العودة   ديوان الأشراف الأدارسة > ديوان الأشراف الأدارسة > استراحة الأشراف الأدارسة > فلسفيات وخواطر وتخيلات.
 

فلسفيات وخواطر وتخيلات. هنا نقوم بكتابة ونقل ما نقرأ أو يجول بعقولنا من فلسفيات وخواطر وتخيلات نابعة من خلال تجاربنا وتجارب غيرنا في هذه الحياة.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 07-03-2011, 02:08 AM
الصورة الرمزية محسن العروسي
محسن العروسي محسن العروسي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 





افتراضي المُنْتَحِرُ ليس بِشَهِيدٍ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنْ لا إله إلاّ الله وحدهُ لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم. أمّا بعد فإنّ أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمّد صلى الله عليه وسلم ، وشرّ الأمور محدثاتها، وكلّ محدثة بدعة، وكلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النّار ، وبعد :
لقد أكرم الله الإنسان وفضّله على كثير ممن خلق تفضيلا، كما قاله تعالى {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلا} [الإسراء:70]، ولقد سخّر الله كل ما في هذا الكون لخدمة هذا الإنسان الذي خلقه الله لعبادته وحده لا شريك له، قال الله تعالى {وَسَخَّرَ لَّكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهً} [الجاثية:13]. ولقد عظَّم الله نفس الإنسان وحرّم الاعتداء عليها، وحذّر مِن قتلها بغير حق، سواء كان ذلك عمدًا، أو خطأ، أو قَتْلَ الإنسان نفسَه، فقال سبحانه {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلاَدَكُم مِّنْ إمْلاَقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُون}[الأنعام:151]، وقال تعالى {وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا(68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70)}[الفرقان:68-70]، وقال تعالى {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاء تْهُمْ رُسُلُنَا بِالبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم بَعْدَ ذَلِكَ فِي الأَرْضِ لَمُسْرِفُون} [المائدة:32].


إن قتل النفس بغير حق جريمة كبيرة، وهو من كبائر الذنوب فليحذر الإنسان من التورط في تلك الجريمة الشنيعة، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«اجتنبوا السبع الموبقات –أي المهلكات- وذكر منها:«قتل النفس التي حرّم الله إلا بالحق» رواه البخاري (2766)، ومسلم (89). وقال صلى الله عليه وسلم:«لزوال الدنيا أهون على الله من قتل مؤمن بغير حق» رواه ابن ماجة (2121) وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم:«لو أن أهل السماء والأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار» رواه الترمذي (1398)، وصححه الألباني. وقال صلى الله عليه وسلم: «كلُّ ذنب عسى الله أن يغفره إلا الرجل يموت كافرًا، أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا» رواه أحمد، وأبو داود، وغيرهما، وهو حديث صحيح كما في صحيح الجامع الصغير (4524).
على الإنسان أن يلجأ إلى الله ليقضي له الحاجات، ويفرِّج عنه الكربات، فإن الله تعالى رحيم يرحم عباده حتى الكفار يرحمهم في الدنيا بالرزق والحياة، لكن من مات كافرًا فإن الله لا يرحمه يوم القيامة، فليحذر الإنسان من الوقوع فريسة لليأس والقنوط، لأن الله تعالى يفرج الكربات ويزيل الهموم والحسرات، قال الله تعالى { وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا (29) وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا (30)} [النساء:29-30]. وأما من يلجأ إلى قتل نفسه فإنه لم ينج من مشكلته،بل إنه قد وقع في مشكلة أخرى أشدّ وأخطر، فيها خسارة الدنيا والآخرة، فلا يجوز أن يقتل نفسه بأي وسيلة، بحديدة كسكّين، أو رصاص، أو يتحسِّى السمّ، أو بأن يحرق نفسه، أو يُغرق نفسه، أو يخنق نفسه، أو يُلقي بنفسه من مكان عال فيموت، أو يُضْرِب عن الطعام حتى يموت، فإن مثل هذا قد أعدّ الله له عذابًا عظيما يوم القيامة، ردعًا لجريمة القتل، فقد قال رسول اله صلى الله عليه وسلم: « مَنْ تَرَدَّى مِنْ جَبَلٍ فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَهُوَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ يَتَرَدَّى فِيه خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ تَحَسَّى سُمًّا فَقَتَلَ نَفْسَهُ فَسُمُّهُ فِي يَدِهِ يَتَحَسَّاهُ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا، وَمَنْ قَتَلَ نَفْسَهُ بِحَدِيدَةٍ فَحَدِيدَتُهُ فِي يَدِهِ يَجَأُ بِهَا في بَطْنِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدًا مُخَلَّدًا فِيهَا أَبَدًا » رواه البخاري (5778)، ومسلم (109). وقال صلى الله عليه وسلم: «الَّذِي يَخْنِقُ نَفْسَهُ يَخْنِقُهَا فِي النَّارِ، والَّذِي يَطْعَنُهَا يَطْعَنُهَا فِي النَّارِ» رواه البخاري (1365). وقال صلى الله عليه وسلم: «كَانَ فِيمَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ بِهِ جُرْحٌ فَجَزِعَ، فَأَخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بِهَا يَدَهُ، فَمَا رَقَأَ الدَّمُ حَتَّى مَاتَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: بَادَرَنِي عَبْدِي بِنَفْسِهِ حَرَّمْتُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ» رواه البخاري (3463)، ومسلم(113).
أيها الناس: اعلموا –عافاني الله وإياكم- أن المنتحر قاتل للنفس التي حرم الله تعالى قَتْلَهَا، وهو من أهل النار، وهو يظنّّ بعمله ذلك، وبانتحاره أنه يستريح من هموم الدنيا، وما عَلِمَ أنه ينتقل من الدنيا إلى عذاب أليم نسأل الله العفو والعافية.
فإيّاك إيّاك أيها الإنسان أن تقع في قتل النفس بغير حق، فإن وجودك في هذه الحياة نعمة من الله تعالى، وفُرصة منحك الله إيّاها لتقوم بما خلقك لأجله وهو عبادة الله وحده لا شريك له.
أيها الناس: إننا في زمن انقلبت فيه الموازين، حيث نسمع بعض الناس يطلقون اسم الشهيد على من ينتحر من أجل قضيّة خاصّة أو عامّة، وهذا خطأ، فإن للشهادة شروطا منها: أن يكون مسلما، وأن يجاهد لتكون كلمة الله هي العليا في الجهاد في سبيل الله وهذا هو الشهيد الحقيقي الذي هو حي عند ربه يُرزق.
وهناك من حكمت له الشريعة بالشهادة الحُكْمية ويُسمّى الشهيد حُكما، وقد جاء ذكرهم في أحاديث كثيرة منها قوله صلى الله عليه وسلم: « الشَّهَادَةُ سَبْعٌ سِوَى الْقَتْلِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، الْمَطْعُونُ شَهِيدٌ، وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ ذَاتِ الْجَنْبِ شَهِيدٌ، وَالْمَبْطُونُ شَهِيدٌ، وَصَاحِبُ الْحَرِيقِ شَهِيدٌ، وَالَّذِي يَمُوتُ تَحْتَ الْهَدْمِ شَهِيدٌ، وَالْمَرْأَةُ تَمُوتُ بِجُمْعٍ شَهِيدَةٌ » رواه مالك، وأحمد وغيرهما، وهو حديث صحيح، كما في صحيح الجامع الصغير للألباني (3739). ومعنى (بِجُمْعٍ): أن تموت المرأة وفي بطنها ولد، أو تموت من الولادة.
أما من يُغرق نفسه، أو يحرقها، أو يجلس أو ينام تحت سقف سينهدم لا يكون شهيدًا لا حقيقة ولا حكما، بل هو منتحر، ومهما كانت الأسباب والمسوّغات والمبرّرات، قال رسول الله صلى عليه وسلم: « مَنْ بَاتَ فَوْقَ بَيْتٍ لَيْسَ لَهُ إجَّارٌ فَوَقَعَ فَمَاتَ ، فَقَدْ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ ، وَمَنْ رَكِبَ الْبَحْرَ عِنْدَ ارْتِجَاجِهِ فَمَاتَ بَرِئَتْ مِنْهُ الذِّمَّةُ » [رواه أحمد (20748)، وأبو داود (5041)، وغيرهما وهو حديث صحيح]. ومعنى إجّار: الجدار المحيط بالسطح، فمن مات في مثل هاتين الحالتين فليس بشهيد. والحلّ ليس بالهروب من الهموم إلى العذاب، وليس بعلاج الخطأ بالخطأ، بل يُعالج الخطأ بالصواب، وبالطرق المشروعة والمفيدة، وباللجوء إلى الله الرحيم، ربّ السماوات والأرض، الذي يقول {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60]، وقال سبحانه {أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُون} [النمل:62].

 

 

التوقيع :
محسن العروسي بن عبد الباقي بن علي بن علي الزناسني مسكنا المشيشي نسبا
رد مع اقتباس
 

  #2  
قديم 07-03-2011, 10:40 PM
الصورة الرمزية هشام الريماوي
هشام الريماوي هشام الريماوي غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 




افتراضي رد: المُنْتَحِرُ ليس بِشَهِيدٍ

[align=right] بسم الله الرحمن الرحيم

صدقت أخي محسن العروسي فإن الإنتحار ليس من الشهادة في شيء، و كما أن الموت واحد إن تعددت الأسباب فإن الإنتحار حرام مهما كانت الأسباب، جازاك الله خيرا عن حسن الموعظة.

اللهم أنر قلوبنا بالإيمان و الإسلام [/align]

 

 

رد مع اقتباس
 

  #3  
قديم 08-03-2011, 12:40 AM
الصورة الرمزية رمضان مصباح الريماوي الإدريسي
رمضان مصباح الريماوي الإدريسي رمضان مصباح الريماوي الإدريسي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 




افتراضي رد: المُنْتَحِرُ ليس بِشَهِيدٍ

[[والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين


من خبر الأثر الذي يخلفه المنتحر في نفوس أقاربه وأصدقائه وسائر معارفه ؛يعي حق الوعي مدلول
النصوص الشرعية التي استشهدت بها ,وموقفك من المسألة.
لا شك ن هذه النصوص ,اذ تركز على العقاب ,الى درجة يبدو معها أشد من الجرم في حد ذاته,تستحضر
هذا البعد.
ينتهي الموضوع - دنيويا-بالنسبة للمنتحر بخروج روحه ,غصبا, لكن الأحياء يعيشون مع الذكرى المؤلمة ما داموا أحياء.
أما الانتحار في أزمنة الذود على الأمة والأوطان, فهو من قبيل التولي يوم الزحف.
شكرا لك

 

 

التوقيع :
سهرت أعين ونامت عيون لأمور قد تكون أولا تكون
ان ربا كفاك بالأمس سيكفيك في غد ما يكون
ادرأ الهم ما استطعت عن النفس فحملك كل الهموم جنون
رد مع اقتباس
 

  #4  
قديم 08-03-2011, 11:31 AM
الصورة الرمزية يس ابراهيم
يس ابراهيم يس ابراهيم غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 





افتراضي رد: المُنْتَحِرُ ليس بِشَهِيدٍ

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
مع تقديرنا لجهاد اخوة الايمان ضد حكام الجور .. و أعداء الاسلام .. الا أن هذا الموضوع يذكر بجانب مهم في وسائل الدفاع عن الحقوق والتي من بينها عدم ازهاق الأرواح .. و ينبغي التنبيه الى عدم اظهار المنتحرين في هذه الثورات باعتبارهم أبطالا ، فهذا ما لا يجوز ..
فالإشارة بالسلاح ولو مزاحاً من المنهي عنه ، فقد نهى رسول الله عن الإشارة الى مسلم بسلاح ولو كان مزاحاً سداً للذريعة، وحسماً لمادة الشر التي قد تفضي إلى القتل، فعن أبي هريرة أن رسول الله قال: « لا يشير أحدكم الى أخيه بالسلاح فإنه لايدري لعل الشيطان ينزع في يده فيقع في حفرة من النار»(2)، وفي رواية لمسلم قال: قال أبو القاسم: « من أشار الى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه حتى ينزع، وإن كان أخاه لأبيه وأمه»، فاذا كان مجرد الإشارة الى مسلم بالسلاح نهى عنه رسول الله، وحذر منه ، ولو كان يمازح أخاه من أبيه وأمه، فكيف بمن يقتل نفسه أ.. و اذا كان قتل الانسان لنفسه حرام ، فكيف بمن يقتل مسلما آخر و يقتل الأنفس البريئة ويروع المسلمين ، هذا إن دل على شيء فإنما يدل على مدى القسوة والغلظة التي تملأ قلوب هؤلاء ، يقتلون المسلم ولأتفه الأسباب، فقست قلوبهم من بعد ذلك فهي كالحجارة أو أشد قسوة.
قد يقع من وراءه القتل والفساد فكيف بمن يتعمد قتل المسلم بغير حق فإن من فعل ذلك كان معرضاً لأشد العذاب والعقاب والوعيد قال الله تعالى: {ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيماً [النساء:93].


 

 

التوقيع :
[rainbow]
رَسُولُكَ تَرْجُمَانُ عَقْلِكَ، وَكِتَابُكَ أَبْلَغُ مَا يَنْطِقُ عَنْكَ!
[/rainbow]من أقوال الامام علي كرم الله وجهه
رد مع اقتباس
 

  #5  
قديم 14-03-2011, 11:45 PM
الصورة الرمزية يوسفي
يوسفي يوسفي غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 





افتراضي رد: المُنْتَحِرُ ليس بِشَهِيدٍ

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان إلا على الظالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آلـه وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فنقدم لكم فيما يلي فتاوى مهمة للعلماء الكبار الأجلاء في : حكم العمليات الانتحارية
نسأل الله أن ينفعنا بها ، اللهم آمين .
و إلى الفتاوى

1- سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله تعالى -
السؤال :ما حكم من يلغم نفسه ليقتل بذلك مجموعة من اليهود ؟

الجواب :
الذي أرى قد نبهنا غير مرة أن هذا لا يصلح لأنه قاتل نفسه ، والله يقول تعالى يقول في سورة النساء { ولا تقتلوا أنفسكم }، والرسول صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح البخاري ومسلم (( من قتل نفسه بشيء عذب به يوم القيامة )) يسعى في هدايتهم ، وإذا شرع الجهاد جاهد مع المسلمين ، وإن قتل فالحمد لله ، أما أنه يقتل نفسه يحط اللغم في نفسه حتى يقتل معهم ، هذا غلط لا يجوز أو يطعن نفسه معهم لا يجوز ، ولكن يجاهد حيث شرع الجهاد مع المسلمين ، أما عمل أبناء فلسطين هذا غلط ما يصلح إنما الواجب عليهم :الدعوة إلى الله والتعليم والإرشاد والنصيحة من دون هذا العمل .ا0هـ
(( من شريط فتاوى العلماء في الجهاد ))من كتاب الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية لـ محمد بن فهد الحصين .
2- سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ – حفظه الله تعالى –السؤال :
تتعرض بعض الدول الإسلامية لحرب أو احتلال من دول أخرى ، فيعمد بعض أفرادها إلى مهاجمة أفراد البلد المتعدي بالطرق الانتحارية فيقتل نفسه ، ويقتل غيره من الأعداء ، وربما امتد ذلك لأهل بلده أو غيرهم من الآمنين ، ويرون أن هذا لون من ألوان الجهاد في سبيل الله ، وأن المنتحر شهيد ؛ ما رأي سماحتكم في هذا العمل ؟
الجواب : فأجاب رحمه الله جواباً مفيداُ ، والشاهد منه : أما ما وقع السؤال عنه من طريقة قتل النفس بين الأعداء أو ما أسميته بالطرق الانتحارية ، فإن هذه الطريقة لا أعلم لها وجهاً شرعياً ، ولا أنها من الجهاد في سبيل الله ، وأخشى أن تكون من قتل النفس ؛ نعم إثخان العدو وقتاله مطلوب بل ربما يكون متعيناً لكن بالطرق التي لا تخالف الشرع . من كتاب الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية لـ محمد بن فهد الحصين .
3- سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله تعالى – السؤال : فضيلة الشيخ : علمت حفظك الله ما حصل في يوم الأربعاء من حادث قتل فيه أكثر من عشرين يهودياً على أيد المجاهدين ، وجرح فيه نحو خمسين ، وقد قام هذا المجاهد فلف على نفسه المتفجرات ودخل في إحدى حافلاتهم ففجرها وهو إنما فعل ذلك :
أولاً : لأنه يعلم أنه إن لم يُقتل اليوم قُتل غداً ، لأن اليهود يقتلون الشباب المسلم هناك بصورة منظمة .
ثانياً : إن هؤلاء المجاهدين يفعلون ذلك انتقاماً من اليهود الذين قتلوا المصلين في المسجد الإبراهيمي .
ثالثاً : إنهم يعلمون أن اليهود يخططون هم والنصارى للقضاء على روح الجهاد الموجودة في فلسطين .
والسؤال هو : هل هذا الفعل منه يعتبر انتحاراً ، أو يعتبر جهاداً ، وما نصيحتك في مثل هذه الحالة ؟ لأننا علمنا أن هذا أمر محرم لعلنا نبلغه إخواننا هناك وفقك الله ؟
الجواب :
هذا الشاب وضع على نفسه اللباس الذي يقتل أول من يقتل نفسه ، فلا شك أنه هو الذي تسبب في قتل نفسه ، ولا تجوز مثل هذه الحالة إلا إذا كان في ذلك مصلحة كبيرة للإسلام ، لا لقتل أفراد من أناس لا يمثلون رؤساء ولا يمثلون قادة لليهود ، أما لو كان هناك نفع عظيم للإسلام لكان ذلك جائزاً .
وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على ذلك وضرب لهذا مثلاً بقصة الغلام المؤمن الذي كان في أمة يحكمها رجل مشرك كافر ، فأراد هذا الحاكم المشرك الكافر أن يقتل هذا الغلام المؤمن فحاول عدة مرات ، مرة ألقاه من أعلى الجبل ، ومرة ألقاه في البحر ، ولكن كلما حاول ذلك نجى الله ذلك الغلام فتعجب هذا الملك ، فقال الغلام يوماً من الأيام : أتريد أن تقتلني ؟
قال: نعم وما فعلت هذا إلا لقتلك ... قال : اجمع الناس في صعيد واحد ، ثم خذ سهماً من كنانتي واجعله في القوس ثم ارمني به ، قل : باسم رب الغلام ، وكانوا إذا أرادوا أن يسموا ، قالوا : باسم الملك ، لكن قال : له : باسم الله رب هذا الغلام ، فجمع الناس في صعيد واحد ، ثم أخذ سهماً من كنانته ووضعه في القوس ، وقال : بسم رب الغلام ، وأطلق القوس فضربه فهلك ، فصاح الناس كلهم : الرب رب الغلام ، الرب رب الغلام ، وأنكروا ربوبية هذا الحاكم المشرك ، لأنهم قالوا هذا الرجل الحاكم فعل كل ما يمكن أن يهلك به هذا الغلام ولم يستطع إهلاكه ولما جاءت كلمة واحدة باسم رب الله رب هذا الغلام هلك ، إذا مدبر الكون هو الله فآمن الناس .
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : هذا حصل فيه نفع كبير للإسلام ، وإن من المعلوم أن الذي تسبب في قتل نفسه هو الغلام لا شك ، لكنه حصل بهلاك نفسه نفع كبير آمنت أمة بأكملها ، فإذا حصل مثل هذا النفع ، فللإنسان أن يفدي دينه بنفسه ، أما مجرد قتل عشرة أو عشرين دون فائدة ، ودون أن يتغير شيء ، ففيه نظر بل هو حرام ، فربما أخذ اليهود بثأر هؤلاء فقتلوا المئات ، والحاصل أن مثل هذه الأمور تحتاج إلى فقه وتدبر ونظر في العواقب وترجيح أعلى المصلحتين ، ودفع أعظم المفسدتين ، ثم بعد ذلك تقدر كل حالة بقدرها .من كتاب الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية لـ محمد بن فهد الحصين .
السؤال :ما الحكم الشرعي فيمن يضع المتفجرات في جسده ، ويفجر نفسه بين جموع الكفار نكاية بهم ، وهل يصح الاستدلال بقصة الغلام الذي أمر الملك بقتله ؟
الجواب :
الذي يجعل المتفجرات في جسمه من أجل أن يضع نفسه في مجتمع من مجتمعات العدو قاتل لنفسه ، وسيعذب بما قتل به نفسه في نار جهنم ، خالداً فيها مخلداً ، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن قتل نفسه بشيء يعذب به في نار جهنم .
وعجباً من هؤلاء الذين يقومون بمثل هذه العمليات ، وهم يقرؤون قول الله تعالى { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً } سورة النساء ن ثم يفعلون ذلك هل يحصدون شيئاً ؟ هل ينهزم العدو ؟ أم يزداد العدو شدة على هؤلاء الذين يقومون بهذه التفجيرات كما هو مشاهد الآن في دولة اليهود ، حيث لم يزدادوا بمثل هذه الأفعال إلا تمسكا ً بعنجهيتهم ، بل إنا نجد أن الدولة اليهودية في الاستفتاء الأخير نجح فيها ( اليمينيون ) الذين يريدون القضاء على العرب .
ولكن من فعل هذا مجتهداً ظاناً أنه قربة إلى الله عز وجل فنسأل الله تعالى ألا يؤاخذه لأنه متأول .
وأما الاستدلال بقصة الغلام ، فقصة الغلام حصل فيها دخول في الإسلام ، لا نكاية في العدو ، ولذلك لما جمع الملك الناس ن وأخذ سهماً من كنانة الغلام ، وقال : بسم الله رب الغلام ؛ صاح الناس كلهم : الرب رب الغلام ؛ فحصل فيه إسلام أمة عظيمة ، فلو حصل مثل هذه القصة لقلنا عن هناك مجال للاستدلال، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قصها علينا لنعتبر بها ، لكن هؤلاء الذين يرون تفجير أنفسهم إذا قتلوا عشرة أو مائة من العدو فإن العدو لا يزداد إلا حقنا عليهم وتمسكاً بما هم عليه . ا.هـ (من كتاب فتاوى الأئمة في النوازل المدلهمة لـ محمد بن حسين بن سعيد القحطاني )
4- سماحة الشيخ صالح الفوزان – حفظه الله تعالى –
السؤال : هل تجوز العمليات الانتحارية ، وهل هناك شروط لصحة هذا العمل ؟
الجواب : ا
لله جل وعلا يقول { ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً × ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً }سورة النساء . وهذا يشمل قتل الإنسان نفسه وقتله لغيره بغير حق ن فلا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه بل يحافظ على نفسه غاية المحافظة ، ولا يمنع هذا أن يجاهد في سبيل الله ويقاتل في سبيل الله ولو تعرض للقتل أو الاستشهاد ، هذا طيب أما انه يتعمد قتل نفسه فهذا لا يجوز ، وفي عهد النبي صلى الله عليه وسلم في بعض الغزوات كان واحد من الشجعان يقاتل في سبيل الله مع الرسول صلى الله عليه وسلم ثم إنه قتل فقال الناس – يثنون عليه- : ما أبلى منا أحد مثل ما أبلى فلان قال النبي صلى الله عليه وسلم : هو في النار هذا قبل أن يموت فصعب ذلك على الصحابة كيف مثل هذا الإنسان الذي يقاتل ولا يترك من الكفار أحداً إلا تبعه وقتله يكون في النار ، فتبعه رجل وراقبه وتتبعه بعدما جرح ثم في النهاية رآه وضع السيف على الأرض بمعنى : وضع غمد السيف على الأرض ورفع ذبابته إلى أعلى ثم تحامل على السيف ودخل من صدره وخرج من ظهره ، فمات الرجل فقال هذا الصحابي صدق الرسول صلى الله عليه وسلم ، وعرفوا أن الرسول لا ينطق عن الهوى ، لماذا دخل النار مع هذا العمل ؟ لأنه قتل نفسه ولم يصبر ، فلا يجوز للإنسان أن يقتل نفسه . ا.هـ 0 (من كتاب الفتاوى الشرعية في القضايا العصرية لـ محمد بن فهد الحصين .)
السؤال:
سُئل فضيلته(الشيخ ابن عثيمين): هل يجوز إطلاق (شهيد) على شخص بعينه؛ فيقال: (الشهيد فلان)؟
الجواب:فأجاب بقوله:
لا يجوزُ لنا أن نشهدَ لشخص بعينِه أنه شهيد، حتى لو قُتِل مظلومًا، أو قُتل وهو يدافع عن الحق؛ فإنه لا يجوز أن نقول: (فلان شهيد). وهذا خلافٌ لِما عليه الناسُ اليوم حيث رخصوا هذه الشهادة، وجعلوا كلَّ مَن قُتل - حتى ولو كان مقتولاً في عَصبيةٍ جاهلية - يُسمونه: (شهيدًا)! وهذا حرامٌ؛ لأن قولَك عن شخص قُتل: (هو شهيد): يُعتبر شهادة؛ سوف تُسأل عنها يوم القيامة، سوف يُقال لك: هل عندك علم أنه قتل شهيدًا ؟! ولهذا لمَّا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:"مَا مِن مَكلومٍ يُكلَمُ في سبيل الله - واللهُ أعلم بمَن يُكلَمُ في سبيله - إلا جاء يومَ القيامة وكَلْمُه يثعب دمًا؛ اللونُ لونُ الدم، والريحُ ريح المسك". فتأمل قولَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: "واللهُ أعلمُ بِمَنْ يُكلَمُ في سَبيله" - "يُكلَم": يعني يُجرح ـ؛ فإن بعضَ الناس قد يكون ظاهرُه أنه يقاتِل لِتكونَ كلمةُ اللهِ هي العليا، ولكنَّ اللهَ يعلم ما في قلبه، وأنه خلافُ ما يظهر مِن فِعله. ولهذا بَوَّبَ البخاري - رحمه الله - على هذه المسألة في صحيحه فقال: "باب: [لا يُقال: فلان شهيد]"؛ لأن مَدارَ الشهادة على القَلب، ولا يعلم ما في القلبِ إلا الله - عز وجل -. فأمْرُ النيةِ أمرٌ عظيم، وكم مِن رَجُلَيْن يقومان بأمْر واحد يكونُ بينهما كما بَين السماءِ والأرض وذلك مِن أجل النيةِ؛ فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إنما الأعمالُ بالنيات، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى، فمَنْ كانت هِجرتُه إلى اللهِ ورسوله؛ فهِجْرَتُه إلى اللهِ ورسوله، ومَن كانت هجرتُه إلى دنيا يُصيبها أو امرأةٍ ينكحها؛ فهجرتُه إلى ما هاجَر إليه". والله أعلم.
[مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين: المجلد الثالث، السؤال 475].
أسال الله تعالى أن يفعنا بما علمنا ،إنه ولي ذلك والقادر عليه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

 

التوقيع :
رد مع اقتباس
 

  #6  
قديم 15-03-2011, 03:18 AM
الصورة الرمزية محسن العروسي
محسن العروسي محسن العروسي غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 





افتراضي رد: المُنْتَحِرُ ليس بِشَهِيدٍ

بسم الله الرحمن الرحيم
الهم انا نسألـُـك فعـلَ الخيرات .. وتركَ المنكرات .. وحبَ المساكين.. وأن تغـفـر لنا وترحمنا وتتوب علينا .. واٍذا أردت بقـومٍ فـتنةً،فـتوَفـنا غـير مفـتونين .. ونسألك حبَـك.. وحبَ مَن يُحـبـُـك.. وحب عـملٍ يقـربنا اٍلى حـبـِك .. يا رب العــالمين.

 

 

التوقيع :
محسن العروسي بن عبد الباقي بن علي بن علي الزناسني مسكنا المشيشي نسبا
رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 11:37 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir