هذا الكتاب السلسلة الوافية والياقوتة الصافية في أنساب أهل البيت المطهر أهله بنص الكتاب
للإمام أحمد بن محمد العشماوي ثم المكي رحمه الله وأنفسنا ببركاته اللهم آمين
بسم الله الرحمن الرحيم
- 226 -
الحمد لله حمدا يوافي نعمه , ويكافي مزيده , وأشهد أن لا اله إلا الله
وحده لا شريك له, شهادة أعدها للنجاة من هول الموت والقبر وما
بعده وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله , أكرم خلقه عليه , المشفع
عنده, صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه, ومن أحب قرباه ووده.
أما بعد فيقول أفقر العباد إلى مولاه الجبار , محمد بلهاشمي بن أبي بكر
بن عبدالقادر بن بكار الحسيني نسبا ومحتدا الغريسي المعسكري وطنا
ومولدا لما عزمت على طبع الكتاب المسمى (كتاب السلسلة الوافية
والياقوتة الصافية) في تاريخ الأنساب للإمام أحمد العشماوي ليزداد
بين المسلمين نشره ويحفظ بقاؤه ويعم المحبين في الدارين نفعه ووقع
الاختيار لذلك على نسخة منه بخط العلامة الولي الصالح الشيخ أحمد
الحراثي المتوفي في مدينة سيق في أواسط القرن الرابع عشر وصححتها
بمقابلتها بنسختين منه أحدهما من خزانة الشيخ مولاي علي في مدينة
معسكر والأخرى من خزانة الشيخ شعيب الجليل قاضي مدينة تلمسان
فوجدت النسخ الثلاث تكاد تتحد في ذكر الأنساب غير أن
نسخة الشيخ الحراثي تزيد ببعض الأنساب وبالأخص أهل
القرن الحادي عشر كسيدي علي الشريف وأهل القرن الثاني عشر
كسيدي عبدالقادر المختار وبذلك يبلغ عدد صفحاتها نحو مائة
وأربعين صفحة بين ما يبلغ عدد الصفحات كل من النسختين الآخرين نحو
ثمانين صفحة والسبب في ذلك أن كتاب العشماوي المذكور تناوله كثير
من أكابر علماء التاريخ تناولوه بالجمع والتحرير والتلخيص وبالشهادات على
صحة ما فيه كما سيأتي التصريح بذلك في آخر هذا الكتاب ويرشد إليه
- 227 -
ما في أول الكتاب من تكرار الحمدلة في الابتدآء وتعدد الأسماء وبذلك
والله أعلم صار كتاب العشماوي نوعين كتاب صغير أي غير مزيد فيه
وكتاب كبير أي مزيد فيه وهذا الأخير هو الذي عزمنا على طبعه إن
شاء الله ثم رأيت في مقدمته بعض تطويل وتكرير وغموض للمعنى في
بعض أساليب التعبير فأردت أن اختصرها وأقتصر على ما لا بد منه
في جوهرها وعلى واضح المعنى من لفظها ليسهل الوصول لنشر المقصود من
الكتاب بعون الملك الوهاب هو حسبي لا إله إلا هو عليه توكلت
وإليه أنيب, وحيث ذكرت كلاما من غير المقدمة أفتحه بقولي قلت
وأختمه بقولي انتهى فأقول مستعينا بالله مرتجيا منه التوفيق وحسن القبول.
قال الشيخ الولي الصالح العنبر الفايح الفقيه النبيه الوجيه الحبر النزيه العالم
العلامة البحر الفهامة التحرير البدر المنير قليل الشر في زمانه كثير الخير
الواقف على حدود الله القايم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم صاحب
الأسرار الفاخرة والأنوار الزاهرة الإمام أحمد بن محمد بن أبي القاسم
بن أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن بن محمد العشماوي ثم المكي رحمه
الله تعالى ونفعنا ببركاته أمين هذا كتاب السلسلة الوافية والياقوتة الصافية
فيه من الأنوار الزاهرة والسلسلة الطاهرة في الأشراف والكتب الظراف
قال عيسى بن موسى بن أبي بكر المزوني ثم المغيلي ثم الزاندي ثم التجاني
عن الإمام العارف بالله الواقف على حدود الله القايم بسنة رسول الله صلى
الله عليه وسلم التقي الزكي سيدي محمد بن أحمد بن محمد بن عبد الله
هذا كتاب الجوهرة الكبرى وفيه منافع المسلمين وأهل البيت المعروفين
وأهل العقول العارفين وأهل العلم الراسخين والفقهاء المحققين والطلبة
- 228 -
الراغبين وفيه كرامة أهل البيت فيا سعادتهم ويا فرحتهم ويا سعد من
كان يخدمهم ويناسبهم ويجاورهم ويحسن معهم ولو بالكلام الطيب
ويشاركهم في أنسابهم الطاهرة الحمد لله وحده والصلاة والسلام على
رسول الله. قال الولي الصالح الشيخ الكامل السني إمام الطريقة السالك
في الحقيقة سيدي محمد بن أحمد بن علي بن عبدالجليل بن عبدالعظيم
التونسي عن الإمام العارف بالله الواقف على حدود الله القايم بسنة رسول
الله صلى الله عليه وسلم الإمام علي ابن خلدون المدني رضي الله عنه في قول
الجمهور في التعريف بآل النبي صلى الله عليه وسلم وغزواته وقرابته
وأزواجه وذريته وأصحابه وآله وعمده. الحمد لله هذا كتاب الاعتبار
وجواهر الاختيار والتعريف بآل النبي المختار صلى الله عليه وسلم أنآء الليل
وأطراف النهار ولم يزل نوره ينتقل من الأصلاب الطيبة إلى الأرحام
الطاهرة إلى أن بعثه الله من أشراف العرب وأزكاها في الحسب والنسب
قال الراوي خلق نور النبي صلى الله عليه وسلم قبل العرش والكرسي
بستمائة ألف عام وخلق العرش والكرسي قبل دحو الأرض بستمائة ألف قلت
وروي عن ابن عباس رضي الله عنه لما أراد الجليل جل جلاله وتقدست
صفاته وأسماؤه أن يخلق سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم قبض
قبضة من نوره فقال لها كوني محمدا فكانت وهو أول مخلوق خلقه الله
قبل العرش والكرسي بستة آلاف سنة فأمر جبريل عليه السلام أن يأتيه
بطينة من موضع قبره فعجنها بماء التسنيم وغمسها في ماء الكوثر حتى
صارت كالدرة البيضاء لها نور وشعاع عظيم ثم أمر الله الملائكة أن
يطوفوا بها السماوات السبع وحضرة القدس وخلق منها آدم عليه السلام
فلما خلقه الله تعالى وضع نور سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم في