
(ذكر القيام بعدوة الأندلس على علي بن تاشفين)
قام عليه بقرطبة الملك ابن حمدين ثم قام عليه بمدينة غرناطة ابن صخر
ثم قام عليه بمدينة بجاية أبوبكر بن عبدالرحمن بن جزي الكلبي المقري
وهو جد جد آباء المؤلف المؤرخ بسطوة الملوك وأشرافها وأعرابها
وأعجامها ثم قام بمدينة مالقة الملك سعد بن ناصر بن حسون وذلك عام
أربعين وخمسمائة (1)وشرفاء شالة أولاد الأمير مولاي عيسى بن إدريس
الحسني وههم شعوب وقبائل فمنهم شعبة أولاد الدباغي أبي يعقوب يوسف
ابن محمد بن علي بن عبدالله بن عبدالخالق بن عبدالجبار بن أحمد بن
موسى بن عيسى بن إدريس بن إدريس بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن
علي بن أبي طالب رضي الله عنه (2)وفي ناحية تلمسان تفرعوا وعظموا وخروجهم
من شالة إلى اهجراس من قلعة بني حماد وهم الساكنون القبلة أولاد الشيخ
مولاي أبي زيد بن المهدي بن علي بن أبي عمران موسى بن الشيخ مولاي
صفوان الحسني وقبره بجبل راشد وهو الشريف أبوزيد بن المهدي بن
علي بن أبي عمران موسى بن صفوان الشريف الحسني وترك ذرية في تاسلة
من تلمسان من مكره أولاد سيدي أبي زيد الحسني وهم: بنوا محمد وبنوا
عبدالله وبنوا عثمان وبنوا عبدالحق وبنوا هلال وبنوا الجت (3)وفي تادلاء
من واد أم الربيع بترتماد من بير الشقران العرهبي وهم أولاد عرهب
أولاد سيدي يوسف بن عيسى بن صالح بن حسن بن قاسم بن العربي
ابن محمد بن يعقوب بن إبراهيم بن عبدالله بن محمد بن يوسف بن عبدالله
ابن أبي عمران موسى بن صفوان بن موسى بن سليمان بن يحيى بن موسى
ابن عيسى بن إدريس بن إدريس الحسني (4)والشيخ العرهبي من مدينة
داءى من تادلاء قبلة يقال لها الشقران وهو أبوعبدالله محمد بن يعقوب
الشريف الحسني وكان من الأبدال وكانت في زمانه مجاعة وكان له خادم
يخدمه في مدينة داءى وكان يصوم الدهر واشترى قمحاً وسمناً كثير وكانت
داره قريبة من دار الحاكم بالمدينة فأذن المغرب يوما فانصرف الشيخ
للجامع يصلي فأتى سائل لباب داره فأخرج له الخادم طعام الشيخ السيد
محمد بن يعقوب الشريف الحسني العرهبي فأكله على التمام فلما أتى الشيخ
من صلاة العشاء الأخيرة قال للخادم أتني بالطعام فقال اعطيته لسائل
بباب الدار أصابه جوع لقوله عزوجل وأما السائل فلا تنهر فقال الشيخ
الحمد لله الذي أطعمني وسقاني بحوله وقوته ثم سكت وكان لا يأكل اليومين
بلياليهما ثم تمهق وتغير من حرارة الجوع وتمادى يذكر الله إلى أن مضى
قدر من الليل فسمع قارعاً يقرع باب الدار فأجابه فقال له أخرج إلي فلما خرج
وجده حاكم المدينة وعبده واقف وعلى رأسه مائدة من الطعام ومملوكة على
رأسها كذلك وفي المائدتين أصناف سبعة من الطعام وكانت ليلة كبيرة
معدودة من المواسم فقال الحاكم ياسيدي هذا الطعام حار وأنا ظننت أن
فيه سماً أو شيئاً من المؤذيات من شمه كاد أن يموت وهذه ثلاثة أيام بليالها
ما أكلنا طعاماً ونحن سمعنا حديث جدك المصطفى صلى الله عليه وسلم في
الشاة المسمومة التي أهدت له اليهودية فقال كلوا باسم الله وأمرهم بالأكل
فأكلوا ولم يصبهم شيء وقد أتيتكم بهذا الطعام يا أهل دار الشرفاء فقد
أصابنا الجوع ولا قدرنا على أكلهمن شدة حره وهذه هدية فبالفضل
منك تقبلها منا يرحمك الله فقال له الشيخ أدخل أنت ومملوكك وأفترش
له خرجا من العزف وأمره بالأكل فلما ذاقه وجد له لذة طيبة فأكل معه
حتى شبع وشرب حتى روى وحمد الله وشكره ثم قال له السيد محمد بن
يعقوب يوسف الشريف الحسني الإدريسي يا حاكم الأمير أبي الحسن علي . . . يتبع إن شاء الله
المصدر: كتاب زهرة الأخبار في تعريف انساب آل بيت النبي المختار
المؤلف: العلامةالمحقق والنسابة المدقق ابن عبدالله احمد بن محمد التلمساني المقري تغمده اللهبرحمته