السيد الكريم محسن العروسي
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
شكرا جزيلا على مدحكم فما نحن الا طلاب علم فقراء له اشد الفقر و قد بحثنا عن نسب جدنا سيدي محمد الملقب بنائل و معرفة اولاده الصلب و فروعه بالتدقيق و تحري الصدق من الرواة
وجدنا سيدي نائل مدفون بحمادة واد اللحم قريبا من عين الحجل بالمسيلة .
لكننا في بحثنا اعترضتنا الكثير من العراقيل منها ما يخص ندرة المصادر المكتوبة فاغلب الروايات شفوية سماعية متواترة تتكلم عن جدنا سيدي نائل حيث عرف عنه انه آثر حياة الزهد والبادية و الصحراء و رعي الاغنام عن العيش في الحواضر و المدن بعد وفاة شيخه الولي الصالح سيدي احمد بن يوسف صاحب مليانة سنة 1526 تقريبا و سار اولاده بعده على هذا النهج حيث تكاثروا و ازدادت اعدادهم بركة من الله سبحانه تعالى و دعوة صالحة من شيخه احمد بن يوسف و الصالحين الذين قام بخدمتهم في ذلك العهد
و قد عرف اولاد نائل بالكرم و الجود في تاريخهم و تخضيب خيامهم باللون الاحمر و قيل نسبة للساقية الحمراء حيث ان جدهم هو اول من خضب خيمته باللون الاحمر
سيدي الكريم محسن العروسي لقد ذكر سيدي محمد نائل في مخطوط اثمد الابصار لعبدالرحمان الفاسي
و قد علمنا انكم تعزمون على نشره فجزاكم الله خيرا و بركة و يمنا و منة و سعادة في الدارين الدنيا و الاخرة
سيدي محسن العروسي ارجو من سياتكم بما انكم في بلد الاشراف المغرب الشقيق ان تحققوا لنا نسب جدنا سيدي محمد نائل و ان تبحثوا لنا عن اخباره رحمكم الله سبحانه و سدد خطاكم.
سيدي محسن العروسي ان النسبة لال البيت صعبة و مسؤلية عند الله كبيرة جدا لهذا وجب تحري الصدق والحقيقة
إن الأنساب أمرها صعب جدا و خطير, وشأنها عظيم, ليست طعمة سائغة لكل أحد يعبث فيها أو يغير فيها, فمن كفر نعمة أبيه وانتسب لغير أبيه يريد الغنى أفقره الله, ومن انتسب لغير أبيه يريد العزة أذله الله, ومن انتسب لغير أبيه يريد الكرامة أهانه الله.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: " لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فقد كفر"صحيح البخاري (12/54) حديث ( 6768) ومن ادعى إلى غير أبيه أو انتمى إلى غير مواليه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين لا يقبل الله منه يوم القيامة صرفا ولا عدلا" وهذا يشمل الأب القريب والأب البعيد فالكل في الحكم سواء
ولقد عد كثير من العلماء انتساب المرء إلى غير أبيه من الكبائر التي يخشى على صاحبها الوعيد ويدخل في هذا الوعيد المقر بالنسب الباطل والمزور للنسب الباطل فعن سعد بن وقاص رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من ادعى الى غير أبيه-وهو يعلم أبيه- فالجنة عليه حرام"صحيح البخاري،
ومن حديث أبي ذر الغفاري رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول" ليس من رجل أدعى لغير أبيه- وهو يعلمه – ألا كفر بما انزل على محمد، ومن أدعى قوما ليس فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار" صحيح البخاري.. أي انتسب لغير أبيه رغبةً عنه مع علمه به،
وهذا إنما يفعله أهل الجفاء والجهل والكبر؛ لخسة منصب الأب، ودناءته، فيرى الانتساب إليه عاراً، ونقصاً في حقه، ولا شك أن هذا محرم معلوم التحريم، وقال النووي في شرح مسلم (9/144): (هذا صريح في غلظ تحريم انتماء الإنسان إلى غير أبيه; لما فيه من كفر النعمة، وتضييع حقوق الإرث والولاء والعقل وغير ذلك, مع ما فيه من قطيعة الرحم والعقوق) ، أي أن إنكار النسب قد يكون كفراً والعياذ بالله قال تعالى: "ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ"
ولذلك كان التبني في الإسلام حرامًا بدلالة الآية الكريمة، و لما فيه تلبيس على الناس فيجب على من فعل ذلك التوبة إلى الله وإعادة الحق إلى نصابه بالانتساب إلى أبيه الشرعي0 إن تغيير اسم الأب في العاده يكون بقصد تحقيق مصالح دنيوية نتنة،أو لكسب وجاهة مزعومة، أو بغية الترفع عن الانتساب إليهم، فما ذاك إلا من الكذب والزور القبيحين مع ما يحمل في ثناياه من احتقار لأبيه وعائلته وقبيلته بالتبرؤ من الانتساب إليهم، مما يجعله ذنباً في مصاف أكبر الكبائر والعياذ بالله، فضلاً عما يترتب على تغيير الأنساب من تحريم لما أحل الله وإحلال لما حرم الله، وذلك من الفساد الكبير في الأرض والشر المستطير الذي قلما يحصل التخلص منه نظراً للالتباس الفاحش الناجم عنه والفوضى العارمة المترتبة عليه.
إن اللعب بالأنساب حينما ينسب الرجل نفسه لغير أبيه فيقول إنه ابن فلان وليس كذلك, سواء انتسب إلى أب غير أبيه أو إلى جد غير جده, أو إلى قبيلة غير قبيلته فعليه لعنة الله، ورسوله والناس أجمعين, حينما جحد نعمة والديه, وحينما عبث بنسبه وادعى ما ليس له. قبيح اشد القبح أن يتكبر الولد على أبيه .. فيشمئز من اسم أبيه أو نسبه .. فيبدله و يحرفه، إن تغيير الإنسان لنسبه فيه جحد لنعمة الله وعقوق للوالدين .. ولهذا فإذا جحد الولد أباه ونسبته إليه حلت عليه لعنة الله، حينما يعق والده حلت عليه لعنة الله, حينما جحد قرابته وتكبر لأي أمر من الأمور.. كمنصب أو مال أو جاه دنيوي .. حلت عليه لعنة الله, حينما غش المسلمين حلت عليه لعنة الله, وحينما دخل في قوم وليس منهم حلت عليه لعنة الله.