السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت أود أن أجد في دعواك ما يثبت فأسلم لك ، وأيسر قلمي لليسرى ، وننهي الموضوع ، ولكن الواجب العلمي يقتضي أن أرد ، وسأختصر ردي في ملاحظات ، هي :
1/ جعلت عبارة " على سبة " مرادفة لتركيب " من طرف " وهذا تمحل لغوي منك ، لا يؤيده اللسان المغربي ولا معجم دوزي في حرف السين .. إذ الإجماع على أنها تعني " بسبب " .. وحتى لوكان من بين معانيها ما قدّرت فإن الكلام لا يستقيم إلا بالأول ..
2/ جعلت الطالب لقبا لمحمد ولد علي ، والحال أنها صفة تعني بالمباشر الذي لا مجاز فيه أنه يطلب الجهاد .. وموضوع الرسالة شكوى للسلطان ضده .. وأنت تعلم أن السلطان في تلك المرحلة كان ينحو إلى المهادنة ، ويكاتب في ذلك رعاياه على الحدود خاصة .. والجملة كلها بدون هذا التخريج سيكون معناها قلقا ..
3/ لا زلت مصرا على أن التاريخ المذكور حجة علي في دعواي .. ولست أرى ذلك ؛ إذ محمد ولد علي الذي قد يكون هو السرور نفسه ( وقد يكون مبعوثا من قبله ) بدأ الجهاد في مرة الفتوة والشباب ، وعام 1854 هو الوقت الذي بدأ سيدي الشيخ بن الطيب يجنح فيه إلى المهادنة .. ولربما بارك خطوة محمد ولد علي وأعانه بمن معه من العرب ( لا محمد بن العربي كما قرأتها ) وقدم له يد المساعدة ، لا سيما وأن سيدي الشيخ بدأ الجهاد منذ 1845 تقريبا .. وفي عام 1849 عينه السلطان مولاي عبد الرحمن خليفة له على الجنوب الشرقي ، ومع ذلك لم يبراجع ، فعزله وسجنه مدة بفاس تحت الضغوط الفرنسية .. وتوفي عام 1870 بعد حوالي تسعين عاما .. وقبره في فجيج
4/ هذا الموضوع في آخر المطاف لا يمكن أن تحسمه رسالة ، وإن كانت معالمها واضحة ، وسيبقى مسؤوليتك ومسؤوليتي ، ومسؤولية كل من يستطيع أن يسلط عليه الضوء الكاشف حتى تظهر الحقيقة ساطعة ناصعة
دمت في رعاية الله وحفظه ، ومزيدا من العطاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته