[frame="4 98"][align=center] " الفاضل بن عاشور "
مواقفه البطولية:
1) محنة التجنيس: أتاحت فرنسا عام 1910 للتونسيين التجنس بالجنسية
الفرنسية، وتنبه بن عاشور لما وراء هذا من مقاصد خبيثة تهدف لإذابة
التونسيين في بوتقة الغرب، فتصدى لها مع علماء تونس، وأصدر فتوىمفادها أنه
يتعين على المتجنس عند حضوره لدى القاضي أن ينطق بالشهادتين ويتخلى في نفس
الوقت عن جنسيته التي اعتنقها، لكن الاستعمار أبطل هذه الفتوى، وبدأ حملة
لتلويث سمعة هذا العالم الجليل، وتكررت هذه الحملة الآثمة عدة مرات على
الشيخ، وهو صابر محتسب.
2) "صدق الله وكذب بورقيبة": لعل هذه أشهر جملة مأثورة عن هذا الشريف. في
رمضان عام 1381ه= (1961م) دعا الرئيس التونسي بورقيبة عمال تونس إلى
الإفطار لزيادة الانتاج، وظهر هو وحكومته على شاشة التلفزيون وهم يأكلون
ويشربون في وضح النهار، ثم طلب من المفتي بن عاشور أن يفتي بما يوافق هذا
الامر. فما كان من السيد بن عاشور إلا أن ظهر على الإذاعة فقرأ قوله
تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم
لعلكم تتقون}، ثم قال: "صدق الله العظيم، وكذب بورقيبة!" وأضدر فتوى تحرم
الإفطار بغير وجه شرعي، وأبطل بذلك ما أراد أن يفعله الرئيس بورقيبة من
تعطيل لأحد فروض الإسلام.
وفي 13 رجب 1393 هـ الموافق لـ12 أغسطس 1973م امتدت إليه يد المنون، فخسرت تونس أحد أجل علمائها، رحمه الله
محمد الفاضل بن عاشور هو الشيخ محمد الفاضل بن محمد الطاهر بن الصادق عاشور، ولد في مدينة تونس يوم 2 شوال سنة 1327 هـ/(16 أكتوبر /تشرين الأول 1909وفيها توفي يوم 12 صفر 1390 هـ (19 أفريل/19 نيسان1970م). أحد أهم علماء الدين الذين عرفتهم تونس في القرن العشرين.
نشأته
تربى في أحد بيوت الدين والعلم، إذ كان والده محمد الطاهر بن عاشور من كبار العلماء في تونس. وفي هذا المعنى يقول الفاضل بن عاشور: "ونشأت في ظل العناية المتوافرة من والدتي ووالدتها ووالدها ووالدي ووالده ووالدته والجدة الكبرى جدتي والدي ووالدتي معا". بدأ حفظ القرآن الكريم وهو في الثالثة من عمره، ليتمه عندما بلغ التاسعة. كما حفظ بعض المتون في النحو ثم تعلم اللغة الفرنسية على أيدي معلمين خصوصيين. وفي سنة 1922 بدأ دراسة مبادئ القراءات والتوحيد والفقه والنحو، ثم التحق بجامع الزيتونة إلى أن أحرز على شهادة التطويع سنة 1347هـ/1928م).
الوظائف التي تقلدها
التحق الشيخ محمد الفاضل بن عاشور للتدريس بجامع الزيتونة سنة 1351هـ/1932م. وارتقى سلم المدرسين الزيتونيين حتى سمي أستاذا من الدرجة الأولى. وبعد الاستقلال (1956)، أسندت إليه عمادة كلية الشريعة وأصول الدين في جامعة الزيتونة سنة 1381هـ/1961م واستمر بها إلى وفاته. كما اشتغل مناصب قضائية من بينها أنه ترأس المحكمة الشرعية العليا، وتولى منصب مفتي الجمهورية التونسية
بين القومية والوطنية
كان الشيخ محمد الفاضل بن عاشور خطيباً مفوّهًا، يشد سامعيه إليه شدا، وقد برز خاصة في الأربعينات في الأنشطة الداعمة للقضية الفلسطينية وفي تنظيم الاحتفالات احتفاء بتأسيس جامعة الدول العربية، وقد جلب له هذا النشاط التقدير والاحترام والتأثير في الوسط الزيتوني وفي الساحة الوطنية، وهو ما هيأه لأن يترأس الاتحاد العام التونسي للشغل عند تأسيسه في 20 جانفي 1946، كما عين في الديوان السياسي للحزب الحر الدستوري الجديد. لكن لم يستمر في هذه المكانة إذ سرعان ما استبعد خوفا من تأثيره الكبير.
نشاطه العلمي
• ترأس الشيخ محمد الفاضل بن عاشور جمعية الخلدونية، وأراد أن يرتقي بالتعليم فيها من خلال تأسيس "معهد الحقوق العربي" و"ومعهد الفلسفة"، وعمل من أجل توجيه الطلبة التونسيين إلى المشرق العربي.
• سافر الشيخ محمد الفاضل بن عاشور في مهمات علمية إلى خارج تونس، وألقى محاضرات عديدة عدد من الجامعات الأجنبية من بينها جامعة السوربون بباريس، وجامعة إستانبول في تركيا، وفي الهند وجامعة عليكرة في الهند، وجامعة الكويت. كما زار عدة بلدان من بينها الجزائر ومصر وسوريا ولبنان وإيطاليا وسويسراوالمغرب الأقصى وليبيا وألمانيا والنمسا واليونان ويوغسلافيا السابقة وبلغاريا...
من أهم المؤتمرات التي شارك فيها مؤتمرات المستشرقين بباريس، كما أنه عضو في المجمع اللغوي بالقاهرة، ورابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، وعضو مراسلبالمجمع العلمي العربي بدمشق، ومجمع البحوث الإسلامية بمصر، والجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
من مؤلفاته
الحركة الأدبية والفكرية في تونس، الدار التونسية للنشر، تونس، ط3، 1983.
أركان النهضة الأدبية في تونس، مكتبة النجاح، تونس 1960.
تراجم الأعلام، الدار التونسية للنشر، تونس 1970.
المصطلح الفقهي في المذهب المالكي.
أعلام الفكر الإسلامي في تاريخ المغرب العربي.
التفسير ورجاله
مراجع
. • محمد الفاضل بن عاشور، الحركة الأدبية والفكرية في تونس، الدار التونسية للنشر، تونس، ط3، 1983.
• د. علي الزيدي، الزيتونيون، دورهم في الحركة الوطنية التونسية 1904-1945، كلية الآداب والعلوم الإنسانية
-صفاقس ومكتبة علاء الدين صفاقس-تونس 2007.[/align][/frame]