بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الفقيه الشاعر علي بن الحسين المرتضى (ت 436 هـ)، ينشد في قصيدة تحت عنوان
"وهل لي سلوان" من الطويل:
ألا إنَّ يومَ الطف أدمى محاجراً ** وأدوى قلوبا ما لهنَّ دواءُ
وإنَّ مصيباتِ الزمانِ كثيرةٌ ** ورُبَّ مصابٍ ليس فيه عزاءُ
فيا لائما في دمعتي أو مفنِّداً ** على لوعتي واللّومُ منه عناءُ
فما لكَ منِّي اليومَ إلا تلهُّفٌ ** وما لكَ إلا زَفرةٌ وبكاءُ
إلى ان يصل موضع الشاهد:
دعوا قلبيَ المحزونَ فيكم يُهيجُهُ ** صباحٌ على أخراكُمُ ومساءُ
فليس دموعي من جفوني وإنما ** تقاطّرنَ من قلبي فهُنَّ دما
ومن الصور المتقابلة قول علي بن منصور (ق 5) في وصف واقعة كربلاء:
أباد الأكرمين بني عليٍّ ** يزيدٌ والدَّعي إلى سُميّة
شفيعٌ في المعادِ لنا أبوهُم ** ويشفعُ في المعادِ لهم أمَيّة
"من عليا قريش" يقابل فيها قصيدة لأهل قزوين في مصاب الحسين (ع) وفيها:
رأس ابن بنت محمد ووصيه ** للمسلمين على قناة يرفع
فأنشأ المعري:
مسَحَ الرسولُ جَبينَه ** فلَه بريقٌ في الخُدودِ
أبواه مِن عَليا قُرَيـ ** ـشِ وجدُّه خيرُ الجُدودِ
والمعري صاحب القصيدة المشهورة من الخفيف تحت عنوان "شاهدان"، ومطلعها:
علّلاني فإنَّ بيض الأماني ** فنيت والظلام ليس بفان
ثم يضيف:
وعلى الدَّهر من دماء الشهيدَيـ ** عليٍ ونجله شاهدانِ
فهما في أواخرِ الليلِ فجرا ** نِ وفي أولياته شفقانِ
إلى أن يقول:
وبهم فضَّل المليكُ بني حواء حتى سَمَوا على الحَيَوان
شُرِّفوا بالشِّراف والسُّمرُ عيدا ** نٌ إذا لم يُزَنَّ بالخِرصانِ
ويستوحي مروان بن محمد السروجي (ت 460 هـ) من قول النبي محمد (ص): (حب آل محمد جواز على الصراط) وقوله (ص): (أثبتكم على الصراط أشدكم حباً لأهل بيتي)، فينشد من الطويل تحت عنوان "حب العترة" في مقطوعة ومطلعها:
عليك بتقوى الله ما عشت إنه ** لك الفوز من نار تقاد بأغلال
إلى أن يقول:
وحبُّ عليٍّ والبتولِ ونسلها ** طريقٌ إلى الجنّات والمنزلِ العالي