العودة   ديوان الأشراف الأدارسة > ديوان الأشراف الأدارسة > مشاهير وأعلام الأشراف الأدارسة
 

مشاهير وأعلام الأشراف الأدارسة كل شخصية مشهورة أو عرفت كعلم في أي مجال من المجالات منذ قيام دولة الأدارسة بالمغرب الأقصى إلى الوقت الحاضر.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 15-07-2011, 06:43 PM
ناصر الحسني ناصر الحسني غير متواجد حالياً
عضو
 




افتراضي تراجم جملة من السادة الخرشفيين العاملين

قبسات لامعة.. من مشكاة علماء المنطقة الأفذاذ
الشيخ المولود الأمين قويسم الجلفة
الحوار : 31 - 03 - 2010

من هذا المنبر المبارك وعلى أديم صفحاته جريدة '' الحوار '' الغراء، أدرج سلسلة ومضات لامعة تنير درب المهتمين بتراجم كوكبة من رعيل أهل العلم والنضال، كان ولا زال صيتهم مكنونا في أفئدة أهل المبرة والوفاء كما قال سيدي الديربي:
واذكر الآن رجالا
كانوا مشايخا صحبتهم زمانا
مشايخي الأئمة الأبرار
ارجوا بذكرهم بقاء الذكر
فانهم عاشو بأنس الرب
فهم جلوس في نعيم الحضره
كل شيخ نلت منه علما
وكل شيخ زرته للبركه
وإنني لغفلتي اقلهم
وقد عددت منهمو جماعه
وما سكت عن سواهم صدا
وإنما ذكرت قوما درجوا
قد كان لي بأنسهم سلوان
وقد بقيت بعدهم فريدا
أقطع الأوقات بالرجاء
وفي الزمان منهو بقيه
فقل لهم اذا أقاموا بعدنا
كأنجم يزهو بهم زمان
أو زرتهم تبركا أحيانا
وإخوتي الأحبة الأخيار
لهم وفوزي بجزيل الأجر
سرا وذاقو من شراب الحب
وجوههم في نضرة من نظره
أو أدبا فهو إمامي حتما
فقد وجدت ريح تلك الحركه
وقد تقضي منهم أجلهم
اشتهروا بالفضل والبراعه
ولم اطق حسرى الجميع عدا
ومن مضيق سجنهم قد خرجوا
وما نسيت ذكرهم اذ بانوا
مخلفا عن رفقتي وحيدا
ليحضر الوفاة بالوفاء
قليلة صالحة مرضيه
يدعوا لنا فقد دعونا جهدنا
.1 سيدي محمد نايل بن عبد الله الخرشفي:
هو العالم العارف بالله المجاهد المقاوم الشريف الحسيب الجد التاريخي الرمز، أصل 400 عرش، وجد ملايين من الأفراد النائلية الشريفة: سيدي محمد نايل (950 هجري) بن عبد الله الخرشفي بن محمد بن احمد بن المسعود بن عيسى بن عبد الله بن عبد الكريم بن عمر بن محمد بن سيدي عبد السلام بن مشيش الإدريسي الحسني كان من أعيان القرن العاشر الهجري وله فضائل ومناقب ومكارم وذكريات وتراث قويم في ميدان المقاومة والتربية والإصلاح ومقامه مشهور بوادي الحجل دائرة احجيلة ولاية المسيلة وعقبه متواجدون بعدة أصقاع كالجلفة والمسيلة وبسكرة وأم البواقي وغيرها، قال فيه وفي عقبه، الشيخ سيدي عطية مسعودي:
أبناء نائل ابوهم نالا
بنوا لبتول الطاهرون نسبا
على الحياء والسخا طباعهم
من الأذى قلوبهم سليمة
قد طبعوا على محاسن الخلال
أخلا قهم تنبيك أن أصلهم
وكيف لا وجدهم خير الورى
وءاله ذوي التقوى والجاه
سل عنهم ان شئت طلاب الجدى
كم عالم بفضلهم قد نوها
وفي انتهاء النظم قل مؤرخا
مجدا سما به منالا
والطيبون سيرة وحسبا
قدجبلت وطال فيها باعهم
وفضلهم لمبتغيه ديمه
دون سواهم منحة من ذي الجلال
مطهر فاعرف أخي فضلهم
صلى عليه الله ما نجم سرى
وصحبه وتابعي الاواه
هل وجدوا لهم شبيها في الندى
وصالح في حبهم تولها لنائل مجد قد علا ورسخا
.2 الشيخ الشريف بن بالأحرش:
هو العلامة المربي الرمز المجاهد الخليفة سي الشريف بن الاحرش المحمدي النائلي لإدريسي الحسني مؤسس المعهد التعليمي بالزملة وبالجلفة ومرجع أهل المنطقة في الحل والعقد تخرج من معهد شيخه المختار بأولاد جلال وأسس مقامه العامر بالزميلة ثم بالجلفة والتحق بالأمير عبد القادر فاستخلفه على مهام معينة ومواقف جبارة ثم تولى مسؤولية كبيرة بإشارة من مشايخه وأعيان زمنه قلما ينالها أهل عصره فأجاد وأفاد وأنقذ ووفى، وقدأشار إلى مناقبه وفضائله كثير من المؤرخين والمشايخ والأساتذة والمحققين وقد ذكره أيضا الأجانب من أمثال الرحالة (eugene-fromentn ) وقد ذكره هذا في كتابه: صيف في الصحراء، كما قد ذكر الشيخ سيدي عبد القادر بن إبراهيم المسعدي مناقب أقاربه وأسرته وأهله حينما هنأ قريبه يحي بن السعيد بقصيدة منها قوله:
تهن بعيد الفتح والفضل والنصر
وبالمجد والفخر المؤثل مثل ما
كتبت على جبين دهرك اسطرا
رميت بسهم الصنع نسر مفاخر
يحن اليك شارد الفضل مثلما
شوارد مجد في الكرام تفرقت
فكنت للانام واحدا متفردا
ويوماك يوم للمروءة والندى
ومنذ رأينا الله احيا بك العلى
تناديك بتوليك ما أنت أهله
سجدنا اقتداء بالمفاخر والعلى
تطير بنا نوق الرجا يستحثها
كلا راحتيك البحر لا المنح غضها
نبارك من سواك خلقا مركبا
فدم وارفلن في برد عز ورفعة
وضع تاج ملك فوق هامة سيد
فعش سالما وارق المعالي صاعدا
وبالعز والاقبال يا مفرد العصر
تهنى بك الاعياد في الفطر والنحر
شهدن بفضل من لجين ومن تبر
ودست على العلياء في هامة النسر
تحن الحمام الورق للا لف والوكر
فجمعتها جمعا على اكمل الامر
وليثا على الاعداء غيثا الى الحر
ويوم لاعمال المثقفة السمر
فقامت وكانت تحت مندرس القبر
وتخطب منك واحد الفضل والقدر
وجئنا مومين البيدا والمهمه القفر
حداة اشتياق بالسياط من الذكر
ولا العدم والاثراء في العسر واليسر
تجمع اشتات الفضائل والفخر
تروى ربوع المحل بالسيح والقطر
معودة كفاه للثم والنصر
بهمتك الشماء دس صفحة البدر
.3 الشيخ عبد الرحمن بن الطاهر:
هو العلامة المربي المرشد المكافح الشيخ سيدي عبد الرحمن طاهيري بن أحمدالإدريسي الحسني ولد حوالي سنة 1875 م في ضواحي مسعد، تعلم القرآن على أيدي مشايخ زاوية سيدي الطاهر بالقاهرة، ودرس العلوم في زاوية سيدي بن عزوز البرجي قرب طولقة، وأخذ العهد في الطريق الرحمانية على يد الشيخ سيدي عبدالرحمن النعاس بن سليمان، ثم بعد جولات وسياحة وتنقلات بين معالم الإشعاع العلمي والروحي استقر به المقام مدة بالمكيمن ثم أسس مقامه المشهور في بريش وكان يقصده فيه علماء ومشائخ زمانه خصوصا منهم علماء منطقة خط الجريد من بينهم سي أحمد بن عظامو والشخ الطاهر العبيدي والشيخ عبدالقادر بن ابراهيم والشيخ إبراهيم بيوض والشيخ محمد الطفيش والشيخ محمد الصغير والشيخ الأزهاري بن المبروك وغيرهم من مشائخ الطرق وشيوخ العلم وقبيل الحرب العالمية الأولى سعى مع العروش إلى تكوين جيش ثوري ضد الإحتلال بل أنه دعى إلى عصيان مدني عام ضد المحتل ولما له من عناية ودراية ومحبة وتقدير إستجابت عروش المنطقة لسعيه ولدعوته، وبقي على العهد بعد مضايقات ونفي واعتقالات ثابتا على المبدإ إلى أن استشهد سنة 1931م رحمه الله
.4 الشيخ المختار حسني بن علي:
العالم العلامة القاضي الشيخ المختار حسني بن علي بن بوشندوقة العلامة الحجة القاضي الشيخ المختار حسني بن علي بن بوشندوقة، ولد حوالي سنة 1856 ميلادي بنواحي زاغز من عائلة المجاهد بن شندوقة المنتمي إلى جيش الأمير عبد القادر، وينحدر نسبه من أولاد سي أحمد بن أمحمد بن عبد الرحمن ابن سالم بن يحي بن أمليك بن سيدي محمد نايل بن عبد الله الخرشفي المشيشي الإدريسي الحَسني، تعلم في مقام أبيه وحضر دروس الحاج أحمد بن الصادق الجد، وحضر دروس مشايخ زاوية الشيخ عطية بيض الغول الجد، ثم التحق بزاوية الشيخ عبد الرحمن النعاس، ثم انتقل إلى زاوية الشيخ المختار في عهد الشيخ محمد الصغير وتعلم على أيدي مشايخها من أمثال الشيخ العابد بن احبوب والشيخ مصطفى بن قويدر ثم انتقل إلى زاوية الهامل في عهد المؤسس الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي وحضر دروسه ودروس علماء المقام من أمثال الشيخ محمد بن عبد الرحمن الديسي والشيخ الحاج محمد بن الحاج أمحمد القاسمي، ومراسلاته كثيرة متنوعة متشعبة مع علماء عصره من أمثال الشيخ الديسي والشيخ العبيدي والشيخ عبد القادر المسعدي والشيخ أحمد بن الصادر والشيخ المختار الشاذلي والشيخ عطية مسعودي ومنها - كماقال شيخنا عامر - رسالة منظومة للشيخ عطية وكان يومها صغيرا طلب منه فيها الإجازة حسب تقاليد العلماء الأحرار للتبرك بالإذن والدخول في سندهم وذلك حينما كان قاضيا في البيض أواخر العشرينات ومطلعها:
بعد سلام نشره عبيق
ذي بسطة في العلم والجسم معا
وفكرة سليمة وفطره
وحيد ذا الزمان في علم العرب
محمود حال فعله والماضي
مختار اسمه وقدره على
لقدوة نجاره عريق
وسطوة بها الضلال قمعا
زكية نجم انارقطره
كم حوى في كل فن من أرب
اعني به الشيخ الإمام القاضي
ووالد له يسمى بن علي
.5 الشيخ العارف بالله عبد القادر بن مصطفى:
هو العارف بالله العالم العلامة شيخ مشايخنا سيدي عبدالقادر طاهري بن مصطفى بن محمدبن الطاهربن قويدر بن بوكثير الإدريسي الحسني مؤسس المقام العامر بالقرآن والعلوم بالإدريسية يقول فيه شيخنا سيدي عطية مسعودي:
أستاذنا نبراسُ أهل اللهِ
بدر الطريق نجمها الوقاد
كعبة مجد مالَهُ من نِد
روص ندى مَن أمّه نال الجدا
قد نصر الله به ونصرَه
تذكيره ووعظه يجلي الصدا
دليل خير وطبيب عارف
ومالَهُ في العصر من مضاهي
من نورِه تُقتبس العُبادُ
نعرفه ولو بأقصى الهندِ
نور هُدى من اقتدى به اهتدى
وقدّره بين الأنام شهّره
عن قلب كل مومن يبغي الهُدى
تُعزى له الأسرار والمعارف
.6 الشيخ عطية مسعودي:
هو العالم العلامة المربي مفتي ديار اهل الجلفة الشيخ سيدي عطية مسعودي بن مصطفى المحمدي النائلي الإدريسي الحسني، استظهر القرآن الكريم وأخذ مبادئ بعض العلوم الشرعية على يد أخيه الشيخ سيدي الهادي بن مصطفى بالجلالية زاوية الشيخ سيدي عطية بن احمد بن بيض الغول الكائنة شمال مدينة الجلفة ثم توجهت عنايته فالتحق بزاوية الشيخ سيدي عبد القادر طاهيري بالادريسية واخذ عنه الوِرد والمزيد من العلوم وبعد أن اجازه شيخه انتقل إلى الجزائر العاصمة في العشرينيات واجتمع بالشيخ المجدد عبد الحليم بن اسماية فأخذ عنه علوما جمة ثم انتقل إلى زاوية الشيخ عبد القادر الحمامي بالبليدة وحضر مجالس الشيخ محمد بن جلول كما اجتمع بالأستاذ العلامة بن اشيط والشيخ بوزيان وغيرهما من علماء الامة ومن تراثه مخطوطات كثيرة نظما ونثرا منها قوله:
وبعد فاعلم ياشباب العصر
وساعيا بالأخذ في أسبابه
فإنما النصر حليف الطاعه
إلى أن يقول:
واعمر بيوت الله بالصلاةِ
وحصل العلم الشريف فهْوا
فيه حياة الروح والعقل معَا
فيه الهداية وفيه النور
به يُنال العز والسياده
فاصبر ولازمنه بانكباب
خذ اللباب واترك السفاسف
إن كنت طالبا عزيز النصر
فكن حكيما وائته من بابه
والذل والخذلانُ في الإضاعه
واذكره في سائر الأوقات
شفاء كل علة وبلوى
ومقتنيه كل خير جمعَأ
وحاملوه في الورى بدور
والنصر والرقي والسعاده
فبالملازمة فتح الباب
ولا تكن عن فوتها بآسف
.7 الشيخ عبد القادر بن إبراهيم المسعدي:
العالم المؤرخ الأديب الفقيه المترجم المجاهد الإصلاحي الكبير الاستاذ الشيخ سيدي عبد القادر آل الشيخ بن إبراهيم الطعبي المسعدي حفظ القرآن الكريم في سن مبكرة جدا ثم نبغ في بعض العلوم مما جعله يدخل المدرسة الحكومية ( أي المسيد ) ويحصّل على شهادة إنهاء الدراسة آنذاك بتفوق جدا وكان بعد ذلك مواظبا على دراسة أمهات الكتب كما كان يحرص على حضور حلقات العلم التي كان يشرف عليها علماء كبار كما كان يحضر جلسات بعض العلماء الذين كانوا يزورون المنطقة من حين إلى حين وقد تأثر منهم على وجه الخصوص بالشيخ الطاهر بن العبيدي إلى درجة أنه قد التحق بمجلسه في تقرت ولازمه فترة من الزمن مواظبا وكان لنبوغه وذكائه يفضله الشيخ ويوكله بالتسبيق على سائر الطلبة ولما ملأ وطابه من العلوم الفقهية واللغوية والتاريخية أجازه شيخه، بعدها عاد إلى مسقط رأسه وأسس مجلس علم وتربية سياسية فعلّم الناشئة علوما كثيرة وعمل على تغيير بعض المفاهيم الخاطئة وعبّأ جماهير غفيرة للتحرك في صفوف النضال له مؤلفات مفيدة نثرية وشعرية، ولما توفي رثاه شيخه الطاهر بن العبيدي بقوله
مُسعد حسرتي فقدت سعاده
كنتِ بين القرى محط رحال
كان نور العلوم فيكِ شريفا
كان ( عبد لقادر) نجل إبراه
كان يبدي مودتي في برور
وبقدر العظيم للشيخ تأتي
كان سباق غاية في الخفايا
كان أهلا لأن يصدر في الأم
في حياة العظام نهزأ منهم
فاذا ما مضوا بكينا عليهم
يذهب الصالحون الأول فالأو
هكذا تُرفع العلوم من الأر
في صحيح الحديث يُرفع علم
فنُعزي كل النوائل فيه
ربنا ارحم فقيدنا واعف عنه
وارض عن طاهر العبيدي وهبه
إنما هذه الحياة متاع
وخلعتِ تاج العُلى والسياده
في بني نائل كقصر إشاده
إن فقد العلوم فقد السعاده
يم فيك أنواره وقاده
واحترام يزين فيه اعتقاده
للمريدين نفحة الإستفاده
والخبايا أذا أجال جواده
صار لكن ستر الشيوخ زهاده
ونريهم حقارة وحقاده
دمع زور وذاك أقبح عاده
ول من قد صححوا إسناده
ض وتبقى للجاهلين السياده
الشرع حتى لاتلقي إرشاده
وذويه ومن أحسّ افتقاده
ثم هبه الحسنى وزده زياده
خالص العلم كي يحصل زاده
ليس فيها بغير علم سعاده
.8 الشيخ المختار الشاذلي:
هو الأبر والشيخ المعتبر العلامة الأستاذ المختار الشاذلي ولد بمنطقة الشارف - الجلفة- ونشأ بها ثم تنقل إلى معالم الإشعاع والعلم المشهورة آنذاك فنهل من معينها الصافي علوما كثيرة منها علم الفقه وعلم السلوك وبعد أن أجيز رجع إلى منطقته مرشدا وملقنا ومربيا ومفتيا وقد انتفع به خالق كثير من أبناء المنطقة ومريدي الطريقة الشاذلية وبعد عمر ناهز التسعين سنة انتقل إلى جوار ربه أوائل 1901م تاركا تراثا قيما نظما ونثرا وله أولاد ثم أحفاد لا زالوا يواصلون مسيرته ويحفظون عهده في مقامه ومزاره رحمه الله ورضي عنه.
.9 الشيخ ابن عزوز مرباح:
هو العلامة الفقيه اللغوي الفلكي الصوفي مفتي ديار عين وسارة وما جاورها الشيخ سيدي ابن عزوز مرباح الرقايقي الإدريسي الحسني تعلم في كتاب أبيه ثم بزاوية الأحداب ثم ساح في البلاد قاصد معالم التعليم والتنوير وحط رحاله بعدة منها آخذ عن علمائها كثيرة من تفسير وتوحيد وتجويد ومصطلح وأصول وفقه وفرائض وفلك ونحو وبلاغة ومنطق وختم ذلك بعلوم التسليك ولما نال مبتغاه وقد أجيز وأذن له في التعليم والتلقين رجع إلى منطقته وباشر الإمامة والتعليم والإفتاء وقد تتلمذ على يديه كثير ممن هم الآن في مصاف القيادة والمنابر وقد ترك تراثا قيما هو الآن عند أولاده ومحبيه محفوظا، رحمه الله ورضي عنه.

ترجمة الشيخ نعيم النعيميّ
هو العالم الحفظة، والفقيه الماهر، والأديب الأريب ... نعيم النعيميّ الجزائريّ البسكريّ، ثمّ القسنطينيّ.سمي باسم جده السادس النعيمي ، الذي تنتسب له الأسرة ، من عشيرة أولاد حركات العربية، التي تنتمي إلى قبيلة أولاد زكري العربية ، الساكنة واحة أولاد جلاّل وسيدي خالد ببسكرة.

ولد- رحمه الله تعالى- في حدود سنة 1327 هجريةالموافق لسنة 1909 ميلادية ببلدة (سيدي خالد) - أولاد حركات - ببسكرة ، عروس الجنوب الجزائريّ.

درس بزاوية المختار ببلدة (أولاد جلاّل) على يد ثلة من العلماء الأفاضل أمثال الشيخ: (العابد السماتي الجلالي والد المصلح الشهير محمد العابد الجلالي رحمهما الله)، وعلى يد الشيخ (مصطفى بن قويدر)، والشيخ (محمد الصغير وابنه عبد الحميد) ، اللذين مازال يذكرهما بخير إلى أخريات أيامه، ومكث في زاوية الشيخ مختار يطلب العلم مدة أربع سنين كاملة ، امتدت من سنة 1919م إلى سنة 1923م، ثمّ التحق بتونس سنة 1342هجرية الموافق ل1923سنة ميلادي، لكنّه لم يطل المكث بها، ولم يواصل الدّراسة ... بل قفل عائدا الى وطنه، وتجوّل في مدن الجزائر وقراها من نحو سنة1344 هجرية الموافق لسنة1925 ميلادي إلى سنة 1354 هجرية الموافق لسنة1935ميلادي، فدخل المديّة، والبرواقيّة، قصر البخاريّ، الجلفة، الأغواط، والأصنام سابقا أي الشلف حاليا، تيارت، غيليزان، معسكر، ومستغانم ... واطّلع على مكتبات الزوايا، وبعض المكتبات الخاصّة

انضم إلى جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وجاهد في صفوفها معلما ومربيا وإماما وداعيا ومفتيا ومرشدا ، إلى أن اختير مدرسا ممتازا في معهد عبد الحميد بن باديس الديني حين افتتاحه سنة 1947م
وشاركها كل نشاطاتها الدعوية والإرشادية والتوجيهية والصحفية والتربوية والتعليمية ..، وكان أحد أعضائها لزيارة تونس وجامع الزيتونة عام 1949م

ولما اندلعت الثورة التحريرية انضم إلى صفوفها ، وشارك فعليا في بعض معاركها وجرح في إحدى المعارك مما اضطر الثوار نقله إلى تونس لعلاجه منها سنة 1957م ، ولما شفي عينته قيادة الثورة سنة 1958م خطيبا ومحافظا سياسيا يقوم بدور التوجيه والتوعية السياسية
وقد حجّ سنة 1381 هجري الموافق ل1961 ميلادي ، ومرّ على الشّام ومصر ... باحثا عن الكتب النّادرة ، ومتّصلا بالعلماء ... وممّن لقيه : الشيخ الألبانيّ - رحمه الله رحمة واسعة - ، وتلقّى القراءات عن الشيخ عبد العزيز آل عيون السّود ... الذي تفرّغ لاقرائه ...
و قد أخبرنا حفيده بأن العلامة الألباني رحمه الله قد أجازه

ولمّا قفل راجعا عيّن مفتّشا عامّا بوزارة الشّؤون الدّينيّة بشرق الجزائر قسنطينة وسطيف ....
وكان مولعا بالنّظم ... وممّا نظمه كتاب " قطر النّدى ".

وقد ذكره الشيخ البشير الابراهيميّ من المشايخ الأكفياء الممتازين بماضيهم وعملهم وتحصيلهم ...
قال العلامة البشير في وصفه وتحليته :
" أمّا الشّيخ نعيم النعيميّ ؛ فهو عصاميّ في العلم ، وحجّة على أنّ الذّكاء والاستعداد يأتيان - مع قليل من التّعليم - بالعجائب .
والرّجل مجموعة مواهب ، لو نظّمت في الصّغر ووجّهت ؛ لجاءت شهادة قاطعة على أن لا مبالغة في كلّ ما يروى عن أفذاذ المتقدّمين ؛ فهو يحفظ الأحاديث بأسانيدها - لا على طريقة عبد الحيّ - ، ويحفظ عدّة ألفيّات في السّير وعلوم الأثر والنّحو وغيرها ، ويحفظ كثيرا من متون العلم ، ويجيد فهمها وتفهيمها ، ويحفظ جزءا غير قليل من اللّغة مع التّفقّه في التّراكيب ، ويحفظ أكثر مما يلزم الأديب حفظه من أشعار العرب ؛ قديمها وحديثها ، ومن رسائل البلغاء قريبا من ذلك ، وينظم قطعا من الشعر كقطع الرّوض ؛ نقاء لغة ، وصفاء ديباجة ، وحلاوة صنعة ، وقد أسلس له الرّجز قياده ؛ فهو يأتي منه بالمطوّلات ؛ لزوميّة منسجمة سائغة ، في رويّة تشبه الارتجال ، وهو ثاني اثنين من رجّاز العرب في عصرنا هذا ، ولو شئت ؛ لذكرت الأوّل ... وإنما آثرت نعيما بهذه الكلمات ؛ لأنّه ليست له " شهادة " ؛ فجئته بهذه الشهادة ..."
و قد أخبرنا الشيخ عبد الرحمن شيبا قائلا : " إن نعيم النعيمي كان يحفظ مقالات الإبراهيمي عن ظهر قلب."
وقد ضمّه البشير إلى لجنة الإفتاء ، وذكر أنّه من العلماء المشهود لهم بسعة الاطّلاع ، وحسن الإدراك لحوادث هذا العصر ...
أصيب بداء السّكّريّ ثلاث سنوات ... وكفّ بصره ، واعتراه الشّلل النّصفيّ ... الى أن أسلم الرّوح إلى بارئها سنة 1393 هجري الموافق ل1973 ميلادية، رحمه الله ، وأسكنه فسيح جنانه.
وقد ترك - رحمه الله - العديد من الآثار والمؤلفات الدينية واللغوية والشرعية ، والكثير من الخطب والدروس والمحاضرات والمقالات ، كما كانت له الكثير من الإجازات الفقهية والحديثية ، وكان مجازا في الموطأ حفظا ودراية، وفي حفظ ودراية صحيحي الإمام البخاري ومسلم على يد ثلة من علماء الشام والحجاز
اختارها و زاد عليها
نسيم الجزائري



السعيد بن الأحرش : النشأة و بداية تعليمه

.





هو المجاهد و رجل التربية الأستاذ بن الأحرش السعيد بن سعد بن عبد الله بن عبد السلام سليل عائلة شريفة و عريقة تنتمي لعرش أولاد الأغويني لقبيلة أولاد نايل الشهيرة، ولد سنة 1921 بالدويس عند جده من أمه بلحرش السعيد بن عبد السلام...

عاش في كنف والديه اللذين أغدقا عليه المحبة و الرعاية و سهرا على تربيته كان ذلك بالمويلح ثم بدار الشيوخ مقر إدارة أبيه باش آغا سعد الذي كان يرعى العائلة الكبيرة.

أمضى السعيد طفولته سعيدًا مهذباً مطيعاً، بين أحضان هذه العائلة المتكونة من الإخوة و الأخوات و الأعمام و العمات.



و كان أول معلم له من الأغواط السيد "البشير" هو الذي اكتشف نبوغه و علّمه أساسيات القراءة و الكتابة باللغة الفرنسية، و كان يقول: " هذا الطفل الذكي المميز سيمضي بعيدا في دراسته". كان فخر أبيه الذي قرر أن يسجله بالمدرسة الداخلية بالمدية مع أخيه عبد الله، و عمه البشير و أبناء أعمامه يحي و بلقاسم.

و بعد إنهائهم المرحلة الابتدائية، واصل السعيد و البشير دراستهما بالبليدة. و بمدرسته بالبليدة التقى الشهيد " عبان رمضان " الذي أخذت الثانوية اسمه بعد الاستقلال، والتقى رفاق دراسة آخرين، من بينهم بن غربي مصطفى من الجلفة، بوكردنة السعيد من جيجل، خوجة مصطفى من شرشال .....

واصلوا دراستهم بثانوية الجزائر، ثانوية بيجو Bugeaud، الأمير عبد القادر حاليا، و كللت مجهوداتهم بالنجاح في شهادة الباكالوريا عام 1942. و تحصل السعيد على الباكالوريا بجزيئها ( و هو النظام الساري آنذاك ) في مادتي الفلسفة و الرياضيات.




في مرحلته الثانوية درس اللغة العربية على يد أستاذ فرنسي كان اسمه Camillon الذي لم يستطع إلا أن يقيمه كتلميذ ممتاز بعلامات عالية و رتب أولى.

من مناقب والده

بعد حصوله على شهادة البكالوريا شرع السعيد بدراسة الطب رفقة عمه البشير و نظراً لضروف الحرب العالمية الثانية و الجانب المادي الصعب اختار الوالد أن يوقف ابنه السعيد عن دراسة الطب ليكمل البشير المشوار إيثاراً منه لأخيه البشير الذي كان تحت كفالته و الذي أصبح فيما بعد من أوائل الصيادلة بالجلفة...

مسيرته المهنية

في السنوات الخمس التالية و حتى 1949، دخل عالم الإدارة ليساعد أخاه عبد القادر و أباه في عملهما فتعلم السكرتارية، و بالموازاة مع ذلك اهتم بالفلاحة حيث استقرت الأسرة بتمقميقت و هي ملكية خاصة بالعائلة منذ 1929.... و تحصلت هذه المزرعة لاحقا و التي احتوت على العديد من الأشجار المثمرة على الجائزة الأولى للولاية و صنفت كأحسن بستان.




بدأ مسيرته في ميدان التعليم سنة 1949 لما انخرط بهذا السلك كمعلم بزكار و واصل مهمته بعين الإبل حتى سنة 1955 ثم بمدرسة تعضميت في 1956، كان قسمه عامها يتكون من 3 مستويات: 6 تلاميذ سنة أولى، تلميذان سنة ثانية، 3 تلاميذ سنة ثالثة.





و من سنة 1957 إلى 1962 عاد من جديد إلى عين الإبل. في سنة 1962، و مع فجر الإستقلال عين بالجلفة في إكمالية التعليم العام كأستاذ رياضيات إضافة إلى مهنته كمدير و نائباً بالبلدية ثم تقلد منصب رئيس لبلدية الجلفة سنة 1964 لغاية إجراء أول انتخابات بلدية سنة 1967 أين رفض الترشح.





تقلد السيد السعيد بن الأحرش منصب مدير الإكمالية مع المدرسة المركزية للذكور، ثم إكمالية البنات " الأمير عبد القادر " حتى سنة فيفري 1979 .





حياته الشخصية

أما بالنسبة لحياته الشخصية فقد كان يحلم بإكمال دراسته بالطب كما كانت له هواية زراعة الأرض. و قد تزوج في شهر أكتوبر عام 1953، و ارتبط بعائلة مختاري العريقة فازدادت علاقة الصداقة التقليدية بين العائلتين ارتباطاً و أنجب 7 أطفال.



تحقق حلمه بعد 40 سنة بفضل الله ثم ولديه الطبيبين عبد الحميد و سعد (رحمة الله عليه) و ابنته الصيدلية فتيحة.


شهادات بعض رجال التربية

.









يقول عنه السيد بن شريك دحمان المعلم و المفتش السابق، الجار و الزميل بأن السيد السعيد بن لحرش كان يحب مهنة التعليم إلى حد كبير و كان له ذكاء و دراية كبيرة في التعامل مع المعلمين و الأساتذة حيث يمدهم دوماً بنصائح و توجيهات، و كانت بذلك علاقته بالطاقم التربوي جد ممتازة...و يعرف التلاميذ معرفة قوية إن في المستوى التعليمي أو على مستوى الأسرة، و كان رحمه الله يحسن التعامل مع الأولياء حيث كان الإتصال معهم مميّز ووثيق...و كان تعامله مع الأساتذة الأجانب مميّزاً بغية توظيفهم في خدمة تربية أبناء الجلفة.







امتاز السعيد بالكرم و الصدر الرحب ، وطاعته المثالية لوالده الشيخ باش آغا سعد. و كان دوماً يقول للسيد بن شريك " إذا لمست أي توجيه أو نصيحة أو واجب للقيام به نحو فقير أو مريض فأرشدني إليه".

.






.





و يذكر السيد الشريف بن شريف بن عبد المجيد و قد كان معلماً منتدباً للتدريس في المتوسطة أنه في أواخر الستينات حيث كانت الجمعة يوم عمل، و بداية دوام المساء على الساعة الواحدة الأمر الذي يجعل الجمع بين الصلاة (الفرض) و العمل أمراً مستحيلاً ، فطلب من السعيد أن يعدل في التنظيم التربوي و السماح لهم بأداء صلاة الجمعة فأصدر مباشرة مذكرة مصلحية لتأجيل ساعة العمل حتى أداء الفريضة و التي تعتبر امتيازاً في ذلك الوقت..و كان لا يتأخر عن الموافقة عن طلب فتح قاعة الصلاة داخل المدرسة لأداء صلاتي الظهر و العصر...






و يؤكد السيد الشريف أن سي السعيد من المسؤولين القلائل الذين لم يستفيدوا من الدولة بسكن نظير أعماله الجليلة، و هو الذي تقلد المناصب حيث كان مديراً لعدة مؤسسات تعليمية و رئيساً لبلدية الجلفة لمدة ثلاث سنوات ....و لم يترك لأولاده سوى مزرعته الخاصة بتمقميقت و التي تقيم فيها حالياً أسرته من زوجة و أولاد...

.














لقد كانت مدرسة سي السعيد بن لحرش القاعدة الخلفية التي تخرج منها العشرات و المئات من رجال التعليم و إطارات الدولة...فلقد ولد ليكون في خدمة الوطن و الأمة حيث خدمهما جسداً و روحاً حتى النهاية.



...





المصلح المجاهد الشيخ محمد بن عبد الرحمن الرايس المسعدي
19/03/2009 / السعيد بلقاسم *
: "محمد الرايس" أحد أعضاء جمعية العلماء المسلمين وأحد الشباب الجزائريين الذين درسوا في الزيتونة في الثلاثينيات...كان معلماً فاضلاً و كاتبا بارعاً وخطيبا مفوهاً ولديه قصائد من ديوانه أو دواوينه المسروقة والضائعة على قدر من الروعة تنساب إلى أعماق متلقيها...

الشيخ محمد بن عبد الرحمان الرايس المسعدي النائلي من مواليد مدينة مسعد (ولاية الجلفة) سنة 1912، من أبوين فقيرين، سرعان ما كفله خاله الشيخ عمر معلم القرآن بعد وفاتهما، الذي رباه و قام بتعليمه، فأدخله المدرسة القرآنية بمسقط رأسه في سن مبكرة و تلقى تعليمه الأول على يد الشيخ عبد القادر بن ابراهيم المسعدي، الذي أخذ منه المبادىء الأساسية للغة و النحو و الصرف و الفقه...







سافر الأستاذ محمد الرايس إلى عاصمة العلم قسنطينة أين استقبله الإمام المصلح عبد الحميد بن باديس و أولاه عناية كبيرة فزاد تحصيله العلمي و أصبح ينشر مقالاته السياسية عبر جريدة " البصائر " التي كان يديرها الأستاذ مبارك الميلي فاضحاً سياسة الاستعمار و جرائمه البشعة...







و لم تدم إقامته طويلاً بقسنطينة خاصة بعد وفاة شيخه وأستاذه عبد الحميد بن باديس ليسافر من جديد و في ضروف صعبة سنة 1940 إلى مؤسسة عتيدة هي جامع الزيتونة بتونس التي كانت تحوي علماء فطاحل في العلوم العربية و الإسلامية، منهم نخبة عقلانية مستنيرة مؤثرة.. و التقى هناك بمجموعة من خيرة طلبة الجزائر منهم الشيخ أحمد حماني، أحمد صالح بن ذياب و الأستاذ مصطفى بن سعد الجيجلي...












زاول الشيخ محمد بن عبد الرحمن المسعدي دراسته بالجامع الأعظم فنبغ و نهل من مختلف العلوم كالقرآن و الفقه و اللغة و الحديث ...من بينها شرح التنقيح للقرافي الذي تلقاه من العلامة محمد العربي الماجري، و كذا شرح الدردير على سيدي خليل...و تهذيب التوضيح من معلمه الشيخ الشاذلي بن قاضي مدير الـمدارس الزيتونية، بالإضافة إلى دراسة مراجع عدة كشرح الدرر البهية .....و منار الهدى في بيان الوقف و الإبتدا للأشموني... كلها تحت إدارة العلامة محمد الطاهر بن عاشور ...و تحصل بعد سنوات من الدراسة على شهادتي الأهلية و التحصيل في العلوم...




شهادة التحصيل في العلوم من جامع الزيتونة



شهادة الأهلية من جامع الزيتونة




و حال عودته لأرض الوطن عينته جمعية العلماء المسلمين الجزائريين مديراً وخطيباً وواعضاً لعدة مدارس حرة تابعة لها ...منها مديراً لمدرسة الإخلاص بمدينة الجلفة، فمدرسة عين تموشنت، ثم مدرسة المغيّر و تيارت، و مدرسة الفلاح بوهران... ليعود إلى بلدته الجلفة و من ثمّ إلى طولقة...




تعيين الأستاذ محمد الرايس مديراً بمدرسة الفلاح بوهران - 1951

و كانت سنة 1954 إيذاناً لاندلاع الثورة التحريرية المباركة التي زادت من حماس الشيخ المسعدي، فما توانى في نشر الوعي و تهيئة الرجال بتحريضهم ضد المستدمر الغاشم، مما أدى بالسلطات الفرنسية أن تتابع خطواته أينما ارتحل فزرعت أعوانها يترصّدونه و يضيقون عليه الخناق إلى أن زج به في السجون ليلقى كل أنواع التعذيب.

و من بين ما كان يجاهد به الشيخ الرايس هو دعوته بقلمه إلى الإصلاح و الجهاد، و كذا مقارعة شيوخ الطرقية الذين كانوا ينقلون أخباره و تحركاته للإستدمار الفرنسي.

و يعتبر الشيخ المسعدي إضافة لعلمه الغزير و فكره الحر المستنير، كاتباً و شاعرا مميّزاً حيث نشر العديد من المقالات و الأشعار عبر أعمدة الصحف آنذاك، و مذكرات دوًّن فيها بعض الإبداعات الأدبية التي كانت تجمعه مع أصدقائه...

و لقد أصيب الأستاذ محمد الرايس بصدمة كبيرة إثر وفاة شيخه عبد الحميد بن باديس سنة 1940 ، فبكاه بقصائد كثيرة تنم عن حبه الشديد و تعلقه برائد النهضة الإصلاحية الجزائرية ...

لم يمنعه اعتقاده بالإصلاح ضمن جمعية العلماء المسلمين من مزاولة نشاطه السياسي ، حيث كان يؤمن إيماناً راسخاً بأن الإستقلال لن ينال إلا بالعمل الثوري المنظم مما سبب له مضايقات و مشاكل كثيرة، و يذكر الأستاذ الرايس بأن الإمام البشير الإبراهيمي رئيس جمعية العلماء المسلمين قال له ذات يوم : "أنت حر في أفكارك و في ميولاتك السياسية فاختر لنفسك ما يناسبك و ما تراه صواباً ".









صورة لرجال التربية بالجلفة ، منهم الأستاذ السعيد بلحرش (رحمه الله)، و الأستاذ محمد الرايس (رحمه الله) (العلامة x)




توفي الشيخ المصلح محمد بن عبد الرحمن المسعدي يوم 28 جانفي 1968 بعد عطاء متواصل وحياة كلها إصلاح و جهاد وهو يمارس مهنة التعليم بثانوية عبد الكريم فخار بالمدية..و إحياءاً لذكراه تم تسمية ثاني إكمالية بولاية الجلفة باسمه و تقليده وسام الإستحقاق من طرف وزارة المجاهدين...









 

 

رد مع اقتباس
 

  #2  
قديم 15-07-2011, 06:47 PM
ناصر الحسني ناصر الحسني غير متواجد حالياً
عضو
 




افتراضي رد: تراجم جملة من السادة الخرشفيين العاملين

نبذة عن حياة الشيخ سيدي أحمد الصغير صادقي





ولد الإمام الفاضل و العلامة الكامل الشيخ سيدي أحمد الصغير صادقي سنة : 1325هـ ــ (1907م ) ببلدية الزعفران ( ولاية الجلفة ) حفظ القرآن الكريم على يد الشيخ سيدي عبد الرحمان خالدي –رحمه الله- في زاوية جدّه الشيخ سيدي أحمد الكبير ( بوادي القصب ) بالزعفران و تعلم مبادئ علوم الدين على يد جدّه شيخ الزاوية.

التحق بزاوية الشيخ سيدي محمد بن أبي القاسم الهاملي و ذلك سنة: 1341هـ ــ ( 1922م)

فتزود من ثمارها و كنوز أسرارها فأتقن علوم القرآن الكريم و نبغ في العلوم الدينية من فقه و تفسير و حديث، و تضلع في علوم اللغة العربية على يد شيخ الزاوية سيدي بلقاسم الهاملي و على الشيخين سيدي بن عزوز و سيدي المكي ـ رحمهم الله ـ و أخذ عن شيخه سيدي بلقاسم الهاملي الورد في الطريقة الرحمانية و أجازه في تلقينه لمستحقيه، و نال منه كمال الرتب و رتب الكمال و حصل بهمّته على المراد.

و عاد إلى مسقط رأسه سنة : 1344 هـ ــ 1925 م و قصد زاوية جده بوادي القصب و شرع في تدريس الفقه الإسلامي ( بإذن من جده ) إلى حين اندلاع الثورة التحريرية و شارك فيها مشاركة فعالة ماديا و معنويا، و في سنة 1960 م تولى الإمامة بمسجد الزعفران و تصدر للتدريس فأقبل عليه طلاب العلم فأفاد و أجاد، و قد وفقه الله تعالى لحج بيته الحرام و زيارة قبر نبيه عليه الصلاة و السلام و ذلك سنة : 1373 هـ ــ 1953 م.

و كانت له صلة صداقة و محبة قوية بالمربي الكبير و القطب الشهير شيخ زاوية القيشة سيدي بن امحمد بن عطية ـ رضي الله عنه ـ حيث كان لا يغفل عن زيارته كلما سنحت له الفرصة لذلك و يقول في شأنه " إنه شيخي في ذكر التحميد ( الحمد لله ) هذه الكلمة الطيبة التي لا يفتر لسانه عن ذكرها في السراء و الضراء طوال حياته ". و بدوره كان الشيخ سيدي بن امحمد بن عطية ـ رحمه الله ـ يزوره سنويا مرفوقا ببعض الإخوان.

و كان الإمام الجليل ـ رحمه الله ـ علامة عصره و إمام وقته له اليد الباسطة في المذهب المالكي و شهدوا له بذلك أقرانه من السادة مشايخ العلم بالمنطقة و من صفاته ـ رحمه الله ـ الزهد و الورع و الحياء و لم يلف نظيره في الجود و الكرم، و كان فوق هذا خفيف الظل لا يمل الناس حديثه مهما طال.

و كان ـ رحمه الله ـ مواظبا على العبادات و خادما أمينا لعامة المخلوقات غنيهم و فقيرهم سيدهم و وضيعهم، إلى أن ناداه الله و فارق الحياة الدنيا و عرجت روحه الزكية إلى الرفيق الأعلى و استقرت مع الذين نزلت في حقهم الآية الكريمة : (( وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاء وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُوْلَئِكَ رَفِيقًا )) النساء / 69

و شيع جنازته إلى جانب العلماء و الأئمة و الأعيان خلق لا يحصون ، و دفن بمقبرة وادي القصب بالزعفران و كانت وفاته ـ رحمه الله ـ يوم الأربعاء 19 رمضان المعظم 1419 هـ (06/01/1999 م).

و قد رثاه تلميذه الشيخ مصطفى شحطة بمقطوعة رثاء كان لها وقع مثير في نفوس الحاضرين و هذه هي:



أيا أحمد أتاك اليــــــــقيـــــــــن *** فبشرت لحظة يوم السفـــــــــر

فناداك ربّك في العـــــــــالميــن *** نداء لعبد صبور شكــــــــــــور

فلبيت ذاك النــــــــــدا بيقيــــــن *** لتسكن جنته و نهـــــــــــــــــــر

و هذا المقام إلى المتقيـــــــــــن *** من استغفر الله عند السحــــــر

بشوقك لمن قد مضوا من سنين *** كحاشي و مسعود حبر أبــــــر

فنادوا عليك نداء الحنيـــــــــن *** فهيا لنا قد وفيت العمـــــــــــــر

فكنتم جمانة عقد ثميــــــــــــن *** و قمتم جميعا بسعي و بـــــــــر

و للشعب ستر بحق مبيــــــن *** مصابيح علم هداة البشـــــــــــر

و أنت لشعبك حصن حصيـن *** تقيهم وقاء جليد و حــــــــــــــر

و كيف تركت وراك البنيــــن *** و كيف الجماعة قل ما الخبـــر

و ما حال مسجدكم في التقلين *** فأنت له كصديق العمـــــــــــــر

و يا مسجد قد سمعنا الحنيـــن *** نحن كجذع أحن لخير البشــــر

أيا أحمد أتاك اليــــــــقيـــــــــن *** فبشرت لحظة يوم السفــــــر

فكنت تذود بعلم و ديـــــــــــــن *** بذا كنت فيهم كنور البصــــر

ببذل و جود سخاء قميــــــــــن *** بحلم و لين أديب جديـــــــــر

و قد ظهر النفع للظاهريـــــــن *** نتائج صدق كغيث المطــــــر

لشيخك و جدك كنت الأميـــــن *** بل للقاسمي كريح الزهـــــــر

و صادف موتك الفتح المبيــــن *** فوافق قبرك وتر العشــــــــر

رضاء عليكم من السابقيـــن *** سلام عليكم ممن قد حضـــــر

سلام عليكم من الوافديـــــن *** و طبتم مقاما و طاب الأثـــــر





 

 

رد مع اقتباس
 

  #3  
قديم 15-07-2011, 06:48 PM
ناصر الحسني ناصر الحسني غير متواجد حالياً
عضو
 




افتراضي رد: تراجم جملة من السادة الخرشفيين العاملين

بذة عن حياة الشيخ المجاهد العالم : حاشي مصطفى بن محمد بن حاشي
27/02/2010 بقلم حفيده : الأستاذ مصطفى محمد دليوح


مابالكم بالترجمة لواحد من العلماء العظماء الذين اصطفاهم الله تبارك وتعالى ليكونوا من ورثة نبييه صلى الله عليه وسلم في رسالته الخالدة والذين أفنوا كل حياتهم في جهد وجهاد وفي عطاء غير ممنون في وقت كان الناس فيه كإبل المائة لا تكاد تجد بينهم راحلة في زمن عمّ فيه الجهل وطمّ بل بُرمج فيه التجهيل لأنه كان أهم وسيلة يتوسل بها الاستدمار لتثبيت أقدامه وبسط نفوذه .

خاصة إذا كان ذلك العالم من علماء المغرب المتّهمين بتهمة لا تزال ملازمةً للمتأخرين ملازمتَها للمتقدمين , وهي أن أهل المغرب لايُوَثّـقون ولا يهتمون بالكتابة فكم من عالم وكم من أديب ,فقيه,شاعر , ......ازدانت بهم ربوع مغربنا الكبير وذاع صيتهم وسطع نجمهم وملأوا الدنيا بعلمهم ولمّا لم يتركوا أثرا مكتوبا اندثرت آثارهم ونُسي ذكرهم ولم تبق إلاّ أسماؤهم , وإن جئت تعرّف بهم وتدلّل على رسوخ قدمهم وطول باعهم خانتك آثارهم غير المكتوبة ، قد يسعفك النزر القليل من آثارهم في صدور الرّجال هذه الآثار التي تزول بزوال أصحابها .

الشيخ مصطفى بن محمد بن الحاشي واحد من هؤلاء الذين ملأوا الربوع وأغنوا الناس عن المساءلة في أمور الدين وتفاصيل الفقه وأحكام الشريعة حتى لقب بالمحكمة المتنقلة وبعالم أولاد نايل .......وغيره , إذا جئت لتعرف به وبآثاره ومؤلفاته ماوجدت لذلك كثير أثر رغم أنه كان عظيما وكانت حياته عظيمة ماقولكم .......في شاب لم يبلغ العقدين من الزمن بعد إلمامه بكتاب الله تعالى وبقسط من العلوم الشرعية في إحدى الزوايا قطع قرابة عشرين ألف كيلومتر مشيا على الأقدام في غيبة عن الأهل دامت قرابة العقد من الزمن (حتى ظنه أهله في عداد الأموات) ساعيا وراء العلم ومجاهدا في سبيل الله في مواطن كثيرة كان ذلك زمن (ح ع 1) ولك أن تتصور الحياة زمنئذٍ والمدنية لا نقل , لا كهرباء , لا طرقات , قطاع الطرق ,.؟؟







من هو الشيخ حاشي مصطفى رحمه الله ؟

هو مصطفى بن محمد بن الحاشي من مواليد الجلفة في القرن 19 ، سنة 1895 من والدين كريمين ليس لهما من العلم إلاّ ماكان من حبٍّ لله تعالى ونبييّه عليه الصلاة والسلام وتقديسٍ لكل علم يعّرف بالله تعالى وبطريقه وبشرعه لذا دفعا بولدهما مصطفى إلى زاوية أولاد جلال لينهل من علومها , فحفظ القرآن مبكرا وحاز قسطا من العلوم الإسلامية المتاحة آنذاك في الزاوية , فبرزت حدة ذكائه وجميل صبره على التّعلم وسرعة بديهته ورجاحة عقله وهو لا يزال فتى يافعا .

وتوافق يوما أن مرّت بهم قافلة قادمة من المغرب الشقيق قاصدة بيت الله الحرام لأداء فريضة الحج مشيًا على الأقدام فاستضافهم وبعد المجالسة والمحاورة والتعارف عزم على الرّحيل معهم .

انطلق معهم وفي نيته هدفان محددان :

الأول : أداء فريضة الحج إلى بيت الله الحرام

الثاني : الاستزادة من العلوم الشرعية

ما لبث الجمع أن مرّ بعد مدة بليبيا الشقيقة وكانت حينئذِ تخوض حربًا ضد المستدمر في زمن حكم السنوسي فاكتتب للجهاد في سبيل الله ضد المستدمر الكافر أبلى بلاءً حسنا ولم يلبث أن تبوأ الشّاب مصطفى مكانة عالية في الجيش لفطنته وذكائه وعمله وفقهه وشجاعته وإقدامه وأصيب في رجله بالرصاص . وحقق الجيش فيها انتصارات كثيرةً ومنحت للعالم المجاهد حاشي مصطفى شهادات تزكية عسكرية تشيد به وببطولاته .

مكث مصطفى مدة ثم عزم على الرحيل لتحقيق أهدافه لكنه انضــاف هدف ثالث إلى هدفيه سالفي الذكر ألا وهو الجهاد في سبيل الله لما ذاق من حلاوته وهو العالم بأجر المجاهد ومكانته عند الله تعالى وفريضة الجهاد ضد العدو الكافر , فاكتتب في المجاهدين المتطوعين لنصرة إخوانهم المسلمين في بلاد البلقان فيمّم مع مجموعة شطر بيت المقدس ومنه إلى لبنان غير أن اندلاع الحرب العالمية الأولى حالت دون وصوله إلى مبتغاه . فقفل راجعا إلى بيت المقدس فمكث فيه زمنا وكانت الأرض المباركة خلوً من اليهود ومن دنسهم ثم يمم شطر بغداد بلد العلم والعلماء والمشايخ والزوايا وعرج قبل ذلك إلى سوريا ليعمل بها زمنا و واصل المشي إلى بغداد حيث استقر به المُقام في زاوية الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمة الله عليه فلازم علماء يستزيد من العلم ويوسع المعارف وينهل من كل أصناف العلوم الشرعية فكان أن كُرّْم في العديد من المرات بشهادات شرفية منها شهادتان تتضمنان مناقبه وفضائله وتكليفه بنشر الطريقة القادرية في بلاد المغرب وكان محتوى هذا التكليف والميثاق هو نشر دين الإسلام وإطعام الطعام ومن العجب أن طول إحدى هاتين الشهادتين يبلغ 4.5 م

وبعد أمد غير يسير عزم الشيخ على تحقيق الهدف الثالث وهو أداء فريضة الحج فشدّ الرحال إلى بيت الله الحرام سيرا على الأقدام يقطع الصحاري والفلوات مع صعوبة المسالك والأخطار المحدقة خاصة من قطاع الطرق إلى أن وفقه الله إلى أداء الركن كاملا غير منقوص .

بعد ذلك قفل الشيخ راجعا إلى وطنه الحبيب فكانت رحلة دامت قرابة العقد من الزمن وبلغ طول مساره قرابة عشرين ألف كيلومتر وعدّه أهله من الأموات . فيالهم من رجال

وصل إلى أرض الوطن وكانت وجهته الزاوية المختارية بأولاد جلال وكانت آنذاك تحت مشيخة الشيخ مختاري عبد الحميد ولما رأى الشيخ من علمه وفقهه وتوسم خيرا من تقواه وصلاحه عرض عليه الإمامة بالمسجد الكبير بالجلفة ,فأبى الشيخ مصطفى وتعذر بظروفه الخاصة وأشار عليه بذلكم الشاب الصالح العالم الشيخ عطية مسعودي رحمة الله عليه بتولي الإمامة والتدريس .

كرس الشيخ مصطفى رحمة الله عليه حياته لخدمة الإسلام والمسلمين ونشر العلم والـتصدر للفتي في البدو والحضر فارتشف المسلمون من علمه ونهلوا من فيضه ، أميًّهم ومتعلّمهم وكان ينهي الخصومات بين المتخاصمين ويقضي بين المتحاكمين ويفصل في الأمور العالقة ارتجالا فكُنيّ آنذاك بالمحكمة المتنقلة وبعالم أولاد نائل رحمة الله عليه ولما اندلعت الثورة التحريرية المباركة لم يكن لشيخ عالمٍ هذه سيرته وتلكم مسيرته أن يتخلف عنها وهو الأعرف بأجرها وبنفعها لبّى نداءها وكان سباقا بما لديه لنصرتها والذود عن حمى الوطن الحبيب رغم تقدمه في السن (أكبر من 60 )

ألقي عليه القبض وسجن وعذب حتى كسرت ذراعه وذلك سنة 59 ، كما شجع أبناءه إلى الانضمام للمجاهدين فكان ثلاثتهم ممن أبلوا البلاء الحسن قضى اثنان منهم بعد الاستقلال ومازال المجاهد الحاج حاشي عبد الحميد بن مصطفى على قيد الحياة أطال الله عمره .

وبعد الاستقلال تفرغ الشيخ لتدريس العلم والإفتاء وتذكير العوام في كثير من مساجد الجلفة (مثل ابن معطار , وابن دنيدينة السعادة .......إلخ) توفي سنة 1980 عن عمر يناهز الخمسة والثمانين عاما

وبعد أيها القارئ الكريم ، هل تراني وفيت الشيخ العالم المجاهد الجليل حقه ؟ أبدا هو أكبر بكثير ، أعتذر للشيخ ، كما أعتذر للقارئ الكريم ومن ورائه لكلّ أبناء الأجيال التي حرمت من معرفة الشيخ .

تم بحمد الله / كتبه حفيد الشيخ : الأستاذ : دليوح مصطفى محمّد

 

 

رد مع اقتباس
 

  #4  
قديم 15-07-2011, 06:49 PM
ناصر الحسني ناصر الحسني غير متواجد حالياً
عضو
 




افتراضي رد: تراجم جملة من السادة الخرشفيين العاملين

نبذة عن حياة الشيخ و الإمام الجليل سي معمر بن عثمان حاشي





الشيخ معمر حاشي

ولد الإمام الجليل و الأديب الكبير الشيخ الحاج معمر بن عثمان سنة: 1333 هـ ( 1914م ) بأولاد يحي بن سالم ، بلدية مسعد ولاية الجلفة.

تعلم مبادئ القراءة و الكتابة و حفظ أجزاء من القرآن الكريم على يد السيخ مقواس بلقاسم بن عبد الرحمان ( البخيتي ) ثم أرسله شيخه محمد ابن الحاشي في مجموعة من الطلبة إلى زاوية الشيخ محمد بن أبي القاسم الهاملي، فحفظ القرآن الكريم و تفقه في علوم الدين و تأدب و برع في علوم اللغة العربية على أيدي مشايخها و منهم الشيخ بن عزوز القاسمي – رحمه الله – و تخصص في علوم اللغة العربية فكان من أبرز علمائها على الإطلاق، مرجوعا إليه في بعض فنونها...

و أجازه شيوخه في نشر العلم و المعرفة، و منحوه شهادات تقديرية، و بعد تخرجه اشتغل بالتدريس الحر لمدة زمنية، ثم تولى الإمامة و التدريس بمسجد ( حي السعادة ) بالجلفة، و كان يلقي دروسه في الفقه، و الحديث و التفسير، و السيرة النبوية، و اللغة العربية بانتظام بعد صلاة المغرب من كل يوم يحضرها إلى جانب الطلبة جمهور غفير، و كان حريصا على التعليم القرآني للصبية، و يشجع الطلبة على حفظه...

و اشتهر أمره عالما و أديبا و مدرسا، كما دامت إمامته بالمسجد خمسا و ثلاثين سنة، كان يبذل مجهوداته الجبارة في سبيل إيصال النفع لطلابه بمختلف الوسائل التربوية فكون رجالا ضربوا بسهم وافر في العلم و العمل، ظهر منهم الإمام، و الأستاذ، و المعلم، و الموظف المحترم، و كانت له عدة اتصالات و مراسلات خص بها بعض شيوخ الزوايا نذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر: زاوية محمد بن أبي القاسم، زاوية علي بن اعمر بطولقة، زاوية محمد بن الكبير بأدرار.

إضافة إلى مراسلاته لبعض الشخصيات الدينية بجمعية العلماء المسلمين، و غيرهم من الأعلام و المثقفين خارج حدود الوطن منهم الشيخ الكتاني بالمغرب، و إلى جانب نشاطه الديني و العلمي كانت القضية الوطنية في مقدمة اهتماماته حيث كان إبان ثورة التحرير الكبرى من بين الرجال الذين أسهموا بمقدار وافر في دعمها ماديا و معنويا، فبحكم شخصيته العلمية، و مكانته، و سمعته الطيبة التي يتمتع بها في المجتمع استطاع أن يبث الوعي الجهادي في أوساط شباب الناحية، و نتيجة لذلك التحق الكثير منهم بصفوف المجاهدين و قد كرم بشهادات شرفية و تقديرية على ما بذله من خدمات جليلة في سبيل دينه و وطنه.

و من صفاته – رحمه الله – الحلم، و الورع، و رقة العاطفة، و سعة الصدر، و كان متفتحا في آرائه، و أفكاره، ناصحا و مرشدا، ملازما للكتاب و السنة على نهج السلف الصالح، مما جعله يحظى بجانب كبير من الاحترام و التقدير لدى الخاصة و العامة، و قد وفقه الله لحج بيته الحرام و زيارة قبر نبيه عليه الصلاة و السلام سبع مرات، كانت تجمعه في العديد منها بفحول رجال العلم من المغرب و المشرق العربيين تناولت بعض الآراء و الأفكار في شتى المجالات العلمية، و أفاد و استفاد

و له تآليف و رسائل جد مفيدة في الفقه، و الأدب و التاريخ و غيرها ( لا تزال مخطوطة بعد) و توفي – رحمه الله – يوم الجمعة 31 أكتوبر 1986م، و حضر جنازته إلى جانب العلماء و الأئمة و الأعيان جمع غفير من الناس، و دفن بالمقبرة الخضراء بالجلفة.



و قد مدحه أحد مريديه و تلامذته المعلم الشاعر البشير عسالي في قصيدة نذكر منها:

سلامي إلى أولاد يحــــي جديـــــد *** و شوقي إليهم كل يوم يزيـــــــــد

فإني و إن جاروا علــــي سعيــــــد *** و فكري على ما هم عليه شريــــد

و كل كبير أو صغيـــر جديــــــــر *** قريب إلينا في الإواء و بعيــــــــــد

لهم في قرى الضيف الثريـد يزيــد *** لهم لان قاس في العظال عنيـــــــد

بربك يا (حـي السعـــادة) أجبنــــي *** فأين أهال الحي؟ أين العديـــــــــد؟

جحا جحة كانـوا بربعـــك نـــــورا *** بهم يمزح الركبان حضر و بيــــد

و جائي عن الشيـخ الإمــــام فريــد *** سنى رأيه في المعضلات سديـــد

لأمثاله كانـت تليــــن القواســـــــي *** تلين له الآراء و هي حديــــــــــد

ولأن له العلـم الشريـــــف و ســال *** لأقلامه حبر حساه العديـــــــــــد

و أضحى و أمســـــى للمنـابر أهلا *** معمر للجلفاء كان عميـــــــــــــد

و قـدم للتعليـــــم أزكـــى رعيـــــل *** بعيد زمان قل فيه المزيـــــــــــد

نزين به الجمـع الغفيـــــر فيسمـــو *** بنا فوق ما نصبوا إليه يجيــــــد

بأمثاله كنـا نلـــــم الشتــــــــــــات *** بأمثاله الحقد الدفين نبيــــــــــــد

إلى البرزخ المرجو رحلتم فمرحى *** و في جنة الفردوس فرح و عيد




 

 

رد مع اقتباس
 

  #5  
قديم 13-06-2013, 12:13 PM
الصورة الرمزية الشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي
النقيب العام للسادة الأشراف الأدارسة
 





افتراضي رد: تراجم جملة من السادة الخرشفيين العاملين

سلمت أناملك ابن العم الحبيب العزيز على قلبي كثيراً
الشريف ناصر الإدريسي الحسني
على هذه المعلومات القيمة التي لا تقدر بثمن.

 

 

التوقيع :

مدينة زرهون بالمغرب مرقد جدي
خليفة المسلمين إدريس الأول بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن
الحسن السبط بن خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
مؤسس الخلافة الإسلامية بالمغرب.

جوال / 00966531607460
رد مع اقتباس
 

  #6  
قديم 14-06-2013, 01:17 PM
الصورة الرمزية ابوعمر الشريف
ابوعمر الشريف ابوعمر الشريف غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 





افتراضي رد: تراجم جملة من السادة الخرشفيين العاملين

أحسن الله اليك ابن العم الشريف ناصر الحسنى على ماقدمت لنا من معلومات قيمة ادعو الله أن تكون فى موازين أعمالكم

 

 

التوقيع :

لاإله إلا الله محمدٌ رسول الله ........ فى كل لمحةٍ ونفسٍ عدد ماوسعه علم الله
رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
صورة لاحد الشرفاء الخرشفيين ناصر الحسني صور الأشراف الأدارسة 0 13-07-2011 01:59 PM
تراجم لبعض الشخصيات الإسلامية المؤثرة سلمان الفارسي استراحة الأشراف الأدارسة 3 21-02-2011 06:52 PM


الساعة الآن 12:57 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir