العودة   ديوان الأشراف الأدارسة > ديوان الأشراف الأدارسة > الأشراف السليمانيون.
 

الأشراف السليمانيون. هم ذرية مولانا الأمير محمد بن سليمان بن عبدالله الكامل بن الحسن المثنى بن الحسن السبط بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 06-03-2010, 05:10 AM
الشريف يوسنيزم الرحالي
زائر
 
افتراضي شخصية تثير اهتمامي المهدي بن تومرت.

باسمك اللهم
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على محمد و آل محمد


و بعد: تنفيذا لشروط السجان فهذا الموضوع يتناول شخصية تاريخية مغربية تثير اعجابي بكل ما للكلمة من معنى و معان، هذه الشخصية التي كلما تناولها الباحثون بالتحليل إلا و زاد الغموض التفافا حولها، بدءا بنسبه و تعريجا على معتقده و مذهبه و صولا إلى خطه السياسي. و في هذا الموضوع سأحاول التركيز على ما أورده ابن خلدون بخصوصه و سبب اختياري هو أن الأخير كان بدولة ورثت دولة الموحدين و هو أمر يمكن أن يترجم على أن كل ما قد يصدر عن ابن خلدون سيكون مقرونا بنظرة ذاتية بها بعض التحامل على المهدي بن تومرت ، و إن خفت حدتها على اعتبار أن المؤرخ يجب أن يتحلى بالموضوعية، فدعونا نرى المهدي بن تومرت بعيون خلدونية حيث يقول عنه في ديوان العبر:

..... على عهد علي بن يوسف منها نجم إمامهم العالم الشهير محمد بن تومرت صاحب دولة الموحدين المشتهر بالمهدي ، أصله من هرغة من بطون المصامدة الذين عددناهم، يسمى ابوه عبد الله و تومرت و كان يلقب في صغره ايضا بأمغار و هو محمد بن عبد الله بن وجليد بن يامصال بن حمزة بن عيسى فيما ذكره ابن رشيق و حققه ابن القطان، و ذكر بعض مؤرخي المغرب أنه محمد بن تومرت بن تيطاوين بن سافلا بن مسيغون بن إيكلديس بن خالد، و زعم كثير من المؤرخين أن نسبه في أهل البيت ، و أنه محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن هود بن خالد بن تمام بن عدنان بن سفيان بن صفوان بن جابر بن عطاء بن رباح بن محمد من ود سليمان بن عبد الله بن حسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، أخي إدريس الأكبر الواقع نسب الكثير من بنيه في المصامدة و أهل السوس،( و هذا أمر أكد عليه أكثر من نساب و لكن اين هذه الكثرة اليوم سواء في جبل درن أو في السوس؟؟؟؟؟ )، كذا ذكر ابن نخيل في سليمان هذا و أنه لحق بالمغرب إثر أخيه إد ريس ( و هذا رأي لا نميل إليه لأن سليمان أحصي ضمن شهداء فخ و بعض النسابة يستدل بوجود ضريح سليمان بتلمسان و هذا صحيح إلا أنه سليمان بن محمد بن سليمان و ليس سليمان بن عبد الله المحض) و نزل تلمسان و افترق ولده في المغرب، قال: فمن ولده كل طالبي بالسوس ( فأين هم و نحن لا نكاد نرى إلا الأدارسة؟؟؟؟؟) و قيل بل هو من قرابة إدريس اللاحقين به إلى المغرب و إن رباحا الذي في عمود هذا النسب إنما هو يسار بن العباس بن محمد بن الحسن و على الأمرين فإن نسبه الطالبي وقع في هرغة من قبائل المصامدة ، و وشجت عروقه فيهم و التحم بعصبيتهم فلبس جلدتهم و انتسب بنسبهم و صار في عدادهم، و كان أهل بيته أهل نسك و رباط، و شب محمد هذا قارئا محبا للعلم و كان يسمى أسافو و معناه الضياء لكثرة ما كان يسرج من القناديل بالمساجد لملازمتها، و ارتحل في طلب العلم إلى المشرق على رأس المائة الخامسة و مر بالأندلس و دخل قرطبة و هي إذ ذاك دار علم ثم أجاز إلى الإسكندرية و حج، و دخل العراق و لقي جلة العلماء يومئذ و فحول النظار و أفاد علما واسعا و كان يحدث نفسه بالدولة لقومه على يده لما كان الكهان و الحزاء يتحينون ظهور دولة يومئذ بالمغرب ، و لقي فيما زعموا أبا حامد الغزالي .
لحق بتلمسان و قد تسامع الناس بخبره فاحضره القاضي بها ابن صاحب الصلاة و وبخه على منتحله ذلك و خلافه لأهل قطره و ظن أن الذل يزعه عن ذلك فصم عن قبوله و استمر في طريقه إلى فاس ثم مكناسة و نهى بها بعض المناكير فأوقع به الشرار من الغوغاء و أوجموه ضربا و لحق بمراكش و أقام بها آخذا في شأنه و لقي علي بن يوسف بالمسجد الجامع في صلاة الجمعة فوعظه و أغلظ له القول و لقي ذات يوم الصورة أخت علي بن يوسف حاسرة قناعها على عادة قومها الملثمين في زي نسائهم فوبخها ، و دخلت على أخيها باكية لما نالها من تقريعه ففاوض الفقهاء في شأنه بما وصل إليه من شهرته ، فاغروا الأمير به و أحضره للمناظرة معهم فكان له الفتح و الظهور عليهم و خرج من مجلسه و نذر بالشر منهم فلحق من يومه بأغمات و غير المناكير على عادته و أغرى به أهلها علي بن يوسف و طيروا إبخبره فخرج عنها هو و تلاميذه الذين كانوا في صحابته و دعا اسماعيل بن إيكيك من أصحابه مائتين من أنجاد قومه و خرج به إلى منجاة من جبال المصامدة و لحق أولا بمسفيوة ثم بهنتاتة و لقيه من اشياخهم عمر بن يحيى بن محمد بن وانودين بن علي و هو الشيخ أبو حفص ( و هو جد الحفصين ملوك تونس فيما بعد ) و يعرف بيته بين هنتاتة ببني فاصكات. ثم ارتحل المهدي عنهم إلى إيكلين من بلاد هرغة فنزل على قومه و ذلك سنة خمس عشرة و خمسمائة و بنى رابطة للعبادة، و اجتمعت إليه الطلبة و القبائل فأعلمهم المرشدة ( سننقلها لكم من المخطوط في آخر الموضوع) و التوحيد باللسان البربري.
و استدرك رئيس الفئة العلمية بمجلس الأمير علي بن يوسف و هو مالك بن وهيب أغراه به و كان جزاء ينظر في النجوم و كان الكهان يتحدثون بأن ملكا كائنا بالمغرب لأمة من البربر و يتغير فيه شكل السكة لقران بين الكوكبين العلويين من السيارة يقتضي ذلك في أحكامهم و كان الأمير يتوقعها فقال له: احتفظ بالدولة من الرجل فإنه صاحب القران و الدرهم المربع . في كلام سفساف بسجع سوقي يتناقل الناس نصه و هو اجعل على رجله كبلا، ليلا يسمعك طبلا، و أظنه صاحب الدرهم المربع فطلبه علي بن يوسف فتفقده و سرح الخيالة في طلبه ففاتهم و داخل عامل السوس و هو أبو بكر بن محمد اللمتوني بعض هرغة في قتله، و نذر بهم إخوتهم فنقلوا الإمام إلى معقل امتناعهم و قتلوا من داخل في أمره ، ثم دعا المصامدة إلى بيعته على التوحيد و قتال المجسمين دونه سنة خمس عشرة و خمسمائة فتقدم إليها رجالاتهم من العشرة و غيرهم و كان فيهم من هنتاتة أبو حفس عمر بن يحيى، و ابو يحيى بن بكيت و يوسف بن وانودين وابن يغمور و من تينملل أبو حفس عمر بن علي أصناك و محمد بن سليمان و عمر بن تافراكين و عبد الله بن ملويات، و أوعب قبيلة هرغة فدخلوا ي أمره كلهم ثم دخل معهم كدميوة و كنفيسة و لما كملت بيعته لقبوه بالمهدي و كان لقبه قبلها الإمام....... و انتقل لثلاث سنين من بيعته إلى جبل تينمل فأوطنه و بنى داره و مسجده بينهم حوالي وادي نفيس. ( و نهديكم صورة مسجد تينمل)




و كانت وفاة المهدي لأربعة أشهر بعدها (من وقعة البحيرة) ، و كان يسمي أتباعه بالموحدين تعريضا بلمتونةفي أخذهم بالعدول عن التأويل و ميلهم إلى التجسيم و كان حصورا لا يأتي النساء و كان يلبس المرقعة و له قدم في التقشف و العبادة و لم يحفظ عنه فلته في البدعة إلا ما كان من وفاقه الإمامية من الشيعة في القول بالإمام المعصوم.

و في الختام نقول هذا هو المهدي بن تومرت كما اراه ذلك الرجل العربي البربري السني الشيعي، في تعريف جد موجز عنه هو الذي تعددت الرؤى حوله كما اسلفنا و تناول جانب من جوانب حياته سيكلفنا اياما و ليالي.

و كما وعدتكم اهديكم المرشدة كما أنقلها من مخطوط أعز ما يطلب المنسوب للإمام المهدي بن تومرت:

اعلم أرشدنا الله و إياك أنه وجب على مكلف أن يعلم أن الله عز و جل واحد في ملكه، خلق العالم باسره، العلوي و السفلي و العرش و الكرسي و السماوات و الأرض و ما فيها و ما بينهما جميع الخلائق مقهورون بقدرته لا تتحرك ذرة إلا بإذنه، موجود قبل الخلق ليس له قبل و لا بعد و لا فوق و لا تحت و لا يمين و لا شمال و لا أمام و لا خلف و لا كل و لا بعض لا يتخصص في الذهن و لا يتمثل في العين لا يتصور في الوهم و لا يتكيف في العقل و لا تلحقه الأوهام و الأفكار ليس كمثله شيئ و هو السميع البصير ليس معه مدبر في الخلق و لا له شريك في الملك حي قيوم لا تأخذه سنة و لا نوم عالم الغيب و الشهادة لا يخفى عليه شيئ في الأرض و لا في السماء يعلم ما في البر و البحر و ما تسقط من ورقة إلا يعلمها و لا حبة في ظلمات الأرض و لا رطب و لا يابس إلا في كتاب مبين أحاط بكل شيء علما و أحصى كل شيء عددا فعال لما يريد قادر على ما يشاء له الملك و الغنى و له العزة و البقاء و له الحكم و القضاء و له الأسماء الحسنى لا دافع لما قضى و لا مانع لما اعطى لا يرجو ثوابا و لا يخاف عقابا ليس عليه حق و لا عليه حكم فكل نعمة منه فضل و كل نقمة منه عدل لا يسأل عما يفعل و هم يسألون لا يقال متى كان و لا أين كان و لا كيف كان و لا مكان كون المكان و دبر الزمان لا يتقيد بالزمان و لا يتخصص بالمكان لا يلحقه وهم و لا يكيفه عقل ليس كمثله شيء و هو السميع البصير.

و أزيد من أخباره أنه رضي الله عنه كان افصح أهل زمانه في اللسانين البربري و العربي ، و كان شديد الذكاء و النباهة ، لدرجة أن بعض البربر ممن لم تسعفهم عجمتهم في حفظ فاتحة الكتاب على اعتبار أن الصلاة لا تصح بدونها، فقد عمد رضي الله عنه إلى عد كلمات الفاتحة و اختار عدد الرجال موافقا لكلمات الفاتحة فسمى كل واحد منهم بكلمة منها فسمى الأول الحمد و الثاني الله و الثالث رب و الرابع العالمين و الخامس الرحمن و السادس الرحيم...... إلى آخر السورة فيجعل المتلقي يحفظ اسماء الرجال على هذا المنوال ثم يأمره بأن يناديهم مجتمعين. أما تمكنه من لغة الضاد فسننقل لكم جزءا من مناظرة مراكش حيث ناظر أنبه علماء المرابطين و بمبحضر السلطان علي بن يوسف بن تاشفين:

المهدي: قدموا من أنفسكم من تقوم به حجتكم و تأدبوا بآداب أهل العلم و قفوا عن شرط المناظرة.
المهدي: طرق العلم هل هي منحصرة أم لا
مقدم علماء المرابطين: نعم هي منحصرة في الكتاب و السنة و المعاني التي نبهت عليها.
المهدي: إنما سئلت عن طرق العلم هل هي منحصرة أم لا فلم تذكر إلا واحدا منها، و من شرط الجواب أن يكون مطابقا للسؤال.
مقدم علماء المرابطين: يعجز عن الرد على الوجه الأكمل.
المهدي : أصول الحق و الباطل ما هي ؟؟؟؟؟
مقدم علماء المرابطين : اجاب أجوبة غير كافية.

و لما رأى المهدي عجزهم عن فهم السؤال فضلا عن الجواب شرع في تبيين أصول الحق و الباطل فقال:
المهدي: أصول الحق و الباطل أربعة و هي - العلم و -الجهل و -الشك و -الظن، و عليه فالعلم أصل للهدى و الجهل و الشك و الظن أصول الضلال.
مقدم علماء المرابطين: جعلت الجهل أصلا للضلال و ليس باصل لشيء و جعلت الظن أصلا للضلال و جل أحكام الشريعة ثبتت بالظن منها الشهادة فإنها مظنونة و الحكم بها ثابت .
المهدي : جميع ما أنكرتموه مقطوع بصحته، دلت عليه الأدلة العقلية و البراهين السمعية فأما الدلالة العقلية فتنبني على ثلاث قواعد منها استحالة اجتماع الضدين و منها استحالة انقلاب الحقائق و منها أن الظن ضد للعم، فإذا ثبت أنهما ضدان استحال اجتماعهما و استحال انقلابهما لإذ يستحيل انقلاب الحقائق و هو انقلاب الظن علما و العلم ظنا و هذا محال، و نقدم الكلام في الأصل و الفرع لينبني عليها الإستدلال و تتضح الحجة و البرهان فنقول:إن الأصل لا تتناقض فروعه و لا يكون اصلا لما نقيضه أصل له و لا أصلا لنقيض فرعه و لا يثبت الفرع دون الأصل و لا يثبت عن النقيضين و لا يثبت عن نقيض أصله و كون الظن أصلا للأحكام يوجب ثبوت فرع عن نقيض أصله و يوجب كون المعنى المتحد أصلا للنقيضين و يوجب كون الفرع الواحد عن أصلين متناقضين و الدليل على ما قلناه : أن استناد الفرع المتحد إلى أصلين متناقضين ممتنع و امتناعه لاستحالة اختصاص الفرع بأحد الأصلين مع مساواته لنقيضه في الأصلية و ليس ارتباطه بأحد النقيضين بأولى من الآخر و هذا يحيل وجود الفرع لاستحالة استقلاله بنفسه و استحالة اختصاصه مع عدم الموجب لاختصاصه و امتناع اختصاصه مع عدم الموجب لاختصاصه لامتناع الإختصاص من غير موجب لاثباته و إثبات الموجب مع عدم الموجب محال.
دليل آخرو ذلك أن ثبوت الحكم بالظن يوجب ثبوت الحكم عن نقيض أصله و كون الظن مستند الحكم نقيض كون العلم مستند الحكم و كون الظن مستند الحكم يحيل استناد الحكم إلى الأصل لاستحالة كون الظن أصلا و استحالة كون الظن أصلا لاستحالة الذوات المحسوسة بمجرد وجودها مستند الأحكام و استقلال الذوات باستناد الأحكام إليها محال.
دليل آخر و ذلك أن الحكم يستحيل ثبوته دون استناده إلى أصل و استناده يستدعي ثبوت مستنده و كون الظن مستنده يوجب انقلابه علما لاستحالة ثبوته إلا بالعلم ، و كون مستند الحكم الذي هو نقيض العلم علما يوجب نفي مستند الحكم مع الحكم و وصف العلم بنقيض خاصيته و نقيض العلم بخلاف خاصيته يوجب بطلان المعقول و المنقول و بطلانهم محال.
و القول بأن جل أحكام الشريفة ثبتت بالظن و الاستدلال على ذلك بأن الشهادة مظنونة و الحكم ثابت قلب للحقائق و عكس لها و قلب الحقائق و عكسها محال ............

طبعا هذه فقط مقتطفات من المناظرة و قد رجح فيها سهم المهدي بن تومرت ، و بهذا نكتفي و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

 

 

رد مع اقتباس
 
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:02 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir