العودة   ديوان الأشراف الأدارسة > ديوان الأشراف الأدارسة > استفسارات وطلبات ودراسات لأنساب الأشراف الأدارسة
 

استفسارات وطلبات ودراسات لأنساب الأشراف الأدارسة كل ما يتعلق بأنساب الأشراف الأدارسة من معلومات، وأسئلة، واستفسارات عن أعمدة أنسابهم وتفرعاتها من الماضي إلى الوقت الحاضر.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 08-11-2015, 07:02 PM
صديقي محمد صديقي محمد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 





افتراضي البيان في نسب آل مقران

[align=justify]احتفظ الموروث الشعبي في منطقة البيبان خصوصا بأن تاريخ تأسيس قلعة بني عباس في أعالي جبال البيبان المتواجدة الآن في الحدود بين ولايتي بجاية وبرج بوعريريج إلى بدايات القرن 16 الميلادي، أسسها حسب الروايات الأمير عبد الرحمن القادم اليها من الحضنة وبالضبط من قلعة بني حماد فاستقر أولا في قرية موقة ثم استقر في قرية بني عباس. نظرا لمكانته واشتهار نسبه الشريف وذكر العديد أنه من نسل الأشراف البوازيد لارتباط المقرانيين بالحضنة وتحديدا بصحراء مقران في واد الشعير. وحسب الروايات أنه بويع سلطانا على المنطقة احتراما لعلمه وشرفه. وحسب الرواية المنتشرة في عديد النصوص التي قرأتها في النت أنه في حدود سنة 1500ميلادية بنى الأمير أحمد نجل عبد الرحمان حصون وأسوار وأبواب القلعة. وأحمد هذا كان يلقبه والده بأبي العباس ومن هذا الاسم أخذت القلعة اسمه ومنح لأحمد لقب السلطان. توفي الأخير في حدود سنة 1510ميلادية وضريحه في قرية تقرابت بني عباس أمام مسجد القرية في نفس المكان الذي به ضريح والده عبد الرحمان. وضريح بجوارهما يسمى الطالب كان طالبا عند أحمد بن عبد الرحمان توفي ودفن هنالك. وتقرابت معناها بالأمازيغية المكان الشريف.
لقد ذكر العشماوي ومن ورائه القاضي حشلاف وصاحب اثمد الأبصار أن بني العباس من الأشراف. حيث ذكر العشماوي: وأما سيدي أبو التقى بن أحمد رضي الله عنه فانه صاحب جبل ازواوة المعروف بقلعة العباس فاسمه سيدي أبو التقى بن أحمد بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الرحمان بن عبد الحق بن عبد القادر بن عبد الرحيم بن عبد العظيم بن عبد الكريم بن عبد الحكيم بن أحمد بن علي بن محمد بن ادريس بن ادريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن فاطمة بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وذكر ابن حشلاف: ومن غصون الفرع الأول أيضا أولاد سيدي أبي التقى المعروف بقلعة العباس. فمنهم فرقة بجبل ازواوة وقد نص على شرفه صاحب اثمد الأبصار بقوله ومن الشرفاء الأخيار السيد أبو التقى أحمد بن العباس بن علي بن عبد الرحمان بن عبد الحق بن عبد القادر بن عبد الرحمان بن عبد العظيم بن عبد الكريم بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن مولانا ادريس باني فاس ودفينها الخ.
لقد لجأت الى ما كتب عن قلعة بني عباس في ثابت التواريخ لكي تتأكد الروايات التي ذكرتها سلفا أم لا. فتتبعت ما ذكر وما قيل عن تاريخ القلعة. فقد ذكر الباحث محمد أرزقي فراد أن تاريخ تأسيس القلعة يعود للفترة الحمادية حيث أن الناصر بن علناس الزيري بنى القلعة حينما كان في طريقه لنقل عاصمة الحماديين من قلعتهم في بني حماد المعاضيد (جبل عياض) الى بجاية فبنى قلعة بني عباس ريثما يكتمل بناء قصبته في بجاية وعزى أرزقي فراد هذا الأمر لوجود آثار في قلعة بني عباس الى الآن تسمى بالأمازيغية أخريب أوزيري (أطلال بني زيري).
أما القلعة بمفهومها الحديث فإنني وجدت حقيقة ربما خفيت على البعض رغم ورودها في كثير المصادر خاصة ما كتبه المستشرقين الغربيين عن بجاية وحملة الاسبان عليها سنة 1510ميلادية ولكي نصل الى نتائج سليمة ويفهم الأمر كان لا بد لنا من القاء نظرة خاطفة على ما كان يحدث في أواخر الحكم الحفصي في بجاية خصوصا وفي الشرق الجزائري عموما خلال هذه الفترة.
في أواخر القرن الخامس عشر الميلادي فقد الحفصيون كل أقاليمهم في الجزائر في عهد سلطانهم أبي عبد الله محمد. لقد كان الصراع بين أمراء بني حفص شديدا وكان دمويا أحيانا. كانت ولاية قسنطينة لأبي بكر بن أبي العباس منذ سنة 1370ميلادية ونازعه عليها ابن عمه أبي عبد الله محمد صاحب عنابة سنة 1394ميلادية غير أن تدخل أبي فارس عزوز سلطان تونس لنصرة أخيه أبي بكر رجح موازين القوى للأخير الا أن أبي عبد الله محمد لجأ الى سلطان فاس الذي قدم له العون وأعاده الى عرش بجاية التي ولى عليها ابنه المنصور وسار الى تونس الا أنه قتل هنالك من طرف جيش أبي فارس الذي عين على بجاية ابن أخيه أحمد بن أبي بكر وتم الصلح بين المرينيين سنة 1409ميلادية.
في سنة 1435ميلادية انتصب أبي عمر عثمان على عرش تونس فثار في وجهه صاحب بجاية علي بن عبد العزيز الا أنه هزم في سنة 1439ميلادية وولى أبي عمر عثمان ابن عمه عبد المؤمن بن أحمد الأول على بجاية. وفي مطلع القرن السادس عشر انفصلت بجاية تماما عن تونس في زمن الأمير أبي العباس عبد العزيز الذي كان في صراع مع أخيه أبي بكر أمير قسنطينة. تمكن أبي العباس عبد العزيز من صد حملة أخيه على بجاية في سنة 1507ميلادية الموافقة لسنة 912هجرية لقد حوصرت بجاية أربعين يوما دون جدوى. وفي السنة الموالية أعاد أبي بكر الكرة وهزم مرة أخرى فاستغل الوضع الأمير عبد العزيز ووسع نفوذه الى الحضنة واحتل قسنطينة وهنا سمع بخبر مهاجمة الاسبان لبجاية.
من هذا التاريخ تضاربت نوعا ما المصادر التي ربطت بجاية بقلعة بني عباس فنجد الاسباني مارمول (Marmol) وكذلك ليون الأفريقي (Léon L’africain) كتبوا كتابات سطحية عن الحملة الاسبانية على بجاية تخدم الطرح الآخر خاصة ما كتبه مارمول وكذلك نجد بعض الكتابات عن بني عباس كتبها دييقو دي هايدو (Diego de Haedo) في سنوات 1600ميلادية. الا أن أهم مصدر أرخ لهذه الفترة هو مخطوط "عنوان الأخبار فيما مر على بجاية" للشيخ أبو علي إبراهيم المريني البجائي الذي نزح من بجاية الى بني يعلى شرق بني عباس ابان محنة بجاية. المخطوط عثر عليه في بني يعلى الضابط الفرنسي شارل فيرو (Charles Féraud) لقد تحدث المخطوط عن نكبة بجاية سنة 1510 ميلادية الى غاية تحريرها سنة 1555ميلادية كما سيأتي ذكره. والمخطوط هو الذي ذكر أن أبي العباس عبد العزيز كان في قسنطينة حين بدأ الاسبان حملتهم على بجاية. كما أنه من المصادر الحديثة التي تكلمت عن بني عباس نجد كتاب يوسف بنوجيت "قلعة بني عباس في القرن 16م" وكذلك ما كتبه المؤرخ مولود قايد وغيرهم.
انطلق الأسطول الاسباني بقيادة بيدرو نافارو من المرسى الكبير بوهران في 30 نوفمبر 1509 وقضى شهر ديسمبر في جزر البليار ثم انطلق منها في أول جانفي 1510 ووصل بجاية في الخامس من نفس الشهر. لقد ذكر الغرب أن الاسبان احتلوا بجاية دون مقاومة وأن سكانها فروا الى الجبال المجاورة الا أن الشيخ المريني ذكر أن الأمير عبد العزيز حين سمع بالأمر وهو في قسنطينة أرسل ابنه أبي فارس ليجمع الجيش لكي يرد الحملة عن المدينة التي ظل الاسبان يقصفونها مدة عشرة أيام وأرسلوا للأمير وابنه يطالبانها بالاستسلام. ذكر المريني أن جيش الحفصيين انقسم الى مجوعتان الأولى بحرا والثانية برا بقيادة ابني عبد العزيز أبي فارس وأبي عبد الله الا أنهم خسروا المعركة وقتلا مع 4500شخص. سارع بعدها الأمير عبد العزيز وأخاه أبي بكر الذي كان في بلزمة من التوجه الى بجاية الا أن عدم التفاهم بينهما مكن الاسبان من احتلال المدينة فقد دخلوها من الأعلى من جبل قوراية بعد أن صعدوه ومن الأسفل من البحر. فهرب منها الشيخ ناصر المريني رئيس وزراء عبد العزيز مع عائلة الأخير الى جبل بني عبد الجبار على الضفة اليمنى من نهر الصومام. وقد فر أيضا أبناء الأمير إبراهيم الذي قتله ابن عمه الأمير عبد العزيز من قبل وهم الموفق والصالح والحملاوي. سقطت المدينة وفر منها الأمير أبي بكر أيضا نحو جبال جيجل أين أمر الموفق بقيادة جبال كتامة وبحراسة تحركات الاسبان من زيامة. وحين علم أن أخاه عبد العزيز خرج من قسنطينة نحو بجاية اعترض طريقه وقتله في ناحية تكركات (بين سطيف وبجاية). حل الأمير العباس مكان أبيه أبي العباس عبد العزيز أما عمه أبي بكر فقد استطاع أن يسترجع قسنطينة ودخل في صراع مع ولدي أخيه عبد العزيز وهما: العباس وعبد الرحمان. كما أن الاسبان احتلوا عنابة فوجه نحوهم أبي بكر بقوات بقيادة الموفق ابن إبراهيم الذي استطاع تحريرها الا أن تدخل قوات أبي عبد الله من تونس جعله يغادرها.
من هنا اختلف مؤرخو الغرب في تحديد الشخصية التي أسست قلعة بني عباس هل هي العباس بن عبد العزيز أم أخوه عبد الرحمان. الا أن الشيخ أبي علي إبراهيم المريني في مخطوطه يعطينا نظرة شافية فقد ذكر أن العباس بن عبد العزيز نزح الى قلعة ونوغة وحاول عمه أبي بكر أن يقضي عليه هنالك الا أنه فشل. لقد راسل العباس بن عبد العزيز الاسبان للاعتراف به ملكا ولغريب الصدف فان الوسيط بين العباس والاسبان هو القاضي أبي محمد عبد الله بن أحمد بن القاضي الغبريني قاضي الحفصيين في بجاية وهو ابن أحمد القاضي الذي استغل الفراغ وأسس امارة كوكو في أعالي جبال جرجرة والتي نافست امارة بني عباس بعدها (تنسب عائلة آث القاضي الى القاضي أبي العباس الذي خدم قاضيا في بلاط أبي البقاء الحفصي في بجاية هذا الأخير الذي قتله بتهمة التآمر ضده مطلع القرن الرابع عشر ولأن بني القاضي من قبيلة بني غبري فعند سقوط بجاية عاد بني القاضي الى موطنهم قرية أورير من هذه القبيلة وأسسوا امارتهم). لقد كان الأمير العباس مرفوقا بأخيه عبد الرحمان والأخير هو الذي وقع معاهدة مع الاسبان سنة 1511ميلادية اعترفوا له بالسيادة على مملكة بجاية عدى السواحل التي احتلوها وكذلك ضواحي بجاية التي اعترفوا لأحد الأمراء الحفصيين عليها المدعو مولاي عبد الله الذي قدم ابنه رهينة للإسبان الأخير أي ابنه تنصر وعمد وأسمى نفسه فرناندو ورحل الى اسبانيا والتحقت به أختاه وكانت واحدة منها في حاشية الملك الاسباني في جزر البليار.
لقد ذكر من جاء بعدها من المؤرخين أن القلعة التي سماها المريني في مخطوطه "قلعة ونوغة" والتي انسحب اليها الأمير العباس ابن عبد العزيز هي قلعة بني عباس الا أني حسب تقديري هي قلعة بني يلمان أو قصبة بني يلمان لأنها هي التي يطلق عليها قلعة ونوغة وهي بعيدة عن نفوذ بجاية لذلك التجأ اليها الأمير العباس. لم أطلع على ما كتبه المريني الا ما نقل عنه الا أنني أكاد أجزم أنها قلعة بني يلمان لأن المقرانيين بعدها كلما انقطعت بهم السبل اختبأوا في قلعة بني يلمان مثلما سنذكر لاحقا بدءا من سيدي بتقة ثم الشيخ بورنان ثم المقراني محمد وآخرهم أحمد بومزراق أثناء ثورة 1871ميلادية. وهذا اقتداء بسلفهم الأمير العباس بن عبد العزيز. وما يعزي هذا الطرح أن العباس بن عبد العزيز بنى قلعة بني عباس على نفس منوال قلعة بني يلمان محصنة طبيعيا من ثلاث جروف ويبقى فقط المدخل المحروس. إضافة الى أن علاقة بني يلمان بمنطقة بني عباس كانت قبل ذلك حين اشترى ولدي حالة بن عامر بن يلمان وهما عنان ومحمد من قبيلة سيبوس التابعة لإمارة بجاية الأرض التي بنى فيها قرية آيت حالة الحالية وامتلكا يلماين التابعة لبني عباس. وما يزيد في الطرح أن ونوغة معروفة وهي في الحدود الغربية لبني عباس وكانت دوما تتبع خليفة المقرانيين بأقسامها الست. الا أنه بقي احتمال أن لكثرة بني يلمان في بني عباس واستيطانهم بها عرفت قلعة العباس بهم (قلعة ونوغة) ورؤية ما كتب الشيخ المريني في مخطوطه تشفي الغليل حينها. لأن لدينا من الفروع اليلمانية أسرة الصالح الورتيلاني في بني يعلى الآن (أين وجد مخطوط الشيخ المريني) ذكر أحفاده في مخطوطاتهم أنهم هجروا القصبة بعد الغزو الاسباني لبجاية وهنا يتضح أن هنالك علاقة مفقودة بين الأمرين.
بالعودة لما ذكره المؤرخين أن قلعة ونوغة التي ذكرها الشيخ المريني في مخطوطه هي قلعة بني عباس التي استمدت اسمها حسبهم من العباس بن عبد العزيز وقد اختلفوا في تاريخ بنائها وذكروا كما سبق وأن بينت أن الحماديين اختطوها أولا حين فروا من قلعة المعاضيد هربا من بني هلال الذين غزوا المنطقة وهو نفس السبب الذي وجد في الموروث الشعبي لبني يلمان عن سبب رحيل حالة بن عامر بن يلمان من قصبة بني يلمان الى نواحي بني عباس ولا زالت القصة متوارثة الى الآن وقد سبق وأن نشرت في عديد المواقع الالكترونية. وهي تروي بدايات غزو بني هلال لقصبة بني يلمان وهذا الأمر يزيد الحبكة تشويقا لمعرفة هذه العلاقة والتشابه في الأسماء والأسباب. خاصة مع ما جاء بعدها في علاقة العائلة المقرانية مع بني يلمان. كما أنه توجد أمثلة من نقل الأسماء مثلما فعل أولاد حالة في الماين في عرش بني عيدل وهو نفس عرش بني عباس فبنوا قصبة وسموها ثاقصبة بني يلمان (قصبة بني يلمان) كما سموا الجبل المقابل لها بجبل تاخراط تيمنا بجبل خراط المقابل لقصبة بني يلمان مهد الأجداد.
رجع الحديث: يذكر المؤرخين المحدثين أن القلعة قد تكون بنيت من قبل وأعيد فقط بناؤها من طرف الأخوين العباس وعبد الرحمان ابني الأمير عبد العزيز الذين جعلاها عاصمة لإمارة بني عباس بعدها قبل أن تحول العاصمة الى مجانة وهذا التحول له علاقة ببني يلمان أيضا فيما سيأتي ذكره من تفاصيل بعد حين.
لقد حكم المقرانيين في بدايات التواجد التركي في الجزائر امارة بني عباس والتي في عديد مراحلها توسعت حتى الحضنة وأرض حمزة البويرة وكذلك ناحية سطيف بدءا من الأمير العباس بن عبد العزيز السالف الذكر وهو المدعو أحمد كنيته على عادة أهل المغرب في سنة 1511ميلادية حسب المعاهدة مع الاسبان.
اقترب خير الدين التركي من أمارة بني عباس لكي يستميلها الى جانبه بعد أن خانه أمراء مملكة كوكو في حملته الأولى على تلمسان وكان ذلك بين سنتي 1520 و1525 ميلادية ومن المؤرخين من يقول سنة 1529ميلادية. وكان بني القاضي أمراء كوكو استعانوا بالحفصيين بعد مقتل عروج قرب تلمسان لأن الحفصيين في تونس وعنابة أزعجهم استفحال النفوذ التركي في المنطقة.
لقد شارك بني عباس في تمرد قسنطينة على الحامية التركية سنة 1527ميلادية ونتيجة لانهزام قسنطينة بعدها على يد خير الدين التركي طلب بني عباس الأمان فأعطي لهم وأصبحوا موالين للأتراك. وقد انضم أمير بني عباس عبد العزيز المقراني (المدعو الجودي) الذي خلف والده أحمد العباس بن عبد العزيز على رأس الامارة. انضم الى حملة حسن آغا على تلمسان ففي هذه الفترة كان المقرانيين موالين للأتراك حوالي سنة 1542ميلادية. وكذلك كان الأمير عبد العزيز أمقران مع الأتراك في الحملة على تلمسان لتحريرها من صاحب مراكش سنة 1550 ميلادية. كما أن الأمير عبد العزيز سار بقواته مع صالح رايس الى الجنوب في حملته على توقرت وورقلة سنة 1552ميلادية لمحاربة امارة بني جلاب. الا أن الأمر بين الأتراك والمقرانيين انقلب وتوترت العلاقة بينهما وتمثل الخلاف في اقتسام الغنائم من حملة الصحراء السالفة الذكر وكذلك تبعية منطقتي بوسعادة والمسيلة للمقرانيين فقد حاول الأتراك نزعهما منهم وقد كان المقرانيين أقطعوهم حين انشغل الأتراك بمحاربة آث القاضي أمراء كوكو في منطقة الزواوة وقد ساعدهم المقرانيين في اخماد هذه الانتفاضة. وقد حاول الأتراك قتل الأمير عبد العزيز المقراني في قصر الجنينة حين دبر له المكيدة حسان قورصو الذي لم يغفر للأمير عبد العزيز ازدراءه واحتقاره أثناء حملة تلمسان السالفة الذكر. لقد أنقذ جنود الزواوة الأمير عبد العزيز وفر ليلا من قصر الجنينة. نظم بعدها صالح رايس حملة على الأمير عبد العزيز بنفسه والتقى قوات المقرانيين في جبل بوني والتي كانت بقيادة فاضل أخ عبد العزيز والذي قتل في هذه المعركة الا أن صالح رايس انسحب الى الجزائر لقساوة فصل الشتاء آنذاك وحين جاء الربيع بعث جيشا تركيا بقيادة ابنه محمد انهزم على أبواب قلعة بني عباس التي استغل عبد العزيز انسحاب الأتراك شتاء وقام بتقويتها وتحصينها. وفي السنة الموالية وجه صالح رايس حملة أخرى ضد عبد العزيز بقيادة سنان رايس والقائد رمضان الا أنهما انهزما أمام جيش عبد العزيز في واد اللحم قرب حمزة البويرة.
توالت حملات الأتراك على امارة المقرانيين في بني عباس الا أن الأخيرين استطاعوا أن يهزموا الأتراك في مضيق وممر البيبان الذي استعصى دخوله على الأتراك واستغل المقرانيين انشغال الأتراك بالمغرب الأقصى في حربهم مع أبي حسون علي بن محمد الوطاسي ضد محمد المهدي الشريف السعدي وحققوا عديد الانتصارات فأصبحوا أسياد الحضنة والبيبان دون منازع وفرضوا الرسوم على المارة عن طريق ممر بيبان الحديد بين قسنطينة والجزائر (حمام البيبان الحالية) حتى على الأتراك أنفسهم. ولم تتوقف الحرب بين الطرفين الا في اتحادهما على محاربة الاسبان الذين احتلوا بجاية فوقع اتفاق يقضي باعتراف الأتراك بسلطة المقرانيين على الأراضي التي كانت تابعة لهم في الحضنة وحمزة وسطيف وكذلك بالاعتراف برسم المرور على ممر البيبان في حدود سنة 1555ميلادية.
عاد التصادم بين الأتراك والأمير عبد العزيز المقراني في حدود 1559ميلادية لأن أمير بني عباس لم يدفع الضريبة للأتراك على غرار أمير كوكو. وأراد الأمير عبد العزيز احتلال بجاية لكي تكون عاصمة له وأقلق الأمر آث القاضي في مرتفعات جرجرة كما أقلق قادة الحضنة خاصة بالضريبة التي أثقلت كاهلهم. ففي الحملة التي شنها الأتراك على بني عباس انطلاقا من حاميتهم في مجانة وزمورة وقت حكم حسن باشا وفي هذه الحملة قتل الأمير عبد العزيز وواصل أخوه أمقران القتال أربعة أيام استسلم بعدها وتعهد بعدم المطالبة بالإمارة في الزيبان وفي الضفة المقابلة من واد الساحل (واد الصومام) وتعهد كذلك باحترام القبائل التي في نفوذه والموالية للأتراك. وخلف الأمير أحمد أمقران أخاه عبد العزيز والأمير أمقران هذا هو الذي استمدت منه العائلية المقرانية اسمها بعد ذلك وبدءا منه جاء اسم المقراني. وأمقران بالأمازيغية تعني الكبير والعظيم الشأن. وأمقران هذا في عدة روايات أنه ابن عبد العزيز وليس أخاه. أمقران هذا واصل حربه ضد الأتراك ووسع نفوذه حتى امارة كوكو وخاض حربا ضدهم أنهكتهم فأجبرهم على الاعتراف به سلطانا على بني عباس في حدود 1561ميلادية.
عاد تمرد بني عباس على الأتراك في سنة 1590ميلادية فقد استغل الأمير أمقران النزاعات الداخلية بين الأتراك على الحكم وبسط نفوذه حتى بسكرة وبوسعادة والجلفة وجهز جيشه وامتنع عن دفع الضريبة في عهد الخضر باشا بل وهاجم الحاميات التركية في زمورة وبرج بوعريريج وتدخل خضر باشا في ديسمبر من هذه السنة وحاصر قلعة بني عباس وحفر الخنادق حولها وحاول تهديمها الا أنه تدخل بعض الأشراف وأقاموا الصلح بين الطرفين. زيادة على قرب فصل الشتاء والأتراك يعلمون صعوبة محاصرة القلعة في ذلك الوقت من العام.
ان الصلح لم يدم طويلا لأن الباشا الجديد شعبان فرض ضريبة كبيرة على البايات والقياد رفض الأمير أمقران دفعها. سنة 1592 ميلادية توجه باي قسنطينة لتأديب الأمير أمقران والتقى الجمعان في ناحية حمزة البويرة وامتد الصراع حتى التيطري والحضنة ما استدعى تدخل الأغا مصطفى من الجزائر واستدعى كل قواته وجعل حامية ناحية سور الغزلان وهي منطقة نفوذ للمقرانيين تحد إقليم ونوغة غربا. الا أن تدخل الأشراف والمرابطين أوقف الحرب وأقاموا الصلح بين الطرفين على أن يدفع الأمير أمقران الضريبة. ومصطفى هذا الذي أصبح باشا بعدها هو الذي جدد مدينة أوزيا الرومانية سور الغزلان الحالية وأقام فيها حامية تركية لكي تكون ممر جديد بين الجزائر وقسنطينة خلفا لممر البيبان الذي سيطر عليه بني عباس واستعصى على الأتراك المرور عبره دون موافقة المقرانيين. وفي الفتنة التي وقعت بين مصطفى باشا والخضر باشا هاجم بني عباس الجزائر وحاصروها احدى عشر يوما ثم انسحبوا إثر هجوم كبير للأتراك عليهم.
توفي أحمد أمقران سنة 1595 ميلادية في بوغني بمنطقة القبائل الكبرى. الا أن الميلي يقدم تاريخا آخر بعد ذلك فيذكر أن سليمان باشا سير جيشا نحو المقرانيين الا أن أحمد أمقران صده ناحية برج حمزة البويرة وهدم البرج الذي بناه الأتراك لصد هجمات المقرانيين غربا وفي المعركة نواحي بوغني قتل أحمد أمقران رغم أنهم فازوا في هذه المعركة ويعطي تاريخ 1600ميلادية لوفاته. خلف الأمير أحمد أمقران على رأس الامارة ابنه ناصر وبعده بسنة حاول سليمان باشا الهجوم على المقرانيين الا أنه فشل في معركة جمعة الصهريج.
في هذا الوقت بالذات حين قتل أحمد أمقران أمير بني عباس وتعيين ابنه سي ناصر أميرا نقل ابنه الآخر محمد أمقران الذي لم يتول الأمارة. نقل من طرف أمه الى أمعدان في قبيلة بني مسعود على الضفة اليسرى لوادي الصومام ثم نقله الأتراك الى بجاية حين احتاجوا الى تبسيط الأجواء لهم لمدى تأثيره على الناس وهو من المرابطين وسار على دربه ابنه سي عبد القادر في عرش برباشة. ومن نسله ظهر أولاد مقران في جيجل بعدها والذين كان لهم دور ريادي فيها كما سيأتي بيانه.
ان سي ناصر لم يعمر كثيرا في الامارة فقتل بمؤامرة أحيكت ضده بدعم الأتراك في سيدي عقبة ببلاد الزاب من بسكرة سنة 1624ميلادية. بموته انقسمت العائلة المقرانية فقد اعترف الأتراك بابنه سيدي بتقة كانت أمه زنجية ويدعى بابو عتيقة والذي كان مدعوما من طرف أخواله الحشم وهم الحرس الخاص في امارة بني عباس وكذلك من طرف أصهاره أهل زوجته أولاد ماضي أهل عياد في الحضنة. لم تهنأ العائلة المقرانية بعدها بل ضلت الانقسامات سيدة الموقف طوال الحقبة التركية ومن هذه الانقسامات ظهر الفرعان المقرانيين المرابطين المشهورين في بجاية وجيجل كما أسلفت.
رغم موالاة سيدي بتقة للأتراك الا أنه بعدها شارك في انتفاضة الشرق ضد الباي مراد وأرسل قوات أولاد مقران لمعاونة قوات الشيخ خالد بن ناصر قائد الانتفاضة زيادة على تحالف الحنانشة والذواودة معهم وحاصر الثوار قسنطينة ثم انتقلوا الى ميلة وكانت بينهم وبين الأتراك معركة كبيرة في قجال بسهل سطيف ألحق بالأتراك هزيمة نكراء سنة 1638ميلادية أسفرت عن فرار الباي مراد عبر البحر وحيدا. عاود علي باشا الكرة سنة 1639ميلادية الا أنه لم يفلح فوقع صلحا بمساعدة الأشراف والمرابطين بينه وبين المنتفضين. ومن هذا توطدت علاقة المقرانيين مع الحنانشة فحين ضيق على بوعزيز بن ناصر قائد الحنانشة وعزل التجأ الى بورنان المقراني شيخ مجانة في برج بوعريريج الذي زوجه احدى بناته. فتحالف الاثنان معا وراسلا الداي الجديد بابا إبراهيم يحثانه على مساعدتهما ضد باي تونس الذي تدخل في شؤون الحنانشة وساهم في عزل بوعزيز بن ناصر وصعود أحمد الصغير وأخوه سلطان في مشيخة الحنانشة. فقبل الباي تقديم المساعدة للحليفين الجديدين وهاجم تونس.
توفي سيدي بتقة بعد ذلك خلال سنة 1680 ودفن في برج بوعريريج. وسيدي بتقة هذا اختبأ من أولاد ماضي في قصبة بني يلمان حين أرادوا قتله في بلدة بنزوه ثأرا من شتمه شيخ أولاد ماضي في اجتماع بمجانة. حسب رواية شارل فيرو أنه وقع أحد الأيام وفي اجتماع لأعيان مجانة للتباحث حول شؤون الإمارة تدخل شيخ أولاد ماضي كعادته وأخذ الكلمة مما أغاض سيدي بتقة الذي وجد الفرصة لتقليص تزايد نفوذ الماضوي ووجه له كلام عنيف وأمره بالصمت مع كلام مس شرف أخته وقال له عندما يتكلم الرجال يجب عليك الصمت. وهذه الحادثة كانت سببا في المكيدة التي نجا منها. وترك سيدي بتقة أربعة أولاد بوزيد الذي خلفه في الرياسة بمجانة ويلقب بالحاج بوزيد وعبد الله والعزيز ومحمد المدعو القندوز.
بينما كانت امارة كوكو في سنة 1756ميلادية مشتعلة كانت امارة المقرانيين متصالحة مع الأتراك بعد فترة طويلة من العداء والانقسامات الداخلية وكانت متماسكة عموما حتى بداية القرن الثامن عشر أين عاد التصادم كما وقع في عهد الحاج بوزيد بن سيدي بتقة الذي خلف أباه في مجانة وكان السبب دوما رفض الأتراك دفع الرسوم عند المرور عبر ممر البيبان (أبواب الحديد). ففي عهد الحاج بوزيد المقراني الذي تولى القيادة كما أسلفنا خلفا لوالده سنة 1734 ظهر صف عزيز بن القندوز ابن عم بوزيد المقراني الذي تحالف مع الأتراك وهذا الأمر حتم على الحاج بوزيد أن ينتقل الى بني عباس. أما ابن عمه الآخر بورنان السالف الذكر فقد استقر في ونوغة وبالضبط في قصبة بني يلمان بينما استقر عبد السلام في جبل بوندة بالقرب من الساطور في الجعافرة الحالية في شمال برج بوعريريج. واستقر ابن عمهم عبد الله في الحضنة مع أسرته وبعض أتباعه وهو الذي تشكلت حوله قبيلة عبد الله بعدها في المنطقة والتي امتد نفوذها حتى أومال سور الغزلان.
إذا انقسمت عائلة المقرانيين مجددا في أواسط القرن الثامن عشر الى صفين رئيسيين: صف الشيخ بوزيد الذي يمسك السلطة بيده ويعترف بالأتراك الذي اعترفوا كذلك بتنصيبه. وصف الشيخ بورنان وقندوز وهو صف تمرد على الأول يتبعه بني عباس وبني صالح والزواوة وبني ورتيلان وغيرهم ولقد جعل الأخيرين المرور على ممر ومنطقة البيبان صعبا جدا.
استغل الأتراك هذا الانقسام وحصنوا حامية برج بوعريريج. كما أنهم أوكلوا لعزيز بن القندوز قيادة أولاد ماضي في الحضنة. مما أدى الى تدخل شيخ الطريقة الشاذلية الذي وحد المقرانيين في صف واحد فهجموا على البرج وخربوه واستوت الأمور للحاج بوزيد الذي مسك زمام العائلة بيده في مجانة في عهد الباي أحمد القلي (1756-1771) أين تصالح المقرانيين مع الأتراك.
ظهرت العائلة المقرانية في جيجل تحت قيادة المرابط سي محمد أمقران الذي لعب دور الوساطة في اخماد ثورة ابن الأحرش والتي لم ينجح فيها الا أنه نجح في حصول أهالي جيجل على عفو الرايس حميدو عنهم لمشاركتهم في تمرد ابن الأحرش على السلطة التركية.
حين ضيق الأتراك بقيادة عبد الله خوجة باي قسنطينة والذي كان متزوجا من الدايخة بنت بن قانة شيخ العرب في بسكرة وهو والد أحمد باي الذي جاء بعده. حين ضيق الخناق على ابن الأحرش التجأ الأخير الى وادي الساحل وأقام علاقات مع المرابط ابن بركات من أولاد دراج والذي جمع حوله المعاضيد وعياد وأولاد خلوف وأولاد إبراهيم وأولاد تبان. الا أن المقرانيين في مجانة تصدوا له بجانب الأتراك الى أن هزم في بني مغريس وسطيف ثم في الرابطة بأولاد خلوف. وهذا التمرد كان سببا في وحدة صف المقرانيين. وظهر بعدها شخص ابن أخ أو ابن أخت بودالي صاحب ابن الأحرش في جيجل يدعو للتمرد وجهاد الأتراك الا أن الداي علي بن خليل راسل المرابط محمد أمقران وأعيان جيجل يطلب منهم التضلع بأمره فأرسل له المرابط مقران شخصين قاما بقتله.
على الرغم من امتداد نفوذ المرابطين المقرانيين الى المناطق الجبلية الواقعة بين جيجل وبجاية خاصة الذين من نسل محمد أمقران أخ سي ناصر الا أن هذا النفوذ لم يكن قويا لدى قبيلة بني فوغال. لهذا حتم الأتراك على سي الحاج أحمد المكي وهو ابن الشيخ سي عبد القادر أمقران أن يقيم في جيجل حتى يتمكن من تثبيت نفوذه في المنطقة ولدى بني فوغال وتثبيت نفوذ الأتراك بالتالي. لقد تمكن الحاج أحمد المكي بسرعة من إقامة علاقات حسنة مع حبيلس قائد قبيلة بني فوغال الذي اعترف بالسلطة التركية فزكته قائدا للقبيلة باسم شيخ الكراستة تحت السلطة المباشرة للمرابط سي الحاج أحمد المكي. وحين توفي المرابط في سنة 1800 ميلادية خلف ولدين سي محمد (هو الذي كان فيما ذكرت سلفا في تمرد ابن الأحرش وابن أخ أو أخت بودالي) وسي الطاهر.
في سنة 1814 تمرد أهالي بوسعادة وأولاد ماضي وتتطلب الأمر تحرك الباي نعمان من قسنطينة والباشاغا عمر من الجزائر لإخماد التمرد وبعد أن تمكنا من ذلك قرر الأتراك تأديب المقرانيين لأنهم أتهموهم بتحريض الحضنة على التمرد السالف الذكر. خرج الباي شاكر الذي خلف الباي نعمان على رأس قسنطينة خرج غربا صوب المقرانيين حتى وصل تاغروت فعسكر يومين ونصب فخا للمقرانيين فأرسل في طلبهم بدعوى معالجة بعض الأمور المتعلقة بالمنطقة فجاءه اثني عشر شخص من وجهائهم على فرسانهم مع خدمهم فقتلهم وقطع رؤوسهم ونجى منهم شخص واحد فقط تمكن من الهرب. فأرسل الباي رؤوس الموتى من المقرانيين للتشهير بها في قسنطينة وبقي هو وقام بنهب عديد الدواوير التي كانت تحت نفوذ المقرانيين.
في حدود سنة 1819ميلادية كان الصراع دمويا بين المقرانيين. فقد أحدث صف أولاد عبد السلام وأولاد الحاج عبد الله مجزرة في صفوف بني عمومتهم أولاد قندوز في العربة جنوب البرج. وقد كان السبب في ذلك الباي محمد بن داود الميلي الذي أثار الفتن بينهم. ثم في سنة 1824 ميلادية ألحق هذا الصف هزيمة نكراء بأولاد قندوز وأولاد بورنان في قميز. وظل الصراع هذا قائما حتى الاحتلال الفرنسي للجزائر.
في سنة 1824ميلادية كانت فرقة عسكرية تركية في طريقها من قسنطينة الى الجزائر فأوقفها بني عباس في ممر البيبان بحجة أن بالباي لم يدفع الخمسمائة رأس غنم وهو الرسم الذي تعود دفعه عند عبوره الممر. فلجأ الأتراك الى استعمال القوة وكان معهم قوم أولاد بليل العرب المستوطنين الآن الضاحية الجنوبية من مدينة البويرة بقيادة منصور وعلي بني رقيق وقفلوا مستنجدين الى بلاد ونوغة في الجزء الشرقي منها الذي كان في صف أكحل وذنو فأهل مزيتة كانوا خاضعين للأتراك لأن الجزء الغربي من ونوغة من قصبة بني يلمان وما يليها غربا كانوا أبيض وذنو أي معادين للأتراك لأنهم كانوا موالين لبني زيان منذ أيام الدولة الزيانية لأن كما سبق وأن بينت أن بني يلمان وما والاها احتضنت العديد من الفروع الزيانية بعد سقوط دولتهم بعد أن كانت سندا كبيرا للزيانيين ابان حكمهم. في هذه الفترة كانت قوات تركية نزلت بواد غير عبر ميناء بجاية وبقيت مرابضة هنالك لأن انتفاضة قبائل واد الساحل حالت دون عبورهم للجزائر برا. فحين رأى بني عباس تلك القوات هاجموها وتركوا القوات التركية في البيبان فاستغلت الوضع وعبرت الممر الى الجزائر وهذا ما انجر عنه رد فعل عنيف من طرف داي الجزائر اتجاه بني عباس المتواجدين في الجزائر من تشريد وزج في السجون.
وبعد انتهاء الحملة الإنجليزية التي كانت في الموازاة مع ما ذكرنا من أمر بني عباس على الجزائر سار يحي آغا بنفسه في أوت من نفس السنة الى المنطقة. فأذعنت له بوجليل قبالة بني عباس التي كانت هاجمت حاميته حين عودتها في الطريق الى بجاية مما ذكرناه سلفا. وبعد بوجليل هاجم اغيل علي واستولى على قراها: أولاد محمد أوموسى أولاد تلابور تاوريرت طنفسة أولاد اسعيد وأولاد قندوز. ثم أضرم النار في قراها ونهبها فأذعنت كل بني عباس وقبلت دفع الضريبة وقدمت العديد من أبنائها رهائن الى الجزائر عربونا لذلك. وهو ما جعل باقي قبائل واد الساحل كبني مليكش يلولة بني وغليس بني عبد الجبار فناية وغيرهم أن تذعن للآغا يحي. وبعدها سار يحي آغا الى ونوغة لمعاقبة قبائل صف أبيض وذنو بني يلمان وما والاها غربا حتى يؤدبها لأنها ساهمت في تمرد بني عباس وكانت ضد السلطة التركية. ولكنهم لحقن الدماء رفضوا القتال ودخلها كما خرجها دون خسائر في الطرفين.
غداة الغزو الفرنسي للجزائر كان المسيطر من بين المقرانيين أحمد المقراني وهو من فرع أولاد الحاج وكان مقربا من أحمد باي قسنطينة الذي عينه على رأس مجانة. وقد حارب المقرانيين مع أحمد باي في الجزائر لصد الحملة الفرنسية وانسحبوا معه شرقا حين عاد الى قسنطينة وبقي أحمد المقراني وفيا لأحمد باي الا أن محمد عبد السلام العايب وهو من المقرانيين أيضا كان متوجس من أحمد باي وناقما عليه لأنه لم يعينه وفضل عليه أحمد المقراني فأظهر ميلا للفرنسيين. مما دعا أحمد باي الى سجنه في سجن الكدية بقسنطينة حتى فر سنة 1837ميلادية في خضم الحملة العسكرية الثانية على المدينة حين انشغل الباي أحمد وأحمد المقراني بصد الحملة. فهرب راجعا الى مجانة واستحوذ على السلطة فيها حتى عينه الأمير عبد القادر خليفة له في المنطقة. وهذا ما أدى بأحمد المقراني بعد سقوط قسنطينة وفرار أحمد باي الى أخواله في بسكرة من عرب بن قانة. أدى به الى الاتصال بالفرنسيين الذين أعادوه وعينوه خليفة في مجانة. وقد ظل أحمد المقراني خليفة على مجانة الى أن توفي سنة 1853ميلادية. فخلفة ابنه محمد المقراني في مجانة ولقب بلقب الباشاغا وقد بقي الأخير في منصبه الى أن انتفض على الفرنسيين سنة 1871 فقتل. وبموته انتهت امارة مجانة التي ورثت عن امارة بني عباس.
بالعودة الى نسب المقرانيين مما ذكرناه سلفا أنهم من نسل بني حفص أمراء بجاية حسب ما بيناه في صحيح التواريخ. والخلط وقع فيمن أسس الامارة أبي العباس أحمد بن عبد الرحمان بن عبد العزيز أمير بجاية كما ذكر كثير مؤرخي الغرب (علما أن عبد الرحمان هو من وقع معاهدة الاعتراف به ملكا على ما تبقى من بجاية). أو أنهم من نسل عمه أبي العباس أحمد بن عبد العزيز أمير بجاية كما ذكر الشيخ المريني في مخطوطه (أنه هو من نزح الى قلعة ونوغة كما بيناه سلفا). ومما نرى فأسماء أمراء بني عباس بعد سقوط بجاية تكرر فيها أبي العباس أحمد وكذلك اسم عبد العزيز وهو ما يقوي فرضية أنهم من نسل السلطان عبد العزيز حاكم بجاية كما جاء في ثابت التواريخ أعلاه.
كما أننا لا نستطيع اغفال ما يتوارثه الناس أن المقرانيين أشراف بوازيد من نسل سيدي بوزيد دفين العمور أو ما جاء به العشماوي وتبعه الفاسي وابن حشلاف. ومربط الفرس في سلسلة النسب التي ذكروا هو اسم "أبو التقى بن أحمد بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الرحمان" أو "أبو التقى أحمد بن العباس بن علي بن عبد الرحمان". وكذلك التأكيد على أنه في قلعة العباس. الا أنه قد يكون هنالك خلط ما لأن الأسماء التي ذكروها موجودة في بني عباس من نسل عبد العزيز أمير بجاية فمن أبنائه مثلا: العباس وعبد الرحمان وكذلك علي وأبي فارس وأبي عبد الله.
فمثلا سلسلة نسب المقرانيين مما هو ثابت من حوادث التاريخ:
الحاج محمد المقراني ابن أحمد ابن محمد ابن الحاج ابن عبد ربو ابن الشيخ الحاج بوزيد ابن سيدي بتقة ابن سيدي الناصر ابن أحمد أمقران بن السلطان عبد العزيز (في روايات: أحمد أمقران أخ عبد العزيز وليس ابنه أي يسقط اسم عبد العزيز من المشجر) ابن السلطان أحمد المدعو العباس. والاختلاف بعدها هل العباس هو ابن عبد العزيز أمير بجاية أم حفيده أي ابن عبد الرحمان ابن الأمير عبد العزيز أمير بجاية.
وما ينبئ بوجود خلط بين سيدي بتقة (أبي التقى) ابن سيدي ناصر المقراني وسيدي بتقة (أبي التقى) آخر في المنطقة. هو ما وجدته في مشجر محمد بن الناصر المنصوري البوعناني القصوري اليلماني مفاداه أنه من الشهود العدول على نسب محمد بن الناصر المنصوري:
"وبعث لي بورقة قديمة كتبها عام 1189 محمد بن أحمد إبن سيدي علي الطيار قال في أخيرها وأنا وجدت السلسلة قد بلي رقمها وخشيت ضياعها فنقلتها هنا وأشهدت على النقل الولي الصالح محمد بن أحمد إبن سيدي علي الطيار وابنه محمد الصغير وأحمد بن أبي عبيدة ومحمد بن جبل الله وعبد العزيز بن أمغار والواضح وأحمد بن عبد القادر ومحمد المبارك الملقب المصيتي وأحمد بن يوسف وأبو القاسم بن عبد الرحمن كلهم أولاد سيدي علي الطيار وأبو التقى إبن الولي الصالح سيدي أحمد بن خليفة وعلي بن يونس القصوري وأحمد بن سلامة والمرابط جمعة الخلوفي ومحمد بن جريو المسيلي وجماعة أخرى سماها في نقله".
معناها وجود سيدي أبو التقى ابن سيدي خليفة في نفس المنطقة سنة 1189هجرية فهل سيدي خليفة مثلا هو نفسه سيدي الناصر لقب خليفة لأنه كان خليفة المنطقة أم لا. ان سنة التواجد تنزع اللبس. ذكرنا سلفا أن سيدي بتقة بن سيدي ناصر المقراني توفي سنة 1680ميلادية وبإجراء حساب بسيط يتضح أنه توفي حوالي 1068هجرية أي قبل تواجد سيدي بتقة المذكور مع محمد بن الناصر المنصوري. وبالتالي فالشخصيتان ليستا واحد وهو ما يزيد من فرضية تشابه الأسماء. ثم أن تاريخ كتابة العشماوي لكتابه يوضح الأمر أكثر رغم أنه أوضح أن سيدي بتقة في جبل ازواوة بقلعة العباس. ان المعلوم أنه يوجد ضريح ولي صالح في مقبرة تقع في وسط مدينة برج بوعريريج حملت اسمه وهي مقبرة وضريح سيدي أبو التقى والذي ننطقه بالعامية سيدي بتقة.
وكذلك كما ذكرت سلفا لا نغفل ما قيل على أن المقرانيين أشراف بوازيد على ما ذكره صاحب كتاب "المرآة الجلية في ضبط من تفرق من أولاد سيدي يحي بن صفية" الذي ذكر محمد المقراني الونوغي وهو ابن أحمد بومزراق أخ محمد المقراني صاحب المقاومة المشهورة. وقد ولد محمد الونوغي في قصبة بني يلمان حين كان والده بها قائدا لونوغة فسمي الونوغي تيمنا بها. وقد كان مفتي للأصنام (الشلف حاليا) ابان الاحتلال الفرنسي فقد ذكره صاحب المرآة حين قال: "تولى الإفتاء الفقيه العلامة السيد الحاج محمد المقراني الوانوغي وهو من أشراف وانوغة وقد سمعت منه أنه نفسه من نسل سيدي أبي زيد بن علي وهو الجد الجامع للقطب محمد بن أبي القاسم وعائلته الهاملية". ونحن نعلم أن محمد بن أبي القاسم الهاملي وكذلك أولاد سيدي عبد الرحيم أشراف الهامل بوازيد من نسل سيدي بوزيد بن علي دفين العمور من نسل ابنه عبد الله. والارتباط بينهم وثيق حتى أن محمد الونوغي المقراني تخرج من الزاوية الهاملية وأولاد مقران هم أخوال أشراف الهامل. كما قرأت مشجر لأحدهم يتكلم عن مشجرة نسب الباشاغا السيد عيسى شقيرين الهاملي لم أتمكن من حل شيفرتها وعلاقاتها بالمقرانيين.
ملاحظة: ظل ممر البيبان الذي سيطر عليه المقرانيين عصيا حتى على فرنسا وهو الممر البري الوحيد الذي يربط الجزائر العاصمة بقسنطينة. فعملت فرنسا على تمرير خط السكة الحديدية من العاصمة الى قسنطينة عبره ثم مررت عبره الطريق البري وهو الآن الطريق الوطني رقم05 كما أن جزائر الاستقلال مررت عبره سنة 2009 الطريق السيار شرق غرب. ولغريب الصدف أن أول احتكاك لي بعامل الشغل الميداني بعد تخرجي من الجامعة هو المراقبة التقنية لأشغال انجاز الجسر العملاق للطريق السيار المار عبر ممر البيبان.
سنتكلم لاحقا عن الفترة التي توفي فيها أحمد المقراني وصعد فيها ابنه محمد المقراني وانتفاضته وعلاقته وأخاه بومزراق ببني يلمان عموما وببني زيان خصوصا يتبع..........
صديقي محمد
مهتم بالتاريخ والأنساب
الحقوق محفوظة 08 نوفمبر 2015.


[/align]

 

 

التوقيع :
على متن صهال أغر محجل مديد
الخطا لم يخش صعب الصلادم
تسربلت كردوسين من آل عامر
و من آل إدريس الشريف ابن قاسم
رجال إذا جاش الوطيس تراهم
أسود الوغى من كل ليث ضبارم
رد مع اقتباس
 

  #2  
قديم 08-11-2015, 11:20 PM
الصورة الرمزية عبدالمالك زروقي الخبازي الحمزاوي الإدريسي
مراقب عام بديوان الأشراف الأدارسة
 





افتراضي رد: البيان في نسب آل مقران

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صديقي محمد مشاهدة المشاركة
[align=justify] سيدي أبو التقى بن أحمد رضي الله عنه فانه صاحب جبل ازواوة المعروف بقلعة العباس فاسمه سيدي أبو التقى بن أحمد بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الرحمان بن عبد الحق بن عبد القادر بن عبد الرحيم بن عبد العظيم بن عبد الكريم بن عبد الحكيم بن أحمد بن علي بن محمد بن ادريس بن ادريس بن عبد الله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن فاطمة بنت رسول الله عليه الصلاة والسلام.
وذكر ابن حشلاف: ومن غصون الفرع الأول أيضا أولاد سيدي أبي التقى المعروف بقلعة العباس. فمنهم فرقة بجبل ازواوة وقد نص على شرفه صاحب اثمد الأبصار بقوله ومن الشرفاء الأخيار السيد أبو التقى أحمد بن العباس بن علي بن عبد الرحمان بن عبد الحق بن عبد القادر بن عبد الرحمان بن عبد العظيم بن عبد الكريم بن أحمد بن علي بن محمد بن محمد بن مولانا ادريس باني فاس ودفينها الخ.
صديقي محمد
مهتم بالتاريخ والأنساب
الحقوق محفوظة 08 نوفمبر 2015.


[/align]

أخي العزيز الشريف صديقي محمد
ألا ترى معي أن المشجر الملون بالأحمر يختلف عن المشجر العلمي الذي يقول بأن علي ولد ولدا واحدا هو أحمد المزوار وأحمد المزوار واد ولدا واحدا هو سلام العروس وهذا الأخير ولد ولدا واحدا هو عيسى فحرمة فعلي فأبو بكر الذي تفرغت عنه الشجرة العلمية ......

 

 

التوقيع :
رد مع اقتباس
 

  #3  
قديم 09-11-2015, 11:01 AM
صديقي محمد صديقي محمد غير متواجد حالياً
كاتب مميز
 





افتراضي رد: البيان في نسب آل مقران

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
هو ذاك أخي الشريف عبد المالك زروقي الا أن بني العباس وردوا في جميع النسخ المنسوبة للبكري وابن فرحون من أولاد قايد منها ما رفعت منه أنا سابقا عن الحمزاويين ومثلا أنظر المشجر الذي رفعه سيادة التقيب العام الشريف ايهاب التركي الشاذلي الادريسي هو تقريبا متطابق مع المشجر الذي عندي في محتواه.
ومنهم فرقة يقال لهم أولاد العباس في قلعة عباس نحو المشرق..........
وللحديث بقية ان شاء الله

 

 

التوقيع :
على متن صهال أغر محجل مديد
الخطا لم يخش صعب الصلادم
تسربلت كردوسين من آل عامر
و من آل إدريس الشريف ابن قاسم
رجال إذا جاش الوطيس تراهم
أسود الوغى من كل ليث ضبارم
رد مع اقتباس
 

  #4  
قديم 09-11-2015, 01:23 PM
ابومحمد الادريسي ابومحمد الادريسي غير متواجد حالياً
عضو
 




افتراضي رد: البيان في نسب آل مقران

السلام عليكم

شكرا الاخ صديقي على هذا السرد التاريخي الرائع لسلالة عريقة في العلم والجهاد والإمارة ,حبذا لو ضمنته بخرائط وصور ومشجرات لهته العائلة المجاهدة .....

سأضمنهته المشاركة بخريطة ايلة الجزائر العثمانية ستسهل اخذ صورة عامة


 

 

رد مع اقتباس
 

  #5  
قديم 09-11-2015, 01:32 PM
ابومحمد الادريسي ابومحمد الادريسي غير متواجد حالياً
عضو
 




افتراضي رد: البيان في نسب آل مقران

بخصوص الموضوع تدخلي ليس لنقض ما جاء في مقالتك .... فالإخوة وهم اقدر ان شاء الله لن يبخلوا بالنقد والتحليل والاستنباط وفقكم الله

وودت فقط ان اشارككم بعض الافكار بخصوص النسب الشريف في بلاد المغرب الكبير ومنطقتنا خاصة كما ذكر مرة استاذنا الدكتور محمد البخاري ان " النسب نمط حياة" فالامر يتعدى ان يكون سلسلة اسماء متصلة الى غاية مولانا ادريس فهو متعلق بظواهر اجتماعية واقتصادية وسياسية وعسكرية مرت عليها المنطقة وتفاعلت ليكون الاصل الشريف ومؤسسة الزاوية صميم هذا النظام الذي تصدى لرداءة الاحوال ايام تدهور قوة الدول في مقابل تكالب الدول النصرانية الاستعمارية ومن رواءها مؤسسة الكنيسة في الجهة المقابلة

وعند تناول نسب جماعة ما يجب اخذ عدة اعتبارات اهمها

- المشجرات وسلاسل النسب ، فاذا وجدت وثائق قديمة فهي تعتبر مصادر ذهبية ونفيسة خصوصاً عندما تكون قديمة

- وهو الموروث او القول الذي تختاره قبيلة او عشيرة ، وبالطبع كل عشيرة ستتفق على النسب الأصح الذي وصلهم ولن يختاروا غيره ، ولكن الإشكال هنا هو دخول التحالفات في كل قبيلة او قد تكون القبيلة نفسها كانت حلفاً في قبيلة،ولأسباب كثيرة ينسى أمر الحلف .

- والذي تعدل الأقل اعتباراً حقيقة وهي اقوال واراء المؤرخين ، وهي الأقل أهمية من حيث لو وجدت المشجرات وسلاسل النسب او موروث فلن يلتفتوا إلى اقوال المؤرخين وفي الغالب سيتصادموا معه ، والشواهد على ذلك كثيرة ، فالمؤرخ لما ينظر إلى التاريخ في الماضي إلى ان يصل القبائل المعاصرة (تاريخياً وجغرافيا) فاذا ما وجد خلل او ثغرة ما على سبيل المثال ان الاصل الفلاني مثلا لم يسكن هذه المنطقة او انه هاجر منها سيعترض على نسبة فرع معاصر إلى الاصل الفلاني والذي يقابل بالرفض من ابناء هذه الفرع .

اما بالنسبة لبلدنا الجزائر بالخصوص لو تسال أي احد سيقول ان اصولنا شريفة تعود للساقية الحمراء وواد الذهب وهذا يعبر عن مدى جهل العامة بالوقائع التاريخية والجغرافية ولا يفرقون بين مصطلحي الشريف والمرابط فليس بالضرورة ان يكون المرابط من اصل شريف ومن احسن ما قرأت عن المُرابطين في المنطقة أو من يدعي أنه من الساقية الحمراء في الجزائر عموماً ،منبعها أنّ هناك نزوح من قبائل صنهاجة في عهد الدولة المرابطية السنية العادلة التي إنطلقت من الساقية الحمراء وواد الذهب وهذه هي أصل حكاية أنَ بعض الناس ينسبون أنفسهم إلى المُرابطين الصنهاجيين وبعد طول مُدتها ، نسى الناس هذه الدولة المُرابطية الصنهاجية الٱتية من الساقية الحمراء والتي إدعى مؤسسها يوسف إبن تاشفين إنتسابه إلى الرسول عليه الصلاة والسلام،لكن الحقيقة أنها تأسست من أشراف قبائل صنهاجة ( كدالة ،لمتونة ،جزولة ،لمطة ، مسوفة وو...) قاطني السوس الأقصى والساقية الحمراء ووادالذهب هذه هي حقيقة الساقية الحمراء والمرابطيين وتعتبر قبائل تلكاتة وونوغة قبائل صنهاجية نزحت من الصحراء نحو التل الجزائري عبر الاطلس الصحراوي في زمن سحيق واستوطنت تلك الجبال والوهاد و منهم بنو منقوش الصنهاجيين مؤسسو الدولة الزيرية والحمادية ملوك القلعة .

بالعودة الى نسب عائلة المقراني ارجع الى قول احد احفادهم وهو الشيخ الفاضل عبدالقادر المقراني حيث ذكر انهم احفاد الامير عبد الرحمان وعبدالرحمان على روايتين عبدالرحمان بن سيدي بوزيد او عبد الرحمان بن احمد بن سيدي بوزيد وهو الارجح حسب رأيه لان لم يذكر ان لسيدي بوزيد ابن اسمه عبدالرحمان.

بالرجوع الى الامير عبد الرحمان مؤسس امارة بني عباس فحسب رواية المؤخين الفرنسيين ترجعه الى قبيلة عياض الهلالية والباحثين المعاصرين الجزائريين للصنهاجيين امراء قلعة بني حماد .

والله اعلى واعلم

 

 

رد مع اقتباس
 

  #6  
قديم 09-11-2015, 04:19 PM
الصورة الرمزية الشريف إيهاب التركي الشاذلي الإدريسي
النقيب العام للسادة الأشراف الأدارسة
 





افتراضي رد: البيان في نسب آل مقران

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابومحمد الادريسي مشاهدة المشاركة
فحسب رواية المؤخين الفرنسيين ترجعه الى قبيلة عياض الهلالية والباحثين المعاصرين الجزائريين للصنهاجيين امراء قلعة بني حماد .

والله اعلى واعلم
ابن العم العزيز من هم هؤلاء المؤرخين الفرنسيين وفي أي مصدر كانت روايتهم ؟
ومن هم الباحثين المعاصرين الجزائريين وفي أي مصدر كانت روايتهم أيضاً ؟

 

 

التوقيع :

مدينة زرهون بالمغرب مرقد جدي
خليفة المسلمين إدريس الأول بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن
الحسن السبط بن خليفة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنهم أجمعين.
مؤسس الخلافة الإسلامية بالمغرب.

جوال / 00966531607460
رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
استفسار حول مختصر البيان لابن جزي الكلبي تقي الدين المعسكري استفسارات وطلبات ودراسات لأنساب الأشراف الأدارسة 51 03-05-2016 04:25 PM
مخطوط مختصر البيان في نسب آل عدنان لابن جزي الكلبي زواوي خالد مخطوطات وكتب أنساب الأشراف الأدارسة 46 11-05-2014 11:27 PM
البيان لنقيب العام علي الهادي استفسارات وطلبات ودراسات لأنساب الأشراف الأدارسة 2 25-05-2012 12:03 AM
العنابرة أبناء موسى العنبري هم من بني زيان أرجو البيان أكثر ؟؟؟؟ العنبري الزياني استفسارات وطلبات ودراسات لأنساب الأشراف الأدارسة 4 05-11-2009 11:23 PM
البيان التوضيحي رقم واحد (1) الشريف يوسنيزم الرحالي الأشراف السليمانيون. 3 09-04-2009 09:31 PM


الساعة الآن 09:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir