بسم الله الرحمن الرحيم
مع ذكر مدى صحة ثبوت نسب آل بنونة
( تاريخ ونسب آل بنونة )
مختارات من كتاب : ( تاريخ ونسب آل بنونة )
تأليف : السيد الشريف نبيل بن أحمد بن عبد الغني بن محمد بنونة العمراني الحوتي الإدريسي الحسني الهلالي
تاريخ ونسب آل بنونة
مقدمة :
الحمد لله رب العالمين مشرف الأنساب ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه ، اللهم صل على محمد وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين المطهرين لشرف جدهم عليهم السلام ، ومن تناسل منهم إلى يوم الدين .
نحمده على أن جعلنا من أمته ، وأنعم علينا بحب نبيه صلى الله عليه وسلم وحب آل بيته . وشرفنا بأن جعلنا من نسله الطاهر فإن أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم من أشرف البيوت نسبا ، ومن أكرمهم أصلا ، فهم من أشرف بيت وجد على وجه الأرض فخرا وحسبا ونسبا .
قال الله تعالى : ( يأيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيبا) . آل عمران (آية :102) .
وقال تعالى : ( وربك يخلق ما يشاء ويختار ما كان لهم الخيرة ) . القصص ( آية : 68 ) .
وقال تعالى : ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا ) . الأحزاب ( آية : 33 ) .
وفي (( جامع الترمذي )) ( 4 / 309 )- رقم (1979 ) و ((مسند أحمد )) ( 2 / 374) من حديث يزيد مولى المنبعث عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبة في الأهل ، مثراة في المال ، منسأة في الأثر ) .
فعلم الأنساب من المعارف المندوب إليها ، لما يترتب عليه من :
1 - معرفة نسب النبي صلى الله عليه وسلم ومن ينتمي إليه فإن العلم بنسبه الشريف، وحب الرسول وآل بيته من دلائل صحة الإيمان وكماله . قال الله تعالى : ( قل لا أسئلكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ) الشورى ( آية : 23 )، وعن الحكم بن أبان ، عن عكرمة ، عن ابن عباس رضي الله عنهما : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ) ج 50 / أ رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن .
2 - و من فوائد علم الأنساب التعارف بين الناس حتى لا ينتسب أحد إلى غير آبائه وأجداده ، وعلى هذا يترتب أحكام شرعية في الوراثة والنكاح وصلة الأرحام والوقف والرق .
كما ينبغي التحرز من الانتساب إليه صلى الله عليه وسلم إلا بالحق ، فقد روى البخاري في صحيحه 2 :506 ( 3509 ) من طريق عبد الواحد بن عبد الله النصري ، سمعت واثلة بن الأسقع رضي الله عنه يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن من أعظم الفري ، أن يدعى الرجل إلى غير أبيه ، أو يري عينه مالم تر ، أو يقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم يقل ) .
وعلم الأنساب مما انفردت به العرب عمن سواها من الأمم ، وكان أبو بكر الصديق خليفة رسول رب العالمين أنسب العرب ، وكانت الصديقة بنت الصديق أعلم الناس بأخبار العرب وأيامها وأشعارها .
تاريخ ونسب آل بنونة :
لذا كان لزاما علينا نحن السادة الأشراف آل بنونة الحوتيون الحسنيون الأدارسة أن نتوخى الدقة والحذر ، وأن نبحث وننقب في بطون الكتب والمراجع العلمية الأصيلة ما يثبت صحة نسبنا الذي سمعناه من أجدادنا وتوارثناه جيلا بعد جيل ؛ وقد استغرق بحثنا هذا الذي إشترك فيه العديد من آل بنونة زمنا طويلا ، نظرا لقلة المراجع وندرتها وصعوبة الوصول إليها ، فحاولنا جهدنا أن نجمع الكتب والمراجع والأوراق والروايات من مختلف الدول العربية ، ومما أثلج صدورنا أن وجدنا نسبنا كاملا محفوظا في أحد أهم المراجع العلمية وهو كتاب : ( مصابيح البشرية في أبناء خير البرية ) تأليف : المؤرخ الشريف أحمد الشباني الادريسي . الصادر من المملكة المغربية الدار البيضاء . مطبعة النجاح الجديدة الطبعة الأولى عام 1408 ـــ 1987 .
الصفحة رقم 232 والصفحة رقم 233 والصفحة رقم 234 بداية السطر الثامن حيث ذكر آل بنونة والصفحة رقم 235 والصفحة رقم 236 .
ومما ورد في الصفحات المذكورة أعلاه أورد لكم بتصرف :
يقول مؤلف الكتاب المؤرخ الشريف أحمد الشباني الادريسي في حديثه عن سلالة المولى عبد الله بن المولى إدريس الأزهر الشرفاء أولاد ابن منصور الحوتيون الحسنيون : ( حرصا مني على الأمانة في تحقيق الأنساب ، وعدم الانسياق في متاهات ، تكون أساسا للانتقاد اللاذع – والكمال لله سبحانه – فقد اعتمدت على ذوي الخبرة ممن لهم دراية واطلاع في هذا الميدان ، أمثال نقيب الشرفاء التلمسانيين فضيلة الأستاذ الشريف سيدي المأمون ابن منصور الحسني وهو أخ لجناب مؤرخ المملكة المغربية الأستاذ الشريف سيدي عبد الوهاب ابن منصور الحسني .
وقد سبق لي أن راسلت النقيب سيدي المأمون السالف الذكر ، فأجابني بما يروي ظماءي جزاه الله .
وقبل تحريري النهائي لما دونه لي يراعه في مراسلتي ، قمت بزيارة إلى العاصمة ، واتصلت بمؤرخ المملكة ، وعرضت عليه ما سأدونه في هذا المؤلف عن أسرته الكريمة ، فتفضل سيادته بمراجعة ما عزمت على تحريره .
وأخيرا زودني بمعلومات وافية ، بعد أن صحح لي بيمينه بعض التزحلقات وردها إلى أصلها بيمينه .
وها أنا أقدم المعلومات عن هذه الأسرة النبوية العريقة .
فمن الواضح والمأثور ، في كتب التاريخ الحديث ، أنه لما كثرت الأطماع الاستعمارية ، وتقاسمت الدول المستعمرة أراضي الدول الإسلامية ، شعر سكان تلمسان ونواحيها ، بقرب احتلال أراضيهم من طرف الافرنسيين ، حيث ظهرت بوادر ذلك ، أخذ فريق من السكان ، يستعد للجهاد في سبيل الله ، كما أخذ فريق آخر يستعد لمفارقة البلاد ، خشية الوقوع تحت حكم المغتصب الكافر . لاعتقادهم أن كل ما كان تحت حكم الكافر ، كافر، بدليل قول الله تعالى : (ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلا ) .
وهكذا أخذ القوم يهاجرون ديارهم ، يقصدون بلاد الإسلام ، المغرب الأقصى ، وخصوصا عاصمته العلمية والإدارية ، ( فاس ) . وكانت هجرتهم في ثلاث أزمنة متقاربة التاريخ ، حيث كان المهاجرون من أهل تلمسان وغيرها . وإنما يدعون بالتلمسانيين تغليبا . ومنهم قسم ورد عليها بعد عام 1246هجرية . وهو جمهورهم كآل النميشي ، وابن وضاح ، ومسواك ، وابن عصمان ، وابن ثابت ، والزغاري ، والنكروف ، و بنونة ، والمشرفي ، والسليماني وابن يخلف ، والبو زيدي ، وابن مرزوق ، والقيسي ، إلى آخر الأسماء .
وقد كانوا محل تبجيل وإكرام من طرف سلاطين المغرب ، حيث خصوا لهم أحياء للسكن وكذا مقبرة لدفن موتاهم . كما أسسوا لهم نقابة للفصل بين شرفائهم ، وصون أنسابهم ، وتأديب المعتدي منهم – كما كانوا ينفحونهم بالصلات ، في كل مناسبة .
ولازالت النقابة منذ العهد السليماني إلى عهد صاحب الجلالة الحسن الثاني ، في ذرية سيدي عبد الله بن منصور الإدريسي الحوتي ، ماعدا فترتين قصيرتين ، تولى النقابة فيها شريف من آل ابن وضاح ، وأخرى شريف من آل ابن حربيط .
وقد كان الشرفاء التلمسانيون ، ثالث جماعة من الأشراف ، يستقبلهم الملوك بعد العلوين والأدارسة ، حسب ترتيبات التشريفات الملكية ، والقواعد المرعية . وجميع الشرفاء التلمسانيين أدارسة من ذرية مولانا إدريس ، دفين مدينة فاس ، استقروا في تلمسان ، في أزمنة مختلفة ، ومنهم سليمانيون من ذرية محمد بن سليمان ، بن عبد الله الكامل ، الذي هو ابن عم المولى إدريس الأزهر ، الذي فر من الحجاز بعد وقعة فخ ... التي كاد أن ينقرض فيها الهاشميون أمام جيوش أبناء عمهم العباسيين ، حيث فر محمد بن سليمان ، واستوطن بعين الحوت ، الواقعة على بعد سبع كيلو مترات من مدينة تلمسان، إلى أن توفي بها ، وقبره لازال مشهورا هناك إلى يومنا هذا.
وقد أحصيت الأسر التلمسانية التابعة للنقابة الآنفة الذكر في الرسم الذي رفعه التلمسانيون إلى جلالة السلطان ، مولانا الحسن الأول عام 1279 هـ ، احتجاجا على محاولة قنصل فرنسا بفاس ، التدخل في شؤونهم فكانت 1387 اسما . كل أسرة تشمل عددا من البيوت ، إلخ ما كتبه سيادة النقيب الشريف مولاي المأمون ابن منصور .
ومرد الشرفاء أولاد ابن منصور الأدارسة الحوتيين إلى العالم الجليل سيدي الشرقي ، بن سيدي أحمد ، بن سيدي عمران ، بن سيدي محمد ، بن سيدي داوود ، بن سيدي موسى ، بن سيدي عمران ، بن سيدي يزيد بن سيدي صفوان ، بن خالد بن يزيد ، بن المولى عبد الله بن المولى إدريس الأزهر بن مولانا إدريس الأكبر بن إمام المدينة المنورة مولانا عبد الله الكامل بن مولانا الحسن المثنى ، بن مولانا الحسن السبط بن أمير المؤمنين سيدنا علي ، ومولاتنا فاطمة الزهراء ، بنت مولانا رسول الله ، صلى الله عليه وسلم .
فالأسرة النبوية : ابن منصور الحوتي التي هاجرت من تلمسان ، أفرادها محصورون ، لا يستطيع أن ينتسب إليها دخيل .
وهناك أسر أخرى ، تحمل هذا الاسم ، أو ما يشتق منه ، تسمى بالمنصوري ، والمنصور ، وابن منصور والنواصر ، والمناصرة ، وغير ذلك .
أما السلالة المحمدية – صان الله مجدها – فهي المنحدرة من العالم الولي ، الصالح ، ذي الفتوحات الربانية ، والكرامات الوصفية ، سيدي عبد الله بن سيدي منصور الحوتي الإدريسي الحسني . وأفراد هذه الأسرة قليلون بالمغرب ، منهم العالم عضو الديوان الملكي ، ومؤرخ المملكة المغربية ، الشريف سيدي عبد الوهاب ابن منصور ، محافظ ضريح الملك المجاهد الراحل محمد الخامس ، نور الله ضريحه ، وأخوه العالم النقيب سيدي المأمون القائد الممتاز ..... إلخ ). انتهى كلام الشريف المؤرخ أحمد الشباني الإدريسي .
علما بأن مؤلف الكتاب المؤرخ الشريف أحمد الشباني الإدريسي قد انتهج أفضل الطرق وأدقها وأكملها في البحث والاستقصاء وأجهد نفسه في البحث والتنقيب والرجوع إلى المراجع العلمية والصكوك المعتمدة وخاطب النقباء والمؤرخين وعمداء الأسر ورجع إلى الحجج والمستندات واعتمد على شهادة العلماء والقضاة والعدول وظهائر الملوك السعديين والعلويين ، كما أشار بنفسه إلى ذلك في مقدمة كتابه الصفحة 7 .
كما حاز الكتاب ومؤلفه وما بذل فيه من جهد على أعلى درجات التقدير والشكر والاعتماد من قبل كبار رجالات المملكة المغربية ، ومما ورد من خطابات الشكر والثناء والتقدير ما ذكر في الصفحة 80 إلى الصفحة 91 من ملحق الكتاب ومنها :
رسالة من مستشار صاحب الجلالة ، ورسالة من معالي الوزير الأول سيدي عز الدين العراقي الحسيني ، ورسالة من وزير الثقافة ، ورسالة من وزير العدل ، ورسالة من جناب مؤرخ المملكة المغربية ، ورسالة من جناب مدير الأوسيسكو ، ورسالة من سيدي محمد العراقي مدير دار السكة المغربية، ورسالة من نقيب الأشراف العلويين بالدار البيضاء ، ورسالة من الأستاذ العلامة مولاي أحمد البلغيثي من علماء القرويين ومؤرخ مغربي معروف .
كما ورد ذكر آل بنونة في عدد كبير من الكتب منها :
1 – كتاب ( سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس ) ، تأليف : الشريف أبي عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني 1274ــ 1345 تحقيق عبد الله الكامل الكتاني وحمزة بن محمد الطيب الكتاني ومحمد حمزة بن علي الكتاني الصادر من دار الثقافة – الدار البيضاء ، الجزء الأول الصفحة 412 والصفحة 413 .
2 – وكتاب ( تاريخ المغرب العربي الفاطميون وبنو زيرى الصنهاجيون إلى قيام المرابطين ) ، تأليف : البرفسور الدكتور سعد زغلول عبد الحميد ، الصادر من منشأة المعارف بالإسكندرية عام 1990 ، الجزء الثالث الصفحة 417 إلى 421 .
3– وكتاب ( تاريخ ابن خلدون ) ، تأليف : العلامة عبد الرحمن بن محمد بن خلدون طبعة عام 1391هـ - 1971م ، منشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان ،الجزء السادس الصفحة 16 و17 .
4– وكتاب ( فاس وباديتها مساهمة في تاريخ المغرب السعدي 1549م – 1637م ) ، تأليف : محمد مزين ، ونال على جائزة المغرب لسنة 1979 الصادر من مطبعة المعارف الجديدة –الرباط –المملكة المغربية جامعة محمد الخامس منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سلسلة : رسائل وأطروحات رقم 12 ، الجزء الأول الصفحة 122 والصفحة 123 .
مدى صحة ثبوت نسب آل بنونة :
وبذلك أكون قد أثبت نسبنا إثباتا علميا لا يرقى إليه شيء من الشك ، ونكون من النوع الأول في أقسام الشرفاء من حيث إثبات النسب ، وهم الذين ثبت نسبهم عن طريق الخبر الصادق على ألسنة قوم لا يتصور في العقل تواطؤهم على الكذب كالعلم الضروري ، وهم الذين ينزلون منزلة القطع ، فتواتر هذا النسب ، وأشتهر في كتب التاريخ والأنساب ، وصحة عمود النسب واتصاله تؤكده ، وإليك أورد بالتفصيل ما اعتمدت عليه في إثبات نسب آل بنونة :
1- كتب عن نسبنا المؤرخ الشريف أحمد الشباني الإدريسي في كتابه المشهور ( مصابيح البشرية في أبناء خير البرية ) ، وهو كتاب معروف معتمد في توثيق الأنساب ، ومؤرخ من الأشراف ، وباحث في علم الأنساب .
2- نقيب الأشراف التلمسانيين فضيلة الأستاذ الشريف سيدي المأمون ابن منصور الحسني ، شهد على نسبنا ووثقه في الكتاب السابق ، وكتبه بخط يده وراجعه قبل تدوينه في الكتاب السابق الذكر .
3- ومؤرخ المملكة المغربية الأستاذ الشريف سيدي عبد الوهاب ابن منصور الحسني ، شهد على نسبنا وكتب عنه بخط يده وراجعه قبل تدوينه في الكتاب السابق الذكر، و كلاهما ينتمي إلى نفس السلالة المحمدية التي ينتمي إليها آل بنونة وهي سلالة المولى عبد الله بن المولى إدريس الأزهر الشرفاء أولاد ابن منصور الحوتيون الحسنيون . فهما أعلم الناس بأنسابهم وأنساب من ينتمون إلى نفس النسب ، وأحرصهم على صون أنسابهم .
4- الرسم الذي رفعه التلمسانيون إلى جلالة السلطان ، مولانا الحسن الأول عام 1279 هـ ، احتجاجا على محاولة قنصل فرنسا بفاس التدخل في شؤونهم فكانت 1387 اسما . كل أسرة تشمل عددا من البيوت إلخ ما كتبه سيادة النقيب الشريف مولاي المامون ابن منصور . ( منقول من كتاب مصابيح البشرية في أبناء خير البرية ) صفحة234-235 .
5- شهادة وتوثيق عدد كبير من الشهود العدول الذين يستحيل تواطؤهم على الكذب عبر خطابات الشكر والثناء التي نالها كتاب مصابيح البشرية ونالها مؤلف الكتاب إزاء ما بذله من جهد جبار في البحث والاستقصاء – وقد سبق ذكرهم ، و وردت تلك الخطابات في ملحق الكتاب من الصفحة 80 إلى الصفحة 91 - حيث طاف ربوع المغرب شرقا وغربا وتلقى أجوبة على مراسلاته لكثير من الأسر النبوية ، وقام بجمع الكثير من الوثائق والرسوم والظهائر الملكية للملوك السعديين والعلويين .
6- كون نسب سلالة المولى عبد الله بن المولى إدريس الأزهر الشرفاء أولاد ابن منصور الحوتيون الحسنيون ، مصان من طرف سلاطين المغرب الذين أسسوا لهم نقابة للفصل بين شرفائهم ، وصون أنسابهم ، ولازالت النقابة منذ العهد السليماني إلى عهد صاحب الجلالة الحسن الثاني ، في ذرية سيدي عبد الله بن منصور الإدريسي الحوتي ، فهم أحرص الناس و أأمنهم على أنسابهم ما عدا فترتين قصيرتين ، تولى فيه النقابة شريف من آل ابن وضاح وأخرى شريف من آل ابن حربيط ، وأفرادها محصورون لا يستطيع أن ينتسب إليها دخيل .
7- تحققت وتثبت مما قاله الآباء والأجداد عن نسبنا ، وما سمعناه منهم جيلا بعد جيل ، وأثبت تلك الروايات ، وما أشتهر عنا من نسب شريف ، من كتب ومصادر معروفة معتمدة وبشهادة النقباء والمؤرخين والرسوم الملكية ، وشهادة عدد كبير من العدول .
8 – صحة عمود نسبنا واتصاله، فهو محفوظ في الكثير من الكتب والوثائق.
9– آل بنونة ( بن نونة ) ينتمون إلى قبيلة عربية معروفة ومشهورة وهي قبيلة بني هلال قال أحمد الشباني الادريسي مؤلف كتاب مصابيح البشرية في الصفحة 302 ( ومن ليس من قبيلة معروفة فهؤلاء فيهم من يخاف الغلط فيه وفيهم من يظن به عدم شرفه وفيهم من يتبين فيه عند البحث في أخبار أجداده في توارثهم وأنكحتهم وعمود أصولهم كذبهم .)
شجرة آل بنونة ( بن نونة )
{آدم عليه السلام ( أبو البشر جميعا ) ← إدريس عليه السلام ← نوح عليه السلام ← سام ← آزر ← ابراهيم عليه السلام ← إسماعيل عليه السلام ←عدنان ←معد ← نزار← مضر}1← {قيس عيلان ← خصفة ← عكرمة ← منصور ← هوازن (قبيلة عربية كبيرة تفرع منها كثير من القبائل ) ← بكر ← معاوية ← صعصعة ← عامر ← هلال ( قبيلة بني هلال قبيلة عربية كبيرة تفرع عنها الكثير من القبائل ) }2← {عبد مناف ← بنو عمرو← بنو قرة (ومنهم عمر المختار ) ← بنونة ( أحد قادة جيوش الفتح العربي لشمال أفريقيا في الحملة الهلالية ) }3 ← { آل بنونة من سلالة العالم الجليل سيدي الشرقي ← بن سيدي أحمد ← بن سيدي عمران ← بن سيدي محمد ← بن سيدي داود ← بن سيدي موسى ← بن سيدي عمران ( العمرانيون الهلاليون ) ← بن سيدي يزيد ← بن سيدي صفوان ← بن سيدي خالد ← بن سيدي زيد ← بن سيدي عبد الله ← بن سيدي منصور الحوتي ← بن المولى إدريس الأزهر ( الثاني ) ← بن مولانا إدريس الأكبر (الأول ) ← بن إمام المدينة المنورة مولانا عبد الله الكامل ← بن مولانا الحسن المثنى ← بن مولانا الحسن السبط ← بن أمير المؤمنين سيدنا علي ومولاتنا فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم }4.
قام بكتابة وإعداد شجرة آل بنونة ( بن نونة ) والبحث عنها و التحقق من صحتها في المراجع العلمية وكتب التاريخ والأنساب و المشجرات المعتمدة:
السيد الشريف نبيل بن أحمد بن عبد الغني بن محمد بن عبد الحفيظ بنونة العمراني الحوتي الإدريسي الحسني الهلالي .
المصادر والمراجع التي اعتمدت عليها في التحقق من شجرة آل بنونة ( بن نونة ) ونسبهم وإثباته من كتب التاريخ والأنساب :
1-
أ - كتاب (أطلس تاريخ الأنبياء والرسل) ، تأليف : أ . سامي المغلوث
الطبعة الثالثة 2001 إصدار مكتبة العبيكان ، الصفحة 46- 49.
ب - كتاب ( سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ) ، تأليف : أبي الفوز
محمد أمين البغدادي .
2-
أ - كتاب ( جمهرة أنسا ب العرب ) ، تأليف : ابن حزم الأندلسي
تحقيق عبد السلام هارون ، إصدار دار المعارف ، القاهرة ، صفحة 6 و273 و 482 .
ب - كتاب ( العصبية القبلية وأثرها في الشعر الأموي ) ، تأليف : د. إحسان النص ، إصدار دار اليقظة ، القاهرة 1963 .
ج – كتاب ( القبائل العربية انسابها وأعلامها ) ، تأليف : د. إحسان النص.
د – كتاب ( تاريخ العرب قبل الإسلام ) ، تأليف جواد علي ، إصدار دار العالم للملايين ، بيروت ، ومكتبة النهضة ، بغداد 1976 .
هـ – كتاب ( تاريخ الأدب العربي في العصر الجاهلي ) ، تأليف : شوقي ضيف ، إصدار دار المعارف ، القاهرة .
و – كتاب ( تاريخ الأدب العربي في العصر الإسلامي ) ، تأليف : شوقي ضيف ، إصدار دار المعارف ، القاهرة .
ز – كتاب ( سبائك الذهب في معرفة قبائل العرب ) ، تأليف : أبي الفوز محمد أمين البغدادي صفحة 155 و160و 161 .
3 –
أ – كتاب (تاريخ ابن خلدون ) ، تأليف : العلامة عبد الرحمن بن محمد بن خلدون طبعة عام 1391هـ - 1971م ، مشورات مؤسسة الأعلمي للمطبوعات بيروت – لبنان ، الجزء السادس الصفحة 16و 17 .
ب – كتاب ( تاريخ المغرب العربي الفاطميون وبنو زيري الصنهاجيون إلى قيام المرابطين ) ، تأليف : البرفسور سعد زغلول عبد الحميد ،
الصادر من منشأة المعارف الإسكندرية عام 1990 ، الجزء الثالث الصفحة 417 إلى 421 .
ج – مراجع إضافية :
كتاب ( نهاية الأرب )، تأليف : القلقشندي .
كتاب ( مسالك الأبصار ) ، تأليف : العمري .
كتاب ( موسوعة العشائر العراقية ) ، تأليف : ثامر حسين العامري ، المجلد الثامن الصفحة 112 .
كتاب ( عشائر العراق أصولها وفروعها ) ، تأليف : سعيد حسين عايد الجميلي .
كتاب ( ملحمة بني هلال بين الماضي والحاضر ) ، تأليف : عبد الكبير أحمد طه ابراهيم الهلالي .
4 –
أ – كتاب ( مصابيح البشرية في أبناء خير البرية ) ، تأليف : المؤرخ الشريف أحمد الشباني الادريسي ، الصادر من المملكة المغربية الدار البيضاء . مطبعة النجاح الجديدة الطبعة الأولى عام 1408 – 1987.
الصفحة رقم 232 ورقم 233 ورقم 234بداية السطر الثامن حيث ذكر آل بنونة و الصفحة رقم 235 والصفحة رقم 236 .
ب – كتاب ( الأشراف العمرانيون بالمغرب دراسة وثائقية ) ، عبد السلام البكاري ، إصدار البوكيلي للطباعة والنشر والتوزيع ، الطبعة الأولى 1996 ، صفحة 10 و34 و36و37و38 .
ج – كتاب ( سلوة الأنفاس ومحادثة الأكياس بمن أقبر من العلماء والصلحاء بفاس ) ، تأليف : الشريف أبي عبد الله محمد بن جعفر بن إدريس الكتاني 1274 – 1345 تحقيق عبد الله الكامل الكتاني وحمزة بن محمد الطيب الكتاني ومحمد بن حمزة بن علي الكتاني ، الصادر من دار الثقافة – الدار البيضاء ، الجزء الأول الصفحة 412 و413 .
د – كتاب ( فاس وباديتها مساهمة في تاريخ المغرب السعدي 1549- 1637 م ، تأليف : محمد مزين ، ونال على جائزة المغرب لسنة 1979 م الصادر من مطبعة المعارف الجديدة – الرباط – المملكة المغربية ، جامعة محمد الخامس منشورات كلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط سلسلة : رسائل وأطروحات رقم 12 ، الجزء الأول الصفحة 122 -123.
هـ - كتاب ( الفهرس في عمود نسب الأدارسة ) ، تأليف : المريني العياشي ، إصدار مؤسسة التغليف والطباعة والنشر والتوزيع للشمال – طنجة – الطبعة الأولى 1407 هـ - 1986م .
ألقاب الأشراف وأصولها :
العلويون :
جميع آل البيت ، علويون ، مردهم جميعا إلى سيدنا علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ، ومولاتنا فاطمة بنت مولانا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويلقب من ينتسب إليه بالعلوي .
ومن ابنيهما الحسن والحسين تفرع جميع أشراف العالم الإسلامي . وهما سيدا شباب أهل الجنة كما وردعن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ويلقب من ينتسب إلى نسل الحسن أو الحسين ( بالسيد الشريف ) ولا فرق في اللقب بين من ينتسب لأي منهما ، ويكتب هذا اللقب قبل اسم حامله . راجع كتاب (مرآة جزيرة العرب ) بتصرف ، تأليف : أيوب صبري باشا ، الجزء2 ، الصفحة265 و266 .
الحسنيون :
نسبة إلى سيدنا الحسن بن الإمام سيدنا علي كرم الله وجهه إمام المدينة المنورة على رسولنا أفضل الصلاة والسلام ، ويلقب من ينتسب إليه بالحسني .
الحسينيون :
نسبة إلى سيدنا الحسين بن الإمام سيدنا علي كرم الله وجهه إمام المدينة المنورة على رسولنا أفضل الصلاة والسلام ، ويلقب من ينتسب إليه بالحسيني .
الإدريسيون :
لقب يطلق على كل من ينحدر من ذرية المولى إدريس الأكبر فاتح المغرب ، وأصل السلالة الإدريسية دفين مدينة زرهون جد الأشراف الأدارسة ، وابنه وحيده المولى إدريس الأزهر رضي الله عنهم جميعا ، ويلقب من ينتسب إليه بالإدريسي .
الحوتيون :
لقب يطلق على كل من ينتسب إلى سيدنا عبد الله ابن سيدنا منصور الحوتي الإدريسي الحسني ، وأفرادها محصورون لا يستطيع أن ينتسب إليها دخيل . والحوتيون نسبة لعين الحوت الواقعة على بعد سبع كيلومترات من مدينة تلمسان ، وجميع الشرفاء التلمسانيون أدارسة من ذرية مولانا إدريس ، دفين مدينة فاس ، استقروا في تلمسان ومنهم من استقر بفاس ، ويلقب من ينتسب إليه بالحوتي .
من خصائص آل البيت :
ومن خصائص آل البيت ما ذكره ابن القيم في كتابه جلاء الأفهام في الصلاة والسلام على خير الأنام ( ج:1 الصفحة : 309 ) :
لبيت نبي الله الخليل إبراهيم خصائص تميز بها عن كثير من بيوت العالم ، و أهل بيت محمد صلى الله عليه وسلم روضة من رياض ذلك البيت العظيم ، و زهرة من بستان عظيم غرسته و حاطته يد خليل الرحمن عليه الصلاة والسلام ، رعاها في الشام و في الحجاز ، فأخرج الله من ذريته الأنبياء والصالحون ، و منهم من تنكب عن سبيل أبيه ، فكان كما قال الله عنهم 
و منهم ظالم لنفسه مبين ) .
و من أحسن من تكلم على خصائص بيت أبي الأنبياء و عمود العالم الثاني ، الإمام العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى ، حيث قال :
( … ولما كان هذا البيت المبارك المطهر أشرف بيوت العالم على الإطلاق خصهم الله سبحانه وتعالى منه بخصائص :
منها : أنه جعل فيه النبوة والكتاب فلم يأت بعد إبراهيم عليه السلام نبي إلا من أهل بيته . و منها : أنه سبحانه جعلهم أئمة يهدون بأمره إلى يوم القيامة فكل من دخل الجنة من أولياء الله بعدهم فإنما دخل من طريقهم وبدعوتهم .
و منها : أنه سبحانه أتخذ منهم الخليلين إبراهيم ومحمدا عليهما السلام ، وقال تعالى : (واتخذ الله إبراهيم خليلا ) النساء ( آية :125) . و قال النبي : ( إن الله اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا ) ، و هذا من خواص هذا البيت .
و منها : أنه أجرى على يديه بناء بيته الذي جعله قياما للناس وقبلة لهم وحجا فكان ظهور هذا البيت من أهل هذا البيت الأكرمين .
ومنها : أنه أمر عباده بأن يصلوا على أهل هذا البيت كما صلى على أهل بيتهم وسلفهم وهم إبراهيم وآله وهذه خاصة لهم .
و منها : أنه أخرج منهم الأمتين المعظمتين اللتين لم تخرجا من أهل بيت غيرهم وهم أمة موسى وأمة محمد عليهما السلام ، و أمة محمد تمام سبعين أمة هم خيرها وأكرمها على الله .
و منها : أن الله سبحانه أبقى عليهم لسان صدق وثناء حسنا في العالم فلا يذكرون إلا بالثناء عليهم والصلاة والسلام عليهم قال تعالى : ( وتركنا عليه في الآخرين سلام على إبراهيم كذلك نجزي المحسنين الصافات ) (آية : 108 و 110) .
و منها : جعل أهل هذا البيت فرقانا بين الناس فالسعداء أتباعهم ومحبوهم ومن تولاهم والأشقياء من أبغضهم وأعرض عنهم وعاداهم فالجنة لهم ولأتباعهم والنار لأعدائهم ومخالفيهم .
ومنها : أنه سبحانه جعل ذكرهم مقرونا بذكره فيقال إبراهيم خليل الله ورسوله ونبيه ، و محمد رسول الله وخليله ونبيه ، و موسى كليم الله ورسوله ، قال تعالى لنبيه يذكره بنعمته عليه : ( ورفعنا لك ذكرك ) الانشراح ( آية: 4 ) . قال ابن عباس رضي الله عنهما : إذا ذكرت معي ، فيقال لا إله إلا الله محمد رسول الله في كلمة الإسلام وفي الآذان وفي الخطب وفي التشهدات وغير ذلك .
و منها : أنه سبحانه جعل خلاص خلقه من شقاء الدنيا والآخرة على أيدي أهل هذا البيت فلهم على الناس من النعم ما لا يمكن إحصاؤها ولا جزاؤها ولهم المنن الجسام في رقاب الأولين والآخرين من أهل السعادة والأيادي العظام عندهم التي يجازيهم عليها الله عز وجل .
و منها : أن كل ضر ونفع وعمل صالح وطاعة لله تعالى حصلت في العالم فلهم من الأجر مثل أجور عامليها فسبحان من يختص بفضله من يشاء من عباده .
و منها : أن الله سبحانه وتعالى سد جميع الطرق بينه وبين العالمين وأغلق دونهم الأبواب فلم يفتح أحد قط إلا من طريقهم وبابهم . وقال الجنيد رحمه الله يقول الله عز وجل لرسوله : ( وعزتي وجلالي لو أتوني من كل طريق أو استفتحوا من كل باب لما فتحت لهم حتى يدخلوا خلفك ).
و منها : أنه سبحانه خصهم من العلم بما لم يخص به أهل بيت سواهم من العالمين فلم يطرق العالم أهل بيت أعلم بالله وأسمائه وصفاته وأحكامه وأفعاله وثوابه وعقابه وشرعه ومواقع رضاه وغضبه وملائكته ومخلوقاته منهم فسبحان من جمع لهم علم الأولين والآخرين .
ومنها : أنه سبحانه خصهم من توحيده ومحبته وقربه والاختصاص به بما لم يختص به أهل بيت سواهم .
و منها أنه سبحانه مكن لهم في الأرض واستخلفهم فيها وأطاع أهل الأرض لهم ما لم يحصل لغيرهم .
و منها : أنه سبحانه أيدهم ونصرهم وأظفرهم بأعدائه وأعدائهم بما لم يؤيد غيرهم .
و منها : أنه سبحانه محا بهم من آثار أهل الضلال والشرك ومن الآثار التي يبغضها ويمقتها ما لم يمحه بسواهم .
ومنها : أنه سبحانه غرس لهم من المحبة والإجلال والتعظيم في قلوب العالمين ما لم يغرسه لغيرهم .
و منها : أنه سبحانه جعل آثارهم في الأرض سببا لبقاء العالم وحفظه فلا يزال العالم باقيا ما بقيت آثارهم فإذا ذهب آثارهم من الأرض فذاك أوان خراب العالم قال الله تعالى : ( جعل الله الكعبة البيت الحرام قياما للناس والشهر الحرام والهدي والقلائد ) المائدة (آية : 97 ) . قال ابن عباس رضي الله عنهما في تفسيرها : لو ترك الناس كلهم الحج لوقعت السماء على الأرض . وقال : لو ترك الناس كلهم الحج لما أنظروا ، وأخبر النبي أن في آخر الزمان يرفع الله بيته من الأرض وكلامه من المصاحف وصدور الرجال فلا يبقى له في الأرض بيت يحج ولا كلام يتلى فحينئذ يقرب خراب العالم وهكذا الناس اليوم إنما قيامهم بقيام آثار نبيهم وشرائعه بينهم وقيام أمورهم وحصول مصالحهم واندفاع أنواع البلاء والشر عنهم بحسب ظهورها بينهم وقيامها وهلاكهم وعنتهم وحلول البلاء والشر بهم عند تعطلها والإعراض عنها والتحاكم إلى غيرها واتخاذ سواها ومن تأمل تسليط الله سبحانه على من سلطه على البلاد والعباد من الأعداء علم أن ذلك بسبب تعطيلهم لدين نبيهم وسننه وشرائعه فسلط الله عليهم من أهلكهم وأنتقم منهم حتى أن البلاد التي لآثار الرسول وسننه وشرائعه فيها ظهور دفع عنها بحسب ظهور ذلك بينهم .
و هذه الخصائص وأضعاف أضعافها من آثار رحمة الله وبركاته على أهل هذا البيت فلهذا أمرنا رسول الله أن نطلب له من الله تعالى أن بارك عليه وعلى آله كما بارك على هذا البيت المعظم صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين .
و من بركات أهل هذا البيت أنه سبحانه أظهر على أيديهم من بركات الدنيا والآخرة ما لم يظهره على يدي أهل بيت غيرهم .
و من بركاتهم وخصائصهم أن الله سبحانه أعطاهم من خصائصهم ما لم يعط غيرهم فمنهم من أتخذه خليلا ، ومنهم الذبيح ، ومنهم من كلمه تكليما وقربه نجيا ، ومنهم من آتاه شطر الحسن وجعله من أكرم الناس عليه ، و منهم من آتاه ملكا لم يؤته أحد غيره ، ومنهم من رفعه مكانا عليا .
ولما ذكر سبحانه وتعالى هذا البيت وذريته أخبر أن كلهم له فضله على العالمين .
ومن خصائصهم وبركاتهم على أهل الأرض أن الله سبحانه رفع العذاب العام عن أهل الأرض بهم وببعثتهم وكانت عادته سبحانه في أمم الأنبياء قبلهم أنهم إذا كذبوا أنبياءهم ورسلهم أهلكهم بعذاب يعمهم كما فعل بقوم نوح وقوم هود وقوم صالح وقوم لوط فلما أنزل الله سبحانه وتعالى التوراة والإنجيل والقرآن رفع بها العذاب العام عن أهل الأرض وأمر بجهاد من كذبهم وخالفهم فكان ذلك نصرة لهم بأيديهم وشفاء لصدورهم واتخاذ الشهداء منهم وإهلاك عدوهم بأيديهم لتحصيل محابه سبحانه على أيديهم وحق بأهل بيت هذا بعض فضائلهم أن لا تزال الألسن رطبة بالصلاة عليهم والسلام والثناء والتعظيم والقلوب ممتلئة من تعظيمهم ومحبتهم وإجلالهم وأن يعرف المصلي عليهم أنه لو أنفق أنفاسه كلها في الصلاة عليهم ما وفى القليل من حقهم فجزاهم الله عن بريته أفضل الجزاء وزادهم في الملأ الأعلى تعظيما وتشريفا وتكريما وصلى عليهم صلاة دائمة لا انقطاع لها وسلم تسليما ) انتهى كلام ابن القيم رحمه الله تعالى .
وقد حث المصطفى على حبهم والقيام بحقهم فقد ورد في السنن لابن ماجة ( 1 : 50 – 140 ) عن العباس رضي الله عنه قال : كنا نلقى النفر من قريش وهم يتحدثون فيقطعون حديثهم ، فذكرنا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ( ما بال أقوام يتحدثون ، فإذا رأوا الرجل من أهل بيتي ، قطعوا حديثهم . والله لا يدخل قلب رجل الإيمان ، حتى يحبهم لله ولقرابتهم مني ) .
وفي ما رواه البزار في مسنده كشف الأستار للهيثمي ( 3 : 110 – 2363 ) . من حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال :
قالت صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها استقبلني عمر بن الخطاب فقال : إن قرابتك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لن تغني عنك من الله شيئا . قال فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقال : ( يا بلال ، هجر بالصلاة ) . فهجر بلال بالصلاة ، فصعد النبي صلى الله عليه وسلم المنبر ، فحمد الله وأثنى عليه ، ثم قال : ( ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنفع ! كل نسب وسبب منقطع يوم القيامة ، إلا سببي ونسبي ، فإنها موصلة في الدنيا والآخرة ) .
الخاتمة :
وبالرغم من هذا الحسب والنسب والشرف الذي لا يدنو منه أي حسب وأي نسب وأي شرف لكائن من كان على وجه الأرض ، إلا لمن أكرمه الله وكرمه بالانتساب لآل البيت النبوي الشريف ، فلا ينبغي لنا أن نتكل على أحسابنا وأنسابنا وحدها ، فحمل هذا اللقب ليس تشريفا فقط وإنما هو تكليف ، فلتكونوا قدوة للأخرين فكم أسلمت شعوب وقبائل بسبب القدوة الحسنة ، وعليكم بحمل الرسالة بالدعوة لهذا الدين وتعليمه وهذه هي مهمة الأنبياء التي بعثوا من أجلها ومهمة آل البيت من بعدهم . ولتكونوا سببا في ازدياد حب الناس للرسول وآل بيته بحسن تعاملكم وتدينكم وأخلاقكم، ولابد من العمل الصالح والعلم النافع الذي يرفع الله به أناس ويضع به آخرين ، فكم هدم الجهل مجد بيوت شيدها العز و بناها الشرف ، ولابد من إخلاص النية لله تعالى فالله لا يقبل من الأعمال إلا ما كان خالصا لوجهه الكريم صوبا على هدي نبيه المصطفى ، وكل هذا لابد أن يكون في قالب من التواضع الجم والتحلي بمكارم الأخلاق الإسلامية السامية ، سئلت عائشة رضي الله عنها وعن أبيها عن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت : ( كان خلقه القرآن ) . فالرسول الحبيب قدوتنا ، ورضى الله هو هدفنا الأعظم في الدنيا والآخرة ، والقرآن رفيقنا ومرجعنا ومنهج حياتنا ، فالإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك وهو أعلى مراتب الدين .
قال تعالى : ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) . الحجرات( آية : 13 ). فأكرم الناس أكثرهم تقوى وصلاحا ، وأفضلهم حسبا أحسنهم خلقا .
والناس بنو آدم ، وخلق الله آدم من تراب ، ولذلك نهى صلى الله عليه وسلم عن الكبر والتعاظم والتفاخر بالأنساب فالناس رجلان : بر تقي كريم على الله ، وفاجر شقي هين على الله . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم ).
ولأحمد من حديث علي بن رماح ، عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن أنسابكم هذه ليست بمسبة على أحد ، كلكم بنو آدم ، طف الصاع لم يملأه . ليس لأحد على أحد فضل إلا بدين وتقوى ... ) أخرجه مسلم 5 : 160 (16993 ) .
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من بطأ به عمله ، لم يسرع به نسبه ) .جمهرة الأمثال للعسكري (2 
274 .
والمعنى : أن من قصر في العمل ، لم ينفعه النسب . وهو كقوله صلى الله عليه وسلم : ( يا بني هاشم ، لا يجيئني الناس بالأعمال ، وتجيئوني بالأنساب ) .
وورد في الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (3 : 192 - 911 ) قوله صلى الله عليه وسلم : ( أولى الناس بي يوم القيامة ، أكثرهم علي صلاة ) .
ومن لا يصلي على آل البيت لا تقبل صلاته ، فعن أبي مسعود الأنصاري البدري رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( من صلى صلاة لم يصل فيها علي وعلى أهل بيتي ، لم تقبل منه ) . أخرجه الدار قطني في السنن ( 1 : 355 – 6 ) .
وورد في صحيح البخاري ( 4 : 163 – 6457 ) . وصحيح مسلم ( 1 : 305 – 56 / 69 ). عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال : لقيني كعب بن عجرة رضي الله عنه فقال : ألا أهدي لك هدية سمعتها من النبي صلى الله عليه وسلم ؟
قلت: بلى ، قال سألنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : يا رسول الله ! كيف الصلاة عليكم أهل البيت ؟
قال صلى الله عليه وسلم : ( قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد ، كما صليت على إبراهيم إنك حميد مجيد . وبارك على محمد وعلى آل محمد ، كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ) .
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين .
المواضيع المتشابهه
مركز رفع الملفات
رد: شجرة نسب آل بنونة بالمغرب والسعودية
العرض العادي
