ويزيد ابن خلدون"...
(وأما أنسابهم عند الجمهور) فخفية ومجهولة، ونسابة العرب من هلال يعدونهم من بطون هلال وهو غير صحيح، وهم يزعمون أن نسبهم في أهل البيت إلى جعفر بن أبي طالب وليس ذلك أيضاً بصحيح. لأن الطالبيين والهاشميين لم يكونوا أهل بادية ونجعة. والصحيح والله أعلم من أمرهم أنهم من عرب اليمن، فإن فيهم بطنين يسمى كل واحد منهما بالمعقل. ذكرهما ابن الكلبي وغيره فأحدهما من قضاعة بن مالك بن حمير، وهو معقل بن كعب بن غليم بن خباب بن هبل بن عبد الله بن كنانة بن بكربن عوف بن عذرة بن زيد بن اللات بن رفيدة بن ثور بن كعب بن وبرة بن ثعلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. والاخر من بني الحرث بن كعب بن عمرو بن علة بن جلد بن مذحج واسمه مالك بن أدد بن زيد بن يشجب بن
عريب بن زير بن كهلان، وهو معقل، وإسمه ربيعة بن كعب بن ربيعة بن كعب بن الحرث.
والأنسب أن يكونوا من هذا البطن الآخر الذي من مذحج، كان إسمه ربيعة، وقد عده الإخباريون في بطون هلال الداخلين إلى أفريقية لأن مواطن بني الحرث بن كعب قريب من البحرين حيث كان هؤلاء العرب مع القرامطة قبل دخولهم إلى أفريقية. ويؤيده أن ابن سعيد لما ذكر مذحج وأنهم بجهات الجبال من اليمن، وذى من بطونهم زبيد ومراد ثم قال: وبأفريقية منهم فرقة وبرية ترتحل وتنزل، وهؤلاء الذين ذكر إنما هم المعقل الذين هم بأفريقية، وهم فرقة من هؤلاء الذين بالمغرب الأقصى......"