ما الفرق بين السيد و الشريف ؟؟؟
منقول
تعريف كلمة السيد والشريف
من كتاب الأصول في ذرية البضعة البتول
للنسابة الشريف أنس الكتبي الحسني
كثيرا ما يسألني بعض الناس عن معنى كلمة السيد والشريف والفرق بينهما ، ومن أين اتت؟ومن هم السادة ؟ ومن هم الأشراف؟وغير ذلك من مسائلات الت تخص هذ الجانب. أقول وبالله التوفيق سو ف أشرح في بدايه الأمر معنى الكلمتين لغويا، فكلمة السيد كما جاء في لسان العرب وغيره من الكتب ، فالسيد تطلق على رب العمل والمالك له ، وتطلق أيضا على الرجل الفاضل الكريم السخي الحليم من يحتمل أذاء غيره والناس قال: ابن شميل: السيد الذي فاق غيره بالفعل والمال والدفع والنفع من وضع ماله في مكانه . وفي الحديث الشريف(كل بني ادم سيد، فالرجل سيد اهل بيته ، والمرأه سيده اهل بيتها ) وفي الحديث الشريف قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((انا سيد ولد ادم ولا فخر)). اما الشريف ، فهو الحسب بالأباء والشرف والمجد لا يكونوا الا بالأباء والعشيرة ، يقال : رجل شريف ، ورجل ماجد ، له أباء متقدمون في العراقة والشرف ، وشرف يشرف شرفاً وشرفه شرفةً وشرافةً فهو شريف ،والجمع أشراف.
قال الفيروز آبادي في قا موسه المحيط: الشرف محركةً العلوا وامكان العالي والمجد، ولا يكون إلا بالآباء ، أو علوا الحسب فهذا معناهما حسب ما جاء في كتاب اللغه ومن المنطلق العام فإني أقول : وهو الأصح والشايع الآن أن السيد أو الشريف يطلق على من كان من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومن أنتسب إلى اأمامين السبطين الحسن والحسين عليهما السلام ، وهذا يطلق عليهما وذرياتهما إل ان تقوم الساعة، للعلو المكاني ، ولمقام أبيهما وأمهما ، فأمهم فاطمة الزهراء بنت الرسول عليها السلام ، وأبوهما علي بن ابي طالب عليه السلام ان عم رسول الله صلى الله عليه وله وسلم ولكن الفظ يختص بأبناء فاطمة عن غير أولاد الإمام عل من دونها ، وذلك لقربى الرسول الأعظم، وكل من كان حسنين او حسينين سار سيد او شريف ، ولكن ليس كل طالبي يكون سيدا او شريفا ومن كان من ذريه محمد ابن الحنفيه ، أو من ذريه العباس بن علي ، او من ذريه عمر الأشرف ، وقال له : علوي لأنه ينتهي في النسب إلى طرف واحد من جهة الأب إلى الإمام علي بن أبي طالب ، وهو عليويا طالبي ، واما من كان من ذريه جعفر بن أبي طالب فهو طالبي هاشمي، ويقال له أيضا : جعفري .وأما من كان من ذريه بني عبد المطلب بن هاشم القرشي جد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وينسب إلى أبيه الأعلى هاشم ، ويقال له هاشمي. وأما من كان من ذريه ابنه العباس بن عبدالمطلب ، فيقال له : عباسي . أقول : وقد تبين لدي إن إطلق السيد على أهل البيت هو أقدم من الشريف ، لأن الحديث الشريف يشير إلى ذالك ، قال رسول الله صله الله عليه وآله وسلم : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنه . وفي أخر قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الحسن ابن علي عليهما السلام : إن ابني هذا سيد ولعل الله ان يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين . وقوله صلى الله عليه وآله وسلم : أنا سيد ولد ادم ولا فخر. واء فيكتاب الله ان اله سما يحيى سيدا وحصورا ، وإلا غير ذلك. ولم يرد في الحديث كلمة الشريف ، وكان في القرون الأولى المتقدمة إصطلاح كلمة السيد يطلق على كل من إنتمى إلى الحسن والحسين ، فمتى أطلق لفظ السيد لا ينصرف إلا لمن كان من ذرياتهما قال صاحب المصباح المنير : أساد يسود سيادةً ، والأسم السؤدد وهو المجد والشرف ، فهو سيد والأنثى سيدة بالهاء ، والجمع سادة وسادات قل صاحب طرفة الأصحاب في معنى الشريف : أعلم إن الشريف لا يطلق على كل من كان من ذرية أولاد علي عليه السلام ، بل من كان من أولاد أولاده من فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وهما الحسن والحسين ، ومن كان غيرهما من أولاد علي عليه السلام يسمى علويا ولا يسمون أشرافا. ومن كان من الخلفاء من بني العباس بن عبدالمطلب قيل لهم العباسيون . وأيد ذلك صاحب إسعاف الراغبين في ما نقله عن رساله الزينبية لجلال الدين السيوطي المتوفى سنة 911هـ ما نصه : أسم الشريف يطلق في الصدر الأول على كل من كان من أهل البيت سواء كان حسنين ام حسينين ام علويا من ذريف محمد ابن الحنفية، أو غيره من أولاد علي بن ابي طالب ، أم جعفرياام عقيليا ام عباسيا ، وهذا نجد تاريخ الحافظ الذهبي مشحون في الترام بذالك، يقول الشريف العباسي ، الشريف العقيلي ، الشيف الجعفري، الشريف الزينبي . وإني لا أتفق معهم لما يقول ، فكلمة الشريف أو السيد لابد ومن الأصح ان تطلق على ذريه الحسن والحسين فقط ، فهي مختصه بهم إلحاقا لما أوردناه من أحاديث شريفه سابقة . وقد أشتهر لفظ السيد في البلاد الإسلاميه شرقا وغربا في القرون المتقدمة إبتداء من الحجاز ومصر والعراق، وبلاد اليمن وسوريا وبلاد فارس والهند ، على من إنتمى إلى الحسن والحسين في النسب ، فيوصف بالسيد ، ولكن في القرن الثالث الهجري أول من نعت بكلمة الشريف هو الشريف الرضي وأخوه المرتضى ، فهم حسينيون من ذريه موسى الكاضم عليه السلام ، وعلى عهد الفاطميين في مصر قصروا اسم الشريف على ذريه الحسن والحسين فقط، واستمر ذالك إلى وقت متأخر ، غير ان أهل الحجاز كانوا ا يطلقون كلمة الشريف إلى على من ولي إمارة مكة من الحسنيين ، فيقال : شريف مكة ، واما من لم يلها من هم فينعت بالسيد. ولكن في بداية الأمر كانت كلمة السيد هي المتبعة ، فالحجج والوثائق القديمه كانت تخاطب من كان من ذريه الحسن والحسين بالسيد ، وكلمة الشريف هي ليست مختصه بالحسنيين دون الحسينيين، فكلهم سادة وأشراف . وأول من لقب بكلمة الشريف الرضي وأخوة المرتضى، كما ذكرنا في السابق، وهم حسينيون. وكان في الحجاز يقال لذرية علي السادة ، ويقال لهم أيضا : الأشراف، لا يفرق بينهما ، حتى جاء ابي نمي ، فحكم مكة سنة 932هـ، فرئا العلويين قد كثروا واتسعت بطونهم، فأراد ان يميز بينهم ، فأطلق على بني الحسن اسم الأشراف ، وعلى بني الحسين اسم السادة. غير ان هذه التسمية ظلت موقوفة على الحجاز ، أما بقية الأقطار إلى الأمصار ، فكلهم سادة ، فأكثر من ولي مكة من الأشراف الحسنيين لذلك بداء يخلط بعض الناس ان الحسنيين هم الأشراف ، والحسينيين هم السادة ، وهم الأشراف ، ولا فرق بينهما ، فالحسن ابن علي وفاطمة والحسين هو كذلك فلماذا التميز بين ابناء الحسن على ابناء الحسين؟ فذرياتهما ورثة عنهم الشرف والسيادة ، لأنهم أكتسبوا هذا الشرف من شرف النبوة ، وهو لا يقاس به أبدا شرف الملك والحكم والمال والجاه ، فهو شرف يتحقق بالإيمان، وسيادة تتحقق بالقرباء إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقد أتخذ بعض النسابين من أهل البيت وتميز صاحب علم النسب ونقيب الأشراف أو السادة، بأن يطلقوا عليه الشريف دون السيد ، وذلك لعلمه بنسب أهل البيت ورأسته عليهم إن كان نقيبا ، ومن باب التقدير أن ينعت ويميز بالشرف من التحليل السابق حول كلمة السيد والشريف. واللذي ينتج عنه انه لا فرق بين الكلمتين ، فالسيد هو الشريف ، والشريف هو السيد ،وكلاهما متكاملان يكمل بعضهما البعض ، فالسيادة والشرف يعنيان التفوق والتميز والعلو المعنوي والمادي رغم انهم جعلوا لقب السيد عامه على كل من تفوق وعلا ، ولقب الشريف يخصونه بمن ورث آبائه. وخلاصة القول ان السادة والأشراف هم من ذريه فاطمة الزهراء عليها السلام وسيدنا علي بن ابي طالب عليه السلام ، ولا فرق بين اللقبين من ناحية النسب وشرف الإنماء إلا الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، فكلهم منتسبون إليه ، وكلهم أحراء بالتقدير والإحترام ولا يميز شخصا عن اخر أسأل الله سبحانه وتعالى ان اكون قد وفقت في توضيح معنى هاتين الكلمتين ، وأرجوا من الله سبحانه ان يجعل هذا العمل خالصا لوجهه الكريم وتقربا برسول الله صلى الله عليه وآله سلم وبذريته الطيبه الطاهره ، فلا أسأل الله إلا الأجر والثواب، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم ، والله أعلم بما تخفي الصدور الحمد لله رب العالمين أولا وآخرا .