك ، وأعقب القاسم المأمون بن احمد حمود بن ميمون وكان قد ولى بعد أخيه ، محمدا الملقب بالمهتدى ملك الجزيرة الخضراء بالمغرب ، ومن ولد عمر بن ادريس ، على بن عبد الله بن محمد بن عمر قال العمرى : له عقب يعرفون بالفواطم .
وأما يحيى بن إدريس بن ادريس فكان له بلد صدفية بالمغرب ، ومن ولده على بن عبد الله التاهرتى بن المهلب بن يحيى بن ادريس ، وربما نسب التاهرتى إلى محمد ابن ادريس بن ادريس ، قال الشيخ العمرى : وليس ذلك بعيدا والذى يلوح من كلامه أنه صحيح النسب اعتمادا على انه كتب في السفرة ويجب أن يكون ما كتب في السفرة صحيحا حتى تجيئ حجة تبطله ، ولعلى التاهرتى أولاد منهم بمصر ومنهم بخراسان ، وهذا على التاهرتى هو الذى ورد رسولا عن صاحب مصر إلى السلطان محمود بن سبكتكين ؟ ؟ ؟ معه على تصانيف الباطنية ، ونفاه عن النسب الحسن ابن طاهر بن مسلم العبيدلى فخلى بينه وبينه فقتله ، ثم أنه طلب تركته فلم يعط منها شيئا . وقد حكى قصته صاحب اليميني في كتابه وجزم على أنه دعى فاسد النسب لما كان من نفى الحسن بن طاهر له ، وقد عرفت أن الظاهر أنه علوى والله أعلم .
وأعقب عيسى بن ادريس بن ادريس ببلد ملكانه ، فمن ولده القاسم كنون ابن عبد الله بن يحيى بن أحمد بن عيسى بن ادريس،
وعبد الله بن ادريس بن / صفحة 161 / ادريس أحد النساك مات بفاس . وعقبه بالسوس الاقصى وأعمالها ،
والقاسم ابن ادريس بن ادريس ، أولد واكثر فمن ولده أبو طالب الناسك بن أحمد بن عيسى بن أحمد بن محمد بن القاسم المذكور ، وكان من أهل الفضل وهو الذى عمل السفرة بسببهم ، ومنهم الشيخ الشاعر الضرير بمصر الحسن بن بحيى بن القاسم كنون بن ابراهيم بن محمد بن القاسم المذكور ،
وبنو ادريس كثيرون وهم في نسب القطع يحتاج من يعتزى إليهم إلى زيادة وضوح في حجته لبعدهم عنا وعدم وقوفنا على أحوالهم .