الشرط/3
حكاية او حكايات كان لهاالاثر في حياته
مما اذكر مع انه ليس شعرا ، احببت لكم مطالعته.
بطاش
انفلتت القطة الصغيرة من أيدي ألأطفال ألأشقياء وكأنها قطار يدخل نفقا- بعدما صاح احدهم متألما – آي- عضتني
وتمتم بعبارات أخرى....... (لزوم الموقف)......وكانت القطة قد وصلت زقاقا به أشياء كثيرة متروكة فاندست تحتها وهي لا تكاد تصدق أنها خلصت من أيديهم......
وتهاتف الصبية ......هنا، هنا !..لا بل هنا، تحت الصندوق، هذا الصندوق .....لا بل خلف البرميل،صاح آخر وقال واحد منهم بصوت مرتجف يبان فيه الخوف – يا ويلكم بطاش-.
وفي مثل لمح البصر تبخر الصبية،كأن لم يكونوا.
وأحست القطة فراغ الساحة فتسللت إلى مكان أكثر أمنا وإطلاعا،.....ونفذت إلى انفها رائحة........رائحة أيقظت غريزة وراثية كانت نائمة ربما لأجيال......فهي لم تعهدها من قبل ......استنفرت وهي لا تعرف السبب ......
وقبل أن تعي ما هو كائن .....كانت صرختها ألأولى التي اشترك بها مخرجاها قد صدرت،وهي تحس بأنفاس ذلك الشيء فوق رأسها .....وعبر مسامها سمعت تلك النبحة (هوجررر)وأطلقت مخالبها إلى ذلك الجزء الرطب ذو الرائحة وبقفزة لم تكن تعلم أنها تبلغها، صاح بطاش من شدة ألألم (هوووو) محاولا تفادي تلك المخالب ، طبعا بعد فوات الأوان.
وقبل أن تستقر القطة على ألأرض كانت حركتها بإتجاة الجدار تتسلقه وهي يائسة من النجاة، ولما بلغت أعلى السور انطلقت لا تلوي، ومن خلفها هدير بطاش ذلك الكلب المهجن الذي يبعث منظره الخوف بنفوس كل الصبية وأكثر البالغين في الحي.
تطاول بطاش إلى السور الترابي ......حيث كان غبار انطلاق القطة لم يزل عابقا ......ولكنها كانت –وكأن لم تكن-
تراخى بطاش......وتمطى في مكانه وهو يلحس أنفه الدامي .......التفّ حول نفسه متكورا، وضع إحدى أذنيه على ألأرض ..كعادته.. فجأة رفع رأسه وكأنه سمع شيئا، ثم تراخى وغط في سباته المعهود.
وفي الجهة الأخرىكان ألأولاد يتحلقون حول القطة الميتة، يا حرام لابد أن يطاش قد قتلها ، ذلك الكلب المتوحش، كانت القطة متيبسة كأنها ماتت منذ أيام!
كتبها الجموني
يمكن ان تكون هي ما اوحى الي بحب خلق الله.