بسم الله الرحمن الرحيم
نبزه قصيرة عن حياة ريفي فلسطيني ثائر
لن نكتب لغير الشهداء والأبطال والشجعان
· هذا قسم مني يا فلسطين
· وهذه نبزه عن حياة ثائر بطل مقاوم شهيد من شهداء العائلة الريفية في فلسطين
· وسنبقى نتذكر هؤلاء الشهداء الأبطال بكل فخر واِعتزاز وكبرياء وشموخ هؤلاء الفرسان هم ,, يحملون هم الوطن لا هم كروشهم العفنة
· و جرحهم النازف دين على رقاب الرجال ,,, هم الأبطال هم ,,, هم من رسموا خطوط الملحمة و أنشودة النصر ,,, رجال هم ,,, عاهدوا الله فكان الصدق في الفعل قبل القول ,,, فصدقهم الله وعده بالشهادة ,,, شهداء العقيدة و الوطن لن يغيبوا و لن يطويهم النسيان ,, فالذاكرة كل الذاكرة لهم بعنفوانهم ورجولتهم و بطولاتهم وفروسيتهم و ثباتهم على الحق ،
· ولقد أنجبت هذه العائلة أبطال استشهاديين لكي تسجل صفحات مشرقة جديدة في حياة صمود وجهاد الشعب الفلسطيني الأبي الذي مازال يكره الذل والخنوع ويرفض المُداهنة والمساومة على الحقوق والثوابت، فتحية تقدير واحترام أُسجلها عبر هذه الكلمات إلى أولئك الأشراف الذي سجلوا بدمائهم أروع وأصدق قصص البطولة والفداء.
· أيها الإخوة الكرام الذكر الحسن الذي يأتي بدون تكلف هو فضل الله ومحبته يلقيها في قلوب عباده لمن يحبهم الله
· السيرة الحسنة تركها الرجال الشرفاء كشجرة الزيتون ..
· لا تنمو سريعا .. ولكنها تعيش طويلا...
· أيها الإخوة الكرام
· إن الرجولة في اللغة تعني القوة والشجاعة والإقدام والنباهة والذكاء والتميز ، والرجال بهذا المعنى قليل قال الشاعر :
· الناس ألف منهم كواحد وواحد منهم كالألف إن أمر عنى
· فلسطين لكي دمي أنزفه وروحي لكي فداء
· فلسطين ...... يا مهد النبلاء
· فلسطين ....... يا جنة الشرفاء والكرماء
· فلسطــين ....... يا جنة الشهداء
· : قم يا زمان ,,, عانق الأطهار .. شهداء الوطن والفداء
· الحمد لله رب العالمين المنعم بقوله:
· فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره
· والصلاة والسلام على صفوة خلقه سيدنا محمد أفضل الصلاة والسلام .وبعد: السيرة النضالية لأبي ولشقيقي وأبناء عمي والتعرف علي حياتهم النضالية والعسكرية وأخلاقهم الحميدة ودوافعهم الوطنية ونبدأ بالشهيد الأب والمعلم الشهيد البطل محمد بن صالح بن حسن بن صالح بن علي الريفي
· الشهيد محمد بن صالح الريفي تطوع عام 1959م للخدمة العسكرية بإحدى كتائب اللواء 107 مشاه.
· وبعد تلقيه التدريب في وحدته تم اختياره ضمن مجموعات أخرى من وحدات اللواء 107 للقيام بمهمة التدريب الشعبي الأبناء قطاع غزة ، وتم فتح مراكز للتدريب الابتدائي في قطاع غزة . ولهذا الغرض أنشاء اللواء 119 حرس وطني وكان مقره بمدينة رفح . وكان نصيب محمد صالح العمل في رئاسة اللواء 119 حيث يجري هناك التدريب الراقي لمن أتم تدريبه في مراكز التدريب المشار إليها.
· بذل الريفي محمد كل ما لديه من جهد وعطاء في مجال التدريب على مدار ست سنوات من عام 1961م حتى 1967م وعندما وقعت حرب عام 1967م حمل سلاحه وقاتل كما رفاقه في العمليات التي جرت شرق رفح لمدة ثلاثة أيام .
· كتبت له النجاة وبعد احتلال العدو لقطاع غزة ،عاد الرقيب محمد الريفي لمنزله ليجدد استمرارية نضاله .شارك في عمليات قوات التحرير الشعبية وانخرط في صفوف الثورة الفلسطينية حتى تاريخ استشهاده في 10/8/1978 م الحقيقة أن هذا الرجل عشق الحياة العسكرية وعاشها بكل وجدانه ، وعمل طيلة حياته بكل جد ونشاط . كان يخفي في طيات نفسه دوافع وطنية وطيدة ، وكان يأمل من خلال عمله في جيش التحرير الفلسطيني أن يشارك في تحرير الأرض المسلوبة ، وأن هذه الدوافع الوطنية هي التي جعلته يواصل النضال بعد احتلال العدو لغزة عام 1967م . ولم يستسلم ولم يداخله اليأس ساعة فناضل بكل طاقاته وإبداعاته حتى النفس الأخير. ولقد شاهدنا الروح القتالية العالية لدى أبنيه رائد ونائل اللذان واصلا المسيرة على درب النضال . وأن شعباً بدر منه هذه الفدائية وصدق الإيمان بالعقيدة لن يغلب يوماً سينال حريته ويستعيد وطنه. والله مولانا وهو نعم النصير
· الشهيد محمد بن صالح الريفي
· هو محمد بن صالح بن حسن بن صالح بن علي (بن عبد الصادق) وعلي بن عبد الصادق هذا هو أحد أحفاد القائد أبو الحسن علي بن عبد الله بن جدوا الريفي الذي له صفحات بيضاء وخالدة في تاريخ المغرب العربي ،.
· وأعقاب أبي الحسن علي بن عبد الله لا زالوا اليوم بطنجة ، وكثيراً ما تكون فيهم الرئاسة هنالك . أما علي بن عبد الصادق فهو من أحفاد هذا الرجل سالف الذكر ، استوطن غزة وأسس آل الريفي في الديار الغزية بفلسطين .
· محمد بن صالح صاحب هذه السيرة ولد في غزة بحي التفين القديم عام 1941م في منزل والده العتيق الكائن في ذلك الحي . وتربى ونشأ برعاية والديه ، ولما بلغ السابعة من عمره كان يحرص على مرافقة والده عند مزاولة أعماله خاصة عندما كان يشرف على زراعة وحصاد أرضه الواقعة شرق مدينة غزة ، فتعرف محمد وهو صبي على الديار الغزية شرق المدينة والتي تمتد حتى قرية المحرقة ، وشاهد بأم عينيه الحطبة ، فعايش حياة الزرع ، وتعرف على حياة الرعاة ومواشيهم وطيور البيئة المتنوعة وألوانها ومواسم ظهورها . بقدميه الصغيرتان جاس خلال الديار وجرى في سهولها وصعد روابيها ونزل أوديتها ، وتعرف على أعشابها البرية التي تنبت في فصل الربيع ، وعاين بعينيه تغير البيئة بمكوناتها في فصل الصيف والخريف والشتاء . عشق محمد هذه الأرض وهواءها وشمسها حدها وبرها . كثيراً ما كان يسمع الحكايات التي كان يرويها أهل هذه الديار الغزية ، وكذا يستمع باستمتاع إلى المواويل الشعبية التي يصدح بها الرعاة والفلاحون وكان يحضر حفلات السامر ومسابقات الفروسية وكما كان يهوى الاجتماعات والسهرات والحفلات العائلية الخاصة التي كانت تقام على أرض البستان التي أقيم عليها الآن مدرسة البنات الابتدائية مقابل بحي التفاح كانت رجال العائلة الأوائل أبناء وأحفاد علي الريفي يقيمون أفراحهم وأتراحهم بهذه المنطقة فنقشت هذه الحياة بكل مكوناتها في وجدان وذاكرة محمد في مرحلة طفولته . وقعت النكبة عام 1948م واستولى اليهود على كل شيء ولم يبقى لمحمد إلا الذكريات فأحصر الفتى في حي التفاح ولا يتجاوز حدود الهدنة إلا بخياله ، وأصبحت تلك الحياة حلم الفتى .
· حياة الطفولة لم تفارق الفتى حتى أصبح شاباً وقد أضحت حياته في سن الطفولة جزء لا يتجزأ من حياته في ريعان الشباب ، وتجسدت شخصية محمد المتمردة على الواقع المُر .
· عايش محمد عدوان إسرائيل على قطاع غزة عام 1956م وشاهد المجازر التي ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة ، وأحس بمرارة الاحتلال ولكنه سرعان ما تنفس الصعداء عند انسحاب إسرائيل من القطاع فلم يدم هذا الاحتلال إلا ثلاثة شهور ، وعادت الإدارة المصرية لقطاع غزة ، وبدأت بإعادة تشكيل كتائب عسكرية من المتطوعين الفلسطينيين ومع حلول عام 1959م تم تشكيل ثلاث كتائب مشاة فلسطينية بالإضافة للكتيبة 44 فدائيين التي تأسست عام 1954م على يد الشهيد مصطفى حافظ . وبذلك أصبحت هذه الوحدات النواة الأولى للواء 107 مشاه أمن وطني فلسطيني ، وانتشرت في قطاع غزة على الوجه التالي :
· ك 119 مشاه في مدينة غزة و ك 121 مشاه في مدينة خان يونس ، و ك 120 مشاه في رفح ورئاسة اللواء 107 مشاه في خان يونس كمكان متوسط.
· وبعد صدور قرار تأهيل أهل قطاع غزة لحمل السلاح بدء تدريب جميع القادرين على حمل السلاح .
· أقيمت مراكز تدريب في جميع مناطق القطاع وتأسس اللواء 119 حرس وطني لهذا الغرض في مدينة رفح.
· ألتحق الشاب محمد صالح الريفي بوحدات اللواء 107 مشاه العاملة ، وانصهر في التدريب الشاق حتى أصبح جندياً متمرساً على فنون القتال حسب أحداث أنواع التدريب ، وعاصر نوعين من التكتيك والسلاح : الغزي والروسي .
· مع بداية عام 1961م بدأ فتح مراكز التدريب الشعبي في جميع مدن القطاع كما ذكرنا بغرض إعداد كل من يقدر على حمل السلاح للدفاع عن الوطن . وتم انتخاب مجموعة من المدربين الفلسطينيين من وحدات اللواء 107 مشاه ، وكان العريف محمد صالح من ضمن هذه المجموعة التي تكلفت بتدريب الشعب الفلسطيني على فنون القتال .
· أرسل العريف محمد إلى مقر اللواء 119 حرس وطني بمدينة رفح حيث يتم في مقر هذا اللواء التدريب الراقي الشعبي بعد إتمام التدريب الابتدائي في مراكز التدريب الشعبي
· في هذا المكان برز العريف محمد الريفي في مجال التدريب وتخصص في استخدام السلاح وفكه وتركيبه وعمل في المشاريع المشتركة التي تجري في نهاية التدريب . وتمرس في باقي الفنون القتالية وأفاد كثيراً في هذه المجالات .
· لقد نال الرقيب على عدة أوسمة للبطولة ممارسته الحياة العسكرية ولقب بالبلد وزر . ووحش الجيش الفلسطيني .
· واصل الرقيب محمد صالح الريفي عمله بجد ونشاط في مجال التدريب حتى حرب حزيران عام 1967م وقد أصبح الفلسطينيين جيش خاصة بعد تشكيل اللواء 108 مشاه ووحداته الفرعية بعد قيام منظمة التحرير الفلسطينية في عام 1964م
· عايش العريف محمد هذه الحقبة بكل حماس ونشاط يحدوه الأمل الكبير أن تبدأ ساعة الصفر ويشارك في معركة تحرير فلسطين . اشتعلت حرب 1967م وشارك فيها الرقيب / محمد الريفي في المواجهات التي جرت شرق مدينة رفح واستمرت العملية ثلاثة أيام وواجهت القوات الفلسطينية المتواجدة شرق رفح العدو بكل شراسة رغم استخدام العدو لجميع أسلحته من دبابات ومدفعية وطيران وغيرها . بات الرقيب محمد ليلة الأربعاء وفي فجر الخميس 7/6/1967م قرر أن يعود لغزة مخالفاً رأي الكثير من زملائه الذين قرروا الذهاب لمصر عبر سيناء، حمل سلاحه وتوجه نحو الشمال ووصل بسلامة الله لمنزله مجتازاً كمائن العدو ودورياته التي كانت منتشرة في كافة القطاع .أختار محمد مسقط رأسه ليبدأ
· قصة نضال جديدة بأسلوب جديد وفكر جديد ، سرعان ما تلاقى رفاق السلاح ضباطاً وجنوداً وانطلقت فكرة إعادة تشكيل وحدات التحرير الشعبية بقيادات ثورية مثل النقيب حسين الخطيب ، والنقيب وليد أبو شعبان ، والرقيب أول أبو الفحم وغيرهم وشارك الرقيب محمد الريفي بعمليات الاتصال والتنسيق ثم بعملية إعادة جمع سلاح جيش التحرير وإعادة تدريب وتأهيل الشباب على استخدام السلاح ونصب الألغام واستخدام القنابل اليدوية ولم يمضي ثلاثة شهور على الحرب حزيران 1967 حتى انطلقت هذه الخلايا الثورية بمهاجمة دوريات العدو في كافة قطاع غزة بتكتيك جديد وأساليب تناسب المواقف المتغيرة مستفيدة من الخبرات القتالية السابقة وبما يتلاءم مع السلاح المتوفر ، ولا أقول أنها أزعجت العدو ولكنها زلزلت كيانه وكان لها تأثير كبير في إحباط حالة النصر التي كان يفخر بها العدو
· وهذا الحال أعجب المناضل المجاهد محمد صالح الريفي فأصبح يخطط ويأمر بالتنفيذ ويتابع ويدرس النتائج ويعدل ويصحح ونجح كما ورفاقه بعمليات خاطفة من زرع ألغام على خطوط سير دوريات العدو،محمد صالح كان خبير في ** صناعة* العبوات* الناسفة ** التخريب ** الكمين ** الهجوم ** الأسلحة* : الفك* والتركيب* والتعمير* والتفريغ* واستخدام ** قواعد* الرمي* وأوضاعه* المختلفة ** الانسحاب* المخفي** رمي* القنابل* اليدوية* والعبوات* المتفجرة*
· وتوجيه ضربات سريعة داخل القطاع وملاحقة العملاء وجمع المعلومات والاتصال بقيادته في سرية فائقة متخذاً كل السواتر المتيسرة في الحركة والسكون أن لا يعلم عن نشاطه الميداني أحد إلا قياداته المباشرة بينما يظهر للعامة وحتى أهل بيته وعائلته وجيرانه أنه إنسان بسيط يحب وطنه ويتهجم بلسانه على العدو وتدور أحاديثه عن حكايات هشة ومواقف تحدي أثناء خدمته العسكرية خلال عشر سنوات مضت وكأنه يعيش ذكريات الماضي ،وأنه فقط يتذمر من الحاضر .وكان هذا سر نجاحه طيلة عمل قوات التحرير الشعبية في قطاع غزة والتي امتدت حتى منتصف السبعينات.أعتقل عدة مرات في سجون العدو وعزب في غرف التحقيق وفي أخر اعتقال له من بيته القديم الكائن بحي التفاح دخلت جنود العدو بيته وطلب من المجاهد محمد الريفي أن يخبرها أين السلاح والمتفجرات التي بحوزته قال لهم تعالوا أدخلوا هذه الغرفة يوجد بها متفجرات وألغام تفاجأ ضباط العدو من تلك الكلمات قالوا له ماذا تقول فتح محمد الريفي الغرفة ودخل الجنود الغرفة وقالوا يا محمد أين المتفجرات قال لهم ألم تُشاهدوها قالوا لا أين هيا أيها الإخوة الكرام أتعرفون من كان في الغرفة كنا نحن أبناء ذاك الرجل الفدائي المقاتل العنيد في داخل الغرفة وكنا نائمين كشف والدنا الغطاء عن وجوهنا نحن أبنائه كنا خمسة أطفال ذكور صغار نائمين وقال لهم والدي محمد الريفي ها هي تلك المتفجرات غداً ستكبر تلك المتفجرات وتنفجر بكم دهش الجنود من كلام والدي اعتقلوه عذبوه ولكن لم يرضخ الشهيد بوقف التنفيذ لهم خرج البطل من السجن بعد عدة شهود من الاعتقال، ومع تغير الأحوال جدد المناضل محمد الريفي نشاطه التقى محمد الريفي في بيته بصلاح خلف أبو إياد أحد أكبر كوادر حركة فتح ومؤسسيها ومن سكان حي الدرج التي كان يقطنه الشهيد محمد صالح ,أقام القائد صلاح خلف في بيت الشهيد متخفياً عدة أسابيع وأنخرط والدي في صفوف خلايا فتح الثورية ، وصار يدرب ويعد ويعبئ بفكر جديد تتوافق مع منطلقات فتح وواصل عمله التنظيمي حتى تفجير الثورة الشعبية (الانتفاضة الأولى) في أواخر عام 1987م .
· برز نشاطه في منطقة سكنه ، وأصبح أهل الحي يعرفون أنه قد نذر خمسة من أبنائه فداء وشهداء للوطن شارك بكل قدراته في الانتفاضة الأولى التي رمز لها بالحجر ولكنها كانت في الواقع تمرد شعبي وعصيان مدني ومواجهات قتالية كان البطل يحرض أولاده على مواجهة العدو والمواجهة وحدثت مواجهة مباشرة بين جنود الاحتلال وأبناء الشهيد محمد صالح الصقور التسعة لقد داهم جنود العدو وكر وعرين الأسد محمد صالح أطلقوا النار أثناء الهجوم تصدى أبناء الشهيد محمد صالح لجنود العدو كان والدهم محمد في المقدمة فرت جنود العدو من المكان بسبب كثافة إلقاء الحجارة باتجاههم وبعد فِرار الجنود وجدنا سلاح ملقى على الأرض أخذنا تلك السلاح وتعرفنا على نوعها كانت برودة كبيرة تستعمل لإطلاق الغاز السام وبعد انتهاء المواجهة عدنا إلي البيت كانت الجيران والأقارب ورجال الحي تقف في الشوارع المؤدية لبيتنا تشاهد تلك المواجهة حيث اشترك معنا القليل من أهل الحي بالمواجهة ، أبي محمد الريفي تقدم وألقى كلمة واسمع جميع الأهالي والجيران قال لهم أتخافون جنود الاحتلال هؤلاء استوطنوا بلادنا ونهبوا خيراتنا ويجب علينا وعليكم مقاومتهم بكل الأساليب وطردهم من أرضنا أبي محمد وقف بشموخ وقال لهم واقسم وردد وبصوت عال أمام الأهالي بالحي سوف أقدم خمسة من أبنائي شهداء لفلسطين وانتم اختبئوا في بيوتكم محمد صالح أقسم وبر بقسمه وفي نفس الوقت جاء لوالدي احد كبار السن وعقلاء الحي من آل المظلوم وقال يا محمد صالح ارجع البندقة للجنود تقدمت أنا وقلت لا يا أبي اكسر تلك البندقية وأعلقها علي سلك الكهرباء الضغط العالي لكي تصبح عبرة لجنود العدو تقدم الرجل وطلب من أبي أن يرد تلك السلاح خوفاً علينا من ملحقات الأمور ولكي ينهي تلك المشكلة التي أشتد رحاها بيننا وبين جنود العدو، محمد صالح وبعد الإلحاح الشديد من تلك الرجل سمح له أن يأخذ السلاح ويسلمه لجنود يهود التي كانت متوقفة على أبواب الحي ذهب الرجل المسن بقطعة السلاح وأرجعها للجنود أخذها من ضابط الدورية وحينها كان الضابط لم يعلم بأن البندقة كانت مفقودة وأحد الجنود التي فقد البندقة لم يخبر الضابط بفقدان بندقيته الضابط حمل السلاح وتقدم نحو الجندي صاحب البندقية ولطمه على وجهه وشتمه وأهانه أمام الرجل المسن وباقي أفراد الدورية ذهبت الدورة من المكان ، على إثر ذلك قام العدو الإسرائيلي بمهاجمة منزلنا داهموا بيتنا في المساء اقتحموا البيت وفتشوه وعاثوا بهي خرابا وطلبوا من محمد صالح أن يذهب معهم للاستجواب كنت واقف بجانب أبي كان يتحدث مع الجنود قال لهم انتظروني لكي أجهز نفسي رفض أن يخرج معهم إلا بعد أن ارتدى زيه الشعبي وألقى عباءته على ظهره رافعاً رأسه ساخراً من تلك الزمرة من جنود العدو الذين زجوا به في سيارة عسكرية توجهت به لسجن غزة , وتم اعتقاله وكان هذا الفعل ليس جديداً عليه فسبق إن تعرض كثيراً لهذه الأفعال ، وكان هذا الاعتقال الأخير للشهيد أعتقل ابنه رائد الريفي وزج به بالمعتقل في سجن النقب التي كان يقبع به والده تحت سطوة الجلاد .
· وقفات بين التحقيق والرجولة
· وقف المناضل محمد صالح الريفي أمام المحقق العسكري في مبنى سرايا غزة : قال له المحقق : ما أسمك
· أجاب : أنا الفلسطيني محمد صالح الريفي،
· ما عمرك:
· أجاب : ثماني وأربعون عاماً
· هل أنت متزوج :
· أجاب : نعم ولي تسعة أبناء ذكور وأبنه
· قل بصراحة: لماذا تحرض الأولاد على رمي الحجارة على جنود الاحتلال ، وإحراق الكاوتش والشتم .
· قل لي ماذا تفعل لو هاجمك كلب مسعور هل تسكت حتى يقضي عليك أم تطرده ، أما إحراق الكاوتش والشتائم فهي لإظهار الكراهية لمن يسرق حياتهم
· وقعت بلسانك يا مخرب ولن تعود على بيتك هذه المرة ، سأحولك لسجن النقب لتلقى مصيرك .
· أجاب النقب أرضي وفلسطين وطني وأولادي لها
· طيب أنت لم تعجبك كلمة مخرب !!! أسمعني جيداً يا محمد : أنت تعرف ماذا فعلنا بجيش الشقيري والجيوش العربية ، وتعرف أن جيش إسرائيل قوي , يعني مفش فائدة.
· وأنا ممكن أن أوقف الحكم عليك ، وأعفو عنك لو وعدتني أولا تمنع أولادك عن إلقاء الحجارة وعدم إحراق الإطارات والتوقف عن الشتائم وأن تكونوا عبرة لأولاد الحارة وتوقفهم عن هذا الفعل وطبعاً أنت كلمتك مسموعة عندهم.
· فإن تعاونت معي أعدتك لبيتك.
· قال محمد : أتعرف أراضي المحرقة وما تسمونه أنتم
· نعم أعرفها جيداً
· لي فيها ثلاث مائة وستون دونماً باسم والدي صالح بن حسن بن صالح الريفي . فهل تعيد لي هذه الأرض وترحل عنا
· قال المحقق متضجراً : أعرف أنه لا طائل من الحديث معك ولكني اكرر أنك لن تعود إلى بيتك أنت محكوم بست شهور إداري
· وأنا أكرر فلسطين كلها بيتي
· حُول المناضل محمد الريفي إلى سجن النقب لقضاء ستة شهور سجن في أوائل النصف الثاني من عام 1989م ودخل سجن النقب بلباسه الشعبي الغزي الذي أصر على ارتدائه ليغيظ العدو وليظهر عدم الامتثال للأوامر داخل هذا السجن لم يترك فرصة إلا وأظهر تمرده وأظهر احتقاره لحراس السجن وضباطه ، مما جعل العدو يحاول بل ويصر أكثر من مرة على كسر أنفه وإذلاله ولكنهم كانوا يواجهون أسداً هصورا لا يعبأ بضرب والتنكيل مع كبر سنه كان يرفض الخروج من داخل الخيام للعدد وخصي المعتقلين التي كانت جنود العدو تقوم به بشكل يومي واعتيادي كان يشكل قلق مستمر للجنود داخل المعتقل ويوجه لهم الإهانةة ويحرض عليهم المعتقلين
· أصيب المناضل محمد الريفي بإصابات خطيرة أكثر من مرة . ظهر عليه الإعياء فنقلوه إلى مستشفى سروكة ، ولكنه داخل المستشفى لم يتوقف عن شتم الجنود وحراسهم الأقزام وتحقيرهم ، رفض أطباء العدو أن يعالجوه بسبب شدة الكدمات والإصابات التي ظهرت على جسده وتعاند المريض وشدة شكيمته مع جنود وأطباء وممرضين العدو أعيد الأسد المعتقل الجريح للسجن في نفس اليوم وبدون الحصول على أي نوع من العلاج. تواصل التعذيب أثناء نقله لتلاقي العلاج والعودة به إلى مخدعه في المعتقل فأشتد عليه الوجع وفي اليوم التالي نقل لتلقي العلاج بــمستشفى السجن وأصر أن يذهب سيراً على الأقدام ليظهر للعدو أنه لم يقهر وحتى لا يرى على شفاه حراسه ابتسامة النصر على إرادته فتحدى غطرستهم بعزيمته فوجئ جنود الاحتلال بصلابة محمد الريفي ضربوه بكعب البنادق في وجهه وقفص صده أصيب بعدة رضوض وجنود العدو ونُقل إلى طبيب السجن ودخل في غرفة داخل السجن ماشياً على قدميه رفض أطباء العدو لمرافقيه أن يدخلوا غرفة الطبيب لقد أعطى الطبيب محمد صالح نوع من الدواء القاتل بشكل حبوب في فمه واشربه ماء وبعد فترة قصيرة من الوقت خرج طبيب السجن وأعلن أن محمد الريفي قد مات ذهل المرافقين فالو أقتلتموه دخلوا الغرفة وألقوا نظرة متفحصة على جسد محمد المسجي على النقالة فواجدو
· الدم ينزف من فم الشهيد ويعص على شفتيه من شدة الانفجار الداخلي لأمعائه تقطعت الأمعاء وخرجت الدماء وخرج أحد المرافقين من غرفة الطبيب صارخاً : إنهم قتلوه …… يا قتلة …. يا قتلة
· قال هذا الشاهد إنني شاهدت أثار ضرب أو استخدام أدوات حادة في منطقة الصدر ، والدم يتدفق من فمه.
· لقد استشهد البطل محمد صالح حسن الريفي، من جراء الضرب والتعذيب ومن الأوضاع المأساوية في سجون ومعتقلات الاحتلال الصهيوني النازية، ونضيف أيضا من سوء الخدمات الصحية المتدنية وشحه الدواء وسياسة الإهمال الطبي المتعمد والموت مستمر والأيام تدور والمعتقلين تحت سكينة الجلاد وهذه همجية الاحتلال الصهيوني في سياسة القمع والتعذيب والإهمال الطبي باتت سمة ونهجا ثابتا في التعامل مع الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين القابعين سجون العدو
· لقد انتقل البطل المقاوم المقاتل المعتقل الجسور محمد صالح إلى الرفيق الأعلى شهيداً كما كان يحلم بنيل الشهادة وسرعان ما بلغ خبر استشهاد المناضل محمد الريفي في جميع أقسام وغرف السجن الصحراوي الملعون.
· ثار المعتقلون الفلسطينيون في سجن النقب وهتفوا باسم فلسطين وباسم محمد الريفي ، وأعلنوا الحداد ثلاثة أيام حداداً على روح الشهيد البطل محمد صالح .
· نقشوا أسم محمد صالح الريفي على جدران السجن
· هنا على أرض فلسطين في سجن النقب الصحراوي على أرض فلسطين المحتلة أستشهد المناضل الكبير محمد صالح الريفي يوم الاثنين الموافق10/8/1989م ليختم حياة حافلة بالجهاد بالشهادة. فإلى جنات الخلد أيها الشهيد محمد صالح الريفي إلي جنات الخلد لقد نلت الشهادة وفذت ورب الكعبة لقد ربحت البيع يا محمد صالح
· وسجلوا بعد ذلك هذه الأهزوجة من داخل المعتقل
· في عشرة الشهر من آب
· استشهد شيخ الشباب
· محمد الريفي يا شباب
· رجل كبير ما بيهاب
· مضى عمره في الجهاد
· من مولده إلى الممات
· وأعلنت القيادة إضراب
· ثلاثة أيام حداد
· محمد الريفي يا شباب
· رجل كبير ما بيهاب
· شهد هذا الحدث أخي المجاهد رائد الذي كان ضمن المعتقلين في سجن النقب الصحراوي القاحل .
· لقد جاء لنقل خبر استشهاد والدي محمد الريفي مدير سجن النقب الجنرال الصهيوني اتسيمح طلب لمقابلة رائد خرج رائد له قال له الجنرال البقية في حياتك رائد قال له رائد عن من تقصد قال والدك مات توفى صرخ رائد حمل بيديه القوية الطاهرة الجنرال مدير عام سجن النقب عالياً وأقسم أخي رائد بن محمد صالح الريفي أمام جنود العدو وحشد من المعتقلين ورددا قائلاً سوف أنتقم لوالدي الشهيد وسيكون لانتقامه يوم مشهوداً لن ينساه يهود وكل نقطة دم من والدي نزفت برأس كلب منكم أيها الحقير وكان هذا القسم على مسمع مدير السجن الصحراوي
· \\\\\\\\\\\\\\\” تسيمح \\\\\\\\\\\\\\ \”
· ومرأى جنوده المدججين بالسلاح استنفرت جنودهم اهتز المعتقل من شدة صراخ رائد وهتافه وتهجمه على دولة الكيان المسخ المغتصب،
· قال السجان الملعون اتسيمح أنزلني يا رائد ولا توقع نفسك بالغلاط تركه رائد بعد إلحاح من قادة المعتقلين بسبب خوفهم على شقيقي رائد في حينها قال الجنرال الصهيوني يا رائد كنت عازم أن أخرجك لكي تحضر دفن أبيك محمد ولكن الآن لم ولن تخرج بسبب فعلتك هذه انصرف اتسيمح من أمام المعتقلين واستمر حجز رائد داخل المعتقل النازي قادة المعتقلين داخل المعتقل طلبوا من مديد السجن أن يقدموا واجب العزاء لأبنه رائد في داخل المعتقل وبعد التنسيق مع حراس السجن اصطف جميع المعتقلين وخرج ابنه رائد التي كان في حينها معتقل داخل قسم alf وصافح كل من تواجد معه بنفس القسم فرداً فرداً وأخذ واجب العزاء وانتقل إلى كافة الأقسام داخل المعتقل كان رائد شامخاً رافع رأسه في عنان السماء يضحك بفراسة المقاتل ليُظِهرَ للعدو إنه سعيد لنيل والده الشهادة وبكل فخر واعتزاز وشموخ وكبرياء اتسم رائد أمام المصطفين ليلقون رائد واجب العزاء وكانت قوات الاحتلال وحراس السجن ينظرن تلك الحدث بغيظ وجنون
· نقل جثمان الشهيد محمد الريفي من مستشفى سروكة إلى منزله الكائن في حي الدرج بغزة .جرت مراسم الجنازة والدفن والعزاء في حشود غفيرة من جمهور المواطنين .
· جثمان الشهيد بعلم فلسطين ، وحمل على الأكتاف ، وتعالت أصوات التكبير وهتافات التحرير.
· وسرعان ما داهم العدو منزل العزاء ولاحق الجنازة ، وأطلق النار على المشيعين ، والقي القبض على كثير منهم، كما لاحق أبناء الشهيد داخل المقبرة إطلاق النار باتجاهي بشكل كثيف حاولوا النيل مني وقتلي أو اعتقالي كنت حامل علم فلسطين واهتف ضد الاحتلال هاجم جنود الاحتلال المقبرة كانت جنودهم مدججة بالسلاح والسيارات العسكرية. تحيط بنا
· تحولت الجنازة ومكان العزاء والمقبرة إلى مواجهات قذفنا بالحجارة ، وإحراقنا الإطارات والهتافات وقد استغرقت وقتاً طويلاً
· واري الثرى جثمان, والدي الشهيد واهرقت المياه على القبر ودقت سعف النخيل على جانبيه مع تلاوة القرآن والدعاء ، فكان يوماً مشهوداً في مقبرة (ابن مروان) دفن جسد والدي ووريا تحت الثرى على صوت الرشاشات وآلاف الطلاقات التي أطلاقها جنود العدو باتجاه أبناء العائلة وأبناء غزة الباسلة الرافضين لعنجهية المحتل الغاشم،
· وانطلقت روح المجاهد المقدسة بطهارة الاستشهاد فيا أيتها الروح التي انطلقت لتشتم نواضر الأزهار وترتعي حدائق الأمن ، وتشاهد عجائب وعجائب ، وترى غرائب وغرائب ، وقد فتحت لها كل الأبواب ، ورفع الحق عنها كل حجاب يا من تحققي أيتها الروح ببوادي الحق وتمتعتِ بنوره الذي أضاء عالمه.
· الآن ظفرتِ بالوعد وفذتي بالنعيم ،ووراء ذلك ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر .
· ويا من تخلصتي من جميع الأهوال والبلابل وقررتي في مغاني أهل الفضائل ، وسمعتي ترنماً يبهجك ومطربتي طرباً يذهلك عن كل ما تعلم ثم سقيت بكاس لا تظمأ بعدها أبداً .
· واويتي إلى بقعة لا تزعجي أبداً عنها ،واختلطي بأرواح لا كثافة لها ، وحليتي بحلية لا تكشف بعدها
· فهنيئاً لك في جوار أوليائه وأصفيائه حيث تسمعي مناغاة الملأ الأعلى في الجنة التي هي المأوى ، عند سدرة المنتهى حيث لا أذى ولا قذى ولا شذى
· أيها الريفي يا حفيد الرجال يا من صعدت الجبال وخضت النضال وقهرت المحال وحطمت القيود وقاومت الجنود
· وبكل معاني الجهاد والشهادة.. نذكر فيها الجبل الشامخ، والقوة التي قهرت الصعاب، والعزيمة التي ألانت قسوة الواقع.وفي زمن الانكسار والهزيمة والهروب من أرض المعركة ارض فلسطين الطاهرة كان العديد يترك فلسطين ولكن أصر القائد الشهيد محمد صالح الريفي أن يكون نموذجاً رائعاً في الشموخ والثبات وفي الإقدام واليقين، ومثلاً عالياً في التضحية والفداء، ولكن فقد جعل هذا البطل الراحل من أبنائه درسًا بليغاً لأمة التي أقعدتها نوائب السنين..
· الشهيد البطل محمد صالح جمع كل معاني الرجولة والفداء,
· ومهما كتبت عنك أيها القائد الخالد سيظل اسمك في أذهاننا وشكلك في خيالنا قائد مناضل قدم العديد من أبنائه فداء لفلسطين ويا قائدنا ورمز عزتنا أيها القائد الفذ يا من ضحيت من أجل فلسطين من أجل رفع راية الجهاد والتوحيد في وجهه أقوى غطرسة إمبريالية صهيونية عالمية على وجه الأرض هذه الكلام غير مبالغ به وليعلم العدو وجنوده المتغطرسين نحن مازلنا مرابطين في الخندق الأول خندق الجهاد والمقاومة ولن نرحل سنصمد لو قتلنا جميعا نصر أو شهادة والغلبة ستكون لنا بإذن الله والنصر قادم لا محال ولابد للقيد أن ينكسر ولا بد لليل أن يزول وتشرق شمس الحرية على ربوع فلسطين كل فلسطين وستكون القدس عاصمة فلسطين الأبدية وسيندحر الاحتلال الغاصب إن شاء الله قريب
· أهنأ يا والدي العزيز أيها المجاهد الحر الشريف الشهيد محمد صالح
· فقد تسلم بعدك الراية جميع شرفاء شعبنا العظيم .