السلام عليكم رواد الديوان
السلام عليكم أخي عبد المالك
فيما يخص العلاقة الموجودة بين بني عبد الواد و بني مرين قد وضحها الباحثون و فصلوا فيها و هم أبناء عمومة من قبيلة زناتة العربية الأصول كما ذكرها أغلب الباحثين وهم من ولد سجيح بن واسين بن يصليتن بن مسرى بن زكيا بن ورسيج بن مادغيس الأبتر بن بر بن قيس بن غيلان بن مضر جدهم الأول.
فبنو عبد الواد و أصل تسميتهم عائد إلى جدّهم عابد الوادي، ، وكانوا عدّة بطون هي: بنو ياتكتل و بنو يمل و مصوجة و بنو تومرت و بنو ورصطف و يضاف اليهم بنو زردال أخ عابد الوادي و هذا ما ذكر سابقا في مخطوط أبي راس المعسكري علما انه نقل حرفيا ما جاء في كتاب الدر و العقيان في بيان شرف بني زيان للحافظ عبد الجليل التنسي و لو رجعت لكتاب بغية الوراد في ملوك بني عبد الواد الجزء الأول ليحي ابن خلدون لوجدته نفس الكلام.
أما بني مرين فهم كذلك من فروع قبيلة زناتة، وكان بنو مرين في أول أمرهم من البدو الرحل مثلهم مثل بني عبد الواد، وفي سنة (601هـ) نشبت بينهم وبين بني عبد الواد وبني واسين حرب فارتحلوا بعيدًا وتوغلوا في هضاب المغرب، ونزلوا بوادي ملوية الواقع بين المغرب والصحراء، واستقروا هناك إلى سنة (610هـ)، وهي السنة التي مات فيها محمد الناصر الموحدي عقب موقعة العقاب.
و أما بني زيان فهم عرب أشراف اختلطوا مع بني عبد الوادي و تصاهروا منهم(مثلا ارجع إلى معنى اسم يغمراسن المذكور في المخطوط: كانت أمه زناتية من بني عبد الواد و عمر ينطق بلسان الزنات " يغمر" و كان يفهم كل ما يسمع فكانت أمه تقول : يغمر – اسن أي يفهم بالبربرية أعني يغمراسن) فاصبح من هو جاهل بتاريخهم و أنسابهم يضنهم اصل واحد وهذا ما ذكره مخوط ابن تريعة و اعابه على عبد الرحمان ابن خلدون مع أن هذا الأخير فصل في فرضيات انتمائهم النبوي و أي القاسم اتصلوا به و هذا ما ذكرته عندما كتبت رد الأستاذ محمد البوخاري و قد شرحت سابقا هذا الأمر و لكن سأعيد ذكر ما قال عبد الرحمان ابن خلدون: "و كان بالأندلس من عقب الأدارسة أخوان جليلان و هما علي و القاسم ابنا حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عمر بن إدريس "," و يزعم بنو القاسم هؤلاء أنهم من ولد القاسم بن إدريس. و ربما قالوا في هذا القاسم أنه ابن محمد بن إدريس أو ابن محمد بن عبد الله أو ابن محمد بن القاسم، و كلهم من أعقاب إدريس، مزعماً لا مستند له إلا اتفاق بني القاسم هؤلاء عليه، مع أن البادية بعداء عن معرفة مثل هذه الأنساب. و الله أعلم بصحة ذلك","و ورث ملكه ابنه محمد بن سليمان على سننه، ثم افترق بنوه على ثغور المغرب الأوسط، و اقتسموا ممالكه و نواحيه فكانت تلمسان من بعده لابنه أحمد بن محمد بن القاسم بن محمد بن أحمد، و أظنّ هذا القاسم هو الذي يدعي بنو عبد الواد نسبه فإنّ هذا أشبه من القاسم بن إدريس بمثل هذه الدعوى ( )" و عليك بالرجوع لرد الأستاذ البوخاري.
و هذا القول ذكره التنسي في الدر و العقيان و يحي ابن خلدون في بغية الوراد كما ذكره العشماوي في كتابه السلسلة الوافية و الياقوتة الصافية في أنساب أهل البيت المطهر أهله بنص الكتاب: لا خلاف في شرف بني زيان وإنما الخلاف فيمن تناسلوا منه فقال بعضهم أنهم من ذرية محمد بن إدريس ومنهم من قال أنهم من ذرية أحمد بن إدريس ومنهم من قال أنهم من ذرية القاسم بن إدريس ومنهم من قال أنهم من ذرية القاسم بن محمد بن عبد الله بن إدريس وهذا هو الصحيح ومنهم من قال أنهم من ذرية عبد الله بن إدريس وهذا صحيح أيضا.
و فعلا كما ذكر الأخ سابقا فرضية انهم من سلالة السليمانيين لا يستقيم نظرا للعداوة التي كانت بينهم و بين بني زيان. و لو رجعت لمخطوط ابن تريعة لوجدته يحكي في حصار تلمسان و يعدد من كان بها لوجدت منهم من ذرية السليمانيين.
كما ذكر أبي راس في مخطوطه"و أما أشراف تلمسان و ارشكول الذين ملكوا تلمسان في أثناء القرن الثاني بعدما توجه إدريس الأكبر رضي الله عنه إلى وليلي، و هم أبناء سليمان اخوه بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، فليس بنو زيان منهم بل من أبناء عمهم كما مر. و أول من دخل منهم تلمسان السلطان محمد بن سليمان المذكور لا سليمان نفسه، خلافا لابن خلدون و ابن الأحمر و ابن أبي زرع لأنه قتل في وقعة الأشراف معه جيش الهادي ابن النهدي العباسي، و إنما نجا ابنه محمد و لحق بعمه إدريس للمغرب فوجده ذهب عن تلمسان"
فبني زيان هم: بنو طاع الله و بنو دلول و بنو مطهر و بنو وعزان و بنو معطي و بنو ضمني.
فخلاصة القول: بني عبد الواد و بني مرين من قبيلة واحدة و هي فبيلة زناتة و بني زيان أدارسة أشراف امتزجوا مع بني عبد الواد و اصهروا فيهم و أكرمهم الله بالملك فسادوا بني عبد الواد و حكموا المغرب الأوسط و كان شعارهم:
"العز القائم لله المُلك الدائم لله"