...... تابع ......
تفانيه في كسب الحسنات:
ومن مظاهر كرمه، وتفانيه في كسب الحسنات، ونيل المحامد، أنه كان ينصب خيمته الفسيحة في منتجعات "إينشيري" على حافة الطريق الرابط بين القوارب، واكجوجت وأطار، جاعلا منها مأوى للضيوف والمحتاجين وأبناء السبيل، القادمين من كل صوب، وفج، ومن انقطعت بهم السبل وقد وصف أحد الشعراء هذه الخيمة العربية المصنوعة من الوبر بقوله:
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
* تَرَاءَتْ لِعَيْنِي خَيْمَةٌ فِي سَوَادِهَا = كَقِطْعَةِ لَيْلٍ قَدْ أُقِيمَتْ عَلَى تَلِّ *
* بَعِيدَةُ مَا بَيْنَ الْجَنَاحَيْنِ فَخْمَـةٌ = مُمَدَّدَةُ الأَطْنَابِ وَارِفَةُ الظِّـلِّ *[/poem]
ومعلوم أن منطقة "إينشيري" غير آهلة بالسكان، ويعز في معظمها وجود الماء، وترتفع فيها درجة الحرارة في فصلي الصيف، والربيع، كما يشتد فيها البرد القارس، مما جعل الجواد الكريم محمد الأمين يختار منها حافة الطريق بحثا عمن يسعفه، أو يحسن إليه، كسبا لحسنات المعاد، وتخليدا لمآثر الأجداد، وحفظا لما تركوه من أمجاد، وتجديدا لعهود أولئك الأسياد، وكان هو وزوجه الشريفة الدرجالها بنت إبراهيم بن حمزه العزوزي طرفي رهان في جميع الفضائل فهي بحق كما وصفها الشاعر حين قال:
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
* تُؤَازِرُهُ فِي الْبَيْتِ خَيْرُ عَقِيلَةٍ = لَهَا فِي مَيَادِينِ الْعُلَى أَوْفَرُ الْكِفْلِ *
* كَرِيمَةُ أَصْلٍ مِنْ بَنِي عَمِّهِ الأُلَى = لَهُمْ شَرَفٌ عَالٍ عَلَى غَيْرِهِمْ يُعْلِي *[/poem]
وهذا ما جعل من هذه الأسرة الشريفة معقلا للمجد، والفضائل، همها الوحيد كسب المحامد، وديدنها السعي من أجل الحصول على خيري الدنيا والآخرة.
ويصدق على الشريف محمد الأمين في عنايته بالعلم، والعلماء، وزهده، وصبره، وشجاعته، إلى غير ذلك من الخصال الحميدة، قول الشاعر محمدو بن محمدي العلوي في الشرفاء السباعيين من قصيدة له:
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
**فَصِرْنَا نَجُوبُ الْبِيدَ فَوْقَ خِفَافِهَا = إِلَى عُصْبَةِ الأَخْيَارِ مِنْ آلِ هَاشِمِ**
**إِلَى حَيْثُ يُلْفَى الْعِلْمُ وَالْحِلْمُ وَالنَّدَى = وَحَوْزُ الْمَعَالِي وَاجْتِنَابُ الْمَآثِمِ**
**إِلَى حَيْثُ تُلْفَى الْكُتْبُ شَتَّى مُعَدَّةً = لِتَدْرِيسِ أَقْوَالِ الإِمَامِ ابْنِ قَاسِمِ**
**وَأَشْهَبَ وَاللَّخْمِيِّ وَابْنِ بَزِيزَةٍ = وَيُونَسَ وَابْنِ الْمَاجَشُونِ وَسَالِمِ**[/poem]
إلى أن يقول:
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
* بَنِي خَيْرِ خَلْقِ اللهِ أَبْنَا أَبِي السِّبَا = عِ مَا فِي الْوَرَى شِبْهٌ لَكُمْ فِي المكَارِمِ *[/poem]
وكما يقول الشيخ سيد محمد (سيدن) بن الشيخ سيديا:
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
**فَإِنْ يَكُنْ جَامِعًا أَشْتَاتَ كُلِّ عَلاً = فَإِنَّهُ لَيْسَ بِدْعاً فِي الَّذِي جَمَعَا**
**أَبُوهُ قَدْ جَمَعَ الْقُرْآنَ فِي صِغَر = وَالْعِلْمَ فِي كِبَرٍ وَالدِّينَ وَالْوَرَعَا**[/poem]
وهو في الزهد كما قال الشافعي:
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
**إِنَّ للهِ عِبَادًا فُطَنَا = طَلَّقُوا الدُّنْيَا وَخَافُوا الْفِتَنَا**
**فَكَّرُوا فِيهَا فَلَمَّا عَلِمُوا = أَنَّهَا لَيْسَتْ لِحَيٍّ وَطَنَا**
**جَعَلُوهَا لُجَّةً وَاتَّخَذُوا = صَالِحَ الأَعْمَالِ فِيهَا سُفُنَا**[/poem]
وهو في الصبر والقناعة متصف بقول الشاعر:
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
**الدَّهْرُ أَدَّبَنِي وَالصَّبْرُ رَبَّانِي = وَالْقُوتُ أَقْنَعَنِي وَالْيَأْسُ أَغْنَانِي**
**وَحَنَّكَتْنِي مِنَ الأَيَّامِ تَجْرِبَةٌ = حَتَّى نَهَيْتُ الَّذِي قَدْ كَانَ يَنْهَانِي**[/poem]
وقول الآخر:
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
**إِنِّي رَأَيْتُ الصَّبْرَ خَيْرَ مُعَوَّلٍ = فِي النَّائِيَاتِ لِمَنْ أَرَادَ مُعَوَّلا**َ
**وَرَأَيْتُ أَسْبَابَ الْقَنَاعَةِ أُكِّدَتْ = بِعُرَى الْغِنَى فَجَعَلْتُهَا لِي مَعْقِلاَ**
**فَإِذَا نَبَا بِي مَنْزِلٌ جَاوَزْتُهُ = وَجَعَلْتُ مِنْهُ غَيْرَهُ لِي مَنْزِلاَ**
**وَإِذَا غَلاَ شَيْءٌ عَلَيَّ تَرَكْتُهُ = فَيَكُونُ أَرْخَصَ مَا يَكُونُ إِذَا غَلاَ**[/poem]
وقول الآخر:
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
**لإِنْ صَبَرَتْ نَفْسِي لَقَدْ أُمِرَتْ بِهِ = وَخَيْرُ عِبَادِ اللهِ مَنْ كَانَ أَصْبَرَا**
**وَكُنْتُ ابْنَ أَحْذَارٍ وَلَوْ كُنْتُ خَائِفًا = لَكُنْتُ مِنَ الْعَصْمَاءِ فيِ الطَّوْدِ أَحْذَرَا**[/poem]
وهو في شجاعته عند اللقاء، وكرمه عند العطاء، كما يقول سيدن بن الشيخ سيديا:
[poem=font=",6,,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
*أَظْفَارُهُ حُمْرٌ خُلِقْنَ مِنَ الرَّدَى = وَبَنَانُهُ بِيضٌ طُبِعْنَ عَلَى النَّدَى*
*فَبِهَذِهِ كَانَ الْقَضَاءُ مُسَلَّـطًا = وَبِهَذِهِ كَانَ الْعَطَاءُ مُعَـوَّدَا*[/poem]
........ يتبع .........