العودة   ديوان الأشراف الأدارسة > ديوان الأشراف الأدارسة > استراحة الأشراف الأدارسة
 

استراحة الأشراف الأدارسة استراحة مفتوحة لجميع الاعضاء يتم فيها قبول جميع المواضيع التي ليس لها علاقة بالاشراف الادارسة.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع

  #1  
قديم 07-05-2009, 04:35 AM
الصورة الرمزية طيوف
طيوف طيوف غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




Post أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها

مقدمة لا بد منها :

التاريخ يتحدث عن نساء كثيرات، ولكن قليل من وقف المؤرخون أمامهن ومن هؤلاء القليل امرأة هى أحب الناس الى رسول الله صلى الله عليه وسلم، امرأة لو جمع علمها الى علم جميع أزواج النبى صلى الله عليه وسلم وعلم جميع النساء، لكان علمها أفضل.

وقال عنها عطاء بن أبي رباح: كانت أفقه الناس، وأعلم الناس، وأحسن الناس رأياً في العامة.

وقد قال عنها عروة: ما رأيت أحداً أعلم بفقه، ولا طب، ولا شعر منها.

انها المرأة التى ولدت فى بيت مسلم ورباها الصديق شيخ المسلمين وأفضلهم بعد النبى صلى الله عليه وسلم، ففى البخارى أنها قالت خلال حديثها عن هجرتها إلي المدينة المنورة : ( لم أعقل أبوي قط إلا يدينان الدين).

إنها امرأة نبتت نباتا حسنا فكانت شجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها فى السماء، منذ الطفولة وحتى الموت مرت بها أحداث جسام ولكن أنى لهذه الريح أن تضعف عود هذه الشجرة الطيبة، انها المرأة التى رعاها فى شبابها نبى البشرية ومعلمها الأول، وأكرم البشر وأفضلهم صلى الله عليه وسلم زوجا وحبيبا ومعلما.

إنها أم المؤمنين السيدة عائشة رضى الله عنها والتى قال عنها النبى صلى الله عليه وسلم: ( كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا : مريم بنت عمران ، وآسية امرأة فرعون . وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام) رواه البخاري.

حياتها مع النبى صلى الله عليه وسلم تملأ كتب التاريخ، و مثار حديث كل العلماء على مر التاريخ.

إنها المرأة التى مات فى بيتها وعلى صدرها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان أخر ريق مسه ريقها، واخر جسد لمسه جسدها، فقد ورد فى البخارى عن ‏‏عائشة ‏رضي الله عنها أن رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏كان يسأل في مرضه الذي مات فيه : ‏أين أنا غدا أين أنا غدا؟ يريد يوم ‏عائشة ،‏ ‏فأذن له أزواجه يكون حيث شاء فكان في بيت ‏عائشة ‏حتى مات عندها قالت ‏عائشة:‏ ‏فمات في اليوم الذي كان يدور علي فيه في بيتي فقبضه الله وإن رأسه لبين نحري وسحري وخالط ريقه ريقي).

إنها امرأة يحق لكل نساء العالم أن يغرن منها ويحسدنها على الشرف الذى تحمله، فهى ابنت الصديق وزوجة الصادق الأمين وحبيبته.

وثبت في (صحيح البخاري) أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة، فاجتمع أزواجه إلى أم سلمة وقلن لها: قولي له يأمر الناس أن يهدوا له حيث كان. فقالت أم سلمة: فلما دخل عليّ قلت له ذلك فأعرض عني، ثم قلن لها ذلك فقالت له فأعرض عنها، ثم لما دار إليها قالت له، فقال: "يا أم سلمة لا تؤذيني في عائشة، فإنه والله ما نزل عليّ الوحي في بيت وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها".

وذكر: "أنهن بعثن فاطمة ابنته إليه فقالت: إن نساءك ينشدونك العدل في ابنة أبي بكر بن أبي قحافة. فقال: "يا بنية ألا تحبين من أحب؟" قالت: قلت: بلى !. قال: "فأحبي هذه".

وفى الصحيحين عن عمرو ابن العاص، رضى الله عنه انه سأل النبى صلى الله عليه وسلم: أى الناس أحب إليك يارسول الله؟ قال :عائشة. قال: فمن الرجال؟ قال: أبوها.

يا الله ،امرأة هى احب الناس إليه وأبوها يليها فى المحبة.. امرأة حبنا لها عبادة، وحبنا لها حب للنبى صلى الله عليه وسلم، وحب لإبيها، وحب للقيم والأخلاق والعلم والسمو والرفعة، امرأة يجب أن تحسدنا البشرية كلها على أنها فى تاريخنا.

دعونا نعيش أروع اللحظات مع أمنا أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها، ونزداد شرفاً أن تكون هى أمنا..

وسيكون لأروع قصة حب عرفها التاريخ جزء كبير خلال حديثنا عن أمنا عائشة رضى الله عنها، وأتمنى أن نحبها كما يحب رسول الله صلى الله عليه وسلم.


ولادتها :



كانت ولادة السيدة عائشة ـ رضي الله عنها ـ بمكة‏,‏ بعد أربع سنين أو خمس سنين من بعثته ـ صلي الله عليه وسلم ـ ونشأت في هذا الجو الإسلامي الذي يظل أبويها‏,‏ فأسلمت وهي في سن الصبا‏,‏ وكما ذكرت من قبل ما جاء في صحيح البخاري أنها قالت خلال حديثها عن هجرتها إلي المدينة المنورة لم أعقل أبوي قط إلا يدينان الدين‏.‏ وكانت معرفة الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ بها وبأختها أسماء‏,‏ وببقية أفراد أسرة أبي بكر‏,‏ مبكرة‏,‏ لأنه ـ صلي الله عليه وسلم ـ كان يتردد كثيرا علي بيت أبي بكر‏,‏ وكان يري عائشة ويلاطفها وهي في سن الصبا‏,‏

زواجها من النبى صلى الله عليه وسلم :



تزوج النبى صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة بعد وفاة السيدة خديجة رضى الله عنها ، وبعد زواجه من السيدة سودة بنت زمعة، وقد تزوجها النبى صلى الله عله وسلم قبل الهجرة وبنى بها بعد الهجرة.

وهي زوجة الرسول صلى الله عليه وسلم في الدنيا وفي الاخرة ايضاً، ولم يحب الرسول الكريم امرأة حُبها.

وما تزوج صلى الله عليه وسلم بكراً سواها.

وحتى لانطيل سوف أضع قصة زواجه صلى الله عليه وسلم كما وردت فى مسند الأمام أحمد، وسوف نرى معانى كثيرة فى الحديث الشريف..

يروى الامام أحمد فى مسنده: لما هلكت خديجة جاءت خَوْلَة بنت حكيم امرأة عثمان بن مَظْعُون قالت: يا رسول الله! ألا تزوّج؟ قال: (مَنْ ؟)، قالت: إن شئت بكراً وإن شئت ثيباً، قال: (فَمَنِ البِكْرُ؟) قالت: ابنة أحبّ خلق الله عزّ وجلَّ إليك عائشة بنت أبي بكر، قال: (ومَنِ الثَّيّيبُ ؟) قالت: سَودة بنت زمعة، قد آمنت بك واتّبعتك على ما تقول، قال: (فاذهبي، فاذكريهما عليَّ).

فدخلت بيت أبي بكر، فقالت: يا أمّ رُومان! ماذا أدخل الله - عزّ وجلّ - عليكم من الخير والبركة، قالت: وما ذلك؟ قالت: أرسلني رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- أخطبُ عليه عائشة. قالت: انتظري أبا بكر حتى يأتي، فجاء أبو بكر، فقالت: يا أبا بكر! ماذا أدخل الله عليكم من الخير والبركة. قال: وما ذاك؟ قالت: أرسلني رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- أخطب عليه عائشة . قال: وهل تصلحُ له؟ إنما هي ابنة أخيه. فرجعت إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- فذكرت له ذلك. قال: "ارجعي إليه فقولي له: أنا أخوك وأنت أخي في الإسلام، وابنتك تصلح لي"، فرجعت فذكرت ذلك له، قال: انتظري، وخرج.

قالت أم رُومان: إن مُطعِم بن عديّ قد كان ذكرها على ابنه، فوالله ما وعد وعداً قطّ فأخلفه، لأبي بكر، فدخل أبو بكر على مطعم بن عدي، وعنده امرأته أم الفتى، فقالت: يا ابن أبي قُحافة! لعلّك مُصْبٍ صاحبنا مُدخِله في دينك الذي أنت عليه إن تزوّج إليك، قال أبو بكر للمُطعم بن عديّ: أقولَ هذه تقول؟ قال: إنها تقول ذلك، فخرج من عنده وقد أذهب الله - عزّ وجلّ -ما كان في نفسه من عِدَته التي وعده، فرجع، فقال لخولَة: ادعي لي رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم فزوّجها إيّاه، وعائشة يومئذٍ بنت ست سنين.

فلما هاجر رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم إلى المدينة خلّف أهله وبناته، ثم إنهم قدموا المدينة، فنزلت عائشة رضي الله عنها مع عيال أبي بكر بالسُّنح، فلم تلبث أن وُعِكَت - أي أصابتها الحمّى - فكان أبو بكر رضي الله عنه يدخل عليها قيُقبِّل خدّها ويقول: كيف أنت يا بُنية؟ قالت عائشة: فتَمَرَّق شعري - تساقط - فوفَى جُمَيْمَة - كثر – فقال أبو بكر: يا رسول الله! ما يمنعك من أن تبني بأهلك؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم: (الصَّداقُ)، فأعطاه أبو بكر خمسمائة درهم.

قالت عائشة: فجاء رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم ضحى فدخل بيتنا، فأتتني أمّي أمّ رُومان، وإني لفي أُرْجُوحَة ومعي صواحب لي، فصرخت بي، فأتيتها لا أدري ما تريد بي، فأخذت بيدي حتى أوقفتني على باب الدار وإني لأُنْهِج حتى سكن بعض نفسي، ثم أخذتْ شيئاً من ماء فمسحت به وجهي ورأسي، ثم أدخلتني الدار، فإذا نسوة من الأنصار في البيت، فقُلن على الخير والبركة، وعلى خير طائر، فأسلمتني إليهنّ، فأصلحن من شأني، فلم يَرْعني إلاّ رسول الله صلّى الله عليه وسلَّم فأسلمتني إليه، وهي يومئذ بنت تسع سنين ولُعبها معها.‏ قالت عائشة: وبنى بي رسول الله -صلّى الله عليه وسلَّم- في بيتنا.


الزوجة التلميذة والمرأة المعلمة :



وقد يتعجب بعض الناس من زواج النبى صلى الله عليه وسلم وبنائه بالسيدة عائشة وهى فى هذه السن (9 سنوات) والحقيقة إنه لا غرابة فى ذلك مطلقا لأن هذا كان أمرا طبيعيا عند العرب فى هذا الوقت وحتى أوقات قريبة ، ولكن المستشرقين حاولوا استغلال هذه النقطة ولكنهم فشلوا عندما وجدوا أن هذا كان أمرا طبيعيا عند كافة القبائل، ولقد آثرت أن أضع الحديث كاملا حتى نرى انه لم يكن هناك ثمة اعتراض او حديث عن صغر سن السيدة عائشة عند بناء النبى صلى الله عليه وسلم، حيث أن الأمر كان طبيعيا.

وأياً ما يكون الأمر فإنّه عليه الصلاة والسلام لم يتزوّج السيدة عائشة رضي الله عنها من أجل المتعة، وهو الذي بلغ الخامسة والخمسين من عمره، وإنّما كان ذلك لتوكيد الصلة مع أحبّ الرجال إليه عن طريق المصاهرة، خاصّة بعد أن تحمّل أعباء الرسالة وأصبحت حملاً ثقيلاً على كاهله، فليس هناك مجال للتفكير بهذا الشأن.

ولو كان عليه الصلاة والسلام همّه النساء والاستمتاع بهنّ لكان فعل ذلك أيّام كان شاباً حيث لا أعباء رسالة ولا أثقالها ولا شيخوخة، بل عنفوان الشباب وشهوته الكامنة.

غير أنّنا عندما ننظر في حياته في سنّ الشباب نجد أنّه كان عازفاً عن هذا كلّه، حتّى إنّه رضي بالزواج من السيدة خديجة رضي الله عنها وهى في سنّ الأربعين وهو ابن الخامسة والعشرين.

ثمّ لو كان عنده هوس بالنساء لما رضي بهذا عمراً طويلاً حتّى تُوفّيت زوجته خديجة رضي الله عنها دون أن يتزوّج عليها.

ولو كان زواجه منها فلتة فهذه خديجة رضي الله عنها توفّاها الله، فبمن تزوّج بعدها؟ لقد تزوّج بعدها بسودة بنت زمعة العامرية كما ذكرت من قبل وهى الثيب ولم يفكر فى البكر، لأن المرحلة كانت تحتاج السيدة سودة.

وكذلك كان زواج النبى صلى الله عليه وسلم من السيدة عائشة رضى الله عنها، فقد كان زواجها في سن مبكر من النبي صلى الله عليه وسلم ، ونشأتها في بيت النبوة، لتصبح (رضي الله عنها) تلميذة نبوية ولتتخطى هذه الفتاة الصغيرة دورها كامرأة لتصبح معلمة أمة بأكملها ألا وهي الأمة الإسلامية، وكيف لا تكون معلمة لأمة الاسلام وهى قد تربت على يدي الرسول صلى الله عليه وسلم المعلم الأول للأمة الاسلامية .

ونتيجة ذلك فقد تشبَّعت عقليتها بمفاهيم الإسلام وأفكاره، وأصبح سلوكها تطبيقا عمليا حيا، وتجسيدا لهذه الأفكار ومثالا راقيا للانسجام بين الأفكار والسلوك، وأصبحت السيدة عائشة مثالا يحتذى فى السلوك الاسلامى الراقى الذى يجب أن يحتذى لأنه سلوك انسجم تماما مع الأفكار والمبادئ الاسلامية ، وأصبحت حجرتها المباركة وجهة طلاب العلم حتى غدت هذه الحجرة أول مدارس الإسلام وأعظمها أثر في تاريخ الإسلام.


المراجع:

1- سيرة بن هشام.
2- اسد الغابة لابن الأثير.
3- مسند الأمام أحمد.
4- أبحاث موجودة على الشبكة العنكبوتية


 

 

رد مع اقتباس
 

  #2  
قديم 07-05-2009, 09:33 AM
الجموني
زائر
 
افتراضي

نعم هكذا فاشرقي ، وحلقي
ففي مثل هذا الحديث متسع .
بارك الله لك ... اتحفينا.
ولي طلب صغير اجعلي الخط اكبر قليلا.
واسلمي

 

 

رد مع اقتباس
 

  #3  
قديم 07-05-2009, 09:39 AM
الجموني
زائر
 
افتراضي

نعم هكذا فاشرقي ، وحلقي
ففي مثل هذا الحديث متسع .
بارك الله لك ... اتحفينا.
ولي طلب صغير اجعلي الخط اكبر قليلا.
واسلمي

 

 

رد مع اقتباس
 

  #4  
قديم 07-05-2009, 12:01 PM
الشريف الموجى الأدريسى الشريف الموجى الأدريسى غير متواجد حالياً
كاتب نشيط
 





افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الخير كل الخير فى ما ذكرت به امهات المؤمنين .باركك الله وحفظك .

 

 

التوقيع :


الشريف الموجى الإدريسى

ابن رسول الله



رد مع اقتباس
 

  #5  
قديم 07-05-2009, 01:32 PM
الصورة الرمزية طيوف
طيوف طيوف غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




افتراضي

الله يبارك فيك اخوي الجموني
منور صفحتي بوجودك وتعليقك الطيب

ابشر نكبر الخط ان شاء الله

 

 

رد مع اقتباس
 

  #6  
قديم 07-05-2009, 01:35 PM
الصورة الرمزية طيوف
طيوف طيوف غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




افتراضي

وعليكم السلام
وحفظك الله ايضا اخوي الموجي
وشرفني تواجدك على متصفحي

 

 

رد مع اقتباس
 

  #7  
قديم 07-05-2009, 01:39 PM
الصورة الرمزية طيوف
طيوف طيوف غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




Post

لقد غيرت السيدة عائشة رأى البشرية فى المرأة العربية والمرأة المسلمة على السواء، فهذه الفتاة الصغيرة التى دخلت بيت النبوة بنت طفلة صغيرة، وتموت وقد تجاوزت الستين، تركت أثرا كبيراً فى التاريخ الاسلامى والعالمى، ولا تدانيها فى تاريخنا الاسلامى امرأة علما وفقها، فكما قلنا من قبل هى تلميذة بيت النبوة وأصبحت بعد ذلك معلمة للأمة.
ولكن هذه المرأة هل عاشت حياتها ككل النساء، هل عرفت الطفولة والحب والغيرة والظلم، كيف كانت حياتها ،هذا يستلزم ان نقسم حياة هذه المرأة العظيمة الى مرحلتين:


مرحلة السيدة عائشة رضى الله عنها فى حياة النبى صلى الله عليه وسلم
مرحلة حياة السيدة عائشة رضى الله عنها بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم

 

 

رد مع اقتباس
 

  #8  
قديم 07-05-2009, 02:42 PM
الصورة الرمزية طيوف
طيوف طيوف غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




Post حياة السيدة عائشة رضى الله عنها مع النبى صلى الله عليه وسلم

عندما اقرا فى حياة عائشة رضى الله عنها مع النبى صلى الله عليه وسلم فأنا امر بأعظم قصة حب عرفها التاريخ، ولا امسك عيناي من الدمع ، ما أروع الحب الذى جمع بين نبينا صلى الله عليه وسلم وامنا ام المؤمين عائشة رضى الله عنها، حب نقى رائع حب بدا فى الله واستمر فى الله وسطر فى كتب التاريخ كحب الهى، ولكنه حب لم يمر سهلا يسيرا، بل نفث الشيطان فى عقول بعض الناس حتى يهدموا هذا الحب، ولكن الله تعالى حفظ هذه الحب وأبطل كيد الشيطان.

وتعالوا نعيش سويا اعظم قصة حب عرفتها البشرية وهى قصة الحب بين النبى صلى الله عليه وسلم وعائشة رضى الله عنها.

عن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [أُرِيتُك في المنام، يجيء بك الملك في سَرقة - أي قطعة - من حرير، فقال لي: هذه امرأتك. فكشفت عن وجهك الثوب فإذا أنت هي] فقلت: إن يك هذا من عند الله يُمْضِه. رواه البخاري ومسلم.

وتحكي ـ رضي الله عنها ـ جانبا من تلك الحياة الطيبة‏,‏ و المعاملة الحسنة‏,‏ ومن الحياة المرحة البهيجة التي كانت تحياها في بيته ـ صلي الله عليه وسلم ـ فتقول ـ كما جاء في البخارى :عن ‏عائشة رضي الله عنها ‏أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال لها ‏ ‏أريتك في المنام مرتين أرى أنك في سرقة من حرير ويقول هذه امرأتك فاكشف عنها فإذا هي أنت فأقول إن يك هذامن عند الله يمضه. ثم تقول ـ رضي الله عنها ـ قال لي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ ياعائش هذا جبريل يقرئك السلام‏,‏ فقلت‏:‏ وعليه السلام ورحمة الله وبركاته‏,‏ تري يارسول الله ما لا أري‏.‏

وكان من حبه صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها يسليها ويبعث باللعبِ وصويحباتها إليها ليلعبن معها بل كان يوصي عليها في أيام العيد وغير ذلك , وكان يتسابق معها بالأقدام فيسابقها وتسابقه بل وكان يتدافع معها بجسده ومنكبيه ويشاركها في لهوها ومزاحها في صورة لا أجمل منها.

وتقول‏ السيدة عائشة فى ذلك:‏ كنت ألعب بالبنات ـ أي‏:‏ بصورهن ـ عند رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ وكانت تأتيني صواحبي فكن ينقمعن ـ أي يستترن ـ من رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ فكان يسربهن إلي ـ أي‏:‏ يأمرهن بالذهاب إلي ـ وتقول‏:‏ قدم الرسول ـ صلي الله عليه وسلم ـ مرة من غزوة وفي سهوتي ـ أي‏:‏ مخدعي ـ ستر‏,‏ فهبت الريح فانكشف ناحية الستر عن بنات لي لعب‏,‏ فقال‏:‏ ما هذا يا عائشة؟ قلت‏:‏ بناتي‏,‏ ورأي ـ صلي الله عليه وسلم ـ بينهن فرسا له جناحان من غير قاع ـ من جلد ـ فقال‏:‏ ماهذا الذي وسطهن؟ قلت‏:‏ فرس فقال ـ صلي الله عليه وسلم ـ فرس له جناحان؟ قلت‏:‏ أما سمعت أن لسليمان ـ عليه السلام ـ خيلا لها أجنحة؟ قالت‏:‏ فضحك ـ صلي الله عليه وسلم ـ حتي رأيت نواجذه ـ أي‏:‏ حتي رأيت بعض أنيابه‏.‏

وعن أنس أن جاراً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فارسياً كان طيب المرق، فصنع لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم جاء يدعوه، فقال: وهذه ؟ ( يقصد عائشة) فقال : لا . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا . فعاد يدعوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهذه ؟ فقال : لا . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا. ثم عاد يدعوه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وهذه؟ قال: نعم في الثالثة. فقاما يتدافعان حتى أتيا منزله رواه مسلم.

عن الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ وَا رَأْسَاه فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ ذَاك لَوْ كَانَ وَأَنَا حَيٌّ فَأَسْتَغْفِرَ لَكِ وَأَدْعُوَ لَكِ فَقَالَتْ عَائِشَةُ : وَا ثُكْلِيَاهْ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَظُنُّكَ تُحِبُّ مَوْتِي وَلَوْ كَانَ ذَاكَ لَظَلِلْتَ آخِرَ يَوْمِكَ مُعَرِّسًا بِبَعْضِ أَزْوَاجِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ بَلْ أَنَا وَا رَأْسَاهْ لَقَدْ هَمَمْتُ أَوْ أَرَدْتُ أَنْ أُرْسِلَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ وَابْنِهِ وَأَعْهَدَ أَنْ يَقُولَ الْقَائِلُونَ أَوْ يَتَمَنَّى الْمُتَمَنُّونَ ثُمَّ قُلْتُ: يَأْبَى اللَّهُ وَيَدْفَعُ الْمُؤْمِنُونَ أَوْ يَدْفَعُ اللَّهُ وَيَأْبَى الْمُؤْمِنُونَ ] رواه البخاري.

وفي رواية ابن ماجه : عن عائشة قالت : رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم من البقيع فوجدني وأنا أجد صداعاً في رأسي وأنا أقول وا رأساه فقال : [ بل أنا يا عائشة وا رأساه ثم قال ما ضرك لو مت قبلي فقمت عليك فغسلتك وكفنتك وصليت عليك ودفنتك.

عن عروة: … كان المسلمون قد علموا حب رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة، فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أخرها حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة، بعث صاحب الهدية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة. (وفي رواية: أن الناس كانوا يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون بها - أو يبتغون بذلك - مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم. رواه البخاري ومسلم.

عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يسأل في مرضه الذي مات فيه، يقول: أين أنا غداً؟ أين أنا غداً؟ يريد يوم عائشة. (وفي رواية" استبطاء ليوم عائشة) فأذن له أزواجه أن يكون حيث شاء، فكان في بيت عائشة حتى مات عندها. رواه البخاري ومسلم.

و قد يتساءل بعضهم، ما السر في اختصاص عائشة بهذا الحب الكبير؟

والجواب أنه كما كانت خديجة شخصية عظيمة كانت عائشة شخصية لها قدرها. لم تكن مجرد فتاة جميلة، بل كانت مع صغرها وجمالها ذات عقل ناضج وقلب كبير. نشأت منذ طفولتها في بيت هو أقدم وأصلح بيوت الصحابة جميعاً، بيت أبي بكر الصديق. وقد اختارها الله زوجة لرسوله صلى الله عليه وسلم وأراها له في المنام مرتين في سرقة من حرير.


يتبع

 

 

رد مع اقتباس
 

  #9  
قديم 07-05-2009, 02:59 PM
الصورة الرمزية طيوف
طيوف طيوف غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




Post نتابع

استغلال فرصة للقرب من الحبيب :

وكانت من حبها لها تستغل الفرص , أي فرصة للقرب منه أي فرصة للحديث معه تبادر لإغتنامها تقول صفية بنت حنين رضي الله عنها , حج النبي صلى الله عليه وسلم بنسائه فلما كان في بعض الطريق نزل رجل فساق بهن الجمال فأسرع , فقال النبي صلى الله عليه وسلم ، وقد خاف على النساء كذاك سوقك بالقوارير, فبين هم يسيرون برك بصفية جملها , وكان بعيرها قويٌ شديد , ولكن شاء الله جل وعلا أن يبرك بها ولايتحرك , فبكت رضي الله عنها , فجاء النبي صلى الله عليه وسلم إليها حينما أُخبر بذلك , فمسح رسول الله صلى الله عليه وسلم دموعها بيده , وأزدادت بكاءاً وهو يمسح وهي تبكي فلم أكثرت نهرها صلى الله عليه وسلم وأغلظ عليها وهي رضي الله عنها قد شاقتها تلك اللمسات الحانية مما جعلها تزداد في بكائها, ثم سكتت رضي الله عنها , فلما نزلوا أنطلقت لعائشة رضي الله عنها , وقالت لها: تعلمين إنني لم أكون أبيع يومي من رسول الله صلى الله عليه وسلم بشيء أبدا, وإني قد وهبت يومي لكِ على أن ترضي رسول الله صلى الله عليه وسلم عني , قالت عائشة : نعم , وأخذت عائشة خماراً لها ورشته بالماء لتصعد منه رائحة الزعفران الطيبة , ولبست ثيابها كأجمل ماتكون, وأنطلقت إلي الرسول صلى الله عليه وسلم ورفعت طرف الخباء عنه , فقال : مالك ياعائشة اليوم ليس بيومك...! , فتبسمت وقالت: ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم, فنام معها في ذلك الخباء, فرصة أقتنصتها عائشة رضي الله عنها لحبها للرسول صلى الله عليه وسلم فكانت لاتؤذيه ولاتحتمل أن يأتيه الأذى.

من تمام الحب:

ومن تمام حبه لها كان يحرص على عدم إيذائها وكان يدافع عنها إن لزم الأمر, ويُرقيها إذا مرضت , ويحرص على عدم تكدير خاطرها بل كان يغمرهابالحنان وهي نائمة وكان يحرص على ألا تستوحش أو يصيبها الخوف وكان إذا طعم طعاماً أو شرب شراباً يرسل منه لعائشة رضي الله عنها, وكان يلحظْ منها كل ملحِظ , وكان يفهم منها الإيماء والإشارة وهي كذلك , وربما وصل التلاحم والإنسجام بينهما أن كل واحدٌ منهما يفهم مايريد منه الآخر دون أن يتحدث.

وفضلاً عن ذلك فقد كان لها مزايا عديدة ، منها: حرصها على طلب العلم.. وثمة شواهد كثيرة على علمها منها : عقد مجالس العلم في بيتها.. واستدراكها على الصحابة بل على كبارهم.. وطموحها إلى المعالي.. وحرصها على المشاركة في الجهاد قبل الحجاب وبعده.. وحرصها على كسب العمرة مع الحج.. وذكرها الفضل لأهله ، سواء كان لإحدى ضرائرها، أم كان ممن أسرف في حديث الإفك، أو كان قد قتل أخاها.. وزهدها وبذلها السخي.. وورعها.. ورَباطة جأشها.. وصدق الرواية ولو على نفسها.. ومحنتها الكبرى وتبرئة الله تعالى لها في كتابه العزيز ، وأخيراً تكريم الله تعالى لها.

وتقول‏:‏ قال لي رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ مرة‏:‏ إني لأعلم إذا كنت عني راضية وإذا كنت علي غضبي‏..‏ فقلت يارسول الله‏:‏ ومن أين تعرف ذلك؟ قال‏:‏ أما إذا كنت عني راضية فانك تقولين‏:‏ لا ورب محمد‏,‏ وإذا كنت غضبي قلت‏:‏ لا ورب إبراهيم‏.‏ قالت‏:‏ فقلت أجل والله يارسول الله ما أهجر إلا اسمك ـ أي‏:‏ وأما ذاتك يارسول الله فهي معي دائما حيثما كنت.


النبى صلى الله عليه وسلم يسابق عائشة:

يتبع

 

 

رد مع اقتباس
 

  #10  
قديم 07-05-2009, 03:03 PM
الصورة الرمزية طيوف
طيوف طيوف غير متواجد حالياً
كاتب متألق
 




افتراضي نتابع

روى الإمام أحمد في مسنده: عن عائشة قالت خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره وأنا جارية لم أحمل اللحم ولم أبدن فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال لي تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقته فسكت عني حتى إذا حملت اللحم وبدنت ونسيت خرجت معه في بعض أسفاره فقال للناس تقدموا فتقدموا ثم قال تعالي حتى أسابقك فسابقته فسبقني فجعل يضحك وهو يقول هذه بتلك.

وهكذا عاشت عائشة ـ رضي الله عنها ـ حياتها الزوجية مع رسول الله ـ صلي الله عليه وسلم ـ فوجدت فيها كل مايسعدها من فرح وسرور‏,‏ ومن ابتهاج وحبور‏,‏ ومن ممازحات لطيفة‏,‏ ومن عبارات رقيقة‏,‏ ومن بشارات عظيمة‏,‏ ومن معاملة كريمة‏,‏ زادتها قوة في إيمانها وسموا في سلوكها وشجاعة في النطق بكلمة الحق وعلما نافعا يسمو بأمور دينها وبشئون دنياها.

تعرضت أُمُّنا عائشة الطاهرة المطهرة الصادقة بنت الصديق إلى أعظم ما يمكن أن تُبتلى به امرأة عفيفة شريفة، ألا وهو القذف بالزنا، وما أقساها من تجربة، وما أفظعها من تهمة؛ فهي لم تكن محدودة ولا محصورة بين أشخاص أو بيت أو عائلة، لقد انتشرت في المجتمع بأسره، ورَوَّجت لها أبواق الدعاية والشر أيَّما ترويج، إنها مشكلة كبيرة وابتلاء عظيم لا يتحمله إلا من كانت شخصيته في عظمتها بحيث تفوق هذه الصعوبة وتتغلب عليها. فماذا فعلت أمنا عائشة تجاه هذه المشكلة العويصة؟ وكيف جابهتها وتصدت لها وتغلبت عليها؟ وما هي الدروس والعبر التي ترتبت عليها؟

وحتى نعرف تفاصيل حادثة الإفك لا أجد اوفى ولا اوقع من حديث عائشة عن الحادثة وكيف عاشت هذه الأزمة، وقد روى الأئمة هذه الحادثة فى الكتب الصحاح والروايات متشابهة ، وانا هنا اروى الحادثة من كتاب سيرة ابن هشام :

عن عائشة رضى الله عنها قالت ‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ؛ فلما كانت غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه ، كما كان يصنع ، فخرج سهمي عليهن معه ، فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏قالت ‏:‏ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه ، فأيتهن خرج سهمها خرج بها معه ؛ فلما كانت غزوة بني المصطلق أقرع بين نسائه ، كما كان يصنع ، فخرج سهمي عليهن معه ، فخرج بي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏.‏قالت ‏:‏ فلما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من سفره ذلك ، وجه قافلا ، حتى إذا كان قريبا من المدينة نزل منزلا ، فبات به بعض الليل ، ثم أذن في الناس بالرحيل ، فارتحل الناس ، وخرجت لبعض حاجتي ، وفي عنقي عقد لي ، فيه جزع ظفار ، فلما فرغت انسل من عنقي ولا أدري ، فلما رجعت إلى الرحل ذهبت ألتمسه في عنقي ، فلم أجده ، وقد أخذ الناس في الرحيل ، فرجعت إلى مكاني الذي ذهبت إليه ، فالتمسته حتى وجدته ، وجاء القوم خلافي ، الذين كان يرحلون لي البعير ، وقد فرغوا من رحلته ، فأخذوا الهودج ، وهم يظنون أني فيه ، كما كنت أصنع ، فاحتملوه ، فشدوه على البعير ، ولم يشكوا أني فيه ، ثم أخذوا برأس البعير ، فانطلقوا به ؛ فرجعت إلى العسكر وما فيه من داع ولا مجيب ، قد انطلق الناس.

قالت ‏:‏ فتلففت بجلبابي ، ثم اضطجعت في مكاني ، وعرفت أن لو قد افتُقدت لرُجع إلي ‏.‏ قالت ‏:‏ فوالله إني لمضطجعة إذ مر بي صفوان بن المعطَّل السلمي ، وقد كان تخلف عن العسكر لبعض حاجته ، فلم بيت مع الناس ، فرأى سوادي ، فأقبل حتى وقف علي ، وقد كان يراني قبل أن يُضرب علينا الحجاب ، فلما رآني قال ‏:‏ إنا لله وإنا إليه راجعون ، ظعينة رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏!‏ وأنا متلففة في ثيابي ؛ قال ‏:‏ ما خلَّفك يرحمك الله ‏؟‏ قالت ‏:‏ فما كلمته ، ثم قرب البعير ، فقال ‏:‏ اركبي ، واستأجر عني ‏.‏ قالت ‏:‏ فركبت ، وأخذ برأس البعير ، فانطلق سريعا ، يطلب الناس ، فوالله ما أدركنا الناس ، وما افتقدت حتى أصبحت ، ونزل الناس ، فلما اطمأنوا طلع الرجل يقود بي ، فقال أهل الإفك ما قالوا ، فارتعج العسكر ، ووالله ما أعلم بشيء من ذلك ‏.

ثم قدمنا المدينة ، فلم ألبث أن اشتكيت شكوى شديدة ، ولا يبلغني من ذلك شيء ، وقد انتهى الحديث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلى أبوي لا يذكرون لي منه قليلا ولا كثيرا ، إلا أني قد أنكرت من رسول الله صلى الله عليه وسلم بعض لطفه بي ، كنت إذا اشتكيت رحمني ، ولطف بي ، فلم يفعل ذلك بي في شكواي تلك ، فأنكرت ذلك منه ، كان إذا دخل علي وعندي أمي تمرضني - قال ابن هشام ‏:‏ وهي أم رومان ، واسمها زينب بنت عبد دهمان ، أحد بني فراس بن غنم بن مالك بن كنانة - قال ‏:‏ كيف تِيكم ، لا يزيد على ذلك ‏.‏

قالت ‏:‏ حتى وجدت في نفسي ، فقلت ‏:‏ يا رسول الله ، حين رأيت ما رأيت من جفائه لي ‏:‏ لو أذنت لي ، فانتقلت إلى أمي ، فمرضتني ‏؟‏ قال ‏:‏ لا عليك ‏.‏ قالت ‏:‏ فانتقلت إلى أمي ، ولا علم لي بشيء مما كان ، حتى نقهت من وجعي بعد بضع وعشرين ليلة ، وكنا قوما عربا ، لا نتخذ في بيوتنا هذه الكنف التي تتخذها الأعاجم ، نعافها ونكرهها ، إنما كنا نذهب في فسح المدينة ، وإنما كانت النساء يخرجن كل ليلة في حوائجهن ‏.‏ فخرجت ليلة لبعض حاجتي ومعي أم مِسطح بنت أبي رهم بن المطلب ابن عبد مناف ، وكانت أمها بنت صخر بن عامر بن كعب بن سعد ابن تيم ، خالة أبي بكر الصديق رضي الله عنه ‏.‏ علمها بما قيل فيها قالت ‏:‏ فوالله إنها لتمشي معي إذ عثرت في مرطها ؛ فقالت ‏:‏ تعس مسطح ‏!‏ ومسطح ‏:‏ لقب ، واسمه ‏:‏ عوف ؛ قالت ‏:‏ قلت ‏:‏ بئس لعمر الله ما قلت لرجل من المهاجرين قد شهد بدرا ؛ قالت ‏:‏ أو ما بلغك الخبر يا بنت أبي بكر ‏؟‏ قالت ‏:‏ قلت ‏:‏ وما الخبر ‏؟‏ فأخبرتني بالذي كان من قول أهل الإفك، قالت ‏:‏ قلت ‏:‏ أوقد كان هذا ‏؟‏ قالت ‏:‏ نعم والله لقد كان ‏.‏ قالت ‏:‏ فوالله ما قدرت على أن أقضي حاجتي ، ورجعت ؛ فوالله ما زلت أبكي حتى ظننت أن البكاء سيصدع كبدي ؛ قالت ‏:‏ وقلت لأمي ‏:‏ يغفر الله لك ، تحدث الناس بما تحدثوا به ، ولا تذكرين لي من ذلك شيئا ‏!‏ قالت ‏:‏ أي بنية ، خفِّضي عليك الشأن ، فوالله لقلما كانت امرأة حسناء ، عند رجل يحبها ، لها ضرائر ، إلا كثَّرن وكثَّر الناس عليها ‏.‏


يتبع

 

 

رد مع اقتباس
 
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 07:13 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir